الجزائر: الرئاسة تنفي أخبارًا عن امتلاك بوتفليقة إقامة فاخرة بجنيف

أفراد عائلتي متطرفين يسلمون أنفسهم للجيش

الجزائر: الرئاسة تنفي أخبارًا عن امتلاك بوتفليقة إقامة فاخرة بجنيف
TT

الجزائر: الرئاسة تنفي أخبارًا عن امتلاك بوتفليقة إقامة فاخرة بجنيف

الجزائر: الرئاسة تنفي أخبارًا عن امتلاك بوتفليقة إقامة فاخرة بجنيف

بينما نفت رئاسة الجمهورية الجزائرية أخبارا عن «امتلاك الرئيس عبد العزيز بوتفليقة إقامة فاخرة بجنيف»، أعلن الجيش بأن عائلتي إرهابيين، تتكون من زوجتين و9 أطفال، غادروا معاقل المتطرفين «هاربين من جحيم الإرهاب».
وقال بيان للرئاسة أمس إن صحيفة «الوطن» المحلية الناطقة بالفرنسية نشرت مقالا بعنوان «الفيلا الفاخرة لبوتفليقة في جنيف»، وأن محرر المقال كتب بأن «هذه الإقامة كثيرا ما استعملها رئيس الجمهورية خلال فترات إجازته». وأكد البيان «حرص رئاسة الجمهورية على التوضيح بأن تلك الفيلا هي ملك للدولة، وأنها بالتحديد إقامة رسمية لبعثة الجزائر الدائمة لدى الأمم المتحدة في جنيف. وعلاوة على ذلك لم يستعمل الرئيس عبد العزيز بوتفليقة أبدا هذه الإقامة لا بشكل رسمي ولا شخصي».
ونقلت «الوطن» المعلومات الخاصة بالإقامة في جنيف من صحيفة «الوقت» السويسرية، التي نشرت بأن «الدولة الجزائر اشترت الفيلا عام 2009 بقيمة 30 مليون فرنك سويسري، وتتربع على مساحة 35 ألف متر مربع، وقد وضعت تحت تصرف الرئيس بوتفليقة، الذي يأتي إليها كلما سافر إلى سويسرا وبخاصة خلال فترات العلاج»، في إشارة إلى فحوص دورية تجرى عليه منذ 2005، أحيانا بفرنسا وأحيانا أخرى بسويسرا.
وفي العادة لا ترد الرئاسة على الأخبار التي تتناول الرئيس بوتفليقة أو عائلته، في وسائل الإعلام الخاصة المصنفة «معارضة لسياسات الرئيس»، ومن بينها «الوطن». وبما أنها فعلت هذه المرة فذلك يعكس شعورا بالتذمر من جانب الرئيس شخصيا، وشقيقه السعيد بوتفليقة الذي هو كبير مستشاريه والقائم بأعماله.
ويأتي نفي الخبر المتعلق بـ«الإقامة السويسرية»، في سياق توتر حاد في علاقة الحكومة مع وسائل الإعلام «المعارضة»، وأبرزها مجمع «الخبر» الإعلامي، الذي منعت ملاكه من بيع أسهمه لرجل الأعمال الشهير يسعد ربراب. أما «الوطن» فقد منعت مسؤوليه من نقل الصحيفة إلى مبنى جديد بالعاصمة بحجة أنه «غير مطابق للشروط المعمارية الفنية».
إلى ذلك، أعلنت وزارة الدفاع الجزائرية في بيان، أمس، أن أفراد عائلتي متطرفين، بعضهم قتلهم الجيش، سلموا أنفسهم لقوات الأمن مساء أمس الخميس بولاية جيجل الساحلية، التي تقع على بعد نحو 400 كلم شرق العاصمة. وأوضحت الوزارة أن امرأتين وتسعة أطفال (5 بنات وأربع ذكور)، غادروا معاقل الإرهاب في حدود العاشرة ليلا، بمنطقة جيمار غير بعيد من منطقة بوحلوان ببلدية برج الطهر. وكان الجيش، حسب البيان، بصدد إجراء عملية تمشيط بالمنطقة المذكورة، لما توجه إليه أفراد الأسرتين معلنين الطلاق نهائيا مع العيش في الجبال وسط العناصر المسلحين.
وأوضح البيان أن إحدى العائلتين، تتكون من أربعة أطفال، وأم كانت زوجة إرهابي قتل على أيدي أفراد الجيش في 2008، ولها ابنان ينشطان ضمن الجماعات المتطرفة، وقد ناشدتهما «العودة إلى جادة الصواب والتخلي عن الإرهاب»، بحسب ما جاء في البيان. فيما تتكون العائلة الثانية من خمسة أطفال وأمهم المتزوجة من إرهابي يسمى ق. يزيد المعروف بـ«المثنى»، الذي لا يزال ناشطا في الجماعة المتطرفة. وأضاف بيان وزارة الدفاع «لقد عانى أفراد العائلتين، وبخاصة الأطفال، من بطش الإرهابيين وكانوا بمثابة رهائن يعيشون ظروفا غير إنسانية محرومين من أدنى حقوقهم. وقد اغتنم هؤلاء فرصة وجود الجيش بالقرب منه، فسلموا أنفسهم للتخلص من الاستغلال والعنف المفروض عليهم من طرف الإرهابيين».
وتابع البيان موضحا: «تأتي هذه النتائج بعد العمليات المنفذة من طرف مفارز الجيش الوطني الشعبي، والتنسيق المحكم ما بين مختلف مصالح الأمن والاستغلال الأمثل للمعلومات الخاصة بنشاط الإرهابيين».



هل يتحول فيروس «الميتانيمو» البشري إلى وباء عالمي؟

تفشي فيروس «الميتانيمو» البشري في الصين يثير قلقاً متزايداً (رويترز)
تفشي فيروس «الميتانيمو» البشري في الصين يثير قلقاً متزايداً (رويترز)
TT

هل يتحول فيروس «الميتانيمو» البشري إلى وباء عالمي؟

تفشي فيروس «الميتانيمو» البشري في الصين يثير قلقاً متزايداً (رويترز)
تفشي فيروس «الميتانيمو» البشري في الصين يثير قلقاً متزايداً (رويترز)

أثارت تقارير عن تفشي فيروس «الميتانيمو» البشري (HMPV) في الصين قلقاً متزايداً بشأن إمكانية تحوله إلى وباء عالمي، وذلك بعد 5 سنوات من أول تنبيه عالمي حول ظهور فيروس كورونا المستجد في ووهان بالصين، الذي تحول لاحقاً إلى جائحة عالمية أسفرت عن وفاة 7 ملايين شخص.

وأظهرت صور وفيديوهات انتشرت عبر منصات التواصل الاجتماعي في الصين أفراداً يرتدون الكمامات في المستشفيات، حيث وصفت تقارير محلية الوضع على أنه مشابه للظهور الأول لفيروس كورونا.

وفي الوقت الذي تتخذ فيه السلطات الصحية تدابير طارئة لمراقبة انتشار الفيروس، أصدر المركز الصيني للسيطرة على الأمراض والوقاية منها بياناً، يوضح فيه معدل الوفيات الناتج عن الفيروس.

وقال المركز، الجمعة، إن «الأطفال، والأشخاص الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة، وكبار السن، هم الفئات الأكثر تعرضاً لهذا الفيروس، وقد يكونون أكثر عرضة للإصابة بعدوى مشتركة مع فيروسات تنفسية أخرى».

وأشار إلى أن الفيروس في الغالب يسبب أعراض نزلات البرد مثل السعال، والحمى، واحتقان الأنف، وضيق التنفس، لكن في بعض الحالات قد يتسبب في التهاب الشعب الهوائية والالتهاب الرئوي في الحالات الشديدة.

وحاولت الحكومة الصينية التقليل من تطور الأحداث، مؤكدة أن هذا التفشي يتكرر بشكل موسمي في فصل الشتاء.

وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية، ماو نينغ، الجمعة: «تعد العدوى التنفسية شائعة في موسم الشتاء»، مضيفةً أن الأمراض هذا العام تبدو أقل حدة وانتشاراً مقارنة بالعام الماضي. كما طمأنت المواطنين والسياح، مؤكدة: «أستطيع أن أؤكد لكم أن الحكومة الصينية تهتم بصحة المواطنين الصينيين والأجانب القادمين إلى الصين»، مشيرة إلى أن «السفر إلى الصين آمن».

فيروس «الميتانيمو» البشري

يُعد «الميتانيمو» البشري (HMPV) من الفيروسات التي تسبب التهابات الجهاز التنفسي، ويؤثر على الأشخاص من جميع الأعمار، ويسبب أعراضاً مشابهة للزكام والإنفلونزا. والفيروس ليس جديداً؛ إذ اكتُشف لأول مرة عام 2001، ويُعد من مسببات الأمراض التنفسية الشائعة.

ويشير أستاذ اقتصاديات الصحة وعلم انتشار الأوبئة بجامعة «مصر الدولية»، الدكتور إسلام عنان، إلى أن نسبة انتشاره تتراوح بين 1 و10 في المائة من الأمراض التنفسية الحادة، مع كون الأطفال دون سن الخامسة الأكثر عرضة للإصابة، خاصة في الحالات المرضية الشديدة. ورغم ندرة الوفيات، قد يؤدي الفيروس إلى مضاعفات خطيرة لدى كبار السن وذوي المناعة الضعيفة.

أفراد في الصين يرتدون الكمامات لتجنب الإصابة بالفيروسات (رويترز)

وأضاف لـ«الشرق الأوسط» أن الفيروس ينتشر على مدار العام، لكنه يظهر بشكل أكبر في فصلي الخريف والشتاء، ويمكن أن يُصاب الأشخاص به أكثر من مرة خلال حياتهم، مع تزايد احتمالية الإصابة الشديدة لدى الفئات الأكثر ضعفاً.

وأوضح أن الفيروس ينتقل عبر الرذاذ التنفسي الناتج عن السعال أو العطس، أو من خلال ملامسة الأسطح الملوثة ثم لمس الفم أو الأنف أو العينين. وتشمل أعراضه السعال واحتقان الأنف والعطس والحمى وصعوبة التنفس (في الحالات الشديدة)، وتُعد الأعراض مختلفة عن فيروس كورونا، خاصة مع وجود احتقان الأنف والعطس.

هل يتحول لجائحة؟

كشفت التقارير الواردة من الصين عن أن الارتفاع الحالي في الإصابات بالفيروس تزامن مع الطقس البارد الذي أسهم في انتشار الفيروسات التنفسية، كما أن هذه الزيادة تتماشى مع الاتجاهات الموسمية.

وحتى الآن، لم تصنف منظمة الصحة العالمية الوضع على أنه حالة طوارئ صحية عالمية، لكن ارتفاع الحالات دفع السلطات الصينية لتعزيز أنظمة المراقبة.

في الهند المجاورة، طمأن الدكتور أتول غويل، المدير العام لخدمات الصحة في الهند، الجمهور قائلاً إنه لا داعي للقلق بشأن الوضع الحالي، داعياً الناس إلى اتخاذ الاحتياطات العامة، وفقاً لصحيفة «إيكونوميك تايمز» الهندية.

وأضاف أن الفيروس يشبه أي فيروس تنفسي آخر يسبب نزلات البرد، وقد يسبب أعراضاً مشابهة للإنفلونزا في كبار السن والأطفال.

وتابع قائلاً: «لقد قمنا بتحليل بيانات تفشي الأمراض التنفسية في البلاد، ولم نلاحظ زيادة كبيرة في بيانات عام 2024».

وأضاف: «البيانات من الفترة بين 16 و22 ديسمبر 2024 تشير إلى زيادة حديثة في التهابات الجهاز التنفسي الحادة، بما في ذلك الإنفلونزا الموسمية، وفيروسات الأنف، وفيروس الجهاز التنفسي المخلوي (RSV)، و(HMPV). ومع ذلك، فإن حجم وشدة الأمراض التنفسية المعدية في الصين هذا العام أقل من العام الماضي».

في السياق ذاته، يشير عنان إلى أن الفيروس من الصعب للغاية أن يتحول إلى وباء عالمي، فالفيروس قديم، وتحدث منه موجات سنوية. ويضيف أن الفيروس لا يحمل المقومات اللازمة لأن يصبح وباءً عالمياً، مثل الانتشار السريع على المستوى العالمي، وتفاقم الإصابات ودخول المستشفيات بكثرة نتيجة الإصابة، وعدم إمكانية العلاج، أو عدم وجود لقاح. ورغم عدم توافر لقاح للفيروس، فإن معظم الحالات تتعافى بمجرد معالجة الأعراض.

ووافقه الرأي الدكتور مجدي بدران، عضو «الجمعية المصرية للحساسية والمناعة» و«الجمعية العالمية للحساسية»، مؤكداً أن زيادة حالات الإصابة بالفيروس في بعض المناطق الصينية مرتبطة بذروة نشاط فيروسات الجهاز التنفسي في فصل الشتاء.

وأضاف لـ«الشرق الأوسط» أن الصين تشهد بفضل تعدادها السكاني الكبير ومناطقها المزدحمة ارتفاعاً في الإصابات، إلا أن ذلك لا يعني بالضرورة تحول الفيروس إلى تهديد عالمي. وحتى الآن، تظل الإصابات محلية ومحدودة التأثير مقارنة بفيروسات أخرى.

وأوضح بدران أن معظم حالات فيروس «الميتانيمو» تكون خفيفة، ولكن 5 إلى 16 في المائة من الأطفال قد يصابون بعدوى تنفسية سفلى مثل الالتهاب الرئوي.

تفشي فيروس «الميتانيمو» البشري في الصين يثير قلقاً متزايداً (رويترز)

وأكد أنه لا توجد تقارير عن تفشٍّ واسع النطاق للفيروس داخل الصين أو خارجها حتى الآن، مشيراً إلى أن الفيروس ينتقل عبر الرذاذ التنفسي والاتصال المباشر، لكنه أقل قدرة على الانتشار السريع عالمياً مقارنة بكوفيد-19، ولتحوله إلى جائحة، يتطلب ذلك تحورات تزيد من قدرته على الانتشار أو التسبب في أعراض شديدة.

ومع ذلك، شدّد على أن الفيروس يظل مصدر قلق صحي محلي أو موسمي، خاصة بين الفئات الأكثر عرضة للخطر.

طرق الوقاية والعلاج

لا يوجد علاج محدد لـ«الميتانيمو» البشري، كما هو الحال مع فيروسات أخرى مثل الإنفلونزا والفيروس المخلوي التنفسي، حيث يركز العلاج بشكل أساسي على تخفيف الأعراض المصاحبة للعدوى، وفق عنان. وأضاف أنه في الحالات الخفيفة، يُوصى باستخدام مسكنات الألم لتخفيف الأوجاع العامة وخافضات الحرارة لمعالجة الحمى. أما في الحالات الشديدة، فقد يتطلب الأمر تقديم دعم تنفسي لمساعدة المرضى على التنفس، بالإضافة إلى توفير الرعاية الطبية داخل المستشفى عند تفاقم الأعراض.

وأضاف أنه من المهم التركيز على الوقاية وتقليل فرص العدوى باعتبارها الخيار الأمثل في ظل غياب علاج أو لقاح مخصص لهذا الفيروس.

ولتجنب حدوث جائحة، ينصح بدران بتعزيز الوعي بالوقاية من خلال غسل اليدين بانتظام وبطريقة صحيحة، وارتداء الكمامات في الأماكن المزدحمة أو عند ظهور أعراض تنفسية، بالإضافة إلى تجنب الاتصال المباشر مع المصابين. كما يتعين تعزيز الأبحاث لتطوير لقاحات أو علاجات فعّالة للفيروس، إلى جانب متابعة تحورات الفيروس ورصد أي تغييرات قد تزيد من قدرته على الانتشار أو تسبب أعراضاً أشد.