عمر متين بعيون من عرفوه: دائم الانفعال.. دائم الغضب

عرف بمشاجراته مع زملائه أكثر مما عُرف بأدائه الأكاديمي

عمر متين منفذ مذبحة اورلاندو بوجوه مختلفة خلال عمله حارسًا أمنيًا ما بين 2007 و2009 (نيويورك تايمز)
عمر متين منفذ مذبحة اورلاندو بوجوه مختلفة خلال عمله حارسًا أمنيًا ما بين 2007 و2009 (نيويورك تايمز)
TT

عمر متين بعيون من عرفوه: دائم الانفعال.. دائم الغضب

عمر متين منفذ مذبحة اورلاندو بوجوه مختلفة خلال عمله حارسًا أمنيًا ما بين 2007 و2009 (نيويورك تايمز)
عمر متين منفذ مذبحة اورلاندو بوجوه مختلفة خلال عمله حارسًا أمنيًا ما بين 2007 و2009 (نيويورك تايمز)

وصل شقيق العروس في وقت متأخر خلال حفل الاستقبال، لكنه سرعان ما اندمج في الجناح المطل على البحيرة غرب بالم بيتش مع جموع متنوعة من الضيوف وهم يتناولون دجاج «تيكا ماسالا» ولحم «ماعز برياني»، ويتأملون بإعجاب في منظر المجرى المائي الداخلي للساحل من وراء نوافذ تمتد من الأرض إلى السقف.
ثم حانت لحظة الانضمام إلى الرقص الأفغاني التقليدي المسمى «أتن»، حيث يتخذ فيه الراقصون شكل دائرة، ويقومون بسلسلة من الإيقاعات والحركات المتزامنة، التي لو نُفذت بشكل جيد، سيتمكن الراقصين من تشكيل إحساس أشبه بنشوة التوحد.
إلا أن عمر متين، شقيق العروس، ممتلئ الجسم ويرتدي نظارة طبية، يرقص بمفرده، وإن كان يرقص وسط الجموع. وها هو في بزته السوداء، يرقص وفقًا لإيقاعه الخاص دونما براعة أو تناغم، ورأسه منكس لأسفل.
بعد أربعة أشهر من هذا الاحتفال بالحياة في شهر فبراير (شباط)، تسبب ذلك الرجل ذو الزي الأسود في موت بالجملة، مقهقهًا ومعلنًا ولاءه لـ«داعش»، فاتحًا النار على ملهى «بالس» الليلي المعروف برواده من مثليي الجنس واللاتينيين، متسببًا في مقتل 49 شخصًا وإصابة 53 آخرين قبل أن يُقتل على يد الشرطة لوضع حد لتلك المواجهة التي طال أمدها.
وجدير بالذكر أن مجزرة أورلاندو، تُعد أعنف حادث إطلاق نار شامل على يد شخص واحد في تاريخ الولايات المتحدة.
ومن وسط هذا الحزن الذي شمل العالم بأسره، يطل السؤال المؤلم بوضح: لماذا؟ غير أن حياة متين القصيرة التي لم تتخطَّ التاسعة والعشرين عامًا لا توفر لنا خريطة طريق ميسرة عن الدافع.
وإن كان قد صدرت منه ومضات عرضية تنم عن اهتمام بالإسلام الراديكالي بما يكفي ليتم التحقيق معه مرتين بواسطة جهاز المخابرات الفيدرالي (إف بي آي) خلال السنوات الأخيرة للكشف عن وجود روابط متطرفة محتملة.
وعلى الرغم من ذلك، فإن ذلك الاحتضان المعلن لـ«داعش» ودعوتها للمسلمين الساخطين إلى مهاجمة الغرب يبدو وكأنه قد أتى على حين غرة. وبينما تشير بعض التقارير إلى كونه مثليّ الجنس، يقول المسؤولون الفيدراليون إنهم لم يجدوا أي دليل على وجود آثار أو نشاط على الإنترنت يدعم تلك الفرضية.
وعوضًا عن ذلك، فإن جميع الذكريات التي حكاها من عرفوه أو احتكوا به تستحضر رجلاً قد يكون ساحرًا وسهل المعشر، إلا أنه أيضًا يبدو وكأنه يعاني من الاضطهاد طيلة الوقت ولم يعش أبدًا في سلام، فضلاً عن عدم قدرته على التأقلم. فمن ناحية، كان طفلاً بدينًا يطلق النكات غير اللائقة حول الحادي عشر من سبتمبر (أيلول) في أعقاب تلك الكارثة. ومن الناحية الأخرى، كان كارهًا للنساء ينظر إليهن شذرًا، وقد تتسبب ملاحقاته بنفورهن منه، إضافة إلى كونه موظفًا بغيضًا لا يجد غضاضة في التهديد بالقتل لمن يسيئون إليه.
صرح دانيال غيلروي، وهو زميل سابق له كانا يعملان معًا كحارسين أمنيين، قائلاً إنه «كان سريع الانفعال على أي شيء». وأضاف أنه «كان دائم الاضطراب، ودائم الانفعال ودائم الغضب».

تلميذ مشاكس
كان عمر متين طفلاً قصيرًا مكتنز، يرتدي النظارات الطبية، كما كان يُعرف بمشاجراته مع زملائه أكثر مما عُرف بأدائه الأكاديمي. ومنذ سنوات دراسته الباكرة، كان ذلك التلميذ الذي يظهر في صور المدرسة تعلو وجهه ابتسامة عريضة ويرتدي قمصانًا عليها رسومات باور رانجرز، ينخرط «كثيرًا في أحاديث عن العنف والجنس»، وفقًا لتقييم المدرسة التي التحق بها.
وبصفته أميركيًا من الجيل الأول، حيث ولد في بوتقة حي كوينز بمدينة نيويورك عام 1986، ثم انتقل لاحقًا بعد نحو أربع سنوات مع والديه الأفغان للعيش في بورت سانت لوسي بولاية فلوريدا، حيث التحق سريعًا للدراسة في برامج تعليم اللغة الإنجليزية لغير الناطقين بها.
وجدير بالذكر أن والده «صديق متين» كان في الأصل لاجئًا ثم اكتسب الجنسية الأميركية. وقد عمل وسيطًا ماليًا وسمحت له استثماراته الذكية في توفير لأسرته منزل مريح يشتمل على أثاث رفيع الذوق ومفروش بسجاد حرير باهظ الثمن. وعلى الرغم من ذلك فقد بقيت زوجته شهلا في الخلفية، حيث كان الرجل يحافظ على نغمة ثقافية محافظة في بيته، لا سيما عندما يتعلق الأمر ببناته الثلاث، وجميعهن ناجحات. وعلى الرغم من ذلك فقد تمتع ابنه بامتيازات الذكور.
وعلى الرغم من اندماج الأسرة في المجتمع بشكل جيد، فعندما تورطت الولايات المتحدة في الحرب طويلة الأمد في أفغانستان، صار الأب ممزقًا ما بين موطنه الأم وموطنه المكتسب. وعلى مر السنين أصبح أكثر نشاطًا سياسيًا حتى بلغ نقطة الوهم الواضح، فعلى سبيل المثال، كان قد نشر فيديو لنفسه يرتدي الزي العسكري ويتظاهر بأنه رئيس لأفغانستان.
وبالنسبة لأبنائه، كما يقول أصدقاء العائلة، كان يعني ذلك الإبحار في عالم ممزق يمكن أن تقودهم فيه جذورهم الأفغانية والدين الإسلامي إلى الانقسام والنبذ. ويقول اثنان من أصدقائهم أن أبناء متين كانوا يخشون ربط أي صلة بهم بالتطرف الإسلامي، ومن ثم بدأوا بالقول بكل بساطة إنهم فارسيون.
واللافت أن عمر متين كان يمثل تحديًا صارمًا لمدرسته، إذ كان لا يتورع عن الاشتباك في أي عراك، حيث أشار تقييم المدرسة إلى أنه كان «دائم الحركة، مسيء لفظيًا، ووقحًا، وعدوانيًا». وفي الصف الثالث، قام متين باستبدال الأغنية الخاصة بمدرسته «ماريبوسا الابتدائية» بـ«ماريوانا.. ماريوانا» بدلاً من أن يقول: «ماريبوسا.. ماريبوسا».
ومما لا يدعو للدهشة أنه قد جرى تأديبه أكثر من 30 مرة في مدرسته الابتدائية وكذلك الإعدادية، حيث كان يحاول أن يلفت إليه الاهتمام وينغمس في الاشتباك بالنزاعات بدلاً من الالتفات لدراسته.
* خدمة «نيويورك تايمز»



الشرطة الأسترالية تحتجز ​7 لديهم «قواسم مشتركة» مع منفذيْ هجوم بونداي 

رجال شرطة يمرون أمام أكاليل زهور وُضعت على ممشى شاطئ بونداي في سيدني (أ.ف.ب)
رجال شرطة يمرون أمام أكاليل زهور وُضعت على ممشى شاطئ بونداي في سيدني (أ.ف.ب)
TT

الشرطة الأسترالية تحتجز ​7 لديهم «قواسم مشتركة» مع منفذيْ هجوم بونداي 

رجال شرطة يمرون أمام أكاليل زهور وُضعت على ممشى شاطئ بونداي في سيدني (أ.ف.ب)
رجال شرطة يمرون أمام أكاليل زهور وُضعت على ممشى شاطئ بونداي في سيدني (أ.ف.ب)

قالت الشرطة الأسترالية إن ​سبعة أشخاص جرى احتجازهم في جنوب غرب سيدني يوم الخميس لديهم صلات أيديولوجية بالشخصين المتهمين بإطلاق النار ‌على المئات خلال ‌احتفالهم ‌بعيد ⁠الأنوار ​اليهودي (‌حانوكا) في شاطئ بونداي والذي أسفر عن مقتل 15 شخصا.

وذكر ديف هدسون نائب مفوض شرطة ولاية ⁠نيو ساوث ويلز لراديو (‌إيه.بي.‍سي) يوم ‍الجمعة «لم نرصد ‍روابط محددة بين الشخصين اللذين ارتكبا هذه الفظائع يوم الأحد وهؤلاء ​الذين احتُجزوا أمس باستثناء القواسم المشتركة المحتملة ⁠في بعض الأفكار، ولكن لا توجد روابط في هذه المرحلة».

وأضاف هدسون أن التحقيقات لا تزال في مرحلة أولية، وأن أحد المواقع التي كانت المجموعة تخطط ‌لزيارتها هو بونداي.


أستراليا تشدد الرقابة على خطاب الكراهية

طائر نورس يقف على سيارة بها ثقب رصاصة بينما أعيد افتتاح حديقة «آرتشر» وجسر المشاة للجمهور في شاطئ بوندي بمدينة سيدني... 18 ديسمبر 2025 (إ.ب.أ)
طائر نورس يقف على سيارة بها ثقب رصاصة بينما أعيد افتتاح حديقة «آرتشر» وجسر المشاة للجمهور في شاطئ بوندي بمدينة سيدني... 18 ديسمبر 2025 (إ.ب.أ)
TT

أستراليا تشدد الرقابة على خطاب الكراهية

طائر نورس يقف على سيارة بها ثقب رصاصة بينما أعيد افتتاح حديقة «آرتشر» وجسر المشاة للجمهور في شاطئ بوندي بمدينة سيدني... 18 ديسمبر 2025 (إ.ب.أ)
طائر نورس يقف على سيارة بها ثقب رصاصة بينما أعيد افتتاح حديقة «آرتشر» وجسر المشاة للجمهور في شاطئ بوندي بمدينة سيدني... 18 ديسمبر 2025 (إ.ب.أ)

أعلن رئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيز، الخميس، إجراءات جديدة لمكافحة معاداة السامية، تشمل تشريعات من شأنها «التضييق على أولئك الذين ينشرون الكراهية والانقسام والتطرف».

تأتي هذه الإجراءات بعد أيام من قيام مسلحين بفتح النار خلال احتفال بعيد «حانوكا» (الأنوار) على الشاطئ يوم الأحد؛ مما أسفر عن مقتل 15 شخصاً، من بينهم طفلة تبلغ من العمر 10 سنوات.

يُعرب الأهل والأصدقاء عن حزنهم العميق خلال نقل نعش تيبور ويتزن من مركز شاباد بوندي خلال جنازته وذلك بعد حادثة إطلاق النار التي وقعت خلال احتفال يهودي بعيد «حانوكا» (رويترز)

وقالت السلطات إن الرجلين كانا مدفوعين - على ما يبدو - بمعاداة السامية المستوحاة من تنظيم «داعش» الإرهابي. وفي مؤتمر صحافي، ذكر ألبانيز أن حكومته تعتزم سنَّ تشريعات جديدة لمكافحة خطاب الكراهية ومروجيه، بما في ذلك إجراءات تستهدف الوعاظ الذين يحرِّضون على العنف، وإدراج المنظمات التي يروِّّج قادتها للعنف أو الكراهية العنصرية في قوائم محددة. كما سيتم تغليظ العقوبات المفروضة على خطاب الكراهية. وأضاف أن وزير الشؤون الداخلية سيُمنح صلاحيات جديدة لإلغاء أو رفض تأشيرات الأشخاص الذين يُعدّون عرضة لنشر الكراهية والانقسام في أستراليا.

وأوضح ألبانيز أن أستراليا شهدت زيادةً في معاداة السامية والهجمات على مجتمعها اليهودي منذ هجوم 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023 والحرب اللاحقة في غزة، قائلاً: «من الواضح أننا بحاجة إلى بذل مزيد لمكافحة هذه الآفة الخبيثة. مزيد للغاية». وفي الأيام التي أعقبت إطلاق النار في شاطئ بونداي، تعرَّض ألبانيز لضغوط متزايدة حول ما إذا كانت حكومته قد فعلت ما يكفي رداً على التحذيرات من تصاعد معاداة السامية الخطيرة في جميع أنحاء البلاد. وتحظر قوانين جرائم الكراهية الحالية في أستراليا الدعوة إلى العنف أو التهديد به ضد الأشخاص بناء على العرق أو الجنس أو الدين.

يغادر مايكل والد ماتيلدا البالغة من العمر 10 سنوات ضحية حادثة إطلاق النار في شاطئ بوندي بعد جنازتها في قاعة تشيفرا كاديشا التذكارية بمدينة سيدني... 18 ديسمبر 2025 (إ.ب.أ)

وفي فبراير (شباط) الماضي، واستجابة للمخاوف المتزايدة، أُضيفت مخالفات جديدة تشمل التهديد بإلحاق الضرر بأماكن العبادة، وزيادة العقوبات على عرض رموز النازية والمنظمات الإرهابية. ولم يتضح بعد بدقة ماهية السلوكيات أو الأقوال التي سوف يشملها التشريع الجديد، حيث لم تقدم الحكومة أمثلة محددة. إلا أن وزير الشؤون الداخلية، توني بيرك، صرح بأن التشريع سوف يستهدف الحالات التي يقف فيها الأفراد أو المنظمات «عند حدود القانون تماماً، لكنهم ينجحون في البقاء في الجانب القانوني منه (دون تجاوزه)». وأشار بيرك إلى أن التشريع الجديد سيخفض «العتبة القانونية» للمساءلة للأفراد الذين يستخدمون لغة «تجرّد الآخرين من إنسانيتهم بشكل واضح، وهي لغة غير مقبولة، ولا مكان لها في أستراليا، لكنها لم تصل تماماً إلى حد التحريض المباشر على العنف». وأكد أن المعيار نفسه سيطبَّق على المنظمات التي تتبنى سلوكاً أو فلسفة تثير الانقسام.


«داعش» يشيد بهجوم أستراليا ويصفه بالـ«مفخرة»

أكاليل الزهور على شاطئ بونداي في سيدني تكريماً لضحايا الهجوم الإرهابي 18 ديسمبر 2025 (أ.ب)
أكاليل الزهور على شاطئ بونداي في سيدني تكريماً لضحايا الهجوم الإرهابي 18 ديسمبر 2025 (أ.ب)
TT

«داعش» يشيد بهجوم أستراليا ويصفه بالـ«مفخرة»

أكاليل الزهور على شاطئ بونداي في سيدني تكريماً لضحايا الهجوم الإرهابي 18 ديسمبر 2025 (أ.ب)
أكاليل الزهور على شاطئ بونداي في سيدني تكريماً لضحايا الهجوم الإرهابي 18 ديسمبر 2025 (أ.ب)

قال تنظيم «داعش» عبر قناته على تطبيق «تلغرام»، الخميس، إن مقتل 15 شخصاً خلال هجوم بالرصاص على احتفال بعيد يهودي على شاطئ بونداي في سيدني في أستراليا «مفخرة».

ولم يعلن التنظيم صراحةً مسؤوليته عن الهجوم الذي وقع يوم الأحد.

وقُتل 15 شخصاً، يوم الأحد، في حادثة إطلاق نار استهدف احتفالاً يهودياً بعيد حانوكا على شاطئ بونداي في مدينة سيدني الأسترالية.

والحادثة هي أسوأ إطلاق نار جماعي في أستراليا منذ نحو 30 عاماً.

ونفّذ الهجوم رجل يُدعى ساجد أكرم (50 عاماً) وابنه نافد (24 عاماً). وقُتل الأب برصاص الشرطة، فيما كان لا يزال الابن يتلقى العلاج في المستشفى.

وأطلق الرجل وابنه النار على الحشد عند الشاطئ لمدة 10 دقائق قبل أن تفتح الشرطة النار على ساجد وتقتله. أما نافد الذي أُصيب برصاص الشرطة فنُقل إلى المستشفى في حالة غيبوبة. وقالت الشرطة الأسترالية الثلاثاء، إن السيارة التي استخدمها المسلحان، كانت تحتوي على عَلمين لتنظيم «داعش» بالإضافة إلى قنابل.

وقالت مفوضة الشرطة الاتحادية الأسترالية، كريسي باريت، الثلاثاء، إن إطلاق النار الجماعي الذي أودى بحياة 15 شخصاً على شاطئ بونداي في سيدني كان «هجوماً إرهابياً استُلهم من تنظيم داعش».