لبنان يستضيف أشهر نجوم العالم في كرة القدم في سبتمبر المقبل

تحضيرات موسيقية واستعراضات فنية تواكب الحدث

ميشال سالفاغو أثناء الإعلان عن تنظيم مباراة في كرة القدم هي الأولى من نوعها في لبنان وإلى جانبه عدنان ياسين ورضا عنتر
ميشال سالفاغو أثناء الإعلان عن تنظيم مباراة في كرة القدم هي الأولى من نوعها في لبنان وإلى جانبه عدنان ياسين ورضا عنتر
TT

لبنان يستضيف أشهر نجوم العالم في كرة القدم في سبتمبر المقبل

ميشال سالفاغو أثناء الإعلان عن تنظيم مباراة في كرة القدم هي الأولى من نوعها في لبنان وإلى جانبه عدنان ياسين ورضا عنتر
ميشال سالفاغو أثناء الإعلان عن تنظيم مباراة في كرة القدم هي الأولى من نوعها في لبنان وإلى جانبه عدنان ياسين ورضا عنتر

يستضيف لبنان وللمرة الأولى مجموعة من نجوم كرة القدم العالميين، في مباراة ودّية تقام بينهم وبين أبطال هذه الرياضة في لبنان. وسيكون اللبنانيون على موعد معه هذا الصيف وبالتحديد في 10 سبتمبر (أيلول) المقبل وبرعاية شركة «ارابيكا سبورت».
وأعلن النجم الإسباني المتقاعد ميشال سالغادو الذي زار لبنان مؤخرا عن أسماء لاعبي فريقه المؤلّف من ثمانية مشاهير في عالم كرة القدم، وبينهم البرازيلي روبرتو كارلوس والبرتغالي لويس فيغو وقائد برشلونة السابق كارلوس بويول، إضافة إلى كلّ من نجم فريق «مانشستر يونايتد» بول سكولز والحارس الألماني يانس ليمان. وأبقى سالغادو على اسمي اللاعبين الباقيين فلم يكشف عنهما، تاركا ذلك إلى موعد لاحق يسبق موعد المباراة بقليل، مشيرا إلى أنهما سيكونان مفاجأة هذه المباراة كونهما من أشهر أبطال هذه الرياضة في العالم.
أما المنتحب اللبناني الذي سيلعب ضدّ الفريق الأجنبي فسيترأسه بطل لبنان في كرة القدم المتقاعد رضا عنتر، والذي سيتضمن فريقه أسماء معروفة من نجوم هذه اللعبة في لبنان أمثال موسى حجيج وزياد الصمد وفؤاد حجازي وعباس عطوي.
ووصف عنتر هذه المبادرة بأنها من الخطوات المميزة في عالم الرياضة ككلّ، والتي ستعطي اللبنانيين الأمل بولادة كرة قدم محترفة في بلدهم.
وستقام المباراة على ملعب فؤاد شهاب في مدينة جونية الساحلية، والتي من المتوقّع أن يحضرها أكثر من عشرة آلاف متفرّج. وعن سبب عدم إقامتها على ملعب المدينة الرياضية، أوضح عدنان ياسين رئيس الشركة صاحبة المبادرة لإقامة هذا الحدث إلى أن عدم توفّر الشروط اللازمة للمكان المذكور، دفعهم إلى البحث عن ملعب آخر، فوقع خيارهم على ملعب فؤاد شهاب في جونية. وقال في حديث لـ«الشرق الأوسط»: «من شأن هذه المباراة أن تنهض بهذه الرياضة في لبنان وتعزّز مكانتها وتشجّع جيلا جديدا من شباب لبنان على ممارستها». وأضاف: «حتى أنه سيكون لها انعكاسها الإيجابي على الحركة السياحية مما سيعزّز موقع لبنان على الخريطة السياحية العالمية». وأكّد أن أيا من النجوم الأجانب لم يتردد في المجيء إلى لبنان، وأن الاتصالات معهم استغرقت نحو الستة أشهر. وأضاف: «أن نستقدم أبطالا من فرق عالمية كريال مدريد وبرشلونة ومانشستر يونايتد وآرسينال، لهو فخر لنا ولبلدنا لبنان الذي لن نوفّر جهدا لإبراز وجهه المضيء». وتابع: «هذه المباراة هي بمثابة تحيّة نقدّمها لبلدنا ترمز إلى مكافحتنا الإرهاب بكلّ وجوهه، كما أننا من خلالها نحاول تكريم الجيش اللبناني وشهدائه الذين لولا تضحياتهم لما كنّا موجودين هنا اليوم». ورأى أن التشكيلة الأجنبية كما اللبنانية تتألف من لاعبين، حققوا علامات فارقة في مجال هذه الرياضة الشعبية، والتي تستقطب الكبار والصغار معا.
وتستعد الشركة المنظّمة لهذا الحدث «سبور ايفازيون» للقيام بتحضيرات موسيقية واستعراضات فنيّة تواكب الحدث على أرض الملعب، كاستضافة عدد من المطربين اللبنانيين الذين سيشاركون في إنشاد أغنية خاصة للمناسبة، وكذلك تقديم وصلات غنائية خلال افتتاح المباراة وختامها.
وكان النجم ميشال سلغادو قد أشار في المؤتمر الصحافي الذي عقد للإعلان عن هذه المباراة، بأنه يشعر بالحماس الكبير لمشاركته في هذا الحدث، خصوصا أنه سبق وزار لبنان أكثر من مرّة فأحب شعبه المضياف الذي يحمل له كلّ ودّ. ووصف سالغادو النجوم المشاركين في هذا اللقاء، بأنهم مجموعة من أفضل اللاعبين الذين مرّوا في تاريخ اللعبة.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.