ولد الشيخ يدين بشدة تفجير الميليشيات للمنازل والاعتقالات

المشاورات تعود إلى تفاصيل الجوانب العسكرية والإنسانية

ولد الشيخ يدين بشدة تفجير الميليشيات للمنازل والاعتقالات
TT

ولد الشيخ يدين بشدة تفجير الميليشيات للمنازل والاعتقالات

ولد الشيخ يدين بشدة تفجير الميليشيات للمنازل والاعتقالات

قالت مصادر مطلعة في مشاورات السلام اليمنية – اليمنية في دولة الكويت، لـ«الشرق الأوسط» إن الجلسة التي عقدت، أمس، تركزت على قضية تسليم السلاح، وآليات الانسحابات، وموضوع تشكيل اللجان العسكرية، وذلك بعد ملاحظات جديدة طرحت من الطرفين، في ضوء المشاورات الداخلية التي أجراها الوفدان، الأيام القليلة الماضية، في وقت يكثف المبعوث الدولي، ومعه أطراف محلية وإقليمية، اجتماعات للخروج بحلول للأزمة اليمنية.
وعادت المشاورات إلى مرحلة البداية، وهي إقناع وفد الانقلابيين بالمرجعيات وبتراتبية القضايا، بعد أن أصدر بيانًا نسف فيه كل التفاهمات السابقة، وأعلن التمسك بمطالبه القديمة – الجديدة، وهي تشكيل حكومة وفاق وطني، وإخضاع مؤسسة الرئاسة للتوافق، عندما كان ولد الشيخ يعتزم طرح مشروع خريطة طريق لحل الأزمة وإنهاء الصراع المسلح الدائر في البلاد. وبحسب مصادر مقربة من المشاورات، فإن المبعوث الأممي، ورغم الصعوبات التي تواجهه والمتمثلة في تعنت وفد الانقلابيين (الحوثي – المخلوع صالح)، فإنه يواصل طرح المزيد من المقترحات «المرنة»، بهدف إيجاد اختراق في المباحثات. وخلال الأسبوع الماضي، أجرى رئيسا وفدي التفاوض في الكويت مباحثات، عبد الملك المخلافي ومحمد عبد السلام، مشاورات مع القيادات العليا للجانبين حول التصور أو خريطة الطريق المقدمة من ولد الشيخ، وكشفت «الشرق الأوسط»، حينها، عن مغادرة عبد السلام إلى صعدة للقاء عبد الملك الحوثي، وبأن الرئيس هادي بحث مع وزير خارجيته، رئيس وفد الحكومة، عبد الملك المخلافي، المشروع المقترح من ولد الشيخ.
وبعد أن فشلت جهود المبعوث الأممي إلى اليمن، إسماعيل ولد الشيخ أحمد، والأطراف الدولية الراعية للسلام، في إطلاق خريطة طريق لتسوية سياسية في اليمن، في ضوء القرار الأممي 2216، والمرجعيات الأخرى، عاد ولد الشيخ للضغط باتجاه الملف الإنساني، وصدرت عنه مواقف تعد الأولى منذ توليه الملف اليمني الشائك، خاصة في جانب إدانة سلوك الميليشيات الحوثية، حيث أدان مبعوث الأمم المتحدة، «أية اعتقالات غير قانونية أو تفجير للمنازل، وهي أمور تتنافى مع القانون الدولي لحقوق الإنسان، ومع القيم والأخلاق اليمنية»، حيث تعد الاعتقالات المنتظمة والعشوائية، في آن معًا، وتفجير المنازل، سياسة للميليشيات الحوثية، في محافظة صعدة (المعقل الرئيسي للحوثيين)، وقبل أن تنطلق الميليشيات نحو المحافظات اليمنية الأخرى، بدعم من الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح والمراجع الدينية في إيران، وفقًا لمراقبين.
وفي تفاصيل مجرى المشاورات، ذكر مكتب مبعوث الأمم المتحدة أن ضمن المسائل التي نوقشت «الأمور العسكرية والأمنية، بما في ذلك ضرورة تشكيل لجان عسكرية وأمنية للإشراف على أي إجراءات أمنية يتم الاتفاق عليها»، ووصف ولد الشيخ اجتماع مساء أول من أمس، بأنه كان «إيجابيًا، وتركز النقاش على إحدى القضايا المحورية لحل الأزمة»، وأكد الوسيط الأممي بأن «الطريق للسلام لم يكن أبدًا سهلاً»، وقال: «لكني أعول على التزام الأطراف بإيجاد حلول عملية تمهد الطريق نحو اتفاق ثابت لإنهاء الحرب، وفتح صفحة جديدة في تاريخ اليمن».



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.