تشهد بطولة كأس أوروبا لكرة القدم اليوم أربع مباريات مثيرة في المجموعتين الثالثة والرابعة، حيث يلتقي المنتخب الألماني منتخب آيرلندا الشمالية وتلعب بولندا مع جارتها أوكرانيا، فيما يلتقي المنتخب الكرواتي نظيره الإسباني وتلعب تركيا مع التشيك.
وتبدو أبواب التأهل إلى الدور ثمن النهائي مفتوحة على مصراعيها بين ثلاثة منتخبات في المجموعة الثالثة قبل خوض الجولة الثالثة الأخيرة من دور المجموعات، حيث تتصدر ألمانيا الترتيب برصيد 4 نقاط بفارق هدفين عن بولندا، في حين تملك آيرلندا الشمالية 3 نقاط وخرجت أوكرانيا تماما من المعادلة لعدم حصولها على أي نقطة. وتستطيع المنتخبات الثلاثة الأولى إنهاء هذا الدور في الصدارة أو المركز الثاني أو حتى الثالث.
وتملك كتيبة المدرب الألماني يواكيم لوف الأفضلية لكن مصيرها ليس بيدها. وإذا كان التعادل يضمن لألمانيا بطلة العالم أحد المركزين الأولين المؤهلين مباشرة، فإن الفوز لن يضمن لها المركز الأول، لأن بولندا قادرة على تخطيه بفارق الأهداف في حال حققت فوزًا كبيرًا على أوكرانيا التي لم تعد تأمل في أي شيء.
ولا تريد ألمانيا التفريط بالمركز الأول، لأن احتلالها المركز الثاني يعني مواجهتها سويسرا في الدور الثاني وإسبانيا حاملة اللقب في آخر نسختين في ربع النهائي أغلب الظن، في حين يلتقي صاحب المركز الأول مع أحد ثلاثة منتخبات تحتل المركز الثالث في المجموعات الأولى أو الثانية أو السادسة.
أما صاحب المركز الثالث، فيمكن أن يواجه في ثمن النهائي فرنسا أو صاحب المركز الأول في المجموعة الثانية (إنجلترا أو ويلز أو سلوفاكيا). وكان الفوز غير المتوقع لآيرلندا الشمالية على أوكرانيا الأحد بعد خسارة بفارق ضئيل أمام بولندا في مباراتها الافتتاحية جعلت حلم آيرلندا التي تشارك للمرة الأولى في النهائيات القارية يصبح قريب المنال ببلوغ دور ثمن النهائي وضرب عصفورين بحجر واحد وقد يكفيها التعادل في مواجهة ألمانيا لاحتلال أفضل المراكز الثلاثة في المجموعات الست. ويعتبر المنتخب الألماني اختصاصيًا في المباراة الثالثة في دور المجموعات، حيث نجح في الفوز فيها منذ أن تولى الإشراف عليه لوف بعد نهائيات كأس العالم عام 2006، كما أن تاريخ لقاءات المنتخبين يصب بدرجة كبيرة في مصلحة الفريق الألماني الذي فاز على منافسه 8 مرات مقابل 4 تعادلات وخسارتين. وتعهد المنتخب الألماني بأن يكون خط هجومه في أقوى حالاته في مواجهة آيرلندا الشمالية بعد أن واجه صعوبات في أول مباراتين، إذ سجل هدفين فقط.
وقال المهاجم توماس مولر الذي أحرز 20 هدفًا الموسم المنصرم مع بايرن ميونيخ في الدوري الألماني في أعلى معدلاته التهديفية: «لم نحقق النجاح التهديفي المنشود على صعيد الهجوم.. يقاس عطاؤنا بقدرتنا على تسجيل الأهداف.» وتوقع مولر ألا تشهد مباراة آيرلندا الشمالية تسجيل الكثير من الأهداف، وقال: «لا أتوقع أن تكون مباراة غزيرة الأهداف. يجب أن نتحلى بالواقعية. آيرلندا الشمالية ستفكر في الدفاع حتى الدقيقة الأخيرة».
وأضاف: «سيكون هناك كثير من اللاعبين حول منطقة الجزاء لذا لن يكون لمهاراتك بالكرة أهمية كبيرة. لن تكون نزهة». ولم يسجل مهاجمو ألمانيا أهدافا في نهائيات البطولة حتى الآن، إذ إن قلب الدفاع شكودران مصطفي ولاعب الوسط المدافع باستيان شفاينشتايغر سجلا هدفي الفوز على أوكرانيا في المباراة الافتتاحية قبل أن تتعادل سلبيا مع بولندا في اللقاء الثاني.
وسيكون على المدرب لوف اتخاذ قرار إما بمواصلة الاعتماد على ماريو غوتزه في خط الهجوم رغم أنه لم يقدم الأداء المنتظر، أو الدفع بالمهاجم الصريح الوحيد في تشكيلته وهو ماريو غوميز هداف الدوري التركي أو حتى توظيف الجناح أندريه شورله في قلب الملعب. وقال غوتزه: «بالطبع نريد أن نتحلى بمزيد من الفعالية في الهجوم. في المران وفي التحليل نبحث عن بعض الحلول ولكننا في مركز جيد».
وإذا كان الهجوم الألماني يؤرق مدربه لعدم وجود قلب هجوم من الطراز العالمي خصوصًا بعد اعتزال الهداف ميروسلاف كلوزه، فإن قلبي الدفاع جيروم بواتنغ وماتس هوملز العائد من إصابة بتمزق عضلي أبليا بلاء حسنا في مواجهة بولندا. في المقابل، يفكر مدرب آيرلندا مايكل أونيل ما إذا كان سيمنح الفرصة مجددا إلى هدافه في التصفيات برصيد 7 أهداف كايل لافيرتي. وكان لافيرتي شارك في المباراة الأولى لكنه لم يلق الدعم من زملائه وكان معزولا في الخط الأمامي، ليضعه المدرب على مقاعد اللاعبين الاحتياطيين في المباراة الثانية ضد أوكرانيا. واعترف لافيرتي بروح رياضية بأنه لا يستحق الوجود في التشكيلة الأساسية بقوله: «لا أحد من اللاعبين الذين شاركوا في المباراة ضد أوكرانيا يستحق الخروج بعد العروض الرائعة التي قدموها. إنهم يستحقون فرصة جديدة في مواجهة أبطال العالم». وستكون آيرلندا الشمالية على موعد مع كتابة صفحة جديدة في تاريخها الكروي في حال حققت الإنجاز أمام ألمانيا.
وفي المباراة الثانية، تدخل بولندا مباراتها ضد جارتها أوكرانيا مرشحة لانتزاع النقاط الثلاث بعد خروج الأخيرة من المنافسة تماما بخسارتيها مباراتيها أمام ألمانيا صفر - 2 وأمام آيرلندا الشمالية بالنتيجة ذاتها. ويسعى هداف بولندا روبرت ليفاندوفسكي إلى افتتاح سجله التهديفي في هذه البطولة بعد أن صام في المباراتين الأولين. يذكر أن نقطة واحدة تكفي بولندا لاحتلال أحد المركزين المؤهلين مباشرة.
> (المجموعة الرابعة): حجزت إسبانيا التي تواجه كرواتيا اليوم البطاقة الأولى في المجموعة بفوزين على تشيكيا 1 - صفر وتركيا 3 / صفر، بفارق نقطتين أمام كرواتيا و3 نقاط أمام تشيكيا التي ستلاقي تركيا صاحبة المركز الأخير من دون رصيد. ويبحث المنتخب الكرواتي عن نقطة وتفادي شغب جماهيره عندما يلاقي نظيره الإسباني بطل النسختين الأخيرتين اليوم من أجل ضمان المرور للدور الثاني.
وكانت كرواتيا في طريقها إلى انتزاع بطاقتها إلى الدور ثمن النهائي عندما كانت متقدمة 2 - 1 على تشيكيا حتى الدقيقة 86 بيد أن شغب جماهيرها المتشددة والتي رمت بالمقذوفات والمفرقعات النارية تسبب في توقف المباراة لأكثر من 10 دقائق، ثم استؤنفت لينجح المنتخب التشيكي في إدراك التعادل لينعش آماله في التأهل ويؤجل بالتالي تأهل الكروات. وأثار ما حصل في مباراة الجمعة غضب الكثيرين من الكروات ومن بينهم مدرب المنتخب انتي ساسيتش الذي وصف الجمهور المشاغب بـ«إرهابيي الرياضة»، فيما اعتبرت رئيسة البلاد كوليندا غرابار - كيتاروفيتش أن مرتكبي هذه الأعمال هم «أعداء كرواتيا».
وفتح الاتحاد الأوروبي لكرة القدم تحقيقًا بحق المنتخب الكرواتي بسبب ما حصل وسيتخذ قراره بشأن هذه المسألة خلال ساعات. وأكد الاتحاد الكرواتي الذي يرأسه النجم السابق دافور سوكر، أنه حذر نظيره الأوروبي والشرطة الفرنسية بأن المشاغبين سيعطلون المباراة، مشيرا إلى أن جمهور نادي هايدوك سبليت كان خلف ما حصل الجمعة. وسبق لكرواتيا أن عوقبت في التصفيات بخصم نقطة من رصيدها وأجبرت على خوض مباراتين على أرضها دون جمهور وغرمت بمبلغ 100 ألف يورو بسبب رسم شعار يمثل النازية على أرضية الملعب قبل مباراتها مع ضيفتها إيطاليا (1 - 1) في يونيو (حزيران) 2015. وهناك تخوف الآن من تكرار هذا السيناريو في مباراة اليوم في بوردو، وذلك بعدما نشرت مجموعة «تورسيدا سبليت 1950» تصميما للملعب مع جملة تقول: «مخطط جديد». وسبق للمجموعة ذاتها أن نشرت خريطة مشابهة لملعب «جوفروا غيشار» في سانت إتيان قبل أن تنفذ مخططها التخريبي في الدقائق الأخيرة من اللقاء بسبب «احتفالات» جمهوره الذي رمى بالمفرقعات إلى أرضية الملعب ودخل جزء منه في عراك مع جزء آخر، مما دفع الحكم إلى إيقاف المباراة ثم بعد معاودتها أدرك التشيكيون التعادل من ركلة جزاء في الدقيقة الرابعة من الوقت بدل الضائع.
ويدخل المنتخب الكرواتي مباراة القمة أمام الإسبان والشك يحوم حول مشاركة نجمه وصانع ألعابه وريال مدريد الإسباني لوكا مودريتش الذي تعرض للإصابة في الدقيقة 62 أمام تشيكيا وكان لذلك تأثير كبير على مستوى منتخب بلاده الذي كان وقتها متقدما بثنائية نظيفة. وأكد المدرب ساسيتش أن «مشكلتنا الرئيسية أمام تشيكيا كانت خروج مودريتش، لأننا فقدنا تركيزنا».
والأكيد أن غياب مودريتش عن المباراة أمام إسبانيا سيكون له تأثير كبير على منتخب بلاده، خصوصا أنه تألق بشكل لافت منذ بداية البطولة، فكان صاحب هدف الفوز على تركيا في المباراة الأولى، قبل أن يبلي البلاء الحسن أمام تشيكيا ويتعرض للإصابة ويضطر إلى ترك مكانه إلى زميله في النادي الملكي ماتيو كوفاسيتش.
لكن ساسيتش أبدى ثقته في التشكيلة التي يملكها، بقوله: «صحيح أن مودريتش عنصر أساسي ولا غنى عنه في التشكيلة، ولكن يجب تقبل الأمر في حال عدم تمكنه من خوض مباراة إسبانيا، وبالتالي الاعتماد على العناصر البديلة والتي لا تقل شأنا»، مضيفا: «نتمنى الشفاء العاجل لمودريتش وأن نراه معنا، سنرى تطور إصابته وعلى ضوئها سنقرر مشاركته من عدمها». في المقابل، يدخل رجال المدرب فيسنتي دل بوسكي المباراة بمعنويات عالية بعدما حسموا تأهلهم بامتياز بفوزين متتاليين ومقنعين على التشيك والأتراك.
وخلافًا لمشاركته الأخيرة في بطولة كبيرة عندما ودع مونديال 2014 بفقدانه اللقب بعد جولتين فقط، حجز الفريق الإسباني بطاقته إلى الدور الثاني بعد جولتين فقط.
ويكفي إسبانيا الساعية إلى تحقيق إنجاز غير مسبوق بالظفر بثلاث نسخ متتالية والانفراد بالرقم القياسي في عدد الألقاب في القارة العجوز والذي تتقاسمه حاليًا مع ألمانيا بطلة العالم (3 لكل منهما)، التعادل أمام كرواتيا لضمان صدارة المجموعة. ويرجح أن يقوم دل بوسكي بأربعة تعديلات على التشيكية لإراحة نجومه في أفق الأدوار الإقصائية بينهم القائد سيرجيو راموس الذي حصل على بطاقة أمام تركيا وقد يفضل المدرب عدم الدفع به تفاديا لتلقي إنذار ثان يحرمه من خوض ثمن النهائي.
وفي المجموعة ذاتها، تلتقي تشيكيا وتركيا في مباراة الفرصة الأخيرة لكل منهما لتخطي الدور الأول. ويملك المنتخب التشيكي فرصة إنهاء الدور الأول في المركز الثاني في حال فوزه على تركيا وخسارة كرواتيا، لكنه تلقى ضربة موجعة بإصابة صانع ألعابه نجم آرسنال الإنجليزي توماس روزيسكي في فخذه أمام كرواتيا وسيغيب حتى نهاية البطولة. في المقابل، تحتاج تركيا إلى الفوز وبفارق كبير من الأهداف وانتظار نهاية الدور الأول لمعرفة مصيرها بين أصحاب أفضل مركز ثالث. وقدمت تركيا عروضا مخيبة حتى الآن في ظل ابتعاد نجومها عن مستواهم المعهود خصوصا لاعبي وسط برشلونة اردا توران وباير ليفركوزن هاكان جالهان أوغلو، ويأمل مدربها «الإمبراطور» فاتح تيريم أن يعود منتخب بلاده إلى الطريق الصحيح أمام تشيكيا.
ألمانيا تواجه آيرلندا الشمالية.. وبولندا أمام أوكرانيا في صراع مفتوح بالمجموعة الثالثة
كرواتيا تبحث عن نقطة وتخشى شغب جماهيرها أمام إسبانيا.. والفوز هدف تشيكيا وتركيا في المجموعة الرابعة
ألمانيا تواجه آيرلندا الشمالية.. وبولندا أمام أوكرانيا في صراع مفتوح بالمجموعة الثالثة
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة