ديون «المليار».. «البطل» مهدد بالحرمان والاتحاد في أزمة

9 أندية مطالبة بـ200 مليون عاجلة لتفادي عقوبة تسجيل المحترفين

الأهلي بطل الدوري فاجأ الشارع الرياضي السعودي بحجم مديونياته (تصوير: محمد المانع)
الأهلي بطل الدوري فاجأ الشارع الرياضي السعودي بحجم مديونياته (تصوير: محمد المانع)
TT

ديون «المليار».. «البطل» مهدد بالحرمان والاتحاد في أزمة

الأهلي بطل الدوري فاجأ الشارع الرياضي السعودي بحجم مديونياته (تصوير: محمد المانع)
الأهلي بطل الدوري فاجأ الشارع الرياضي السعودي بحجم مديونياته (تصوير: محمد المانع)

باتت الأندية السعودية الـ9 المحرومة من التسجيل خلال فترة الانتقالات الصيفية الحالية، ملزمة بدفع مبلغ يتجاوز الـ200 مليون ريال حتى تسمح لها الهيئة العامة للرياضة بتسجيل اللاعبين المحترفين الأجانب وكذلك السعوديين.
وتقدم الأهلي قائمة هذه الأندية التي تم منعها من تسجيل اللاعبين خلال فترة الانتقالات الصيفية، ويحضر ثانيا في القائمة النصر، ثم الشباب والاتحاد، إضافة إلى الخليج والاتفاق والوحدة والقادسية والمجزل.
في المقابل، تصدر نادي الهلال قائمة الأندية التي بإمكانها تسجيل لاعبين محليين وأجانب في فترة الانتقالات الصيفية بعدما تجاوز شروط الهيئة العامة للرياضة «المالية» وينضم إلى جواره في هذه القائمة كل من فرق الفتح والتعاون والفيصلي والرائد، حيث خلت هذه الأندية الخمسة من أي ملاحظات مالية قد تعيق عملية تسجيلها اللاعبين.
ويحتاج الأهلي إلى دفع 33 مليونا إذا ما أراد تسجيل لاعبين سعوديين، أما إذا كان سيسجل لاعبين محترفين أجانب فإنه يتعين عليه دفع 43 مليون ريال من أصل ديونه قصيرة الأجل البالغة 83 مليون ريال، وذلك من إجمالي ديونه البالغة 151 مليونا، التي يحضر جزء منها ديونا غير مستحقة السداد في الفترة الحالية.
وبحسب التنظيم المالي الجديد الذي أقرته الهيئة العامة للرياضة، فإنه يحق للنادي الذي احتل الترتيب من الأول حتى الخامس تسجيل اللاعبين الأجانب في حال لم تتجاوز ديونه 50 مليون ريال، مقابل 40 مليون ريال للاعبين السعوديين، أما الأندية التي تحتل الترتيب من السادس حتى العاشر فسيتم منعها من تسجيل لاعبين أجانب إذا بلغت ديونها 25 مليون ريال مقابل 15 مليون ريال للمنع من تسجيل اللاعبين السعوديين، أما الأندية التي تحتل المركز الحادي عشر حتى الرابع عشر فإنه سيتم منعها من تسجيل المحترفين الأجانب إذا بلغت ديونها 15 مليون ريال مقابل خمسة ملايين ريال للاعبين السعوديين.
وبحسب الترتيب المحتسب للسنوات الأربع الماضية، الذي يعتمد على متوسط الترتيب العام لكل موسم، فقد تصدر نادي الهلال القائمة، يليه نادي الأهلي ثم النصر ثالثا، يليه نادي الشباب في المركز الرابع، ثم نادي الاتحاد في المركز الخامس، يليه نادي الفتح سادسا، ثم في المركز السابع نادي التعاون، يليه ثامنا نادي الفيصلي، في حين جاء فريق الرائد في المركز التاسع، يليه عاشرا نادي الخليج، ثم الاتفاق في المركز الحادي عشر، يليه الوحدة في المركز الثاني عشر، ثم القادسية في المركز الثالث عشر، يليه المجزل في المركز الرابع عشر.
وعودا إلى تفاصيل المبالغ المستحقة السداد لكل ناد تم منعه من تسجيل لاعبين محترفين أجانب وسعوديين خلال فترة الانتقالات الصيفية، فإن نادي الشباب سيكون بحاجة إلى دفع تسعة ملايين ريال إذا ما أراد قيد لاعبين محليين، أما في حال إبرام صفقات أجنبية فإنه سيكون بحاجة إلى سداد 19 مليون ريال، وبلغت ديون نادي الشباب بصورة عامة 73 مليون ريال، منها 59 مليون ريال ديون قصيرة الأجل.
ويبدو أن فريق الاتحاد من أكثر الأندية التي ستعاني خلال الفترة المقبلة، حيث بلغت ديون النادي العامة 299 مليون، منها 67 مليون ريال يجب دفعها إذا ما أراد النادي إبرام صفقات في سوق الانتقالات الصيفية، وذلك من أصل 107 ملايين، وهو إجمالي المستحقات قصيرة الأجل التي يجب الوفاء بها.
أما نادي القادسية الذي احتل المركز الثالث عشر في الترتيب العام للأندية الذي أصدرته الهيئة العامة للرياضة فإنه سيكون بحاجة إلى سداد 31 ألف ريال إذا ما أراد قيد لاعبين أجانب خلال فترة الانتقالات الصيفية، مقابل خمسة ملايين ريال إذا ما أراد ضم لاعبين محليين في صفوفه خلال الفترة الحالية للانتقالات.
وضمت قائمة المنع من قيد اللاعبين خلال فترة الانتقالات خمسة أندية يتقدمها النصر ثم الخليج والاتفاق والوحدة والمجزل، التي طلبت تأجيل تقديم معلوماتها المالية حتى جاهزيتها حيث تم منحها مهلة إضافية حتى الخامس عشر من يوليو (تموز) الحالي، مع منعها من التسجيل حتى استيفاء المتطلبات. وبحسب المصادر الخاصة لـ«الشرق الأوسط»، فإن نادي النصر سيكون بحاجة إلى تقديم مبلغ يتجاوز ثمانين مليون ريال من أجل القدرة على التسجيل في فترة الانتقالات الصيفية، لكون ديونه العاجلة السداد جاوزت 120 مليون ريال، أما آجلة السداد فتتجاوز حاجز الـ140 مليون ريال، علما بأن الإدارة النصراوية تقوم بعمليات سداد مستمرة.
ورغم المعلومات التي حصلت عليها «الشرق الأوسط» بشأن ديون النادي العاصمي الكبيرة، فإن رئيس مجلس إدارة نادي النصر الأمير فيصل بن تركي أوضح أنهم سيتمكنون من تسجيل اللاعبين خلال فترة الانتقالات الصيفية، وأن مجلس إدارته سيقوم بسداد الديون المستحقة.
وبصورة إجمالية فقد لامست ديون الأندية السعودية الأربعة عشر المشاركة في دوري المحترفين السعودي حاجز المليار ريال بحسب ما أعلنته الهيئة العامة للرياضة إلى جوار الأندية التي لم تكشف عن قوائمها المالية حتى الآن وطلبت مهلة لذلك حتى الخامس عشر من يوليو الحالي.
وتصدر نادي الاتحاد قائمة أكثر الأندية ديونا وفقا للائحة التي أصدرتها الهيئة وذلك بمبلغ 299 مليون ريال، يليه نادي الأهلي الغريم التقليدي بمبلغ 151 مليون ريال، ويحضر ثالثا نادي الهلال حيث بلغت ديونه 137 مليون ريال، ثم نادي الشباب بالمركز الرابع حيث بلغت ديونه 73 مليون ريال، في حين بلغت ديون نادي الفتح 48 مليون ريال، يليه نادي القادسية بقيمة 27 مليون ريال، ثم التعاون بقيمة 26 مليون ريال، ثم نادي الفيصلي في المركز الثامن، حيث بلغت ديونه 12 مليون ريال، يليه الرائد في المركز العاشر بقيمة 9 ملايين ريال.



مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».