تعز: 15 ساعة من القتال تعيد ظبي الأعبوس إلى «الشرعية»

«الصحة العالمية» تستجيب لنداء هيئة «مستشفى الثورة»

منظر عام لحيفان التابعة لمحافظة تعز التي استماتت الميليشيات لتسيطر عليها ومنيت بالخسارة أمس (أ.ف.ب) - عناصر من قوات الشرعية في حيفان بعد معركة شرسة انتهت 
بطرد الحوثيين من المحافظة الواقعة جنوب تعز أمس (أ.ف.ب)
منظر عام لحيفان التابعة لمحافظة تعز التي استماتت الميليشيات لتسيطر عليها ومنيت بالخسارة أمس (أ.ف.ب) - عناصر من قوات الشرعية في حيفان بعد معركة شرسة انتهت بطرد الحوثيين من المحافظة الواقعة جنوب تعز أمس (أ.ف.ب)
TT

تعز: 15 ساعة من القتال تعيد ظبي الأعبوس إلى «الشرعية»

منظر عام لحيفان التابعة لمحافظة تعز التي استماتت الميليشيات لتسيطر عليها ومنيت بالخسارة أمس (أ.ف.ب) - عناصر من قوات الشرعية في حيفان بعد معركة شرسة انتهت 
بطرد الحوثيين من المحافظة الواقعة جنوب تعز أمس (أ.ف.ب)
منظر عام لحيفان التابعة لمحافظة تعز التي استماتت الميليشيات لتسيطر عليها ومنيت بالخسارة أمس (أ.ف.ب) - عناصر من قوات الشرعية في حيفان بعد معركة شرسة انتهت بطرد الحوثيين من المحافظة الواقعة جنوب تعز أمس (أ.ف.ب)

استعادت قوات الشرعية في محافظة تعز، عددا من المواقع التي كانت انسحبت منها في منطقة ظبي الأعبوس في جبهة حيفان جنوب تعز، بعدما انسحبت منها جراء نقص الذخيرة والقصف العنيف الذي طالها من قبل ميليشيات الحوثي والقوات الموالية للمخلوع صالح من جبال الريامي والهتاري والجزب.
وتزامنت استعادة قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية مواقع في الجبهة الجنوبية مع مواصلة الميليشيات الانقلابية خروقاتها للهدنة التي تم الاتفاق عليه في 10 أبريل (نيسان) الماضي، وذلك من خلال التحشيد والدفع بتعزيزات عسكرية، من أفراد وآليات عسكرية، إلى مواقع تمركزها المحيطة بالمدينة ومواقع تمركزها في صبر وجبل حبشي والضباب ومقبنة وحيفان والوازعية.
وقال حسام الخرباش، القيادي في جبهة حيفان، لـ«الشرق الأوسط» إن «جبهة ظبي الأعبوس شهدت، أمس، اشتباكات عنيفة بين قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية، من جهة، والميليشيات الانقلابية، من جهة أخرى، استمرت لأكثر من 15 ساعة، وشنت فيها ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح هجوما ع نيفا على مواقع المقاومة والجيش، ودارت معارك كر وفر بين الطرفين، واستخدم في الاشتباك جميع أنواع الأسلحة، بالإضافة إلى قصف مدفعي عنيف، في ظل صمود أبطال الجيش والمقاومة أمام كثافة النيران والقصف المدفعي والفرق في الإمكانات».
وأضاف: «تعد جبهة الأعبوس حيفان هي الأشد خلال اليومين الماضيين؛ حيث المعارك مستمرة فيها، والميليشيات الانقلابية تكثف من قصفها على مواقع المقاومة الشعبية والجيش الوطني في ظبي الأعبوس والقرى المجاورة لها».
وذكر الخرباش أن ميليشيات الحوثي والقوات الموالية للمخلوع صالح «لا تزال تواصل قصفها على مواقع الجيش والمقاومة، إضافة على قصفها الأحياء السكنية في مدينة تعز من مواقع تمركزها في تبة سوفتيل والسلال والمكلكل وعدة مواقع في شرق وشمال المدينة، كما قصفت الميليشيات الانقلابية بصاروخ (كاتيوشا) منطقة وادي القاضي، وسقط فيها قتلى وجرحى من المدنيين وعناصر المقاومة والجيش الوطني».
من جهة أخرى، قدمت منظمة الصحة العالمية مساعدات طبية لـ«مستشفى الثورة العام» في مدينة تعز المحاصرة من قبل الميليشيات الانقلابية منذ أكثر من 10 أشهر، حيث وزعها ائتلاف الإغاثة الإنسانية في تعز بإشراف من اللجنة الطبية العليا في المحافظة.
واشتملت المساعدات على مستلزمات طبية وأدوية، خصوصا الخاصة بالتخدير وغرف العمليات وعمليات العظام ومستلزمات العمليات التوليدية والمضادات الحيوية، وذلك بنسبة تقديرية حددتها اللجنة الطبية العليا بمعايير أخذت في الاعتبار احتياج المستشفى من الأدوية والمستلزمات.
ويأتي هذا الدعم استجابة لنداءات الاستغاثة التي أطلقها «مستشفى الثورة» قبل يومين نتيجة الوضع الإنساني السيئ الذي آلت إليه مستشفيات مدينة تعز، واستمرار توافد الضحايا المدنيين على المستشفى بصورة شبه يومي، حيث كان المستشفى أطلق نداء استغاثة لإنقاذه من الوضع إلى يمر به والذي يهدد بتوقفه بشكل كامل.
وقالت الهيئة في بيان لها، حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه، إنها ناشدت «الجهات الحكومية والمنظمات الداعمة ومنظمات المجتمع المدني سرعة مساعدتها لإنقاذه من الأوضاع التي تهدد بتوقفه، حي إن الهيئة تواجه عجزا كاملا في تسديد مستحقات الكادر العامل في مركز الطوارئ الجراحي لشهر يونيو (حزيران) 2016 والبالغة 19 مليون وخمسمائة ألف ريال تقريبا، بعد انتهاء مدة الاتفاقية الموقعة مع جمعية الهلال الأحمر القطري نهاية شهر مايو (أيار) 2016، بالإضافة إلى وجود عجز متراكم في مستحقات الكادر للأشهر التسعة السابقة، وكذلك لا يوجد أي ممول لحوافز الكادر العامل لشهر يوليو (تموز) 2016 حتى الآن».



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.