تشدد القوات العراقية وميليشيا الحشد الشعبي الطوق على مدينة الفلوجة وتضيق الخناق على مسلحي تنظيم "داعش" المتحصنين داخلها، ما يزيد المخاوف على المدنيين الذين يمنعهم أفراد التنظيم من الخروج.
فالحصار الذي فرضته القوات العراقية والأعداد التي نشرتها حول الفلوجة بهدف استعادة السيطرة على عليها التي تعد احد ابرز معاقل التنظيم في العراق، يبدو حتميا في نهاية المطاف.
وأعلن رئيس الوزراء حيدر العبادي بداية انطلاق عملية الفلوجة يوم أمس (الاثنين)، وفي أقل من يوم على بدء المعارك أعلنت القوات العراقية السيطرة على بلدة الكرمة القريبة من المدينة.
وعملية عزل الفلوجة ومحاصرة مسلحي "داعش" انطلاقا من المناطق المجاورة التي كانت مصدرا لوجستيا أساسيا لهم، يمهد الطريق امام القوات العراقية للتقدم باتجاه المدينة (50 كلم غرب بغداد).
وقال الفريق رائد شاكر جودت قائد الشرطة الاتحادية لوكالة الصحافة الفرنسية ان "القوات الاتحادية تقدمت باتجاه الفلوجة من الجهة الشرقية من ثلاثة محاور".
كما أعلنت ميليشيات الحشد الشعبي، أنها تمكنت من السيطرة على مناطق في الاطراف الجنوبية للفلوجة.
وتزداد المخاوف حيال المدنيين في المدينة مع استمرار حشد آلاف المقاتلين في محيطها.
ويقدر مجلس اللاجئين النرويجي اعداد السكان العالقين في الفلوجة بنحو 50 ألفا.
وقال المدير الاقليمي للمنظمة في العراق ناصر موفلاحي في بيان له ان "العائلات التي عانت نقصا في الغذاء والدواء طوال الاشهر الماضية، أصبحت الآن وسط الاشتباكات، ومن المهم للغاية ان تمنح طرقا آمنة للخروج لكي نتمكن من مساعدتها".
واضاف للوكالة ان "حوالى ثمانين عائلة تمكنت من الخروج من المدينة خلال الساعات التي سبقت المعارك، لكن لم يتمكن أحد بعدها" من الخروج.
وتابع موفلاحي "كنا نتوقع ان يتمكن غيرهم من الفرار أثناء الليل، لكن ذلك لم يحدث"، مشيرا الى "خطة للسلطات المحلية لفتح ممرات انسانية لم يتم حسمها حتى الآن".
على صعيد متصل، افاد أحد سكان الفلوجة خلال اتصال مع وكالة الصحافة الفرنسية، ان القصف كان عنيفا على المدينة خصوصا من الأطراف الشمالية نهار اليوم.
وقال الرجل الذي قدم نفسه باسم ابو محمد الدليمي، ان "داعش لا يزال يفرض حظرا للتجول على السكان ويمنعهم من الخروج، لكنه سمح للبعض بالوقوف أمام أبواب منازلهم". وأضاف ان "اعداد عناصر التنظيم في المدينة بدأت تتقلص. لا نرى إلا مجموعات من شخصين او ثلاثة في الشوارع، لا نعلم أين ذهب الآخرون".
ولم يكن واضحا أي نوع من وسائل الدفاع خطط لها التنظيم في الفلوجة؛ التي حظيت بشهرة خلال معارك عام 2004 ضد القوات الاميركية التي منيت بأسوأ خسائرها منذ حرب فيتنام.
وتزامن الهجوم على الفلوجة مع سلسلة تفجيرات ضربت مدنا ساحلية في منطقة نفوذ النظام في سوريا.
وأسفرت التفجيرات التي استهدفت جبله وطرطوس يوم أمس عن 154 قتيلا، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان.
وشنت طائرات عراقية واخرى تابعة للتحالف الدولي بقيادة واشنطن ضربات على الفلوجة ومناطق محيطة بها خلال الايام القليلة الماضية.
من جانبه، قال ديفيد ويتي العقيد المتقاعد في القوات الاميركية الخاصة، ان "هذه العملية يقودها جهاز مكافحة الارهاب الذي استخدم قوة نارية جوية بشكل مكثف في الرمادي ما أسفر عن دمار كبير في المدينة".
والرمادي هي كبرى مدن محافظة الأنبار التي استعادت القوات العراقية السيطرة عليها مطلع العام الحالي من المتطرفين.
وقال ويتي المستشار السابق في جهاز مكافحة الارهاب العراقي إن "هذا النموذج يجب عدم تكراره في المعارك القادمة، لا يريدون القول انه كان عليهم تدمير المدينة من أجل انقاذها، او تحويلها الى خراب ثم يصفون ذلك بأنه إحلال للسلام".
ازدياد المخاوف على المدنيين في الفلوجة مع تضييق الخناق عليها
مستشار أميركي سابق لجهاز مكافحة الإرهاب: ليس عليهم تدمير المدينة من أجل إنقاذها
ازدياد المخاوف على المدنيين في الفلوجة مع تضييق الخناق عليها
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة