العراق بعد أسبوعين بلا مجلس نواب.. ورئاسة الحكومة هي من تتصرف بشؤون البلد

الجلبي: طهران ضغطت على طالباني للإبقاء على الثقة بالمالكي

العراق بعد أسبوعين بلا مجلس نواب.. ورئاسة الحكومة هي من تتصرف بشؤون البلد
TT

العراق بعد أسبوعين بلا مجلس نواب.. ورئاسة الحكومة هي من تتصرف بشؤون البلد

العراق بعد أسبوعين بلا مجلس نواب.. ورئاسة الحكومة هي من تتصرف بشؤون البلد

أفشلت إيران صيف عام 2011 عملية سحب الثقة من رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي بعد أن تم الاتفاق على ذلك من قبل من أطلق عليهم «تحالف أربيل ـ النجف» وضم زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر وزعيم القائمة العراقية إياد علاوي ورئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني وقيادات عراقية سياسية بارزة واستنادا إلى لقاءات جرت في كل من مدينتي أربيل بإقليم كردستان والنجف.
زعيم المؤتمر الوطني العراقي أحمد الجلبي هو من كشف نقلا عن الرئيس العراقي جلال طالباني أن لطهران الدور الأبرز في إفشال عملية سحب الثقة عندما تراجع طالباني في اللحظات الأخيرة وبضغوط إيرانية عن رفع كتاب سحب الثقة إلى البرلمان للتصويت عليه بعد أن تمكن المجتمعون من جمع النصاب الكامل لذلك.
وخلال السنتين الماضيتين وحتى أيام قلائل فإن كلا من إياد علاوي رئيس الوزراء الأسبق ومقتدى الصدر هما أكثر من بات يتصدى لسياسات المالكي بمن في ذلك إطلاق أوصاف له مثل الديكتاتور أو «الطاغوت» والأخير أطلقه الصدر. وفي وقت تراجع زعيم فيه الحوار الوطني ونائب رئيس الوزراء صالح المطلك عن الأوصاف الخاصة بالمالكي التي كان قد افتتح مزادها أول عندما عد في تصريح سابق لـ«الشرق الأوسط» بأن «المالكي ديكتاتور ونص» وتعدى الأمر ليقول: «إن المالكي أكثر ديكتاتورية من صدام حسين»، فإن رئيس البرلمان أسامة النجيفي هو من بات يتبادل الاتهامات في الآونة الأخيرة مع المالكي بوصفهما رئيسين لأهم سلطتين في البلاد، السلطة التنفيذية، والسلطة التشريعية.
وفي ظل غياب رئيس الجمهورية جلال طالباني منذ أكثر من سنة عن المشهد السياسي بعد المرض الذي ألم به وإعلان الصدر اعتزاله العمل السياسي منذ نحو شهرين ونهاية الفصل التشريعي للبرلمان بعد أقل من عشرين يوما وهو ما يعني الاختفاء القسري لرئيس البرلمان أسامة النجيفي فإن الحكومة سوف تتحول إلى حكومة «تصريف أعمال». وحيث إنه لا توجد في العراق سوى أزمات وليس أعمالا فإن الباقي الأوحد حتى تتم الانتخابات البرلمانية المقبلة في الثلاثين من أبريل (نيسان) القادم وتعلن النتائج وتتشكل الكتل وتعقد الجلسة الأولى التي يتم فيها انتخاب رئيسي البرلمان والجمهورية، ستكون حكومة المالكي مستمرة في عملية تصريف الأعمال اليومية للدولة بينما تنهمك الكتل السياسية والبرلمانية في بحث طبيعة المشهد السياسي في مرحلة ما بعد نتائج الانتخابات.
وفي سياق التعامل مع الاستحقاقات الدستورية للمرحلة المقبلة يقول الخبير القانوني طارق حرب في تصريح لـ«الشرق الأوسط» بأن «هناك فرقا بين نهاية الفصل التشريعي للبرلمان وبين نهاية الدورة البرلمانية حيث إن الفصل التشريعي ينتهي يوم 16 من الشهر المقبل بينما الدورة البرلمانية الحالية تنتهي قبل ذلك الموعد بيومين وبالتالي فإن البرلمان الذي سيتمتع بعطلة تشريعية أمدها شهران يبقى قائما ويمكن أن يستدعى لأي طارئ لكنه بعد 14-6-2014 ينتهي عمله ويفقد النواب حصاناتهم ويتحولون إلى مواطنين عاديين». وأضاف حرب أن «الفترة المتبقية لمناقشة مشاريع القوانين وإقرارها بما فيها الموازنة المالية التي هي أهم هذه القوانين سوف لن تتوقف منتصف الشهر المقبل بل تبقى مستمرة إلى منتصف يونيو (حزيران) ولا دخل لها بالانتخابات البرلمانية والإجراءات الخاصة بها». وبشأن طبيعة العمل بين السلطات القائمة حاليا قال حرب إن «الحكومة الحالية سوف تتحول بحكم الدستور إلى حكومة تصريف أعمال تدير الشؤون اليومية للبلاد فقط ولا يحق لها التصرف في القضايا الكبرى مثل الاتفاقيات والمعاهدات والمشاريع الاستراتيجية».
وفي محاولة منه لإخراج العراق مما يتصوره مأزقا قادما طالب رئيس الوزراء الأسبق إياد علاوي بتشكيل حكومة إنقاذ وإقالة حكومة المالكي لكن دعوته واستنادا إلى ما أكده عضو البرلمان العراقي المستقل عزة الشابندر لـ«الشرق الأوسط» أنها «جاءت متأخرة ولن تلقى استجابة من القوى والكتل السياسية في هذا الظرف الحالي»، فإن ما أبداه المالكي من امتعاض وشكاوى حتى من الدوائر والجهات الأمنية التابعة له مباشرة مثل وزارة الداخلية جلبت له انتقادات حادة سواء من قبل الناس أم السياسيين.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».