البرتغال ظاهرة يورو 2016 في المربع الذهبي دون أي انتصار

حلم الفوز باللقب يقترب رغم الأداء الباهت.. والموهبة سانشيز يخطف الأضواء من رونالدو

الحارس باتريسيو يتصدى لضربة ترجيح ليمنح البرتغال الأفضلية (رويترز) - سانشيز كان رجل البرتغال الأبرز أمام بولندا (إ.ب.أ)
الحارس باتريسيو يتصدى لضربة ترجيح ليمنح البرتغال الأفضلية (رويترز) - سانشيز كان رجل البرتغال الأبرز أمام بولندا (إ.ب.أ)
TT

البرتغال ظاهرة يورو 2016 في المربع الذهبي دون أي انتصار

الحارس باتريسيو يتصدى لضربة ترجيح ليمنح البرتغال الأفضلية (رويترز) - سانشيز كان رجل البرتغال الأبرز أمام بولندا (إ.ب.أ)
الحارس باتريسيو يتصدى لضربة ترجيح ليمنح البرتغال الأفضلية (رويترز) - سانشيز كان رجل البرتغال الأبرز أمام بولندا (إ.ب.أ)

سجلت البرتغال ستة أهداف فقط خلال ثماني ساعات ونصف الساعة من اللعب حتى الآن، ولم يحقق المنتخب الفوز في أي مباراة في وقتها الأصلي خلال دور المجموعات والدورين ثمن وربع النهائي إلا أنه وصل إلى الدور قبل النهائي لبطولة كأس الأمم الأوروبية لكرة القدم (يورو 2016) المقامة حاليا بفرنسا.
وتحولت البرتغال إلى ظاهرة في يورو 2016 بعدما واصلت التقدم من دون تقديم أداء متميز، ومؤخرا بتخطي عقبة بولندا بركلات الترجيح في دور الثمانية بعد التعادل 1-1. وانضمت بولندا إلى منتخبات آيسلندا والنمسا والمجر وكرواتيا في قائمة الفرق التي التقاها المنتخب البرتغالي في البطولة الحالية واخفق مثل من سبقوه رغم ظهوره بشكل أفضل. وودع المنتخب البولندي البطولة، دون أن يخسر هو الآخر خلال اللعب في خمس مباريات. وافتتح المنتخب البولندي التسجيل عن طريق روبرت ليفاندوفسكي في الدقيقة الثانية ثم أدرك ريناتو سانشيز التعادل للبرتغال في الدقيقة 33. وظل التعادل 1-1 قائما حتى نهاية الوقت الإضافي ليحتكم الفريقان لضربات الجزاء الترجيحية التي انتهت بفوز البرتغال 5-3.
وواجه النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو الإحباط من جديد حيث أهدر عددا من الفرص التهديفية، ومع ذلك لم يتسلل الإحباط للدفاع البرتغالي الذي ظل متماسكا حتى النهاية.
وعندما جاءت الفرصة لحسم المواجهة من خلال ضربات الجزاء الترجيحية، حافظ المنتخب البرتغالي على الهدوء واستطاع لاعبوه التسجيل من خمس ضربات وتصدى الحارس روي باتريسيو لضربة جزاء اللاعب البولندي جاكوب بلاتشيكوفسكي.
وأعادت البرتغال للذاكرة مسيرة الباراغواي في كأس كوبا أميركا 2011 عندما بلغت المباراة النهائية دون الفوز في أي لقاء. والفارق الوحيد أن البرتغال فازت 1-صفر على كرواتيا في الوقت الإضافي في دور الـ16 بينما فازت الباراغواي مرتين في أدوار خروج المهزوم بركلات الترجيح قبل الخسارة 3-صفر أمام أوروغواي في النهائي.
ويبدو من القسوة انتقاد البرتغال التي أحرجت بنتائجها الأخيرة في النهائيات الكثير من أصحاب الأسماء الكبيرة.
وبلغت البرتغال دور الثمانية في جميع مشاركاتها السبع في بطولة أوروبا وفي آخر خمس نسخ تأهلت للمباراة النهائية مرة وإلى قبل النهائي ثلاث مرات، لكن مسيرتها الحالية في بطولة 2016 غير مقنعة وتثير الحيرة كذلك.
ولا تلعب البرتغال بأسلوب دفاعي بحت ولم ترتكب مخالفات أكثر من بقية المنافسين ومعدلها في التسديد على المرمى (19 محاولة في المباراة) هو رابع أفضل معدل في البطولة. لكن من جهة أخرى كان الأداء مملا أمام كرواتيا وفي الساعة الثانية من المواجهة أمام بولندا ساد الهدوء في مرسيليا.
وظل الأداء على نفس الحال في أغلب الأحيان منذ تولى فيرناندو سانتوس المدير الفني المهمة في سبتمبر (أيلول) 2014 بعدما قاد اليونان لدور الـ16 في كأس العالم بالبرازيل.
ولم تخسر البرتغال في 12 مباراة رسمية تحت قيادة سانتوس، لكن انتصاراتها التسعة خلال تلك الفترة كانت بفارق هدف واحد.
وتوحي تشكيلة البرتغال بقدرتها على تقديم المزيد في وجود كريستيانو رونالدو أفضل لاعب في العالم ثلاث مرات وناني الجناح السابق لمانشستر يونايتد والمهاجم الزئبقي ريكاردو كواريسما ولاعب الوسط جواو موتينيو.
لكن هذه الأسماء أظهرت قدرا قليلا من قدراتها الحقيقية في البطولة حتى الآن. وفي المقابل صار من الصعب هزيمة البرتغال وتشير لقطات الفريق بعد المباريات إلى اتحاد اللاعبين والعمل الدؤوب والتصميم.
وقال سانتوس الذي يصر منذ انطلاق البطولة على تأهل البرتغال للنهائي يوم 10 يوليو (تموز): «نحن فريق يتمتع بشخصية قوية وسأواصل التأكيد على أنني سأعود للوطن يوم 11 يوليو». وأضاف: «ركلات الترجيح تحتاج للشجاعة والشخصية ولدم بارد وهذا ما ميز اللاعبين». وأشار فيرناندو سانتوس: «كلما قطعنا شوطا طويلا، اقتربنا من هدفنا. لدينا الدافع والطموح، ونود جلب الفرح للشعب البرتغالي».
وأظهر رونالدو تفاؤلا أيضا وقال قائد البرتغال وهداف ريال مدريد: «ربما لم يتوقع أحد أن نحقق الكثير لكننا في قبل النهائي الآن.. كان الفوز مهما جدا ونفذ الفريق ركلات الترجيح بشكل جيد وكافح بقوة ومن المحتمل حدوث أي شيء».
وقال سانشيز: «يجب تقديم الكثير من العمل الجاد من أجل هذه الحظوظ. إنها لحظة رائعة بالنسبة للفريق.. إننا نعمل بجدية ونقدم كل ما لدينا.. الناس ينتقدوننا ولكننا في النهاية لا نكترث لأننا في الدور قبل النهائي».
وسيلتقي المنتخب البرتغالي في مباراته بالدور قبل النهائي الفائز في مباراة دور الثمانية بين ويلز وبلجيكا، حيث سيتنافس على التأهل للنهائي للمرة الأولى منذ نسخة 2004 التي استضافها على أرضه.
وقال سانتوس: «كانت مباراة صعبة ويجب أن نهنئ اللاعبين. منتخبات كثيرة خرجت ونحن نكمل مشوارنا. جيد أننا في نصف النهائي. إنه حلم لجميع اللاعبين وكل شيء يمكن أن يحصل. يجب أن نحافظ على هدوئنا وأن نركز على مباراتنا المقبلة، فما تزال هناك بعض الجوانب التي يجب معالجتها. إنه حلم لجميع اللاعبين». وتابع: «سنتعامل مع مباراة الدور قبل النهائي مثلما تعاملنا مع كل المباريات السابقة حتى الآن. أقدامنا ثابتة للغاية على الأرض. سنواجه فريقا جيدا للغاية لكننا سنكون مستعدين».
ورغم أن المنطق يشير إلى أن المنتخب البرتغالي قد لا يستمر بهذا النهج، وأن الفريق ربما يواجه أزمة إن لم يستعد نجمه الأبرز رونالدو لمساته التهديفية، إلا أن البرتغاليين يتحدثون الآن عن اقتراب الحلم بإحراز الكأس للمرة الأولى في تاريخهم ومعتبرين أن كل شيء يمكن أن يحدث.
وكانت البرتغال قاب قوسين أو أدنى من اللقب الأول في تاريخها في كأس أوروبا على أرضها عام 2004 قبل أن تخسر أمام اليونان، وهي تبلغ نصف النهائي للمرة الخامسة بعد أعوام 1984 و2000 و2004 و2012.
واعتبر رونالدو أن هدف البرتغال تحقق بالوصول لقبل النهائي، ولكنه لم يخف رغبته في إحراز اللقب بعد الوصول إلى هذه المرحلة.
وقال نجم ريال مدريد الإسباني: «كنا نريد بلوغ نصف النهائي، لقد تحقق الهدف. يجب أن نهنئ اللاعبين والمدرب وجميع العاملين في المنتخب، والجمهور في البرتغال أو فرنسا».
وتابع: «إنها أمسية لا تنسى، هذه المرة تأهلنا عبر ركلات الترجيح. لقد حصلنا على عدد من الفرص لم ننجح في ترجمتها، الحلم يقترب وكل شيء يمكن أن يحدث الآن. لا تنقصني الألقاب، وحتى في حال توقفت مسيرتي، فسأكون فخورا. ولكني كنت أقول دائما ولا أخفي ذلك، أود إحراز لقب ما مع المنتخب الوطني. نحن على الطريق الصحيح».
وعن المباراة المقبلة قال: «منتخبا بلجيكا وويلز جيدان، ويلز فاجأت الجميع منذ البداية كما فعلت آيسلندا، أما بالنسبة إلى بلجيكا، فإنهم يقدمون الكثير من الأشياء منذ أعوام».
والأكيد أن أهم النتائج التي حققها الفريق البرتغالي هي اكتشاف دور الشاب الموهوب ريناتو سانشيز (18 عاما) الذي أثبت أنه يستطيع تحمل المسؤولية في هذه السن المبكرة.
وألقى المدرب سانتوس بلاعبه الشاب في آتون الموقعة الملتهبة مع بولندا، ونجح اللاعب في مكافأة مدربه على هذه الثقة الغالية ولعب دورا بارزا في عبور الفريق إلى المربع الذهبي.
وكانت لمهارة وجهود سانشيز الدور الأكبر في اجتياز المواجهة العصيبة مع بولندا وذلك في أول مباراة يخوضها أساسيا في البطولة الحالية.
وسبق لسانتوس أن استعان باللاعب الشاب في البطولة الحالية لبعض الوقت، لكنه دفع به أساسيا أمام بولندا، ونال المكافأة على هذا حيث سجل اللاعب هدف التعادل 1-1 كما سجل إحدى ركلات الترجيح. وقال سانشيز الذي استحق عن جدارة جائزة رجل المباراة عن هدف التعادل الذي سجله في الدقيقة 33: «أعتقد أنها كانت لحظة مدهشة، شعرت بسعادة بالغة، لم أتوقع الهدف بالفعل ولكنني نجحت في هز الشباك».
والآن وبعدما كانت كل الآمال معلقة على كريستيانو رونالدو، أصبح سانشيز من النجوم الذين يعول عليهم المنتخب البرتغالي في محاولاته لخطف اللقب الأول في تاريخ مشاركاته بالبطولات الكبيرة.



مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».