«أوسيانو».. تسبح في أطباقه

عشاؤك بحضور أكثر من 65 نوعًا من الأسماك

طلب للزواج أثناء العشاء في أوسيانو - هليون مع البيض والبندق
طلب للزواج أثناء العشاء في أوسيانو - هليون مع البيض والبندق
TT

«أوسيانو».. تسبح في أطباقه

طلب للزواج أثناء العشاء في أوسيانو - هليون مع البيض والبندق
طلب للزواج أثناء العشاء في أوسيانو - هليون مع البيض والبندق

أول مرة زرت فيها مطعم أوسيانو Ossiano الواقع في فندق «أتلانتس» دبي، كانت أثناء افتتاح الفندق في سبتمبر (أيلول) عام 2010. والمعروف عن الفندق استضافته لمطاعم كثيرة ومهمة تحمل أسماء طهاة عالميين من أصحاب نجوم ميشلان للتميز أمثال الشيف نوبو والراحل الشيف المبدع الإسباني سانتي سانتا ماريا، وفي المرة الأخيرة التي زرت بها دبي منذ أشهر معدودة لم يخذلني «أوسيانو» لأنه لا يزال يحافظ على مستواه وعلى أجوائه الرومانسية ونوعية أطباقه الراقية.
والجوائز التي حصل ولا يزال يحصل عليها أوسيانو هي خير دليل على استمرارية نجاحه، فتم اختياره كأفضل مطعم متخصص بثمار البحر والأسماك لكل من عام 2013 و2014 و2015 و2016 من قبل «مجلة تايم أوت في دبي» كما حصل على لقب أفضل مطعم لعامي 2013 و2014 من قبل «جوائز فنادق الشرق الأوسط».
يقع أوسيانو في الطابق السفلي من فندق أتلانتيس، وإذا كنت قد زرت الفندق من قبل سوف تكون على يقين بأنه يتميز بالاكواريوم الضخم الذي يأتيه السياح من كل بقاع العالم لالتقاط الصور أمام الأسماك والقرش فيه وزيارة مدينة أتلانتيس المفقودة، أما الذواقة فيأتون إلى «أتلانتيس» للأكل لأنه يضم نخبة من أفضل المطاعم من شتى مطابخ العالم.
وما أن ترى الاكواريوم العملاق التي تسبح فيه الأسماك ترى مدخل مطعم أوسيانو الذي تنزل إليه من خلال سلم حلزوني وعندما تدخل إليه تشعر وكأنك دخلت إلى أعماق البحر، فالديكور الأهم يكمن في الاكواريوم وأنواع الأسماك التي تسبح به والتي يزيد عدد أنواعها على 65 نوعا.
المقاعد مريحة، الجو رومانسي، فغالبية الحضور من الذواقة أو من الذين يأتون للاحتفال بمناسبة سعيدة، والمشهد الجميل في أوسيانو يكتمل من خلال لائحة الطعام الغنية والمتنوعة والتي تعتمد على تقديم الأسماك بحسب توفر صيدها.
كما يقدم المطعم إمكانية طلب الأطباق التي يختارها الشيف مسبقا «Set Menu» بسعر 990 درهما للشخص الواحد.
يعتبر مطعم «أوسيانو» أو المحيط من أرقى المطاعم في دبي، أطباقه عصرية من المطبخ الكاتالاني الإسباني المستوحاة من نسمات البحر المتوسط.
الديكور لافت باللونين الفضي واللؤلؤي، وأوسيانو هو أول فرع للمطعم الشهير خارج إسبانيا والقارة الأوروبية.
وإذا حالفك الحظ وجلست بمحاذاة واجهة الاكواريوم فقد يأتيك الغواص وفي يده رسالة وقد تكون هذه الرسالة موجهة إليك أو إلى شريكك وقد تكون عبارة عن طلب الزواج.
من ألذ الأطباق التي أنصحك بتذوقها «السي باس» مع الريزوتو الأسود وحساء كارباتشو والكركند الذي يقدم مع بيض السمان المسلوق مع أجود أنواع المحار مع صلصة مينيونيت. وأفضل تقديم من قوائم الطبق الرئيسي هو طبق الرومنتيكو وهو طبق سحري دافئ من المأكولات البحرية وهو مثالي للمشاركة. هناك ثلاث طرق للاستمتاع في تجربة الطعام.
ينصح دائما باستشارة النادل، فيتميز النادلون في المطعم بخبرة واسعة وباستطاعتهم تفسير محتوى لائحة الطعام ومساعدة الزبون على اختيار ما هو أفضل بالنسبة له، كما أن اللائحة تتبدل لأن الأسماك يتم صيدها في مواسم معينة ولا يمكن التنبؤ بحصيلة الصيد يوميا، ولكن وفي جميع الأحوال وأهم ما يميز أوسيانو هو أنه يعتمد على الأسماك الطازجة التي تأتي من الصيادين بشكل يومي وليس على الأسماك المجلدة التي توضع في البرادات لمدة زمنية طويلة.



«أبو حصيرة» من غزة إلى القاهرة

توابل  فلسطينية تعزز مذاق الأسماك (الشرق الأوسط)
توابل فلسطينية تعزز مذاق الأسماك (الشرق الأوسط)
TT

«أبو حصيرة» من غزة إلى القاهرة

توابل  فلسطينية تعزز مذاق الأسماك (الشرق الأوسط)
توابل فلسطينية تعزز مذاق الأسماك (الشرق الأوسط)

من غزة إلى القاهرة انتقل مطعم «أبو حصيرة» الفلسطيني حاملاً معه لمساته في الطهي المعتمد على التتبيلة الخاصة، وتنوع أطباقه التي تبدأ من زبدية الجمبري والكاليماري إلى الفسيخ بطريقة مختلفة.

وتعتبر سلسلة المطاعم التي تحمل اسم عائلته «أبو حصيرة» والمنتشرة بمحاذاة شاطئ غزة هي الأقدم في الأراضي الفلسطينية، لكن بسبب ظروف الحرب اتجه بعض أفراد العائلة إلى مصر؛ لتأسيس مطعم يحمل الاسم العريق نفسه، وينقل أطباق السمك الحارة المميزة إلى فضاء جديد هو مدينة القاهرة، وفق أحمد فرحان أحد مؤسسي المطعم.

«صينية السمك من البحر إلى المائدة»، عنوان إحدى الأكلات التي يقدمها المطعم، وهي مكونة من سمك الـ«دنيس» في الفرن بالخضراوات مثل البقدونس والبندورة والبصل والثوم والتوابل، وإلى جانب هذه الصينية تضم لائحة الطعام أطباق أسماك ومقبلات منوعة، تعتمد على وصفات قديمة وتقليدية من المطبخ الفلسطيني. وتهتم بالنكهة وطريقة التقديم على السواء، مع إضفاء بعض السمات العصرية والإضافات التي تناسب الزبون المصري والعربي عموماً؛ حيث بات المطعم وجهة لمحبي الأكلات البحرية على الطريقة الفلسطينية.

على رأس قائمة أطباقه السمك المشوي بتتبيلة خاصة، وزبدية الجمبري بصوص البندورة والتوابل وحبات القريدس، وزبدية الجمبري المضاف إليها الكاليماري، والسمك المقلي بدقة الفلفل الأخضر أو الأحمر مع الثوم والكمون والليمون، وفيليه كريمة مع الجبن، وستيك، وجمبري بصوص الليمون والثوم، وجمبري بالكريمة، وصيادية السمك بالأرز والبصل والتوابل.

فضلاً عن قائمة طواجن السمك المطهو في الفخار، يقدم المطعم قائمة متنوعة من شوربات السي فود ومنها شوربة فواكه البحر، وشوربة الكريمة.

يصف محمد منير أبو حصيرة، مدير المطعم، مذاق الطعام الفلسطيني لـ«الشرق الأوسط»، قائلاً: «هو أذكى نكهة يمكن أن تستمتع بها، ومن لم يتناول هذا الطعام فقد فاته الكثير؛ فالمطبخ الفلسطيني هو أحد المطابخ الشرقية الغنية في منطقة بلاد الشام، وقد أدى التنوع الحضاري على مر التاريخ إلى إثراء نكهته وطرق طبخه وتقديمه».

أطباق سي فود متنوعة يقدمها أبو حصيرة مع لمسات تناسب الذوق المصري (الشرق الأوسط)

وأضاف أبو حصيرة: «وفي مجال المأكولات البحرية يبرز اسم عائلتنا التي تتميز بباع طويل ومميز في عالم الأسماك. إننا نتوارثه على مر العصور، منذ بداية القرن الماضي، ونصون تراثنا الغذائي ونعتبر ذلك جزءاً من رسالتنا».

«تُعد طرق طهي الأسماك على الطريقة الغزاوية خصوصاً حالة متفردة؛ لأنها تعتمد على المذاق الحار المميز، وخلطات من التوابل، والاحتفاء بالطحينة، مثل استخدامها عند القلي، إضافة إلى جودة المكونات؛ حيث اعتدنا على استخدام الأسماك الطازجة من البحر المتوسط المعروفة»، وفق أبو حصيرة.

وتحدث عن أنهم يأتون بالتوابل من الأردن «لأنها من أهم ما يميز طعامنا؛ لخلطتها وتركيبتها المختلفة، وقوتها التي تعزز مذاق أطباقنا».

صينية أسماك غزوية يقدمها أبو حصيرة في مصر (الشرق الأوسط)

لاقت أطباق المطعم ترحيباً كبيراً من جانب المصريين، وساعد على ذلك أنهم يتمتعون بذائقة طعام عالية، ويقدرون الوصفات الجيدة، والأسماك الطازجة، «فنحن نوفر لهم طاولة أسماك يختارون منها ما يريدون أثناء دخول المطعم».

ولا يقل أهمية عن ذلك أنهم يحبون تجربة المذاقات الجديدة، ومن أكثر الأطباق التي يفضلونها زبدية الجمبري والكاليماري، ولكنهم يفضلونها بالسمسم أو الكاجو، أو خليط المكسرات، وليس الصنوبر كما اعتادت عائلة أبو حصيرة تقديمها في مطاعمها في غزة.

كما انجذب المصريون إلى طواجن السي فود التي يعشقونها، بالإضافة إلى السردين على الطريقة الفلسطينية، والمفاجأة ولعهم بالخبز الفلسطيني الذي نقدمه، والمختلف عن خبز الردة المنتشر في مصر، حسب أبو حصيرة، وقال: «يتميز خبزنا بأنه سميك ومشبع، وأصبح بعض الزبائن يطلبون إرساله إلى منازلهم بمفرده أحياناً لتناوله مع وجبات منزلية من فرط تعلقهم به، ونلبي لهم طلبهم حسب مدير المطعم».

تحتل المقبلات مكانة كبيرة في المطبخ الفلسطيني، وهي من الأطباق المفضلة لدى عشاقه؛ ولذلك حرص المطعم على تقديمها لزبائنه، مثل السلطة بالبندورة المفرومة والبصل والفلفل الأخضر الحار وعين جرادة (بذور الشبت) والليمون، وسلطة الخضراوات بالطحينة، وبقدونسية بضمة بقدونس والليمون والثوم والطحينة وزيت الزيتون.

ويتوقع أبو حصيرة أن يغير الفسيخ الذي سيقدمونه مفهوم المتذوق المصري، ويقول: «طريقة الفسيخ الفلسطيني وتحضيره وتقديمه تختلف عن أي نوع آخر منه؛ حيث يتم نقعه في الماء، ثم يتبل بالدقة والتوابل، ومن ثم قليه في الزيت على النار».

لا يحتل المطعم مساحة ضخمة كتلك التي اعتادت عائلة «أبو حصيرة» أن تتميز بها مطاعمها، لكن سيتحقق ذلك قريباً، حسب مدير المطعم الذي قال: «نخطط لإقامة مطعم آخر كبير، في مكان حيوي بالقاهرة، مثل التجمع الخامس، أو الشيخ زايد».