أعلنت منظمة «جناح الجيش الأحمر» (بادر - ماينوهوف سابقا) رسميا عن حل المنظمة السرية في عام 1998، أي بعد ثلاثين سنة تقريبا من نشاطهم العنيف الذي دوخ الشرطة الألمانية. تقاعد الكثيرون منهم، وقضى كثيرون منهم محكوميات مختلفة في السجون، ولا يزال بعض مشاهيرهم في السجن، وبقي ثلاثة منهم اختفوا «كأن الأرض انشقت وابتلعتهم»، وفق تعبير فرانك فيدراو، رئيس شرطة ولاية سكسونيا السفلى.
وذكرت النيابة العامة وشرطة الجنايات في ولاية سكسونيا السفلى، في مؤتمر صحافي مشترك عقد يوم أمس، أن كل الأدلة تشير إلى أن إرهابيي جناح الجيش الأحمر نفذوا 8 عمليات سطو في ولايتي سكسونيا السفلى وشليسفيغ هولشتاين منذ العام 2011، ووجهت النيابة العامة أصابع الاتهام إلى آرنست - فولكر شتاوب (61 سنة اليوم)، وبوركهاردت غارويغ (سنة47) ودانيلا كليته (57 سنة) الذين يعتقد أنهم يعيشون حياة سرية بأسماء وشخصيات جديدة في ألمانيا.
وعبرت الشرطة الألمانية قبل أشهر عن خشيتها من أن المنظمة الإرهابية قد نهضت من الرماد، مثل طائر العنقاء، إذ نفذ ثلاثة مقنعين محاولة سطو فاشلة على ناقلة نقود مدرعة قرب مدينة ديبهولز الألمانية، وتركوا السيارة التي استخدموها في العملية في غابة قريبة. وفي هذه السيارة عثرت الشرطة على شعرة رأس طويلة كشف تحليل الحمض النووي أنها تعود إلى دانيلا كليته من منظمة «جناح الجيش الأحمر».
ويتساءل خبراء الشرطة المتخصصون بإرهاب جناح الجيش الأحمر منذ عملية ديبهولز ما إذا كانت عملة السطو محاولة لإعادة تمويل بناء جيل رابع من الإرهابيين، أو الاستعداد لموجة جديدة من الإرهاب ضد الدولة، أو أنها فقط محاولة لتمويل «تقاعد» الإرهابيين الثلاثة، الذين يبدو أن مصادرهم المالية الخفية قد نفدت. وبعد أن كان خبراء الشرطة يجزمون بمسؤولية الإرهابيين الثلاثة عن عمليتي سطو فاشلتين ضد ناقلتي مصارف مدرعة في العام 2016. أعلنوا أمس مسؤولية الثلاثي عن 6 عمليات سطو أخرى على مخازن. وقال فرانك فيدراو، رئيس شرطة سكسونيا السفلى، في المؤتمر إن 6 من العمليات نفذت في سكيونيا السفلى، إضافة إلى عمليتين أخريين نفذتا في ولاية شليسفيغ هولشتاين. كما كانت مدن سيلله وشتاده والمزهورن واوسنابروك ونورتهايم وهيلدسهايم هي مسرح عمليات السطو التي نفذها الثلاثي، وغنموا فيها نحو 400 ألف يورو. منها 50 ألفا في عملية نورتهايم، و100 ألف في سيلله، و135 ألفا في شتادته، و46 ألفا في المزهورم و60 ألفا في أوسنابروك. وتوقع فيدراو أن تطول القائمة لأن التحقيق مستمر. استخدم الثلاثة الأساليب والخطط نفسها، بل البنادق الرشاشة ومضادات الدروع نفسها، التي استخدمت في هجمات الجناح الجيش الأحمر في السبعينات من القرن العشرين. لكن العقلية اختلفت، بحسب تقدير الخبراء، لأنهم لم يقتلوا أحدا وتعاملوا «بعقلانية»، ربما بسبب تقدمهم في السن، مع رجال الشرطة. تكشف ذلك عملية السطو على سيارة لنقل المال بالقرب من ميكنشتيدت، حينما وجه أحد المقنعين مدفعا مضادا للدروع إلى الواجهة الزجاجية الألمانية وزعق بالسائق أن يفتح الباب، في حين وجه الآخران بندقيتي كلاشنكوف إلى السيارة المصفحة، وأطلقا الرصاص على العجلات وعلى الأبواب. وظهر، بحسب ما صورته كاميرا قريبة، أن رجال الأمن في السيارة المصفحة لم يستجيبوا للتهديد، وأغلقوا الأبواب بأحكام غير خائفين، وكانت النتيجة أن عدل المقنعون عن عمليتهم وركبوا سيارة فورد فوكوس (مسروقة) وهربوا. وفي هذه السيارة التي تركها الجناة، نصف محروقة، قرب غابة قريبة، عثر رجال الشرطة على شعرة يشي الحمض النووي المستمد منها أنها تعود إلى دانييلا كليته.
يستأجر أعضاء الجيش الأحمر أو يشترون سيارات جديدة ومتينة في تنفيذ عملياتهم، وهذا ما فعله الإرهابيون في السنوات الأخيرة. ولذلك فقد حقق رجال الشرطة، وفق تصريحات فيدراو، مع نحو 4000 تاجر سيارات حول الموضوع. ووزعت الشرطة صورا قديمة لهم، إضافة إلى صور حديثة وتخطيطات محتملة لما قد تكون عليها وجوههم الآن، ووصل فعلا أكثر من 60 بلاغا عنهم. لكن الثلاثة اختفوا «كأن الأرض انشقت وابتلعتهم»، وفق تصريح فيدراو. لكن صحيفة «دي تزايت» الأسبوعية المعروفة تحدثت على صفحتها الإلكترونية عن تقصي رجال التحقيق مكالمة من جهاز جوال يستخدمه الإرهابيون تقود إلى هولندا.
بعد عملية ديبهولز الفاشلة شكلت النيابة العامة الاتحادية لجنة تحقيق خاصة لتقصي آثار المتبقي من أعضاء جناح الجيش الأحمر. وقال لوتس غيبل، المتحدث باسم النيابة العامة، إن 836 محققا وشرطيا وضعوا تحت تصرف لجنة التحقيق في حالة إنذار.
===================
الصور للثلاثة وهم شباب
ثم صورة تخيلية لهم وهم في سن اليوم
الشرطة الألمانية: إرهابيو المنظمة نفذوا 8 عمليات سطو في السنوات الأخيرة
الجيل الثالث من «جناح الجيش الأحمر» يضرب من جديد
الشرطة الألمانية: إرهابيو المنظمة نفذوا 8 عمليات سطو في السنوات الأخيرة
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة