المغرب: حزب معارض يتراجع عن المطالبة بتقنين القنب الهندي

المغرب: حزب معارض يتراجع عن المطالبة بتقنين القنب الهندي
TT

المغرب: حزب معارض يتراجع عن المطالبة بتقنين القنب الهندي

المغرب: حزب معارض يتراجع عن المطالبة بتقنين القنب الهندي

تراجع إلياس العماري، الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة المعارض، عن دعوته لتقنين زراعة القنب الهندي (الكيف)، خشية أن يؤثر ذلك على نتائج الحزب في الانتخابات التشريعية المقرر إجراؤها في 7 أكتوبر (تشرين الأول) المقبل.
ونفى العماري، الذي كان يتحدث في لقاء نظمته «مؤسسة المشروع للتفكير»، في الرباط ليلة أول من أمس، أن يكون قد طالب بتقنين هذا المخدر الذي يزرع في مناطق الريف شمال البلاد، كما نفى أن يكون قد عبر عن أمنيته في أن يصبح بيع الحشيش قانونيا في المقاهي في الحسيمة، المنطقة التي ينحدر منها.
وأوضح العماري الذي يرأس جهة «طنجة - تطوان - الحسيمة» أنه لم يدع «سوى إلى فتح نقاش حول هذا الموضوع لمعرفة ما إذا كان مخدر الكيف فيه منفعة، أما إذا كان مدمرا فنتخلص منه، ومن ثم نجد حلا لمليون ونصف مليون مزارع يعيشون على عائدات الكيف»، مضيفا أن هناك تجارب عالمية في هولندا وغيرها جرى فيها تقنين المخدرات الخفيفة حتى لا يتعاطى الناس المخدرات الصلبة، كما أوضح أن السكوت عن هذا الموضوع لن يحل المشكل.
وكانت دعوة حزب الأصالة والمعاصرة لتقنين زراعة «الكيف» قد أثارت جدلا سياسيا واسعا، وتصدى لها غريمه السياسي حزب العدالة والتنمية، متهما إياه بـ«بيع الوهم للمغاربة» و«تحصين تجار المخدرات من المتابعة القضائية»، ويعارض المغرب رسميا رفع التجريم عن إنتاج وتسويق هذا المخدر.
وفي سياق الانتخابات التشريعية المقبلة والتحالفات التي قد تفرزها، قال العماري إن حزبه أقرب إلى حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية المعارض، «لأن التحالفات تبنى على المرجعيات، وذلك بحكم انتماء الحزبين إلى اليسار»، مستبعدا التحالف مع حزب له مرجعية متناقضة مع حزبه، في إشارة إلى غريمه العدالة والتنمية، ذي المرجعية الإسلامية، مشددا على أن حزبه قادر على البقاء في المعارضة 50 سنة، إذا لم ينجح في تشكيل تحالفات حزبية.
وردا على سؤال بشأن إمكانية مشاركة حزبه في حكومة ائتلاف وطني، قال العماري إن «المغرب لا يعيش أزمة من شأنها إجباره على الدخول في حكومة من هذا القبيل، كما لا توجد مؤشرات على هذه الأزمة في الأفقين القريب والمتوسط».
وسئل العماري عن أوجه التشابه بينه وبين عبد الإله ابن كيران رئيس الحكومة والأمين العام لحزب العدالة والتنمية، فأجاب بأن مسارهما «ليسا مختلفين فقط؛ بل متناقضين»، وأن لكل واحد منهما أسلوبه، فابن كيران، حسب رأيه، له أسلوب يعتمد على دغدغة العواطف، بينما أسلوبه هو يميل إلى الإقناع.
وأثيرت خلال اللقاء قضايا تتعلق بموقف الحزب من الحريات الفردية؛ ومنها حرية المعتقد، وقال العماري إن حزبه طالب ولا يزال بحرية المعتقد، «لأن المغرب دولة مسلمة وليس دولة إسلامية، وفي بلادنا لدينا أمير المؤمنين، وليس أمير المسلمين، وسمي كذلك لأنه أمير على المسلمين وغير المسلمين»، حسب تعبيره، وزاد موضحا أن «المغرب لا يمكن أن يكون دولة طائفية، وذلك حتى يقطع الطريق على كل من يحاول العبث بوحدة البلد، وحرية المعتقد جزء من الحريات العامة».
وردا على موقف أحمد الريسوني، الرئيس السابق لحركة التوحيد والإصلاح، الذي فاجأ كثيرين بدعوته إلى إلغاء الفصل «222» من القانون الجنائي، الذي يعاقب مفطري رمضان علانية من دون عذر شرعي، قلل العماري من أهمية هذا الموقف ووصفه بأنه «موقف عادي جدا وصادر عن عالم دين قام بقراءة شخصية عادية، ولا يعني هذا أن هناك تغييرا في مرجعيته».
وانتقادا للحركة التي تعد الذراع الدعوية لحزب العدالة والتنمية، قال العماري إن «مشكلتهم في (التوحيد والإصلاح) هو الخلط بين السياسي والديني، وهو ما يخلق غموضا، ومشروعهم بالأساس قائم على الغموض، فما يقال اليوم، يقال عكسه غدا، وما يقال في الدعوي، سيقال في السياسي».



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.