البريطانيون: المسألة أن «نكون أو لا نكون»

تخبط قانوني وسياسي في قضية لا سابقة لها.. مع شلل للأحزاب البريطانية

البريطانيون: المسألة أن «نكون أو لا نكون»
TT

البريطانيون: المسألة أن «نكون أو لا نكون»

البريطانيون: المسألة أن «نكون أو لا نكون»

علق أليكس ساموند عضو مجلس العموم والزعيم السابق للحزب الوطني الاسكوتلندي على حالة قادة حملة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي قائلا: إن بوريس جونسون ومايكل غوف أخذا على حين غرة بنتيجة الاستفتاء، مضيفا أنهما لم يحضرا نفسيهما لهذه المفاجأة، ولهذا فقد نظرا إلى بعضهما البعض باستغراب بعد إعلان النتيجة، وكأنهما يقولان «يا إلهي.. ما الذي علينا أن نفعله الآن».
الذي كان يحاول ساموند قوله في المناظرة التي نظمتها «بي بي سي» حول قرار خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، أن كلا المعسكرين (البقاء والخروج) يعيشان «حالة من الضياع، ولم يكن لدى أي منهما خطة باء (طوارئ)». ولهذا، ومنذ إعلان النتيجة يوم الجمعة الماضي يحاول كلا المعسكرين تأجيل اتخاذ قرار الطلاق، رغم إلحاح القادة الأوروبيين أن تقوم بريطانيا بتفعيل المادة 50 من اتفاقية لشبونة بأسرع وقت ممكن، وهي الآلية التي تسهل خروج أي من الأعضاء الـ28 من الاتحاد.
لكن ما زال «هاشتاغ التراجع عن الخروج» نشطا على الإنترنت بشأن ما إذا كانت بريطانيا قد تستطيع إعادة النظر ومحاولة التعامل مع حالة التشكك التي تخيم على القارة الأوروبية في أعقاب التصويت الذي أثار اضطرابات مالية وسياسية.
وحظي التماس بإجراء استفتاء جديد بتوقيع نحو 3.‏3 مليون بحلول بعد ظهر أمس. وقال ديفيد لامي المشرع عن حزب العمال المعارض إن من سلطات البرلمان الدعوة لاستفتاء جديد وحثه على القيام بذلك.
جيريمي هانت وزير الصحة البريطاني، الذي قد يرشح نفسه للمنافسة على زعامة حزب المحافظين، عبر أمس الثلاثاء عن ذلك قائلا: إن بريطانيا يجب أن تظل جزءا من السوق الموحدة وكتب في مقال لصحيفة «دايلي تليغراف» اليومية أن بريطانيا قد تجري استفتاء ثانيا على عضويتها في الاتحاد الأوروبي إذا تمكنت من إبرام اتفاق مع الاتحاد الأوروبي يسمح لها بالسيطرة الكاملة على حدودها. وقال هانت في تصريح لتلفزيون هيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي»: «لا أقول إننا يجب أن نجري استفتاء ثانيا بخصوص البقاء في الاتحاد الأوروبي. نحن سنخرج من الاتحاد.. ولكن بعد التفاوض على شروط الخروج أعتقد أنه يجب أن يكون للشعب رأي في هذه الشروط».
واقترح رئيس الاتحاد الأوروبي دونالد توسك خلال القمة التي تستمر يومين، وبدأت أمس الثلاثاء، أن يعقد قادة الاتحاد مباحثات غير رسمية في سبتمبر (أيلول) المقبل لمناقشة خروج بريطانيا من الاتحاد.
وقال هانت إنه يجب منح رئيس الوزراء الذي سيخلف كاميرون فرصة للتفاوض مع بروكسل قبل بدء مهلة العامين منذ إبلاغ بريطانيا الاتحاد بخروجها رسميا حتى يتمكن من طرح أي اتفاقية بشأن الاستفتاء على البريطانيين.
وأضاف هانت: «قبل أن تبدأ الساعة بالعد يجب أن نتفاوض على اتفاقية ونعرضها على البريطانيين سواء في استفتاء أو عبر انتخابات عامة جديدة وتفويض جديد للمحافظين».
وهناك اعتقاد بأن المنافسة على زعامة حزب المحافظين، والخلافات بين أجنحة الحزب المتصارعة، قد تؤدي إلى انتخابات مبكرة في نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل، أي قبل موعدها بأكثر من ثلاث سنوات. وهذا ما طالب به نيك كليغ، الزعيم السابق لحزب الديمقراطيين الأحرار، والذي شغل منصب نائب رئيس الوزراء في الحكومة الائتلافية، التي جمعت المحافظين والأحرار في حكومة واحدة، خلال الفترة البرلمانية التي انتهت في مايو (أيار) عام 2014. وقال إنه من الضروري طرح قضية الاستفتاء ثانية على الشعب في انتخابات تشكل هذه المسألة عصبها السياسي. وأيدت أسكوتلندا التي يبلغ عدد سكانها خمسة ملايين نسمة البقاء في الاتحاد الأوروبي بنسبة 62 في المائة مقابل 38 في المائة أيدوا الخروج في الاستفتاء الذي أجري يوم الخميس بالمقارنة مع 54 في المائة في إنجلترا أيدوا الخروج.
وبموجب ترتيبات بريطانيا المعقدة لنقل بعض السلطات لأسكوتلندا وويلز وآيرلندا الشمالية فإن التشريع الذي يصدر في لندن لبدء ترك الاتحاد الأوروبي يجب أن توافق عليه البرلمانات الثلاثة وفقا لتقرير للجنة الاتحاد الأوروبي بمجلس اللوردات.
ورغم أن المادة 50 لم تطبق من قبل، ناقش مجلس اللوردات كيف يمكن أن ينفذ الخروج من الاتحاد الأوروبي، ونشر في مايو (أيار) تقرير بعد مشاورات مع خبراء قانونيين. وقال ديريك ويات أحد المشاركين في إعداد التقرير أن القانون يسمح لبريطانيا بأن تغير رأيها بعد تفعيل المادة 50 وإن كان ذلك صعب من الناحية السياسية. وقال ويات في التقرير «بموجب القانون يحق لبريطانيا أن تغير رأيها قبل الانسحاب من الاتحاد الأوروبي وأن تقرر البقاء». ومما زاد الطين بلة، أن الحزبين الرئيسيين في بريطانيا أصيبا بالشلل، وأصبح كاميرون زعيما عاجزا، وسعى حزب العمال المعارض الرئيسي في البلاد للانقلاب على زعيمه، واستقال معظم أعضاء حكومة الظل من حول اليساري جيرمي كوربن. رئيس الوزراء ديفيد كاميرون الذي أعلن استقالته قال إنه لن يتخذ الخطوات الرسمية لإتمام الطلاق من الاتحاد الأوروبي على أساس أن خلفه هو الذي يجب أن يقوم بذلك. ولان الاستفتاء غير ملزم قانونيا يقترح بعض الساسة إجراء تصويت في البرلمان قبل بدء إجراءات الخروج الرسمية. ويقول بعض المراقبين إن المسألة أصبحت «أن نكون أو لا نكون» في الاتحاد. فبعد تصويت بريطانيا التاريخي لصالح الخروج من الاتحاد الأوروبي ليس هناك ما يشير إلى أن هذا الخروج سيحدث بالفعل في وقت قريب أو ربما لا يحدث على الإطلاق.
ويتفق أغلب الساسة البريطانيين على أن التصويت الحاسم بنسبة 52 في المائة لصالح الخروج من الاتحاد الأوروبي مقابل 48 في المائة لصالح البقاء فيه يعني أن الانفصال يجب أن يحدث. وسيمثل ما دون ذلك صفعة قوية على وجه الديمقراطية.
وقالت رئيسة وزراء اسكوتلندا أن برلمانها قد يعترض على قرار خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي. وبموجب السلطات الممنوحة من الحكومة المركزية لحكومات الأقاليم يتعين على برلمانات اسكوتلندا وآيرلندا الشمالية وويلز قبول قرار الانفصال عن الاتحاد الأوروبي وفقا لتقرير أعده مجلس اللوردات.
لكن كاميرون المصدوم أكد في خطاب استقالته، التي وصفها أحد المراقبين في مقال تحليلي لوكالة رويترز، بأنها تمثل أكثر النهايات صخبا لولاية رئيس وزراء بريطاني منذ استقالة أنتوني ايدن بعد العدوان الثلاثي على مصر عام 1956 «إرادة الشعب البريطاني هي توجيه يتعين تنفيذه».
وحتى من تصدروا حملة الخروج يريون أيضا التريث. نايجل فاراج زعيم حزب الاستقلال البريطاني، أكثر الأحزاب معادية للاتحاد الأوروبي، قال أمس الثلاثاء أنه يريد إقامة علاقة صداقة طيبة وشراكة تجارية مع الاتحاد الأوروبي بعد خروج بلاده منه. وقال فاراج للصحافيين قبل جلسة البرلمان الأوروبي لبحث استفتاء بريطانيا «كسبنا الحرب. الآن يتعين علينا أن نكسب السلام»، مضيفا: «نريد أن نكون أصدقاء وجيرانا وشركاء تجاريين جيدين». وتابع أن بريطانيا يجب أن تنفذ الخروج من الاتحاد في أسرع وقت ممكن لكن العملية يجب أن تتم بشكل ودي وأضاف أن حجم الاقتصاد البريطاني وروابطه الوثيقة بالاتحاد الأوروبي تعني أنه يجب أن يمنح اتفاقا على أساس معاملة تفضيلية. وقال: «نحن أكبر شريك تجاري لمنطقة اليورو. يمكننا أن نحصل على اتفاق أفضل بكثير من الذي حصلت عليه النرويج». وبدأ أن فاراج أدلى ببعض العبارات التصالحية لرئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر. فعندما تجمع نواب الاتحاد الأوروبي في جلسة خاصة للبرلمان الأوروبي لمحاولة استيعاب نتائج خروج بريطانيا تقدم فاراج إلى رئيس المفوضية وتحدث إليه لفترة وجيزة بشكل ودي على ما يبدو. وعندما استدار عائدا جذبه يونكر وطبع قبلة على خده.
وأمس قال وزير المالية البريطاني جورج أوزبورن أن بريطانيا ستضطر لخفض الأنفاق وزيادة الضرائب لمواجهة التحديات الاقتصادية الناجمة عن اقتراع البريطانيين بالخروج من الاتحاد الأوروبي. وقال إن من الضروري أن تحقق بريطانيا استقرارا ماليا في أعقاب قرار الانسحاب الذي أدى لتهاوي الجنيه الإسترليني والأسواق.
وتابع: «سنمر بمرحلة تعديلات اقتصادية طويلة في المملكة المتحدة سنتكيف مع الحياة خارج الاتحاد الأوروبي لن يكون الوضع الاقتصادي ورديا مثلما كان داخل الاتحاد الأوروبي. أعتقد أن بوسعنا صياغة خطة واضحة».
لكن من غير المرجح أن يتيح الاتحاد وصول بريطانيا إلى السوق الموحدة، وهو أمر رئيسي للسماح لبريطانيا بتبادل السلع والخدمات مع دولة دون أن تقبل لندن بحرية حركة العاملين بدول الاتحاد. لكن القضية الأهم لمن صوتوا لصالح الانسحاب من الاتحاد هي القيود على الهجرة التي وعد بها الداعون للخروج.
القانون المنظم لخروج دولة عضو من الاتحاد الأوروبي هو المادة 50 من معاهدة لشبونة التي تعد فعليا دستور الاتحاد الأوروبي. ولم تفعل هذه المادة من قبل.
وقبل التصويت قال كاميرون أن المادة 50 ستفعل على الفور إذا صوتت بريطانيا لصالح الخروج. لكن مسؤولين من الحملة الداعية للخروج ومنهم بوريس جونسون رئيس بلدية لندن السابق يحاولون إبطاء العملية. فهم يقولون إنهم يريدون التفاوض على العلاقات المستقبلية لبريطانيا مع الاتحاد قبل الانفصال رسميا عنه.
وينقسم زعماء أوروبا، الذين يواجهون أكبر تهديد لوحدتها منذ الحرب العالمية الثانية، بشأن السرعة التي يتعين أن تبدأ بها مفاوضات الخروج. فتريد باريس التعجيل بها في حين تدعو المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل للتحلي بالصبر. وقال جان كلود يونكر رئيس المفوضية الأوروبية أنه يريد أن تبدأ العملية «فورا».
ومن المقرر أن يلتقي رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون في وقت لاحق من اليوم نظرائه الـ27 لأول مرة منذ استفتاء الخميس الماضي، للتباحث بشأن الخطوات المستقبلية. وسوف يعقد رؤساء وزراء دول الاتحاد مباحثات غير رسمية مع كاميرون غدا الأربعاء.
ومن جانب آخر علقت ملكة بريطانيا إليزابيث الثانية خلال أول ظهور علني لها منذ قرار البريطانيين الخروج من الاتحاد الأوروبي بالقول: «في كل الأحوال، لا أزال على قيد الحياة»، أي الاتحاد. وجاء تعليق الملكة خلال زيارة استغرقت يومين إلى آيرلندا الشمالية. وصافح نائب رئيس وزراء آيرلندا الشمالية مارتن ماغينيس الملكة أمام عدسات الكاميرات قائلا لها «صباح الخير، كيف الحال؟». وردت الملكة ممازحة «في كل الأحوال، لا أزال على قيد الحياة!» مضيفة: «نحن منشغلون جدا، لقد حصلت عدة أمور». وخلافا للاستفتاء حول استقلال اسكوتلندا في 2014 حيث فاز رافضو الانفصال، لم تعلق إليزابيث الثانية على نتيجة استفتاء الخميس الذي وضع بريطانيا على طريق الخروج من الاتحاد الأوروبي. لكن صحيفة «ذي صن» استدعيت أمام الهيئة المنظمة للصحافة البريطانية خلال الحملة بعدما نشرت مقالا قالت فيه إن الملكة تساند الخروج من الاتحاد الأوروبي. واستندت الصحيفة إلى مصدرين نقلا عن الملكة قولها خلال حديث مع مجموعة من النواب «قبل سنوات خلال حفل استقبال في قصر باكينغهام». ونقل أحد البرلمانيين عن الملكة قولها «أنا لا افهم أوروبا». لكن قصر باكينغهام سارع إلى نفي هذه المعلومات بشدة.



منصة «روبلوكس» الأميركية تتعهد بإجراء تغييرات لرفع الحظر الروسي المفروض عليها

صبي يقف لالتقاط صورة وهو يحمل جهاز تحكم ألعاب أمام شاشة تعرض شعار منصة ألعاب الأطفال الأميركية «روبلوكس» (رويترز)
صبي يقف لالتقاط صورة وهو يحمل جهاز تحكم ألعاب أمام شاشة تعرض شعار منصة ألعاب الأطفال الأميركية «روبلوكس» (رويترز)
TT

منصة «روبلوكس» الأميركية تتعهد بإجراء تغييرات لرفع الحظر الروسي المفروض عليها

صبي يقف لالتقاط صورة وهو يحمل جهاز تحكم ألعاب أمام شاشة تعرض شعار منصة ألعاب الأطفال الأميركية «روبلوكس» (رويترز)
صبي يقف لالتقاط صورة وهو يحمل جهاز تحكم ألعاب أمام شاشة تعرض شعار منصة ألعاب الأطفال الأميركية «روبلوكس» (رويترز)

قالت منصة «روبلوكس» الأميركية لألعاب الأطفال، الأربعاء، إنها مستعدة لإجراء تغييرات على بعض خصائصها في روسيا، في الوقت الذي تسعى فيه لإلغاء الحظر الذي فرضته عليها موسكو هذا الشهر.

وأعلنت هيئة مراقبة الاتصالات الروسية (روسكومنادزور) الحظر في الثالث من ديسمبر (كانون الأول) لأسباب تتعلق بسلامة الأطفال، مما أزعج بعض المستخدمين الروس، بل وأثار احتجاجاً نادراً بمدينة تومسك السيبيرية في مطلع الأسبوع.

ونقلت وكالة «إنترفاكس» الروسية للأنباء، الأربعاء، عن روسكومنادزور قولها إن المنصة الأميركية اتصلت بها وعبّرت عن استعدادها للامتثال للقانون الروسي.

وقالت الوكالة نقلاً عن الهيئة الرقابية: «إذا لم يكن هذا مجرد تصريح، وإنما رغبة حقيقية من المنصة في تغيير نهجها لضمان سلامة الأطفال على الإنترنت، فستتعامل معها روسكومنادزور مثلما تتعامل مع أي خدمة أخرى تمتثل للقانون الروسي».

وأكد المتحدث باسم «روبلوكس» لوكالة «رويترز» للأنباء في رسالة بالبريد الإلكتروني، أن المنصة تواصلت مع الهيئة الرقابية.

طالب هندسة تكنولوجية يقوم بتطوير ألعاب ذات طابع حربي لمنصة ألعاب «روبلوكس» في مونتيري بالمكسيك يوم 19 نوفمبر 2025 (أ.ف.ب)

وقال المتحدث إن «روبلوكس» مستعدة «للحد مؤقتاً من خصائص التواصل في روسيا ومراجعة عمليات الإشراف على المحتوى لدينا لاستيفاء المتطلبات القانونية اللازمة لوصول جمهورنا من جديد إلى المنصة».

وأحجم المتحدث عن التعليق على موعد رفع الحظر.

وحظرت دول عدة، منها العراق وتركيا، المنصة بسبب مخاوف من استغلال الأطفال. وتقول المنصة إنها تحترم القوانين الوطنية وتلتزم بشدة بسلامة المستخدمين.

وسيكون أي اتفاق لاستعادة الوصول إلى «روبلوكس» تسوية نادرة لأحد الخلافات طويلة الأمد بين روسيا وشركات التكنولوجيا الأميركية.

وفرضت روسيا رقابة خلال سنوات الحرب مع أوكرانيا، وحجبت أو قيّدت الوصول إلى منصات تواصل اجتماعي، مثل «سناب شات» و«فيسبوك» و«إنستغرام» و«واتساب» و«يوتيوب».

ويقول مسؤولون روس إن هذه الإجراءات ضرورية للدفاع عن البلاد في «حرب معلومات» معقدة تشنها قوى غربية، ولحمايتها مما يصفونه بالثقافة الغربية المنحلة التي تقوّض القيم الروسية التقليدية.


شرطة أستراليا توجه 59 اتهاماً للمشتبه به في هجوم سيدني

أناس يقفون قرب باقات من الزهور الأربعاء تكريماً لضحايا حادثة إطلاق النار في شاطئ بونداي في سيدني (أ.ف.ب)
أناس يقفون قرب باقات من الزهور الأربعاء تكريماً لضحايا حادثة إطلاق النار في شاطئ بونداي في سيدني (أ.ف.ب)
TT

شرطة أستراليا توجه 59 اتهاماً للمشتبه به في هجوم سيدني

أناس يقفون قرب باقات من الزهور الأربعاء تكريماً لضحايا حادثة إطلاق النار في شاطئ بونداي في سيدني (أ.ف.ب)
أناس يقفون قرب باقات من الزهور الأربعاء تكريماً لضحايا حادثة إطلاق النار في شاطئ بونداي في سيدني (أ.ف.ب)

وجّهت الشرطة الأسترالية، الأربعاء، 59 اتهاماً للمشتبه بتنفيذه هجوماً على شاطئ بونداي بمدينة سيدني، وذلك بعد أسوأ عملية إطلاق نار جماعية تشهدها أستراليا منذ عقود.

وقالت شرطة نيو ساوث ويلز إن الشرطة ستتهم في المحكمة نافيد أكرم، ذا الأصول الهندية، الذي يحمل الجنسية الأسترالية، «بالقيام بسلوك تسبب بالقتل وبإصابات خطيرة، وبتعريض حياة أشخاص للخطر من أجل الدفاع عن قضية دينية وإثارة الخوف في المجتمع».

وإلى جانب تهمتي الإرهاب وقتل 15 شخصاً، تشمل الاتهامات 40 تهمة بالإيذاء بنية القتل، فيما يتعلق بسقوط جرحى ووضع عبوة ناسفة قرب مبنى. وأفادت الشرطة، في بيان، بأن المؤشرات الأولية تدل على أن الهجوم هجوم إرهابي مستوحى من تنظيم «داعش»، المدرج على قائمة الإرهاب في أستراليا.

وأقامت أستراليا أول جنازة لضحايا الحادث، وتجمعت حشود كبيرة لتأبين الحاخام إيلي شلانغر، الذي كان بين القتلى حين أطلق ساجد أكرم، الهندي المقيم في أستراليا، وابنه نافيد، النار على جمع من المحتفلين بعيد «حانوكا» اليهودي على الشاطئ الشهير، مساء الأحد.

من جهته، قال رئيس الوزراء أنتوني ألبانيز، الأربعاء: «قلبي مع المجتمع اليوم وكل يوم». وأضاف، في تصريح لمحطة إذاعية محلية: «لكن اليوم سيكون بالغ الصعوبة مع بدء أولى الجنازات».

وكان قد قال، الثلاثاء، إن المسلحَين كانا مدفوعين بـ«آيديولوجية الكراهية»، مضيفاً أن نافيد أكرم (24 عاماً) لفت انتباه وكالة الاستخبارات الأسترالية عام 2019 «بسبب صلته بآخرين»؛ لكن لم يُعتبر تهديداً وشيكاً وقتها. وأضاف: «لقد حققوا معه، وحققوا مع أفراد أسرته، وحققوا مع محيطين به... ولكنه لم يُعتبر في ذلك الوقت شخصاً مثيراً للاهتمام».

وأطلق ساجد (50 عاماً) وابنه النار على الحشد المتجمع عند الشاطئ لمدة 10 دقائق، قبل أن تفتح الشرطة النار على ساجد وتقتله، في حين أصيب نافيد بالرصاص، ونُقل إلى المستشفى في حالة حرجة.

واتفق قادة أستراليا، الاثنين، على تشديد القوانين التي سمحت للأب بحيازة 6 أسلحة نارية.

ولم تشهد أستراليا حوادث إطلاق نار مماثلة منذ قتل مسلح 35 شخصاً في مدينة بورت آرثر السياحية عام 1996. وأدّت تلك الحادثة إلى حملة، تضمنت برنامجاً لإعادة شراء الأسلحة، وفرض قيود على الأسلحة نصف الآلية. لكن في السنوات الأخيرة، سجّلت أستراليا ارتفاعاً مطرداً في عدد الأسلحة النارية التي يملكها أفراد.

زيارة للفلبين

وتجري الشرطة تحقيقات لمعرفة ما إذا كان الأب وابنه قد التقيا متطرفين خلال زيارة قاما بها للفلبين، قبل أسابيع من الهجوم. وأكّدت إدارة الهجرة في مانيلا لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» أنهما أمضيا معظم شهر نوفمبر (تشرين الثاني) في البلاد، وكانت دافاو وجهتهما النهائية.

ولهذه المنطقة، الواقعة في جزيرة مينداناو الجنوبية، تاريخ طويل من حركات التمرد والتطرف.

عناصر من الشرطة متجمعون الثلاثاء قرب شاطئ بونداي في سيدني الذي شهد واقعة إطلاق نار خلال احتفال اليهود بعيد حانوكا (رويترز)

لكن الفلبين نفت، الأربعاء، استخدام أراضيها لتدريب «إرهابيين». وقالت الناطقة باسم الرئاسة، كلير كاسترو، لدى تلاوتها بياناً صدر عن مجلس الأمن القومي: «لم يُقدَّم أي دليل لدعم المزاعم بأن البلاد استُخدمت لتدريب إرهابيين».

وأضافت: «لا يوجد أي تقرير معتمد أو تأكيد بأن أفراداً تورطوا في حادثة شاطئ بونداي تلقوا أي شكل من أشكال التدريب في الفلبين».

وكان مكتب الهجرة في الفلبين قد ذكر، الثلاثاء، أن المسلحَين المتهمَين بتنفيذ إطلاق النار الجماعي بشاطئ بونداي سافرا إلى الفلبين في أول نوفمبر على متن الرحلة «بي آر 212» التابعة لـ«الخطوط الجوية الفلبينية»، من سيدني إلى مانيلا، ومنها إلى مدينة دافاو.

وغادر الرجل وابنه الفلبين في 28 نوفمبر على الرحلة نفسها من دافاو عبر مانيلا إلى سيدني. ولم تتضح بعد الأنشطة التي قام بها الرجلان في الفلبين، أو ما إذا كانا قد سافرا إلى مكان آخر بعد الهبوط في دافاو.

وفي عام 2017، سيطر مسلحون متأثرون بفكر «داعش» على أجزاء من مدينة ماراوي في جنوب الفلبين، وتمكنوا من الاحتفاظ بها 5 أشهر، رغم عمليات برية وجوية ظل الجيش يشنّها.

وأدّى حصار ماراوي، الذي شكَّل أكبر معركة تشهدها البلاد منذ الحرب العالمية الثانية، إلى نزوح نحو 350 ألف شخص ومقتل أكثر من 1100، معظمهم من المسلحين.

«قوى الشر الإرهابية»

من جانبه، دعا الرئيس الأميركي دونالد ترمب، الثلاثاء، إلى حرب دولية ضد «الإرهاب المتطرف»، وقال في حفل استقبال في البيت الأبيض بمناسبة عيد حانوكا: «يجب على كل الدول أن تتّحد ضد قوى الشر الإرهابية الراديكالية، ونحن نفعل ذلك».

واتفق الرئيس الأميركي مع توصيف السلطات الأسترالية للهجوم بأنه «هجوم إرهابي»، كما اتفق مع الوصف الإسرائيلي لما حدث بأنه «مظهر من مظاهر تصاعد معاداة السامية»، وقال: «هذا هجوم إرهابي شنيع معادٍ للسامية»، مشدداً على تكاتف جميع الدول «ضد قوى الشر الإسلامي الراديكالي».

وربط ترمب هجوم الشاطئ الأسترالي بهجمات السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023، التي شنّتها حركة «حماس» على بلدات إسرائيلية في غلاف غزة، قائلاً: «رأيت أشرطة تمنيت لو لم أرها»، ومحذراً من تكرار الهجمات الإرهابية.

وقال: «يجب أن تكونوا حذرين جداً، فأمور سيئة يمكن أن تحدث؛ رأيتم ما حدث في أستراليا وما حدث في السابع من أكتوبر».

السوري الذي أنقذ العشرات

أما السوري أحمد الأحمد (44 عاماً)، الذي أصيب بطلقات عدة خلال انتزاعه سلاح أحد المهاجمين، تفادياً لإصابة ومقتل آخرين، فقد توالت التعهدات بمساعدته مادياً.

لقطة من فيديو على حساب رئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيز على «إكس» تُظهره وهو يلتقي السوري أحمد الأحمد الذي انتزع سلاح أحد المهاجمين خلال هجوم شاطئ بونداي في مستشفى بسيدني (أ.ف.ب)

وجذبت صفحة لجمع الأموال أنشأها أستراليون لم يلتقوا الأحمد قط تبرعات من نحو 40 ألف شخص، حيث تبرعوا بـ2.3 مليون دولار أسترالي (1.5 مليون دولار أميركي)، بحلول مساء الثلاثاء. ومِن بين الداعمين الملياردير مدير صندوق التحوط وليام أكمان، الذي تعهّد بتقديم 99 ألف دولار أسترالي.

وقالت مديرة الإعلام في جمعية «الأستراليون من أجل سوريا»، التي زارت الأحمد في المستشفى في ساعة متأخرة من يوم الاثنين، إنه خضع لجراحة، ومن المقرر إجراء مزيد من العمليات الجراحية.

من جهة أخرى، أُعلن إلغاء احتفالات ليلة رأس السنة التي كانت مقررة على شاطئ بونداي إثر الهجوم الدامي.

وقال منظمو الاحتفالات، في بيان، الأربعاء، إن القرار اتُخذ بالتشاور مع المجلس المحلي.


الصين تعرب عن دعمها لفنزويلا... وتعارض أساليب «الترهيب»

وزير الخارجية الصيني وانغ يي (رويترز - أرشيفية)
وزير الخارجية الصيني وانغ يي (رويترز - أرشيفية)
TT

الصين تعرب عن دعمها لفنزويلا... وتعارض أساليب «الترهيب»

وزير الخارجية الصيني وانغ يي (رويترز - أرشيفية)
وزير الخارجية الصيني وانغ يي (رويترز - أرشيفية)

قال وزير الخارجية الصيني وانغ يي، لنظيره الفنزويلي، الأربعاء، إن الصين تعارض أسلوب «الترهيب بشكل أحادي» وتدعم الدول في حماية سيادتها، في الوقت الذي يكثف فيه الرئيس الأميركي دونالد ترمب الضغط على الدولة الواقعة في أميركا الجنوبية.

وقال وانغ، في مكالمة هاتفية مع وزير الخارجية الفنزويلي إيفان جيل، إن الصين وفنزويلا شريكان استراتيجيان، وإن الثقة والدعم المتبادلين تقليد في العلاقات الثنائية، حسبما ورد في بيان صادر عن وزارة الخارجية الصينية.

وأضاف: «تعتقد الصين أن المجتمع الدولي يتفهم ويدعم موقف فنزويلا في الدفاع عن حقوقها ومصالحها المشروعة»، وفق ما نقلته وكالة «رويترز» للأنباء.