اعتداء «أتاتورك» يخلّف 41 قتيلًا.. و«داعش» أبرز المتهمين

التحقيق يقوده الأتراك بدعم معلوماتي من واشنطن ودول في «الناتو»

اعتداء «أتاتورك» يخلّف 41 قتيلًا.. و«داعش» أبرز المتهمين
TT

اعتداء «أتاتورك» يخلّف 41 قتيلًا.. و«داعش» أبرز المتهمين

اعتداء «أتاتورك» يخلّف 41 قتيلًا.. و«داعش» أبرز المتهمين

فحص محققون أتراك مقاطع فيديو وإفادات شهود، أمس، بعد أن فتح ثلاثة انتحاريين، يشتبه في انتمائهم لتنظيم داعش، النار وفجروا أنفسهم في مطار إسطنبول الرئيسي، ما أدى إلى مقتل 41 وإصابة قرابة 239 شخصا.
والهجوم على ثالث أكثر المطارات ازدحاما في أوروبا هو أحد أكثر الهجمات دموية في سلسلة هجمات انتحارية وقعت في تركيا، وهي جزء من التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ضد «داعش» التي تسعى جاهدة لاحتواء امتداد الحرب الأهلية في سوريا المجاورة.
وقال الرئيس التركي رجب طيب إردوغان إن الهجوم ينبغي أن يمثل «نقطة تحول» في المعركة الدولية ضد الإرهاب، الذي وصفه بأنه «لا يعطي أي اعتبار للأديان أو القيم». وقال مسؤول تركي إن خمسة سعوديين وعراقيين اثنين كانوا في عداد القتلى الـ13 الأجانب، بالإضافة إلى مواطنين من الصين والأردن وتونس وأوزبكستان وإيران وأوكرانيا.
وذكر شهود ومسؤولون أن أحد المهاجمين فتح النار في صالة السفر ببندقية آلية، الأمر الذي دفع المسافرين للانبطاح ليختبئوا أو لمحاولة الهرب قبل أن يفجر الثلاثة أنفسهم في صالة الوصول في الطابق الأسفل. وأظهر مقطع فيديو أحد المهاجمين داخل مبنى الركاب أطلق ضابط شرطة الرصاص عليه على ما يبدو، ثم سقط على الأرض، بينما كان الناس يلوذون بالفرار. وفجّر المهاجم نفسه بعدها بنحو عشرين ثانية.
وقال مسؤول تركي: «إنها أحجية.. السلطات تفحص لقطات كاميرات الدوائر التلفزيونية المغلقة وإفادات الشهود».
من جهتها، ذكرت وكالة «دوجان» للأنباء دون أن تذكر أسماء مصادرها أن تشريح جثث المفجرين الثلاثة الذين تمزق الجزء العلوي من جثثهم اكتمل، وأنهم ربما يكونون أجانب. وتناثرت ألواح السقف على الرصيف خارج صالة الوصول بالمطار الدولي. وتحطمت ألواح كاملة من الزجاج، الأمر الذي كشف الجزء الداخلي من المبنى، بينما تدلّت «الكابلات» الكهربائية من السقف. وجمعت طواقم التنظيف الأنقاض، بينما نفّذت الشرطة دوريات مراقبة مع استئناف الرحلات.
وقال رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم للصحافيين في المطار إنه «بات واضحا من هذه الواقعة أن الإرهاب يمثل تهديدا عالميا. هذا الهجوم الذي استهدف الأبرياء عمل إرهابي حقير جرى التخطيط له». وأضاف رئيس الوزراء: «هناك أدلة أولية تشير إلى أن كل الانتحاريين الثلاثة فجّروا أنفسهم بعد أن فتحوا النار»، مشيرا إلى أنهم جاءوا إلى المطار بسيارة أجرة، وإلى أن النتائج الأولية تشير بأصابع الاتهام إلى تنظيم داعش.
وقال مسؤولان أميركيان من مكافحة الإرهاب على دراية بالمراحل الأولى للتحقيقات، إن «داعش» على رأس قائمة المشتبه بهم، على الرغم من عدم وجود أدلة إلى وقت كتابة هذه السطور. ولم تعلن أي جماعة مسؤوليتها بعد مرور أكثر من 12 ساعة على الهجوم، الذي بدأ نحو الساعة 9.50 مساء بالتوقيت المحلي أول من أمس، الثلاثاء.
* ضحايا من جنسيات كثيرة
أصبح مطار أتاتورك الأكبر في تركيا، بحكم تموقع إسطنبول بين أوروبا وآسيا، نقطة عبور مهمة للركاب في جميع أنحاء العالم. وقال مكتب حاكم إسطنبول إن 109 من بين 239 مصابا خرجوا من المستشفيات التي نقلوا إليها.
وأفادت ديانا إيتنر (29 عاما)، وهي طبيبة نفسية سويسرية كانت مسافرة من زيورخ إلى فيتنام، ثم جرى تحويل رحلتها إلى إسطنبول بعد أن فاتها موعد الطائرة: «كان هناك أطفال يبكون وأناس يصرخون وزجاج مكسور ودماء على الأرض. كان المطار مزدحما للغاية. عمت الفوضى والصدمة». من جهته، أوضح شاهد من وكالة «رويترز» أن المسافرين الذين أرجئت رحلاتهم ناموا على الأرض في المطار، بينما كان بعض الركاب وموظفو المطار يبكون ويتعانقون. ووقف أفراد الشرطة الذين ارتدوا سترات واقية وحملوا أسلحة آلية، على جانب الطريق مع دخول عدد من المسافرين وموظفي الخطوط الجوية التركية.
وأكّدت الشركة الوطنية أنها ألغت 340 رحلة، لكن رحلات السفر استؤنفت بعد الساعة الثامنة صباحا (أي الخامسة بتوقيت غرينتش).
وذكر بول روس (77 عاما)، وهو سائح من جنوب أفريقيا كان في طريقه لموطنه، أنه شاهد أحد المهاجمين وهو يطلق النار «عشوائيا» في صالة السفر من على بعد نحو 50 مترا. وقال عنه: «كان يرتدي زيا أسود. لم يكن ملثما.. اختبأنا خلف منضدة لكنني وقفت وشاهدته. وقع انفجاران بعدها بفترة قصيرة. في هذا الوقت كان قد توقف عن إطلاق النار».
وتابع قوله: «استدار وبدأ يتحرك نحونا. كان يحمل سلاحه داخل سترته. تلفت حوله بقلق ليرى إن كان هناك من سيوقفه ثم نزل على السلم المتحرك.. سمعنا مزيدا من إطلاق الرصاص ثم انفجارا آخر ثم انتهى كل شيء».
* الهدف تعظيم الشعور بالخوف
يحمل الهجوم بعض بصمات تفجير انتحاري نفذه إرهابيون من «داعش» في مطار بروكسل في مارس (آذار)، وأدى إلى مقتل 16 شخصا. واستهدف هجوم منسق أيضا مترو العاصمة البلجيكية في ساعة الذروة، مما أسفر عن مقتل 16 شخصا آخرين. وأعلن «داعش» أيضا مسؤوليته عن هجمات بأسلحة وقنابل قتلت 129 شخصا في باريس، في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي.
وقال سليمان أوزيرين، وهو خبير في مجال السياحة بالمعهد الدولي للسياسة والاستراتيجية، ومقره أنقرة: «في إسطنبول، استخدموا توليفة من الأساليب التي استخدمت في باريس وبروكسل. خططوا لجريمة لتعظيم الشعور بالخوف وفقد الأرواح». وتابع قوله إن تركيا بحاجة لبذل مزيد من الجهد فيما يتعلق بـ«معلومات المخابرات الوقائية» لمنع الاتجاه للتشدد في المقام الأول.
وقال المسؤولان الأميركيان اللذان طلبا عدم نشر اسمهما أن استخدام الانتحاريين ضد أهداف سهلة يحمل بصمات «داعش» أكثر من الجماعات الأخرى المشتبه بها، مثل مسلحي حزب العمال الكردستاني الذين يهاجمون عادة أهدافا حكومية رسمية. وقال يلدريم إن الهجوم يأتي في الوقت الذي تحقق فيه تركيا نجاحا في محاربة الجماعات الإرهابية، وإصلاح العلاقات مع بعض من شركائها الدوليين له مغزى.
وأعلنت تركيا إعادة العلاقات مع إسرائيل الاثنين بعد توتر لمدة ستة أعوام، وتحاول إعادة العلاقات مع روسيا وهي داعم رئيسي للرئيس السوري بشار الأسد.
وأشار أحد المسؤولين الأميركيين إلى أن هناك «زيادة واضحة» في دعاية «داعش» والاتصالات المشفرة على الإنترنت، وهو ما يفسره بعض المسؤولين الأميركيين بأنه مسعى للتوجيه أو الإيحاء بتنفيذ مزيد من الهجمات خارج الأراضي التي يسيطر عليها، ضمن محاولاته لتعويض الخسائر الميدانية التي تكبّدها في الآونة الأخيرة.
واشترط المسؤولان عدم الكشف عن اسمهما من أجل مناقشة التحقيق الذي قالا إنه بقيادة مسؤولين أتراك، وبدعم معلوماتي من الولايات المتحدة ودول أخرى من حلف شمال الأطلسي.
بهذا الصدد، عرض الرئيس الأميركي باراك أوباما، أمس، خلال اتصال هاتفي بنظيره التركي رجب طيب إردوغان مساعدة الولايات المتحدة لتركيا بعد الاعتداءات الانتحارية التي أسفرت عن مقتل 41 شخصا، مساء الثلاثاء، في مطار أتاتورك في إسطنبول.
وقال المتحدث باسم البيت الأبيض، جوش إرنست، إن أوباما «سيعرض أي مساعدة قد يحتاج إليها الأتراك خلال إجرائهم التحقيق، واتخاذهم إجراءات لتعزيز الأمن في بلادهم». وأوضح إرنست أن أوباما الموجود في كندا لحضور قمة لقادة أميركا الشمالية أجرى اتصالا هاتفيا بإردوغان صباحا.
وأضاف المتحدث الأميركي أن «أي معلومة نحصل عليها، ويمكن أن تكون مفيدة للتحقيق التركي، سنتقاسمها بالتأكيد معهم»، مؤكدا أنه لا يملك معلومات عن منفذي الاعتداءات الانتحارية. وتابع إرنست «لا نزال قلقين حيال قدرة تنظيم داعش على شن هذا النوع من الهجمات الإرهابية، ليس فقط في العراق وسوريا بل في أماكن أخرى».
من جهة أخرى، وفيما يتعلّق بالضحايا الأجانب، أفاد مصدر رسمي أردني أن «المواطنة الأردنية نسرين حمّاد كانت من بين ضحايا تفجيرات مطار أتاتورك» دون أن يذكر تفاصيل أخرى. وأعرب الأردن عن إدانته واستنكاره الشديدين للانفجارين اللذين وقعا في مطار أتاتورك بمدينة إسطنبول، مساء أول من أمس، الثلاثاء، وأسفرا عن مقتل 36 شخصا وجرح أكثر من مائة آخرين.
وقال وزير الدولة لشؤون الإعلام، الناطق الرسمي باسم الحكومة الدكتور محمد المومني، إن العصابات المجرمة تسعى من خلال ما تنفذه من عمليات زعزعة استقرار دول المنطقة بهدف إحداث مزيد من الفوضى والدمار والقتل لشعوبها.



حالة تأهب مع وصول الإعصار «شيدو» إلى أرخبيل مايوت الفرنسي

بلدة ساحلية في مايوت تترقب وصول الإعصار (أ.ف.ب)
بلدة ساحلية في مايوت تترقب وصول الإعصار (أ.ف.ب)
TT

حالة تأهب مع وصول الإعصار «شيدو» إلى أرخبيل مايوت الفرنسي

بلدة ساحلية في مايوت تترقب وصول الإعصار (أ.ف.ب)
بلدة ساحلية في مايوت تترقب وصول الإعصار (أ.ف.ب)

ضرب الإعصار «شيدو» صباح اليوم السبت أرخبيل مايوت الفرنسي في المحيط الهندي حيث أُعلنت حالة التأهب القصوى مع توقع اشتداد الرياح المصاحبة له والتي تجاوزت سرعتها 180 كيلومترا في الساعة.

وضرب الإعصار جزيرة بوتيت تير في شرق الأرخبيل حيث يخشى أن تصل سرعة الرياح «إلى 200 و230 كلم/ساعة»، بحسب آخر نشرة للأرصاد الجوية الفرنسية، متوقعة رياحا مدمرة أشد من تلك التي صاحبت الإعصار «كاميسي» عام 1984.

وتسببت الرياح بانقطاع الكهرباء مع سقوط أعمدة كهرباء واقتلاع أشجار وتطاير أسقف منازل مصنوعة من الصفيح.

غيوم في سماء مايوت (أ.ف.ب)

وفي مدينة أوانغاني، قال رئيس البلدية يوسف أمبدي إنه يخشى «الأسوأ... لا يمكننا الخروج ولكن ما نشاهده يفوق الوصف».

ومنذ الصباح الباكر، أصدرت السلطات تحذيرا أرجوانيا وهو ما يعني لزوم جميع السكان منازلهم وعدم الخروج بما يشمل أجهزة الطوارئ والأمن وجميع عناصر الإنقاذ.

وقالت فاطمة التي تعيش في ماجيكافو-كوروبا وما زالت تذكر الإعصار الذي ضرب جزر القمر المجاورة عندما كانت طفلة «نحن خائفون جدا».

وتوقعت هيئة الأرصاد الجوية الفرنسية أمطارا شديدة الغزارة مع خطر تشكل السيول والفيضانات وارتفاع أمواج البحر التي يمكن أن يكون لها آثار كبيرة على الساحل.

وحُظرت حركة المرور على الطرق العامة في جزيرتي غراند تير وبوتيت تير، وأغلق مطار دزاوودزي منذ مساء الجمعة.

ويتوقع خبراء الأرصاد الجوية الفرنسية تحسنا في الأحوال الجوية خلال اليوم، وفق وكالة الصحافة الفرنسية.