الحوثيون يسطون على شركة الغاز بذمار ويتقاسمون المسروقات مع قيادات عسكرية تواليهم

مواصلة اعتقال الصحافيين في إقليم تهامة

الحوثيون يسطون على شركة الغاز بذمار ويتقاسمون المسروقات مع قيادات عسكرية تواليهم
TT

الحوثيون يسطون على شركة الغاز بذمار ويتقاسمون المسروقات مع قيادات عسكرية تواليهم

الحوثيون يسطون على شركة الغاز بذمار ويتقاسمون المسروقات مع قيادات عسكرية تواليهم

داهم أفراد ميليشيا الحوثيين والحرس الجمهوري الموالي للرئيس المخلوع علي صالح، مقر شركة الغاز في ذمار، واعتدوا بالضرب على منسوبي الحراسات الخاصة الذين كانوا ينظمون عملية دخول الشاحنات المخصصة لتعبئة الغاز، والتي تنتظر منذ عدة أيام للحصول على الكميات المخصصة لها، وذلك بهدف سحب كميات كبيرة من الغاز تحت ذريعة دعم المجهود الحربي وتوزيعه على أقاربهم وقيادات عسكرية في الميليشيا.
وبحسب مصادر مطلعة، فإن الميليشيا تقوم بعد عملية السطو على الغاز وسلبه دون رسوم مالية تدفع للشركة، ببيعه في السوق السوداء، أو لجهات ومؤسسات أخرى ترغب في الشراء تفاديا لعملية الانتظار في مقر الشركة، وخصوصا أن السعر الذي تبيع به الميليشيا أقل من سعر التداول في السوق اليمني، إضافة إلى أن كثيرا من هذه الكميات تذهب إلى قيادات عسكرية قدمت الولاء للحوثيين وقيادات أخرى تابعة للميليشيا. وذكرت المصادر أن ميليشيا الحوثيين وحليفهم الرئيس المخلوع علي صالح، يشنون هذه الأيام حملات متعددة على مراكز الطاقة والغاز، ويصادرون كثيرا من الشاحنات، مع اشتداد المعارك في هضبة نهم وتقدم الجيش الوطني في عدة محاور، إضافة إلى فرض ضرائب إضافية على مؤسسات الصرافة وتحويل الأموال، تحت ذريعة دعم العملية الاقتصادية في البلاد.
في سياق متصل، ما زالت ميليشيا الحوثيين، تقوم باعتقال عشرات السياسيين وأصحاب الرأي والصحافيين، في إقليم تهامة، بتهمة أنهم يدعون إلى مواجهة الحكومة الانقلابية، كما استولت، وفقا لمصادر محلية، على كثير من ممتلكات المواطنين، وحولت بعض المزارع في الأودية إلى ثكنات عسكرية ومقرات لتجمع أفرادها.
وقال عبد الحفيظ الخطامي، ناشط حقوقي، إن عناصر ميليشيا الحوثيين في محافظة ذمار اعتدت مساء أمس الخميس على أفراد الأمن المكلفين بحماية شركة الغاز بذمار بالضرب، بعد الاشتباك معهم، وقامت باعتقالهم إثر محاولتهم منع عناصر الميليشيات من الدخول إلى الشركة بالقوة والتعبئة لبعض أقاربهم وبطريقة مخالفة.
وأضاف الخطامي، أن المعلومات الواردة، تؤكد أن الميليشيا تقوم بهذه الأعمال بشكل متقطع، من خلال مهاجمة شركة الغاز بذمار، بأفراد مسلحين، وفي حال وجدت أي مقاومة من قبل حراس الأمن التابعين للشركة، فإنهم يقومون بإطلاق النار أو الاعتداء عليهم، وهو ما حدث يوم أمس عندما رفض حراس الشركة السماح لهم بتعبئة الغاز والدخول للشركة، الأمر الذي دفع الأفراد لطلب تعزيزات لاقتحام المقر عنوة، تحت إطلاق الأعيرة النارية لإخافة العاملين في الشركة.
ميدانيا، قصفت قوات الشرعية مواقع ميليشيا الحوثي والرئيس المخلوع علي صالح، في جبل المدفون وغرب بني بارق في جبهة نهم، شرق العاصمة اليمنية صنعاء، وذلك في خطوة ردع أي تقدم تسعى إليه الميليشيا باتجاه المناطق التي حررها الجيش خلال اليومين الماضيين، فيما يقوم الجيش بتعزيز مواقعه بنشر أعداد كبيرة ن من أفراده على أطراف المواقع المحررة، والكشف عن الألغام التي زرعتها الميليشيا قبل مغادرتها تلك المواقع.
في المقابل نجحت عناصر من قوات الشرعية فجر أمس (الخميس)، في طرد ميليشيا الحوثيين من مناطق «العقبة، وعسامة، والمصوالة» بعد مواجهات عنيفة، كبدت خلالها المقاومة الحوثيين خسائر كبيرة في العتاد، كما نجحت في التقدم باتجاه الشمال والسيطرة على المراكز التي كانت تتخذها الميليشيا مقرات عسكرية لها.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».