«محكمة الحريري» تطلب من القضاء اللبناني أدلة تثبت مقتل بدر الدين

تفاوت في وجهات النظر بين القضاة.. وفريق الدفاع عنه يؤجل استكمال المحاكمات

«محكمة الحريري» تطلب من القضاء اللبناني أدلة تثبت مقتل بدر الدين
TT

«محكمة الحريري» تطلب من القضاء اللبناني أدلة تثبت مقتل بدر الدين

«محكمة الحريري» تطلب من القضاء اللبناني أدلة تثبت مقتل بدر الدين

أرجأت المحكمة الدولية الخاصة بلبنان، أمس، استكمال محاكماتها للمتهمين باغتيال رئيس الحكومة اللبنانية الأسبق رفيق الحريري، على ضوء خلافات في وجهات النظر بين غرفة الدرجة الأولى وفريق الدفاع عن المتهم مصطفى بدر الدين الذي طلب تعليق جلسات محاكمته بانتظار حصول المحكمة على «أدلة كافية» تثبت ما أعلنه ما يُسمى «حزب الله» اللبناني بشأن مقتله في سوريا في منتصف مايو (أيار) الماضي.
ويعد بدر الدين أبرز المتهمين الخمسة من قبل المحكمة الدولية الخاصة بلبنان في اغتيال الحريري الذي قضى في تفجير شاحنة مفخخة في وسط بيروت في فبراير (شباط) 2005، وتتم محاكمتهم غيابيا بعد تواريهم عن الأنظار. ورفض الحزب تسليمهم بشكل قاطع، متهما المحكمة بالسعي إلى استهدافه والانحياز لإسرائيل والولايات المتحدة الأميركية، وذلك قبل إعلانه الشهر الماضي أن بدر الدين قتل في انفجار في دمشق، وأقام له جنازة في الضاحية الجنوبية لبيروت.
وكان مكتب المدعي العام في المحكمة الدولية أعلن في جلسة عقدت الأربعاء أنه أرسل للمدعي العام اللبناني طلبات للمساعدة في الحصول على الإثباتات حول مقتل بدر الدين: «تتضمن عدة وثائق وأدلة»، بحسب ما أكدت المتحدثة باسم المحكمة الدولية الخاصة بلبنان وجد رمضان لـ«الشرق الأوسط»، مشيرة إلى أن مكتب المدعي العام قال خلال جلسة أمس: «إن القضاء اللبناني يبذل كل الجهود لإرسال الإجابات المطلوبة للمدعي العام في المحكمة الدولية»، من غير الإشارة إلى نوع الأدلة والوثائق المطلوبة لإثبات وفاة بدر الدين.
في هذا الوقت، رفع رئيس غرفة الدرجة الأولى في المحكمة الخاصة بلبنان، أمس، جلسات المحاكمة في قضية اغتيال الحريري، وأعلن أنه سيبلغ الأفرقاء بالجدول الزمني الجديد لاستكمال تقديم الأدلة ضد المتهمين غيابيا بقضية اغتيال الحريري، وهي القضية المعروفة باسم قضية عياش وآخرين. ولم تحدد الغرفة توقيت استكمال المحاكمات التي اعترض عليها فريق الدفاع عن بدر الدين الذي قتل في سوريا.
وإعلان الحزب عن مقتل بدر الدين، لا تعتبره المحكمة الدولية دليلا كافيا على مقتله؛ مما دفعها لاستكمال المحاكمة، بانتظار حصول فريق الادعاء على أدلة كافية من الحكومة اللبنانية تؤكد وفاته، وهو ما رفضه فريق الدفاع الذي طلب تعليق المحاكمات.
وقالت رمضان لـ«الشرق الأوسط» إن فريق الدفاع «أعلن خلال جلسة المحاكمة التي عقدت اليوم (أمس) أنه لن يستطيع استكمال الدفاع عن مصالح المتهم السيد بدر الدين بالنظر إلى قناعة فريق الدفاع أن المتهم توفي»، وذلك استنادا إلى ما قاله فريق الدفاع: «إن الاستمرار بالمحاكمة يناقض أخلاقيات المهنة». وأشارت رمضان إلى أن فريق الدفاع عن بدر الدين «طلب الإذن لاستئناف القرار الصادر عن غرفة الدرجة الأولى يوم الأربعاء الماضي والقاضي باستكمال المحاكمة»، لافتة إلى أن وجهة نظر الدفاع «تعتبر أنه من الضروري تعليق الجلسات وليس استكمالها، إلى حين أن تتخذ غرفة الاستئناف قرارا بالاستمرار بمحاكمة بدر الدين أم لا»، وهي نقطة الخلاف الأساسية بين غرفة الدرجة الأولى وفريق الدفاع.
ولفتت رمضان إلى أن فريق الدفاع أبلغ قضاة الغرفة في جلسة، أمس، أنه سيعلن عن موقفه من الاستمرار في محاكمة بدر الدين «بعد صدور قرار الاستئناف».
وكانت غرفة الدرجة الأولى في المحكمة الخاصة بلبنان، أصدرت قرارا شفهيا في قضية عياش وآخرين، الأربعاء الماضي، يقضي بمواصلة المحاكمة في انتظار تلقي مزيد من المعلومات من حكومة لبنان عن وفاة المتهم مصطفى أمين بدر الدين، ويعتقد القضاة أنه لم تقدم بعد أدلة كافية لإقناعهم بقيام الدليل على وفاة بدر الدين.
وأشارت غرفة الدرجة الأولى إلى أن الادعاء ينتظر أجوبة على طلبات للمساعدة، بعث بها إلى حكومة لبنان للحصول على مزيد من المعلومات التي تتعلق بما حدث لبدر الدين. وقد صدر القرار بالأغلبية عن غرفة الدرجة الأولى المؤلفة من ثلاثة قضاة، وأبدى أحدهم رأيا مخالفا.
وفي الوقت المناسب، «سوف تستعرض غرفة الدرجة الأولى أيضا أي مواد إضافية، وسوف تعيد تقييم المواد التي قدمت سابقا، وسوف يلي ذلك قرار مكتوب معلل تعليلا كاملا في أقرب وقت ممكن».



لجنة الاتصال العربية: ندعم عملية انتقالية سورية - سورية جامعة

المشاركون في أعمال اجتماع أعضاء لجنة الاتصال الوزارية العربية بشأن سوريا (وزارة الخارجية الأردنية على إكس)
المشاركون في أعمال اجتماع أعضاء لجنة الاتصال الوزارية العربية بشأن سوريا (وزارة الخارجية الأردنية على إكس)
TT

لجنة الاتصال العربية: ندعم عملية انتقالية سورية - سورية جامعة

المشاركون في أعمال اجتماع أعضاء لجنة الاتصال الوزارية العربية بشأن سوريا (وزارة الخارجية الأردنية على إكس)
المشاركون في أعمال اجتماع أعضاء لجنة الاتصال الوزارية العربية بشأن سوريا (وزارة الخارجية الأردنية على إكس)

أصدرت الدول العربية المجتمعة في مدينة في الأردن، اليوم السبت، بيانها الختامي الذي أكدت فيه دعمها لعملية انتقالية سلمية سياسية سورية - سورية جامعة، تتمثل فيها كل القوى السياسية والاجتماعية السورية.

وقال البيان بعد اجتماع أعضاء لجنة الاتصال الوزارية العربية بشأن سوريا التي تضم: الأردن، والسعودية، والعراق، ولبنان، ومصر، وأمين عام جامعة الدول العربية، وبحضور وزراء خارجية الإمارات، ومملكة البحرين، الرئيس الحالي للقمة العربية، ودولة قطر، وذلك ضمن اجتماعات العقبة حول سوريا: «أكد المجتمعون الوقوف إلى جانب الشعب السوري الشقيق، وتقديم كل العون والإسناد له في هذه المرحلة الدقيقة، واحترام إرادته وخياراته».

وأضاف: «ندعم عملية انتقالية سلمية سياسية سورية - سورية جامعة، تتمثل فيها كل القوى السياسية والاجتماعية السورية، وبمن فيها المرأة والشباب والمجتمع المدني بعدالة، وترعاها الأمم المتحدة والجامعة العربية، ووفق مبادئ قرار مجلس الأمن رقم 2254 وأهدافه وآلياته».

كما دعا البيان إلى «تشكيل هيئة حكم انتقالية جامعة بتوافق سوري، والبدء بتنفيذ الخطوات التي حددها القرار للانتقال من المرحلة الانتقالية إلى نظام سياسي جديد، يلبي طموحات الشعب السوري بكل مكوناته، عبر انتخابات حرة ونزيهة، تشرف عليها الأمم المتحدة، استناداً إلى دستور جديد يُقره السوريون، وضمن تواقيت محددة وفق الآليات التي اعتمدها القرار».

وأكد البيان على «دعم دور المبعوث الأممي إلى سوريا، والطلب من الأمين العام للأمم المتحدة تزويده بكل الإمكانات اللازمة، وبدء العمل على إنشاء بعثة أممية لمساعدة سوريا؛ لدعم العملية الانتقالية في سوريا ورعايتها، ومساعدة الشعب السوري الشقيق في إنجاز عملية سياسية يقودها السوريون وفق القرار 2254».

وشدد على أن «هذه المرحلة الدقيقة تستوجب حواراً وطنياً شاملاً، وتكاتف الشعب السوري بكل مكوناته وأطيافه وقواه السياسية والاجتماعية؛ لبناء سوريا الحرة الآمنة المستقرة الموحدة التي يستحقها الشعب السوري بعد سنوات طويلة من المعاناة والتضحيات».

إلى ذلك طالب البيان بـ«ضرورة الوقف الفوري لجميع العمليات العسكرية»، وأكد «ضرورة احترام حقوق الشعب السوري بكل مكوناته، ومن دون أي تمييز على أساس العرق أو المذهب أو الدين، وضمان العدالة والمساواة لجميع المواطنين».

ودعا إلى «ضرورة الحفاظ على مؤسسات الدولة السورية، وتعزيز قدرتها على القيام بأدوارها في خدمة الشعب السوري، وحماية سوريا من الانزلاق نحو الفوضى، والعمل الفوري على تمكين جهاز شرطي لحماية المواطنين وممتلكاتهم ومقدرات الدولة السورية».

وحث على «الالتزام بتعزيز جهود مكافحة الإرهاب والتعاون في محاربته، في ضوء أنه يشكل خطراً على سوريا وعلى أمن المنطقة والعالم، ويشكل دحره أولوية جامعة».

أيضاً، أكد البيان «التضامن المطلق مع الجمهورية العربية السورية الشقيقة في حماية وحدتها وسلامتها الإقليمية وسيادتها وأمنها واستقرارها وسلامة مواطنيها. وتوفير الدعم الإنساني الذي يحتاج إليه الشعب السوري، بما في ذلك من خلال التعاون مع منظمات الأمم المتحدة المعنية».

وتطرق إلى العمل على «تهيئة الظروف الأمنية والحياتية والسياسية للعودة الطوعية للاجئين السوريين إلى وطنهم، وتقديم كل العون اللازم لذلك، وبالتعاون مع منظمات الأمم المتحدة المعنية».

كذلك، أدان البيان توغل إسرائيل داخل المنطقة العازلة مع سوريا وسلسلة المواقع المجاورة لها في جبل الشيخ ومحافظتي القنيطرة وريف دمشق، ورفضه احتلالاً غاشماً وخرقاً للقانون الدولي ولاتفاق فك الاشتباك المبرم بين سوريا وإسرائيل في عام 1974، مطالباً بانسحاب القوات الإسرائيلية.

كما أدان الغارات الإسرائيلية على المناطق والمنشآت الأخرى في سوريا، وأكد أن هضبة الجولان أرض سورية عربية محتلة يجب إنهاء احتلالها، مطالباً مجلس الأمن باتخاذ الإجراءات اللازمة لوقف هذه الاختراقات.

وأوضح أن التعامل مع الواقع الجديد في سوريا سيرتكز على مدى انسجامه مع المبادئ والمرتكزات أعلاه، وبما يضمن تحقيق الهدف المشترك في تلبية حقوق الشعب السوري وتطلعاته.