بعد 94 يومًا من الإضراب عن الطعام.. إسرائيل تطلق سراح الصحافي القيق

قال: إن الإفراج عنه يضاف إلى مسلسل الانتصارات الفلسطينية

بعد 94 يومًا من الإضراب عن الطعام.. إسرائيل تطلق سراح الصحافي القيق
TT

بعد 94 يومًا من الإضراب عن الطعام.. إسرائيل تطلق سراح الصحافي القيق

بعد 94 يومًا من الإضراب عن الطعام.. إسرائيل تطلق سراح الصحافي القيق

اضطرت سلطات الاحتلال الإسرائيلي، مساء أول من أمس، إلى الإفراج عن الصحافي الفلسطيني محمد القيق، الذي خاض إضرابا عن الطعام لمدة 94 يوما؛ رفضا لاعتقاله الإداري الظالم. وتقرر إطلاق سراحه ضمن اتفاق معه عبر محاميه، الذي بموجبه أوقف الإضراب عن الطعام، فانتقل للعلاج في المستشفى، مقابل إلغاء أمر اعتقاله.
وقال القيق حال إطلاق سراحه إن يوم الإفراج عنه «هو يوم يُضاف إلى مسلسل الانتصارات الفلسطينية، التي لن تكتمل إلا بإطلاق سراح بقية الأسرى»، ودعا إلى الوقوف إلى جانب الأسرى، خاصة المضربين عن الطعام في سجون الاحتلال، وأعلن التزامه بالمشاركة في هذا النضال بكل قوته.
وأهدى القيق هذا النصر إلى عائلة دوابشة وأبو خضير والشريف ومهند الحلبي، وكل عائلات الشهداء والأسرى.
من جهته، قال عيسى قراقع، رئيس هيئة شؤون الأسرى: «إن إطلاق سراح القيق هو ثمرة نضاله ونضال الشعب الفلسطيني الذي سانده بكل قوته»، وطالب الحكومة الإسرائيلية بالإفراج الفوري عن الأسرى الباقين.
وكانت قوات الاحتلال قد اعتقلت القيق بعد مداهمة منزله في رام الله، في 21 من نوفمبر (تشرين الثاني) 2015، وحولته للاعتقال الإداري مدة 6 شهور، من دون توجيه أي تهمة إليه. وادعت النيابة العسكرية أنها تحتفظ بملف كامل ضد القيق يدل على نشاطه في إطار حركة الجهاد.
وبعد أربعة أيام من اعتقاله، أعلن الإضراب عن الطعام، ولم تفلح كل وسائل الضغط التي استخدمها الاحتلال ضده لوقف الإضراب، لكن بعد مضي 68 يوما على الإضراب، تدهورت حالته الصحية لدرجة الخطر على حياته، فدخلت السلطات في مفاوضات معه ليوقف الإضراب، وقد أصر على أن يطلق سراحه فورا، أو يقدم إلى المحاكمة. وعندما دخل إضرابه 94 يوما، وافقت سلطات الاحتلال على عقد صفقة معه، لينهي الإضراب ويطلق سراحه بعد الشفاء.
يذكر أن هناك 750 أسيرا إداريا من الفلسطينيين في سجون الاحتلال الإسرائيلي، بموجب إعلان الطوارئ.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».