كولومبيا تفسد الحلم الأميركي في افتتاح كوبا أميركا 2016

بيكرمان يشيد بأداء فريقه.. وكيلنسمان يلوم الحظ

شباك الولايات المتحدة تستقبل هدف كولومبيا الأول (أ.ب)
شباك الولايات المتحدة تستقبل هدف كولومبيا الأول (أ.ب)
TT

كولومبيا تفسد الحلم الأميركي في افتتاح كوبا أميركا 2016

شباك الولايات المتحدة تستقبل هدف كولومبيا الأول (أ.ب)
شباك الولايات المتحدة تستقبل هدف كولومبيا الأول (أ.ب)

أعرب الأرجنتيني خوسيه بيكرمان، المدير الفني لمنتخب كولومبيا، عن سعادته البالغة بفوز فريقه على مضيفه الأميركي 2 / صفر، في المباراة الافتتاحية لبطولة كأس أمم أميركا الجنوبية (كوبا أميركا 2016). وقال بيكرمان خلال المؤتمر الصحافي للمباراة: «أعتقد أن الروح التي ظهر بها منتخب كولومبيا صعبت الأجواء على أصحاب الأرض».
وأضاف: «حصلنا على جرعة كبيرة من الثقة بعد أن سجلنا الهدف الأول، والفريق شعر حينها أنه قادر على التحكم في مجريات المباراة، رغم المحاولات المستميتة من جانب المنافس لإدراك التعادل». وأضاف: «لم نتكل على الهدف الذي تقدمنا به ولم نلجأ إلى الدفاع للحفاظ على تقدمنا بل حافظنا على الأداء الهجومي. جيمس رودريجيز وأليخاندرو بيدويا ظهرا بشكل جيد جدا في وسط الملعب». وأشار: «بعد أن سجل رودريجيز الهدف الثاني أصبحت مهمتنا أكثر سهولة، ولكن هذا لا ينتقص من العرض الذي قدمه المنتخب الأميركي الذي تأثر كثيرا من الضغوط التي فرضت عليه قبل المباراة، والتوقعات الهائلة التي كانت تبنيها الجماهير على الفريق صاحب الأرض في المباراة الافتتاحية». وأوضح: «أعتقد أن المنتخب الأميركي يمتلك لاعبين رائعين، ويستطيع هذا الفريق أن يستعيد توازنه وأن يقدم مباريات جيدة».
في المقابل أبدى الألماني يورغن كلينسمان، المدير الفني لمنتخب أميركا، رضاه عن أداء فريقه في المباراة رغم الهزيمة. ويرى كلينسمان أن فريقه قدم الأداء المطلوب، وأن المباراة كانت متكافئة تماما، ولكن الحظ كان من نصيب المنتخب الكولومبي ومنحه الفوز في النهاية. وقال كلينسمان خلال المؤتمر الصحافي للمباراة: «نشعر بالرضا عن أداء الفريق، ولكن شباكنا اهتزت مرتين في الشوط الأول، وبالتالي كان من الصعب للغاية في مواجهة فريق في حجم المنتخب الكولومبي أن ننجح في الرد بهدف ثم نحرز هدف التعادل». وأضاف: «بعد أن تقدم منتخب كولومبيا بهدفين فإنه لجأ إلى الدفاع بعض الشيء وكان من الصعب اختراقهم، كنا نتمنى أن تسنح لنا فرص حقيقية للتسجيل، ولكن كلينت ديمبسي كان مقاتلا خلال المباراة، لقد بذل قصارى جهده، لقد كافح بكل ما أوتي من قوة».
وتستضيف الولايات المتحدة من الثالث إلى 26 من الشهر الحالي فعاليات النسخة الاستثنائية (المئوية) من بطولات كوبا أميركا بمناسبة مرور 100 عام على تأسيس اتحاد اللعبة في أميركا الجنوبية (كونميبول)، وانطلاق أولى بطولات كوبا أميركا في 1916. وحسم المنتخب الكولومبي المباراة بشكل كبير في شوطها الأول، حيث أنهاه لصالحه بهدفين سجلهما كريستيان زاباتا مدافع ميلان الإيطالي، وجيمس رودريجيز نجم ريال مدريد الإسباني في الدقيقتين الثامنة و42 من ضربة جزاء. وفشل المنتخب الأميركي في تعديل النتيجة خلال الشوط الثاني لينتهي اللقاء بفوز المنتخب الكولومبي. وبهذا، انفرد المنتخب الكولومبي بصدارة المجموعة الأولى في الدور الأول للبطولة انتظارًا لنتيجة المباراة الثانية في المجموعة والتي تقام في وقت لاحق بين منتخبي باراغواي وكوستاريكا. وحقق المنتخب الكولومبي انتصاره الثالث على التوالي في ثلاث مواجهات مع نظيره الأميركي في تاريخ مشاركات الفريقين ببطولات كوبا أميركا، حيث كانت المباراة الأولى بينهما في لقاء تحديد المركز الثالث بنسخة 1995، ثم كانت المواجهة الثانية في نسخة 2007، علما بأن آخر مباراة بينهما كانت المواجهة الودية التي فاز فيها المنتخب الكولومبي 2 / 1 في نوفمبر (تشرين الثاني) / تشرين ثان 2014. وربما كان المنتخب الأميركي هو الأكثر استحواذًا على الكرة في الشوط الأول لكنه افتقد لأي فعالية هجومية، فيما كان المنتخب الكولومبي أكثر فعالية وترجم هذا إلى هدفين في الشوط الأول. وجاء الهدف الأول إثر ضربة ركنية لعبها إدوين كاردونا، وتخلص خلالها زاباتا من الرقابة، وقابل الكرة بتسديدة مباشرة في المرمى ليكون هدف التقدم في الدقيقة الثامنة. وسعى المنتخب الأميركي للرد على الهدف الكولومبي، وضاعف أصحاب الأرض من إيقاع اللعب ولكنهم فشلوا في تهديد مرمى الحارس الكولومبي ديفيد أوسبينا. وأهدر كلينت ديمبسي فرصة جيدة للمنتخب الأميركي في الدقيقة 14، بتسديد الكرة من ضربة حرة في الحائط البشري الدفاعي للمنتخب الكولومبي.
وفي المقابل، لجأ المنتخب الكولومبي للتأمين الدفاعي وكانت له اليد العليا في هذا كما اعتمد في هجومه على المرتدات السريعة التي شكلت خطورة كبيرة على المرمى الأميركي. وواصل المنتخب الأميركي محاولاته بقيادة مايكل برادلي وكلينت ديمبسي لكن دون جدوى في ظل التألق الدفاعي الكولومبي. ووسط محاولات الفريقين مع اقتراب الشوط الأول من نهايته، تسرع الحكم المكسيكي روبرتو أوروزكو في احتساب ضربة جزاء للمنتخب الكولومبي في الدقيقة 40 إثر لمسة يد غير متعمدة من اللاعب دي أندري يدلين. وباءت محاولات لاعبي المنتخب الأميركي لإقناع الحكم بالعدول عن قراره بالفشل. وسدد جيمس رودريجيز ضربة الجزاء في الدقيقة 42 محرزًا الهدف الثاني ليكون لطمة جديدة للمنتخب الأميركي، حيث أضعف هذا الهدف آمال أصحاب الأرض في التعادل.
ومع بداية الشوط الثاني، سعى المنتخب الكولومبي لتهدئة إيقاع اللعب من خلال الاستحواذ بشكل أكبر على الكرة والحد من بناء الهجمات الأميركية، وهو ما أغضب أصحاب الأرض لتتوتر أعصاب اللاعبين وتظهر بعض الخشونة في التحامات لاعبي المنتخب الأميركي مع الضيوف. ونال أليخاندرو بيدويا نجم المنتخب الأميركي إنذارا في الدقيقة 57 للخشونة مع جيسون موريلو. واستعاد المنتخب الأميركي بعض هدوئه في الدقائق التالية ولعب برادلي ضربة ركنية في الدقيقة 60 قابلها ديمبسي بضربة رأس رائعة، ولكن المدافع الكولومبي سانتياغو أرياس أبعدها من على خط المرمى. وكثف المنتخب الأميركي من هجومه في الدقائق التالية فيما عاد نظيره الكولومبي للاعتماد على الدفاع المنظم والهجمات المرتدة السريعة. وتألق أوسبينا بشكل رائع في الدقيقة 64 وتصدى لكرة خطيرة من ديمبسي، ليحافظ لفريقه على التقدم بهدفين نظيفين. وكاد المنتخب الكولومبي يحرز الهدف الثالث في الدقيقة 68 إثر هجمة مرتدة سريعة مرر منها خوان كوادرادو الكرة لزميله كارلوس باكا لكن الأخير أهدر الفرصة.
وخرج جيمس رودريجيز مصابا في الكتف وذلك في الدقيقة 73، ليثير الشكوك حول إمكانية مشاركته أمام باراغواي في المباراة الثانية للمنتخب الكولومبي بهذه البطولة. ولم تسفر التغييرات التي أجراها الفريقان عن تغير واضح في الأداء، وإن استغل المنتخب الكولومبي اندفاع أصحاب الأرض في الهجوم لتعديل النتيجة، وكاد يحرز أكثر من هدف آخر في الربع ساعة الأخير من المباراة. وتسبب التسرع مع اقتراب المباراة من نهايتها في إهدار لاعبي المنتخب الأميركي لأكثر من فرصة عن طريق ديمبسي وبيدويا، في نهاية اللقاء، لينتهي بنفس نتيجة الشوط الأول.



مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».