سواريز يعزز من حظوظ الأوروغواي على حساب فنزويلا والمكسيك وجامايكا

منتخب بلاده مرشح بقوة لصدارة المجموعة الثالثة في بطولة «كوبا أميركا»

عودة سواريز نجم الأوروغواي (في الوسط) تعزز من حظوظ بلاده في كوبا أميركا (رويترز)
عودة سواريز نجم الأوروغواي (في الوسط) تعزز من حظوظ بلاده في كوبا أميركا (رويترز)
TT

سواريز يعزز من حظوظ الأوروغواي على حساب فنزويلا والمكسيك وجامايكا

عودة سواريز نجم الأوروغواي (في الوسط) تعزز من حظوظ بلاده في كوبا أميركا (رويترز)
عودة سواريز نجم الأوروغواي (في الوسط) تعزز من حظوظ بلاده في كوبا أميركا (رويترز)

بعد عشر سنوات رائعة ناجحة تحت قيادة المدرب القدير أوسكار تاباريز، يخوض منتخب أوروغواي فعاليات النسخة المئوية من بطولة كأس أمم أميركا الجنوبية (كوبا أميركا)، بهدف تعزيز مكانته المتميزة على خريطة كرة القدم العالمية.
ويبدو المنتخب الأوروغوياني مرشحا فوق العادة لتصدر المجموعة الثالثة في البطولة التي تحتضنها الولايات المتحدة الأميركية، بدءا من يوم الجمعة المقبل حتى الـ26 من يونيو (حزيران) المقبل، على حساب منتخبات فنزويلا والمكسيك وجامايكا.
وتقام النسخة الـ45 من هذه البطولة بمشاركة 16 منتخبا، بدلا من 12، بينها جميع المنتخبات العشرة من أميركا الجنوبية، إلى جانب أربعة من منطقة الكونكاكاف، وذلك احتفالا بالذكرى المئوية لانطلاق البطولة.
ولن يتمكن بطل هذه النسخة الاستثنائية من المشاركة في كأس القارات، المقررة عام 2017 في روسيا، لأن تشيلي حسمت البطاقة بإحرازها لقب نسخة 2015 على أرضها، على حساب الأرجنتين، وذلك بعدما جردت الأوروغواي من اللقب بالفوز عليها في الدور ربع النهائي بهدف قاتل سجلته في الدقيقة 81، عبر ماوريسيو إيسلا.
وتبدو الأوروغواي التي توجت بلقبها الأخير عام 2011، على حساب الباراغواي (3 - صفر)، المرشحة الأوفر حظا لتصدر المجموعة الثالثة بقيادة مدربها الفذ أوسكار واشنطن تاباريز ومجموعة من اللاعبين الرائعين.
وستكون الأوروغواي أكثر المنتخبات الطامحة لإحراز لقب النسخة المئوية، لأنها «الأكثر أحقية» في الاحتفال، كونها المنتخب الأول الذي رفع كأس البطولة بصيغتها القديمة، بطولة أميركا الجنوبية، عام 1916، حين تصدرت مجموعة البطولة أمام المنتخبات الثلاثة الأخرى المشاركة، وهي الأرجنتين والبرازيل وتشيلي، وتملك الرقم القياسي من حيث عدد الألقاب (15 لقبا، آخرها عام 2011).
ويعول تاباريز على مجموعة كبيرة من النجوم المحترفين في أوروبا، وعلى رأسهم العائد لويس سواريز وأدينسون كافاني ودييغو غودين، لكن قد يضطر الفريق إلى خوض الدور الأول، أو مباراة أو اثنتين منه، دون سواريز لأن مهاجم برشلونة الإسباني يعاني من إصابة تعرض لها ضد إشبيلية في نهائي مسابقة كأس إسبانيا.
وكان هناك تخوف من احتمال غياب سواريز عن البطولة والمشاركة في أول بطولة رسمية له منذ انتهاء إيقافه الدولي، لكن برشلونة أكد أن الإصابة في العضلة الغشائية النصفية للساق اليمنى لن تمنع هدافه من السفر مع بلاده إلى الولايات المتحدة، حيث تبدأ الأوروغواي مشوارها في الخامس من الشهر ضد المكسيك، في إعادة لمواجهتهما في الدور الأول من نسخة 2011، حين فازوا 1 - صفر في طريقهم إلى اللقب القاري.
وبدأ سواريز عملية تعافيه في برشلونة، وسينضم بداية من اليوم إلى المنتخب الأوروغوياني في الولايات المتحدة، حيث سيواصل المرحلة الثانية من عملية شفائه، بحسب ما كشف النادي الكتالوني.
وعاد سواريز إلى المشاركات الدولية في مارس (آذار) الماضي، بعد انتهاء إيقافه لفترة طويلة بسبب عضه الإيطالي جورجو كييليني، خلال الدور الأول من مونديال البرازيل 2014.
ويأمل منتخب الأوروغواي في تعافي سواريز في الوقت المناسب، خصوصا أن مهاجم أياكس الهولندي وليفربول الإنجليزي سابقا قدم موسما استثنائيا مع برشلونة، سجل خلاله 59 هدفا في جميع المسابقات، وأصبح (بعيدا عن زميله الأرجنتيني ليونيل ميسي، ونجم ريال مدريد البرتغالي كريستيانو رونالدو)، أول لاعب يتوج بلقب هداف الدوري الإسباني (40 هدفا) في الأعوام السبعة الأخيرة.
ومن المؤكد أن المكسيك تشكل الخطر الأكبر على الأوروغواي، كونها اعتادت على أجواء البطولة، لأنها من الضيوف الدائمين منذ 1993، وقد تمكنت من تجاوز الدور الأول في مشاركاتها السبع الأولى بين عامي 1993 و2007، حتى أنها حلت وصيفة مرتين (1993 و2001)، ونالت المركز الثالث ثلاث مرات.
وسيسعى المنتخب المكسيكي إلى الظهور بشكل مختلف عن مشاركته الأخيرة العام الماضي، حين ودع من الدور الأول للمرة الأولى، بعد أن تذيل مجموعته خلف تشيلي المضيفة التي توجت لاحقا باللقب، وبوليفيا والإكوادور. وتدخل المكسيك إلى النسخة المئوية وهي متوجة بطلة للكونكاكاف، للمرة العاشرة في تاريخها (بالصيغتين السابقة والحالية)، بعد فوزها بنهائي 2015 على جامايكا التي ستجدد الموعد معها في الجولة الثانية، عندما تواجهها على ملعب «روز بول»، في باسادينا، في التاسع من الشهر المقبل.
وسيكون خافيير هرنانديز «تشيتشاريتو» مركز الثقل في تشكيلة المدرب خوان كارلوس أوسوريو، بعدما أطلق مسيرته مجددا بانتقاله الموسم الماضي إلى باير ليفركوزن الألماني، حيث سجل 17 هدفا في 28 مباراة خاضها في الدوري المحلي.
وسيسعى المهاجم السابق لمانشستر يونايتد الإنجليزي إلى تعويض ما فاته العام الماضي، عندما حرم من المشاركة في الحملة الناجحة لبلاده في الكأس الذهبية، بسبب كسر في ترقوة كتفه الأيمن تعرض له خلال مباراة ودية ضد هندوراس.
كما يعول المنتخب المكسيكي على قلب دفاعه المخضرم رافائيل ماركيز الذي يدافع حاليا عن ألوان أتلاس المحلي، إلى جانب مهاجم بنفيكا البرتغالي راؤول خيمينيز، ولاعب وسط أيندهوفن الهولندي أندريس غواردادو، ولاعب وسط بورتو البرتغالي هكتور هيريرا، وزميله المدافع ميغيل لايون.
من جهتها، تسعى جامايكا في مشاركتها الثانية في البطولة إلى التأكيد على أن ما حققته في الكأس الذهبية العام الماضي لم يكن وليد الصدفة.
وقد بلغت جامايكا نهائي البطولة القارية، للمرة الأولى في تاريخها، بعدما جردت الولايات المتحدة المضيفة من اللقب، بالفوز عليها في نصف النهائي 2 – 1، في طريقها لمواجهة المكسيك.
وبالتالي، تسعى جامايكا، بقيادة المدرب الألماني فينفريد شيفر، وقلب دفاع ليستر سيتي بطل إنجلترا ويس مورغان، إلى الظهور بشكل مخالف لمشاركتها الأولى في «كوبا أميركا» العام الماضي، حين ودعت من الدور الأول بخسارتها جميع مبارياتها الثلاث، أمام الأرجنتين والباراغواي، والأوروغواي التي ستجدد الموعد معها في الجولة الأخيرة على ملعب «ليفايس ستاديوم»، في سانتا كلارا، في 13 من الشهر المقبل.
من جهتها، تبدو فنزويلا الحلقة الأضعف في هذه المجموعة، نظرا إلى سجلها المتواضع، إذ إنها ودعت البطولة من الدور الأول في 13 من مشاركاتها الـ16 السابقة، لكنها تأمل بقيادة الحارس الدولي السابق رافائيل دوداميل إلى تكرار مفاجأة نسخة 2011، حين حلت رابعة بعد أن تأهلت عن المجموعة الثانية بصحبة البرازيل، وبفارق الأهداف فقط عن «سيليساو»، ثم تخطت تشيلي في ربع النهائي (2 - 1)، قبل أن تخرج في دور الأربعة على يد الباراغواي بركلات الترجيح (صفر - صفر في الوقتين الأصلي والإضافي).
وتعول فنزويلا على مجموعة من اللاعبين المحترفين في أوروبا، مثل روبرتو روزاليس وخوان بابلو أنيور (ملقة الإسباني) وأوسفالدو فيسكاروندو (نانت الفرنسي) وتوماس رينكون (جنوا الإيطالي) وخوسيف مارتينيز (تورينو الإيطالي) وسالومون روندون (وست بروميتش البيون الإنجليزي).



مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».