وزير مغربي: رأس التحكم يستمد قوته من غياب شجاعة النخب وجرأتهم

بنعبد الله لا يرى مبررًا لتشكيل حكومة ائتلاف وطني لأن البلاد تعيش وضعًا طبيعيًا

نبيل بنعبد الله يتحدث خلال الندوة (ماب)
نبيل بنعبد الله يتحدث خلال الندوة (ماب)
TT

وزير مغربي: رأس التحكم يستمد قوته من غياب شجاعة النخب وجرأتهم

نبيل بنعبد الله يتحدث خلال الندوة (ماب)
نبيل بنعبد الله يتحدث خلال الندوة (ماب)

وجه محمد نبيل بنعبد الله، الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية المغربي (الشيوعي سابقا) ووزير السكنى وسياسة المدينة في حكومة عبد الإله ابن كيران، انتقادات ضمنية إلى إلياس العماري الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة المعارض، معتبرا إياه «رأس التحكم»، وقال إنه يستمد قوته من غياب شجاعة وجرأة النخب والطبقة السياسية والاقتصادية، بيد أن بنعبد الله قال إن مشروع التحكم سينتهي في الوقت الذي ستمتلك فيه النخب شجاعة قول لا.
وأشار بنعبد الله، الذي كان يتحدث الليلة قبل الماضية، في ندوة نظمها مركز عزيز بلال بالرباط، إلى أنه يفهم تردد الطبقة الاقتصادية في مواجهة التحكم نظرا لخوفها على مصالحها، لكن السياسيين لا عذر لهم. وخاطب بن عبد الله النخبة قائلا: «إذا كان حزب التحكم يستبد بالقرار ويتدخل في شؤون الأحزاب وفي شؤون المقاولة، وهو في المعارضة، فماذا سيفعل غدا عندما يأخذ السلطة ويصل إلى الحكومة؟». وأردف أمين عام التقدم والاشتراكية قائلا: «نحن إزاء عملية تخريب كل تراث الحركة الديمقراطية».
وأشار بنعبد الله إلى أن «التحكم» موجود في المغرب ليس فقط في المجال السياسي، بل يشمل مجالات أخرى كالاقتصاد والإعلام والرياضة والمجال التربوي، وهو مرتبط بنفس الأوساط التي تدافع على العهد القديم».
في غضون ذلك، قال أمين عام حزب التقدم والاشتراكية «إن هناك جهات لا تريد للمجتمع أن يتقدم إلى الأمام وتحارب استقلالية القرار الحزبي، ولا تريد لأي حزب سياسي أن يطير بأجنحة مستقلة». وزاد قائلا: «إن هذه الجهات التي تريد الإبقاء على العهد القديم، وسماها عبد الرحمن اليوسفي (رئيس الوزراء الأسبق) «جيوب المقاومة»، وسماها عبد الإله ابن كيران، رئيس الحكومة الحالية بـ«التماسيح والعفاريت»، يسميها حزبه «الطفيليات».
وذكر بنعبد الله أن هناك من يسعى للرجوع إلى الوراء، وهناك من يريد حداثة صورية ومزيفة، مضيفا أن هناك أطرافا محافظة تنعم بعدد من الامتيازات، وتريد أن يبقى المجتمع كما هو لأن الإصلاح يهدد مصالحها.
من جهة أخرى، أعلن بنعبد الله معارضته لمن يدعون إلى تشكيل حكومة ائتلاف وطني بدعوى الظرفية التي يمر منها نزاع الصحراء، وقال: «أنا لا أرى مبررا لهذا الاقتراح، لأن المغرب يعيش وضعا طبيعيا وليس في حالة حرب ليس في والبلاد وصناديق الاقتراع هي الفيصل».
وعرج بنعبد الله للحديث عن الإصلاحات السياسية التي قام بها المغرب، وقال إنها هي التي جنبت البلاد تقلبات أحداث 2011، ولو لم يقم المغرب بالإصلاحات التي قام بها لكان في مهب الريح بعد تلك الأحداث، مشيرا إلى أن التجربة الديمقراطية التي عرفها المغرب جعلته يقوي مناعته إبان اندلاع الربيع العربي.
وقال بنعبد الله إن المغرب تجاوز أحداث 2011 بفضل المبادرة الملكية بتعديل الدستور، وأيضا بسبب عدم انخراط الأحزاب في الشارع، مشيرا إلى أن الأحزاب لها حضور وازن وتؤطر الجماهير، ولو قررت النزول للشارع في 2011 لحدث أمر آخر.



هدنة غزة: انتشار «حماس» في القطاع يثير تساؤلات بشأن مستقبل الاتفاق

مسلحو «حماس» يسلمون رهينة إسرائيلية إلى أعضاء اللجنة الدولية للصليب الأحمر (رويترز)
مسلحو «حماس» يسلمون رهينة إسرائيلية إلى أعضاء اللجنة الدولية للصليب الأحمر (رويترز)
TT

هدنة غزة: انتشار «حماس» في القطاع يثير تساؤلات بشأن مستقبل الاتفاق

مسلحو «حماس» يسلمون رهينة إسرائيلية إلى أعضاء اللجنة الدولية للصليب الأحمر (رويترز)
مسلحو «حماس» يسلمون رهينة إسرائيلية إلى أعضاء اللجنة الدولية للصليب الأحمر (رويترز)

أثار انتشار عسكري وأمني لعناصر من «حماس» وموالين لها، عقب بدء تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار بقطاع غزة، تساؤلات بشأن مستقبل الصفقة، في ظل ردود فعل إسرائيلية تتمسك بالقضاء على الحركة، وجهود للوسطاء تطالب الأطراف بالالتزام بالاتفاق.

تلك المشاهد التي أثارت جدلاً بمنصات التواصل بين مؤيد ورافض، يراها خبراء تحدثوا لـ«الشرق الأوسط»، ستكون ذريعة محتملة لإسرائيل للانقلاب على الاتفاق بعد إنهاء المرحلة الأولى والعودة للحرب، معولين على جهود للوسطاء أكبر لإثناء «حماس» عن تلك المظاهر الاستعراضية التي تضر مسار تنفيذ الاتفاق.

بينما قلل محلل فلسطيني مختص بشؤون «حماس» ومقرب منها، في حديث لـ«الشرق الأوسط»، من تأثير تلك الأجواء، وعدّها «بروتوكولية» حدثت من قبل أثناء صفقة الهدنة الأولى في نوفمبر (تشرين الثاني) 2023.

وبزي نظيف وسيارات جديدة وأسلحة مشهرة، خرج مسلحون يرتدون شارة الجناح العسكري لـ«حماس» يجوبون قطاع غزة مع بداية تنفيذ اتفاق الهدنة، الأحد، وسط بيان من وزارة الداخلية بالقطاع التي تديرها عناصر موالية للحركة، كشف عن مباشرة «الانتشار بالشوارع»، وخلفت تلك المشاهد جدلاً بمنصات التواصل بين مؤيد يراها «هزيمة لإسرائيل وتأكيداً لقوة وبقاء (حماس) بالقطاع»، وآخر معارض يراها «استفزازية وتهدد الاتفاق».

عناصر من شرطة «حماس» يقفون للحراسة بعد انتشارهم في الشوارع عقب اتفاق وقف إطلاق النار (رويترز)

إسرائيلياً، تساءل المعلق العسكري للقناة 14 نوعام أمير، بغضب قائلاً: «لماذا لم يتم ضرب (تلك الاستعراضات) جواً؟»، بينما هدد وزير المالية بتسلئيل سموتريتش، بإسقاط الحكومة في حال الانتقال إلى تنفيذ المرحلة الثانية من الاتفاق.

وأكد مكتب رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، في بيان الاثنين، «مواصلة العمل لإعادة كل المختطفين؛ الأحياء منهم والأموات، وتحقيق كل أهداف الحرب في غزة»، التي تتضمن القضاء على «حماس».

ويصف الخبير في الشؤون الإسرائيلية، الدكتور سعيد عكاشة، ما قامت به «حماس» بأنه «استعراض مزيف لعلمها بأنها لن تدير غزة، لكنها تحاول أن تظهر بمظهر القوة، وأنها تستطيع أن تحدث أزمة لو لم توضع بالحسبان في حكم القطاع مستقبلاً، وهذا يهدد الاتفاق ويعطي ذريعة لنتنياهو لعودة القتال مع تأييد الرأي العام العالمي لعدم تكرار ما حدث في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023».

ويتفق معه المحلل السياسي الفلسطيني، عبد المهدي مطاوع، قائلاً إن «(حماس) لا تزال بعقلية المقامرة التي حدثت في 7 أكتوبر، وتريد إرسال رسالتين لإسرائيل وللداخل الفلسطيني بأنها باقية رغم أنها تعطي ذرائع لإسرائيل لهدم الاتفاق».

بالمقابل، يرى الباحث الفلسطيني المختص في شؤون «حماس» والمقرب منها، إبراهيم المدهون، أن «الاستعراض لا يحمل أي رسائل وظهر بشكل بروتوكولي معتاد أثناء تسليم الأسرى، وحدث ذلك في الصفقة الأولى دون أي أزمات»، مشيراً إلى أن «الحركة لها جاهزية ونفوذ بالقطاع رغم الحرب، والانتشار الأمني يعدّ دور وزارة الداخلية بالقطاع وتنفذه مع توفر الظروف».

وعقب دخول الاتفاق حيز التنفيذ، استقبل رئيس وزراء قطر، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني في مكتبه بالدوحة، وفداً من الفصائل الفلسطينية، مؤكداً ضرورة العمل على ضمان التطبيق الكامل للاتفاق، وضمان استمراره، وفق بيان لـ«الخارجية» القطرية الأحد.

وبينما شدد وزير الخارجية المصري، خلال لقاء مع رئيس المجلس الأوروبي، أنطونيو كوستا، ببروكسل، مساء الأحد، على «أهمية التزام أطراف الاتفاق ببنوده»، وفق بيان لـ«الخارجية» المصرية، سبقه تأكيد مجلس الوزراء الفلسطيني، الأحد، استعداد رام الله لتولي مسؤولياتها الكاملة في غزة.

وبتقدير عكاشة، فإن جهود الوسطاء ستتواصل، لا سيما من مصر وقطر، لوقف تلك المواقف غير العقلانية التي تحدث من «حماس» أو من جانب إسرائيل، متوقعاً أن «تلعب غرفة العمليات المشتركة التي تدار من القاهرة لمتابعة الاتفاق في منع تدهوره»، ويعتقد مطاوع أن تركز جهود الوسطاء بشكل أكبر على دفع الصفقة للأمام وعدم السماح بأي تضرر لذلك المسار المهم في إنهاء الحرب.

وفي اتصال هاتفي مع المستشار النمساوي ألكسندر شالينبرغ، الاثنين، شدد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، على «ضرورة البدء في جهود إعادة إعمار القطاع، وجعله صالحاً للحياة، بما يضمن استعادة الحياة الطبيعية لسكان القطاع في أقرب فرصة». بينما نقل بيان للرئاسة المصرية، عن المستشار النمساوي، تقديره للجهود المصرية المتواصلة على مدار الشهور الماضية للوساطة وحقن الدماء.

ويرى المدهون أنه ليس من حق إسرائيل أن تحدد من يدير غزة، فهذا شأن داخلي وهناك مشاورات بشأنه، خصوصاً مع مصر، وهناك مبادرة مصرية رحبت بها «حماس»، في إشارة إلى «لجنة الإسناد المجتمعي» والمشاورات التي استضافتها القاهرة مع حركتي «فتح» و«حماس» على مدار الثلاثة أشهر الأخيرة، ولم تسفر عن اتفاق نهائي بعد بشأن إدارة لجنة تكنوقراط القطاع في اليوم التالي من الحرب.