رضخ النظام السوري للضغوط الدولية التي لوّحت بإسقاط المساعدات الغذائية جوا للمحاصرين في أكثر من 19 منطقة سورية في حال لم يسمح بدخول القوافل برا. وأعلنت البعثة السورية لدى الأمم المتحدة أن النظام السوري أبلغ الأمم المتحدة بموافقته. في حين أشارت موسكو إلى اتفاق بشأن تمديد سريان التهدئة في بلدة داريا الملاصقة للعاصمة السورية بمحافظة ريف دمشق، بهدف تنظيم النقل الآمن للمساعدات الإنسانية الأممية إلى السكان. البعثة السورية لدى الأمم المتحدة ذكرت في بيان أن ضواحي ومدن كفر بطنا وسقبا وحمورية وجسرين والزبداني وحرستا الشرقية وزملكا ومضايا والفوعة وكفريا واليرموك أصبحت على قائمة المناطق التي وافقت على إرسال مساعدات إليها، كاشفة أن داريا ودوما، وهما منطقتان محاصرتان أيضا، أصبحتا على قائمة تضم ثمانية أماكن وُوفق على إرسال مساعدات طبية لها وإمدادات دراسية وحليب للأطفال.
وللعلم، لم تتلق داريا أي مساعدات غذائية منذ 2012. وحسب الأمم المتحدة فإن شحنة مساعدات كان من المقرر إرسالها، أمس الجمعة، تأجلت، لكن يان إيغلاند، رئيس قوة المهام الإنسانية التابعة للأمم المتحدة قال إن هناك «دلائل واضحة» على أن قافلة إغاثة ستتوجه إلى داريا خلال أيام.
في هذا الوقت، أعلن برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة أنه أعد خطة لإسقاط المساعدات جوا على 19 منطقة محاصرة داخل سوريا، لكن هناك حاجة للتمويل ولموافقة الحكومة السورية قبل التنفيذ. وقال البرنامج في بيان إنه سيتسنى إنزال المساعدات من ارتفاعات كبيرة في أربع مناطق بينها الفوعة وكفريا (وهما بلدتان شيعيتان بشمال غربي سوريا)، حيث يعيش نحو 20 ألف شخص تحت الحصار، لكن المناطق المتبقية وعددها 15 تقع في مناطق حضرية أو شبه حضرية، حيث ستكون طائرات الهليكوبتر هي الخيار الوحيد لنقل المساعدات. وأوضح البيان أن «الإسقاط من على ارتفاعات كبيرة في تلك المواقع غير ممكن بسبب احتمال إيذاء الناس على الأرض على طول الطريق بين إسقاط الشحنة من الطائرة ومنطقة هبوطها الفعلي على الأرض».
ولقد بدأت الأمم المتحدة بالفعل إسقاط مساعدات جوا من ارتفاعات عالية إلى 110 آلاف شخص يحاصرهم مقاتلو «داعش» في محافظة دير الزور. وكانت الحكومة السورية قد عرقلت بدرجة كبيرة محاولات الأمم المتحدة للوصول إلى المدنيين في المناطق المحاصرة أو رفضت طلباتها أو منعت قوافلها في اللحظة الأخيرة أو لم تصدر سوى موافقات مشروطة. هذا، وحدّدت «المجموعة الدولية لدعم سوريا»التي تضم الدول الداعمة لعملية السلام السورية، الأول من يونيو (حزيران) موعدًا نهائيًا للحكومة السورية للسماح بوصول المساعدات لجميع المناطق بما فيها الخاضعة لسيطرة قوات المعارضة، وإلا ستبدأ عمليات إسقاط جوي. وقال برنامج الأغذية العالمي: «بناء على تقييم (مجموعة الدعم) للوضع حتى الأول من يونيو، يعكف البرنامج الآن على تفعيل الخطة. ويشمل هذا إعداد طلب تصريح يقدمه منسق الشؤون الإنسانية إلى السلطات السورية». وأضاف: «يستلزم تطبيق الخطة توفير التمويل وجميع التصاريح اللازمة». وكانت الأمم المتحدة قالت في وقت سابق إن «إسقاط المساعدات جوا يحتاج لموافقة الحكومة»، مما يقوض فكرة أن بالإمكان إجبار النظام السوري على الموافقة عن طريق التهديد بإسقاط المساعدات جوا.
وبالتزامن، أعلن المركز الروسي لتنسيق الهدنة في سوريا، أمس، أنه تم التوصل إلى اتفاق بشأن تمديد سريان التهدئة في بلدة داريا السورية بريف دمشق، طبقا لما ذكرته وكالة «سبوتنيك» الروسية للأنباء. وأوضح المركز في بيان أنه «بمبادرة من الجانب الروسي وبهدف تنظيم النقل الآمن للمساعدات الإنسانية الأممية إلى السكان، تم التوصل إلى اتفاق بشأن تمديد نظام التهدئة في بلدة داريا ابتداء من الساعة 01:00 يوم 3 يونيو 2016». كذلك أعلن المركز أن عدد البلدات التي انضمت إلى الهدنة في سوريا وصل إلى 131. مشيرا إلى أنه تم خلال الساعات الـ24 الماضية عقد اتفاق الهدنة مع ممثلين عن بلدتين في محافظتي حلب ودمشق. وأضاف أن المفاوضات تتواصل بشأن الانضمام إلى وقف العمليات القتالية مع قادة ميدانيين لفصائل المعارضة المسلحة في محافظات حمص وحماه ودرعا.
النظام السوري يوافق على إدخال مساعدات إلى 11 منطقة تحت الحصار
موسكو تعلن عن اتفاق على تمديد سريان التهدئة في داريا
النظام السوري يوافق على إدخال مساعدات إلى 11 منطقة تحت الحصار
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة