عقدة المباريات النهائية تلازم الأرجنتين.. وميسي يعتزل دوليًا

تشيلي تسطر تاريخًا جديدًا في كوبا أميركا بالاحتفاظ باللقب بنفس سيناريو ركلات الترجيح

لاعبو تشيلي يحتفلون بكأس كوبا أميركا  للمرة الثانية على التوالي (أ.ف.ب) - ميسي المحبط قرر أن ينهي مسيرته مع منتخب الأرجنتين (أ.ف.ب)
لاعبو تشيلي يحتفلون بكأس كوبا أميركا للمرة الثانية على التوالي (أ.ف.ب) - ميسي المحبط قرر أن ينهي مسيرته مع منتخب الأرجنتين (أ.ف.ب)
TT

عقدة المباريات النهائية تلازم الأرجنتين.. وميسي يعتزل دوليًا

لاعبو تشيلي يحتفلون بكأس كوبا أميركا  للمرة الثانية على التوالي (أ.ف.ب) - ميسي المحبط قرر أن ينهي مسيرته مع منتخب الأرجنتين (أ.ف.ب)
لاعبو تشيلي يحتفلون بكأس كوبا أميركا للمرة الثانية على التوالي (أ.ف.ب) - ميسي المحبط قرر أن ينهي مسيرته مع منتخب الأرجنتين (أ.ف.ب)

انخرط ليونيل ميسي في البكاء كما لم يفعل من قبل في أي من ملاعب كرة القدم، فقد كانت الهزيمة الجديدة في مباراة نهائية والسقوط مرة أخرى أمام تشيلي بركلات الترجيح بمثابة ضربة موجعة للنجم الأرجنتيني، الذي أحدث زلزالا كبيرا بعد نهائي بطولة كوبا أميركا (المئوية) بإعلانه اعتزال اللعب الدولي.
لم تفز تشيلي على الأرجنتين في الوقت الأصلي أو الإضافي في 27 مواجهة في كأس كوبا أميركا لكرة القدم في 100 عام لكنها رغم ذلك أنهت آمال ليونيل ميسي ورفاقه في إحراز اللقب القاري مرتين في 12 شهرا، وبنفس سيناريو ركلات الترجيح.
ويشعر ميسي، 29 عاما، المتوج خمس مرات بجائزة أفضل لاعب في العالم أنه كان سببا في عدم تتويج بلاده باللقب القاري لإهداره ركلة الترجيح الأولى للأرجنتين بعد انتهاء المباراة بالتعادل دون أهداف.
وقال ميسي عقب المباراة، التي انتهت في وقت مبكر بعد فجر أمس (بتوقيت غرينتش): «مسيرتي مع المنتخب انتهت، لقد حاولت كثيرا، يؤلمني عدم التتويج مع الأرجنتين، سأرحل دون أن أتمكن من تحقيق ذلك، لقد خسرت أربع مباريات نهائية».
وأضاف لاعب برشلونة: «هذا أمر غير معقول ولكن الأمور لا تسير على ما يرام معنا، لقد حدث معنا هذا مرة أخرى، ركلات الترجيح مرة أخرى».
وأضاف: «هذا صعب.. هذا ليس الوقت المناسب للتحليل. في غرفة اللاعبين أدركت أن هذه هي النهاية بالنسبة لي مع المنتخب، لكنها ليست نهايتي».
واستطرد: «هذا هو شعوري الآن. شعور بالحزن العميق بعد أن أهدرت ركلة ترجيح كانت في غاية الأهمية.. حاولت بكل قوة التتويج بلقب كبير مع الأرجنتين لكنه لم يحدث».
وجاء قرار ميسي بمثابة صدمة هائلة لبقية زملائه في المنتخب، الذين عبروا عن أملهم في إمكانية عودته عن القرار، خاصة وأنه جاء بعد أن أصبح الأسبوع الماضي الهداف التاريخي للأرجنتين متفوقًا على المعتزل جبريل باتيستوتا.
ولم يتمكن ميسي مرة أخرى من كسر لعنة المباريات النهائية، بعد أن قدم كل شيء للفوز بلقبه ولكنه تجرع الهزيمة الثالثة على التوالي في مباراة نهائية وفي غضون سنتين.
ولن يرحم التاريخ المنتخب الأرجنتيني، الذي تأهل إلى ثلاث نهائيات متتالية، بدأها مع مونديال البرازيل 2014 ثم كوبا أميركا 2015 وأخيرا النسخة الحالية من كوبا أميركا المئوية، حيث تصدر ميسي فيها جميعا دور البطولة، رغم خروجه مهزوما، حتى أنه أخفق من الثأر من منتخب تشيلي، الذي اقتنص منه لقب البطولة في العام الماضي.
ولجأ ميسي إلى الانعزال بعيدا عن صخب الملعب بعد المباراة على مقاعد البدلاء، إلا أنه لم يتمكن من أن يحظى هناك بلحظة السلام، التي كان ينشدها، فقد كانت الكاميرات وعدسات التصوير تطارده دون رحمة.
وحذر خيراردو مارتينو، المدير الفني للمنتخب الأرجنتيني، بعد المباراة، من مستقبل الفريق، الذي وصفه بالصعب.
وابتعد ميسي خلال المباراة النهائية كثيرًا عن أدائه المتميز طوال البطولة، التي قدم خلالها لمحات فنية تعبر عن عبقريته الكروية، بعدما سجل ثلاثة أهداف في مرمى منتخب بنما في أقل من 30 دقيقة، كما أحرز هدفين من ضربتين ثابتتين بشكل رائع، بالإضافة إلى تتويجه بلقب الهداف التاريخي للمنتخب الأرجنتيني.
وكان منتخب تشيلي حريصا على ألا يمنح نجم برشلونة مساحات واسعة في الملعب، مما اضطره إلى النزول كثيرًا إلى دائرة المنتصف لاستعادة الكرة، حيث لم يحظ بفرص الوصول إلى منطقة جزاء الخصم واعتمد على الاختراقات القليلة لقلبي الهجوم جونزالو هيغواين ومن ورائه سيرخيو أغويرو.
وتصدى ميسي لتنفيذ ركلة حرة في الدقيقة 17 وانتظر الجميع رؤية لمحة مميزة جديدة للاعب الكبير، ولكن كلاوديرو برافو حارس مرمى منتخب تشيلي وزميل ميسي في برشلونة نجح في الإمساك بالكرة، قبل أن يعود لتنفيذ ركلة جديدة في الوقت الإضافي في الدقيقة 117، ولكنها اصطدمت بالحائط البشري.
وساهم ميسي بشكل مباشر في الأخطاء، التي عجلت بالطرد المبكر للاعب وسط ميدان منتخب تشيلي مارسيلو دياز، أحد أهم الركائز داخل فريقه. ولكن مع مرور الوقت بدأت الأرجنتين إلى التحول من الضغط بشكل جماعي في المناطق الأمامية إلى الاعتماد بشكل حصري على المهارات الفردية لميسي، الذي حاول قدر استطاعته مراوغة الكثير من لاعبي الفريق الخصم، حتى وصل الأمر إلى اضطراره لمراوغة ستة لاعبين دفعة واحدة حتى يتقدم بالكرة.
وفي الدقيقة 90 أطلق ميسي آخر طلقاته النارية، عندما توغل عبر دفاعات الخصم من منتصف الملعب دون أن يتمكن أحد من إيقافه وصوب ناحية المرمى ولكن الكرة ذهبت إلى خارج الملعب.
واستمر ميسي في المحاولة خلال الوقت الإضافي وقام ببعض التمريرات الرائعة، إلا أنه لم يحصل على النتيجة المرجوة. كما هو حال أغلبية الجماهير، التي حضرت المباراة وبلغ عددهم 82 ألف مشجع، في أكبر حضور جماهيري يشهده ملعب ميتلايف بولاية نيوجيرسي، مستضيف المباراة، طوال تاريخه.
وأصبحت الجراح، التي تسببت فيها المباراتان النهائيتان السابقتان على تلك المباراة، أكثر عمقًا، رغم أن ميسي ظهر، أكثر من أي وقت مضى، ليس كقائد من الناحية الكروية والفنية وحسب، بل كأيقونة للمنتخب الأرجنتيني ككل، بعد أن بلغ لتوه عامه الـ29 وأصبح أكثر رشدا في اللقاءات الصحافية وداخل الملعب أيضًا.
ووصل ميسي إلى الولايات المتحدة الأميركية بعد أن قطع 30 ألف كيلومترا في غضون أيام قليلة، بعد أن أدلى بأقواله أمام القضاء الإسباني في قضية تهرب ضريبي، بالإضافة إلى معاناته من كدمة قوية في الظهر أصيب بها في مباراة الأرجنتين الودية أمام هندوراس، كادت أن تحرمه من اللعب، بيد أن النجم الأرجنتيني واجه كل هذه الصعوبات ولم يتهرب من تحمل المسؤولية. وستظل شوكة اللقب الغائب مع المنتخب الأرجنتيني عالقة في قلب نجم برشلونة، الذي فاز بكل شيء مع النادي الكتالوني وحصد خمس كرات ذهبية. وكان ميسي قد أكد قبل المباراة النهائية أن الخسارة للمرة الثالثة على التوالي لن تكون إخفاقًا بل إحباطًا، بيد أن ملامحه بعد المباراة دللت على أن الأمر أكبر بكثير من مجرد كونه شعورًا بالإحباط.
من جهته توقع أغويرو بأن لا يكون ميسي اللاعب الوحيد الذي يعتزل اللعب دوليا بعد خسارة الأرجنتين، وقال: «من المرجح ألا يكون ميسي اللاعب الوحيد الذي سيعتزل دوليا. إنها الخسارة الأصعب علينا على الإطلاق». ولم يحدد لاعب مانشستر سيتي الإنجليزي، البالغ من العمر 28 عاما، إذا كان من اللاعبين الذين يفكرون بالاعتزال.
وقد يكون زميل ميسي في برشلونة الإسباني خافيير ماسكيرانو (32 عاما و123 مباراة دولية) من بين اللاعبين الذين سيحذون حذو أفضل لاعب في العالم إضافة إلى لوكاس بيليا وإيفر بانيغا وإيزيكييل لافيتزي وأنخل دي ماريا بحسب بعض التقارير القادمة من أميركا الجنوبية.
وأضاف أغويرو: «كنا مدمرين تماما في غرفة الملابس، خصوصا ليو (ميسي). لم أشاهده يوما في هذه الحالة. هناك عدد من اللاعبين الذين يقيمون وضعهم ويفكرون بعدم مواصلة المشوار مع المنتخب. لم يسبق لي أن وجدت في غرفة ملابس أسوأ من تلك التي وجدت فيها (بعد النهائي). كانت أسوأ حتى من نهائي كأس العالم في البرازيل والنهائي الآخر في كوبا أميركا» العام الماضي في تشيلي.
لكن الحارس سيرخيو روميرو يرى أن ميسي سيعود عن قراره بعد أن يستوعب ما حصل في البطولة القارية، مضيفًا: «أعتقد أنه خرج بهذا القرار في حماوة اللحظة لكن فرصة جميلة أفلتت منا. لا يمكنني أن أتخيل المنتخب الوطني دون ميسي. أعتقد أنه سيراجع قراره».
وفور إعلان ميسي قرار الاعتزال بدأت صحيفة أولي الأرجنتينية الرياضية حملة على وسائل التواصل الاجتماعي على الإنترنت بعنوان «لا تذهب يا ليو» في محاولة لإعادته إلى المنتخب.
في المقابل خرج الآلاف من أنصار منتخب تشيلي إلى الشوارع للاحتفال بفوز منتخب بلادهم بلقب البطولة (المئوية)، حيث أطلقت ركلة الترجيح الأخيرة، التي نفذها اللاعب فرانسيسكو سيلفا، العنان لفرحة في الشوارع.
وانطلقت الجماهير التشيلية حاملة أعلام بلادها إلى ميدان إيطاليا، الواقع في منتصف العاصمة سانتياغو دي تشيلي، والذي يعد مقرًا للاحتفالات الرياضية والسياسية للجماهير. وبالإضافة إلى العاصمة، شهدت مدن أخرى مثل بالبارايسو وكونسيبسيون وأريكا، احتفالات صاخبة أيضًا. وأعربت الرئيسة التشيلية ميشيل باشيليت عن سعادتها بتتويج منتخب بلادها وقالت: «أنا سعيدة للغاية وتنتابني مشاعر رائعة مثل جميع المواطنين، أشكر منتخبنا، الذي لا يكل من صناعة التاريخ، لقد جعلنا أبطالا مرة أخرى».
وأضافت: «إنها فرحة عارمة للبلاد، أهنيء منتخبنا وجهازه الفني، الذي منح هذه الفرحة الكبيرة لتشيلي».
والغريب أن نجاح تشيلي وكبوة الأرجنتين تسبب فيها مدربون أرجنتينيون كانوا وراء طفرة أداء تشيلي بداية من التعاقد مع مارسيلو بيلسا في 2007.
وقال دييغو لاتوري الذي كان موجودا في تشكيلة الأرجنتين الفائزة بكوبا أميركا 1991: «(تشيلي) أصبحت جريئة في طريقة فرض أسلوبها في المباراة على أي منافس، هذا لم يكن الحال قبل فترة مارسيلو بيلسا». وطور بيلسا - مدرب الأرجنتين بين 1999 و2004 - طرق التدريب في تشيلي وكذلك الأساليب الخططية وقاد الفريق للتأهل لكأس العالم 2010 بجنوب أفريقيا ولأول مرة منذ 1998.
وساهم بيلسا ثم المدرب التالي لتشيلي خورخي سامباولي في تطوير أداء لاعب الوسط ارتورو فيدال والمهاجم أليكسيس سانشيز إضافة إلى الحارس المتألق كلاوديو برافو.
وطور سامباولي أسلوب مواطنه بيلسا في الاعتماد على الضغط المتواصل وقاد تشيلي إلى دور 16 بكأس العالم الماضية إضافة إلى إحراز لقب كأس كوبا أميركا لأول مرة العام الماضي.
ولم تكن الأرجنتين خسرت في أي مباراة رسمية أمام تشيلي حتى 2008 وفازت مرتين على فريق المدرب الحالي خوان أنطونيو بيتسي في آخر ثلاثة أشهر بواقع مرة في تصفيات كأس العالم في سانتياغو في مارس (آذار) الماضي، والأخرى خلال دور المجموعات بكوبا أميركا منذ ثلاثة أسابيع وانتهت المباراتان بنتيجة 2 - 1.
واحتفى بيتسي، بحصول فريقه على اللقب وقال: «فلنستمتع بهذه اللحظة، أنا سعيد للغاية من أجل الجماهير، نشعر بصرخات الشعب التشيلي، يسعدني كثيرا أنهم يحتفلون».
وأضاف المدرب الأرجنتيني، الذي أكد أن مهمته لم تكن سهلة في خلافة مواطنه سامباولي، : «أنا سعيد أيضًا من أجل هذه المجموعة من اللاعبين، الذين يجب الإشادة بهم وتهنئتهم، أتمنى أن نتمكن من المضي قدما معا».
وأشاد بيتسي بقدرة فريقه على مواجهة القوة الضاربة للمنتخب الأرجنتيني وقال: «حرمنا الأرجنتين من خلق فرص التهديف وهذا يعد ميزة كبيرة أمام فريق يعج بالنجوم ويضم اللاعب الأفضل في التاريخ».



مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».