فؤاد الخطيب.. شاعر النهضة العربية

زاوج بين القديم المتوارث والجديد المبتكر وكتب الرواية الشعرية

فؤاد الخطيب.. شاعر النهضة العربية
TT

فؤاد الخطيب.. شاعر النهضة العربية

فؤاد الخطيب.. شاعر النهضة العربية

يُعد الشيخ فؤاد الخطيب الذي رحل عن الدنيا منذ 58 عاما رائدا من رواد الشعر العربي في العصر الحديث، فقد نهض بالشعر من التقليدية الموغلة في القيود الثقيلة من حيث الأساليب إلى آفاق رحبة من التجديد المنضبط في المضامين والصور، كما يعد فارسا من فرسان اللغة، وأصبح في الصف الأول من شعراء الإحياء في العصر الحديث، وقد تأثر بالشعراء الفحول في عصور الشعر العربي المزدهرة، كما تأثر بشعراء مدرسة الإحياء كالبارودي وشوقي وحافظ إبراهيم، وقد زاوج في شعره بين القديم المتوارث والجديد المبتكر مما يمكن أن يوصف بـ{شاعر المحافظة والتجديد معا}.
كتب الخطيب المسرحية الشعرية، كما في رواية {فتح الأندلس} التي تعد راوية شعرية تمثيلية وطبعت في دمشق عام 1930 قبل الحرب العالمية الثانية.
وضمن اهتمامها بحفظ كتب ودواوين الريادة في الأدب العربي الحديث أنجزت {المجلة العربية} طباعة ديوان الشاعر لما يشكله من أهمية أدبية وتاريخية، كون الديوان لم يطبع إلا طبعة يتيمة عام 1959 وقد نفذت من المكتبات وأصبح الحصول عليها مستحيلا.
واعتبر الدكتور ظافر بن عبد الله الشهري في تقديمه للديوان في طبعته الثانية أن «صاحب الديوان الشاعر الشيخ فؤاد الخطيب، هو شاعر العرب الكبير كما لقبه صديقه الأديب محمد سرور الصبان» لافتا إلى أن «قيمة الديوان تظهر في كونه سجلا لكثير من الأحداث السياسية الرئيسة التي عاصرها، كما أنه مزيج بين الوصف والحكمة والحديث عن المملكة العربية السعودية. في ظل قادتها الذين عاصرهم، كما أن من المواضيع البارزة في شعره حضور قضية فلسطين التي كانت هاجسه كشاعر عربي يشعر بمأساة الشعب والأرض معا، بالإضافة إلى تسجيل كثير من الأحداث السياسية التي عصفت بالوطن العربي بعد سقوط الخلافة العثمانية}.
وغطى الديوان الذي زادت صفحاته عن 600 صفحة مواضيع، في الوصف والحكمة، وفي الجزيرة وأبطالها، وفي سبيل فلسطين، وفي صدى الثورات العربية، وفي المجتمع وشؤونه، وفي الشكوى والعتاب، وفي الغزل واللهو، وفي المراثي بالإضافة إلى قطع من القصائد (وهو من الشعر ما كان من سبعة أو عشرة أبيات فما دون).
ويقول رياض الخطيب نجل الشاعر الراحل إن الديوان يمثل شعره كله، اللهم إلا قصائد قليلة لا تزال مفقودة، وكذلك رواية «فتح الأندلس}، وهي رواية شعرية تمثيلية طبعت في دمشق عام 1930 ومثلت في دمشق والقاهرة والقدس وعمان قبل الحرب العالمية الثانية مرات عدة، وهذا الشعر هو ثمرة خمسة وسبعين عاما قضاها المؤلف سجل خلالها آمال العرب وآلامهم، وكل الأحداث السياسية الرئيسة التي مرت بالأمة العربية خلال حياته فكانت سجلا حافلا لنصف قرن من الزمان كتب بشعر عربي جزل الأسلوب، بليغ العبارة، فصيح اللفظ.
وللخطيب - غير هذا الديوان - مؤلفات أخرى قليلة بعضها طبع في مستهل حياته وإبان اشتغاله بالتدريس ومخطوط واحد لم يطبع بعد سماه {نظرات في تاريخ الجاهلية وآدابها}، كما ألف كتابا عن قواعد اللغة العربية وطبعه في مدينة يافا بفلسطين أيام كان يدّرس اللغة العربية في الكلية الأرثوذكسية فيها، وكذلك ألف كتابين طبعهما في الخرطوم عاصمة السودان أيام أن كان يدّرس اللغة العربية في كلية {غوردون} فيها:
الأول: عن جغرافية بلاد العرب، والثاني، عن تاريخ الأدب العربي في شكل محاضرات متسلسلة.
وقد ألقى أثناء حياته عدة خطب ومحاضرات في الندوات الأدبية والمجامع العلمية، نشرت كلها في المجلات والجرائد إلى جانب كثير من المقالات التي نشرتها له تلك الجرائد والمجلات الأدبية. هذا بالإضافة إلى الكثير من الرسائل التي كان يتبادلها بصورة دائمة مع أصدقائه الأدنين أمثال: الشيخ محمد سرور الصبان والشيخ الطيب الساسي في الوطن السعودي ومع أديب دمشق وشاعرها الكبير خليل مردم بك ومع علامة دمشق ومؤرخها الشيخ عبد القادر المغربي في سوريا ومع الأديبين اللبنانيين إبراهيم حرب والصحافي النابه محمد العنان.
وهذه الرسائل والمقالات والمحاضرات، بالإضافة إلى ما ذكرته عنه كتب التاريخ والأدب كسياسي وشاعر وأديب وما نشر عنه في مراث شعرية ونثرية تصلح موضوعا لدراسة أدبية تكتب عنه أو كتاب يؤلف عن سيرته وشعره وأدبه.
أما مذكراته فموضوع كبير آخر، ولكنه يحتاج إلى مجهود جبار لإخراجه في صورة مذكرات مطبوعة إذ كتبت بشكل يوميات في مفكرات كثيرة فقد بعضها بحيث قطع تسلسلها في أماكن عدة وتحتاج إلى الكثير من الجمع والتنسيق والتبويب مع الشروح اللازمة وهي تظهر الكثير من الخفايا السياسية التي عاصرها وأتيح له بحكم مركزه الاطلاع عليها.
ولد الشيخ فؤاد الخطيب عام 1880 في قرية شحيم من أعمال جبل لبنان، وكان والده الشيخ حسن الخطيب رئيسا لمحكمة جبل لبنان، وهو ينتمي إلى أسرة {الخطيب} المعروفة في الجبل وكان لها مركز ديني مرموق أيام الخلافة العثمانية، فمن هذه العائلة كان قضاة المسلمين في جبل لبنان دائما، تلقى علومه الابتدائية في مدرسة طانيوس سعد بالشويفات وأتم دراسته الثانوية في كلية سوق الغرب ومنها انتقل إلى الجامعة الأميركية في بيروت حيث اشتهر فيها كشاعر ورياضي وكان من زملائه في الجامعة الدكاترة فيلب حتي وبندلي الجوزي وأنيس المقدسي.
وبعد أن أتم دراسته فيها عام 1904 بدأ نشاطه مشتركا في الجمعيات العربية السرية التي كانت تطالب الأتراك بإعطاء العرب حقهم في الحرية والاستقلال وحفظ كيانهم القومي ولغتهم العربية ومقاومة سياسية {التتريك} التي انتهجها حزب {تركيا الفتاة} وشكل مع السيد حقي العظم وكثيرين من أحرار العرب الناهضين يومذاك {حزب الاتحاد اللامركزي} وصار ينشر القصائد الوطنية الحماسية مستنهضا العرب لإحياء ماضيهم العريق والتمسك بلغة القرآن. ثم انتقل إلى مدينة يافا لتدريس اللغة العربية في الكلية الأرثوذكسية فيها، متابعا في الوقت نفسه رسالته الوطنية ولما بدأ التنكيل بأحرار العرب وحكم المجلس العرفي في مدينة {عالية} بلبنان عليه بالإعدام بأمر جمال باشا {السفاح} فر إلى مصر يتابع فيها جهوده ونشر قصائده ومقالاته. وفي هذه الفترة التي ابتدأت عام 1908 توطدت علاقاته بكبار شعراء العرب في القاهرة حينذاك أمثال إسماعيل صبري وأحمد شوقي وخليل مطران ولا سيما حافظ إبراهيم حيث قضيا سنتين يقطنان منزلا واحدا. وفي هذه الفترة أيضا طبع الجزء الأول من هذا الديوان كما مرّ، وجله قصائد قومية وحث لأمته على متابعة قضيتها الوطنية، حتى سافر إلى السودان واضطر - كما ذكر في الاعتذار الوارد في آخر الجزء الأول من الديوان - إلى اختصاره فجاء صغيرا مقتضبا بسبب سفره إلى الخرطوم مدرسا للغة العربية في كلية {غوردون} فيها حيث توطدت علاقته بكبار رجالاتها يومذاك السادة المهدي والميرغني ويوسف الهندي ومن تلاميذه فيها إسماعيل الأزهري رئيس وزراء السودان وعبيد عبد النور رئيس رابطة الخريجين فيها وكثيرون غيرهم.
ومن السودان انتقل إلى الحجاز حيث اتصل بالشريف حسين بن علي وعمل رئيسا لتحرير جريدة {القبلة} وهي الجريدة الرسمية للحجاز ثم عين وكيلا لوزارة الخارجية في حكومة {النهضة} 1916 حين أعلن الشريف حسين الثورة على الأتراك فوزيرا للخارجية، وكان يلهب الشعور القومي والحماسة الوطنية في النفوس بشعره وخطبه حتى لقب بـ{شاعر الثورة العربية} و{شاعر العرب} فهو من هذه الناحية رائد من رواد القومية العربية الأول وفي الرعيل الأول من مجاهديها وشعرائها الداعين إلى النهوض القومي والانبعاث الوطني.
وفي تلك الفترة من شبابه في الحجاز نظم أروع شعره القومي والسياسي وألف مع الشيخ محمد سرور الصبان وعمر عرب مدرسة للشعر الحماسي والقومي لم تقتصر على الحجاز بل انتشرت قصائدها في سائر الأقطار العربية. ومن ذلك الحين توطدت بينه وبين الشيخ محمد سرور الصبان الصداقة المتينة لم ينصرم لها حبل أو تنقطع آصرة منها حتى أدركته الوفاة وكانت الرسائل بينهما متصلة.
وكان بعد تأليف الحكومة العربية الهاشمية بدمشق برئاسة الملك فيصل الأول، معتمدا للحكومة الحجازية فيها حيث عاد بعد معركة ميسلون المشؤومة إلى مكة وزيرا للخارجية.
ولما استعاد الملك عبد العزيز آل سعود الحجاز ووحد البلاد انتقل إلى إمارة شرق الأردن مستشارا للأمير عبد الله عام 1926 ثم استقال من وظيفته تلك لخلاف في الرأي بينهما أواخر عام 1939 بعد نشوب الحرب العالمية الثانية واستقر في لبنان في {برج البراجنة} قرب بيروت معتزلا الحياة السياسية مخلدا إلى فترة من الراحة في زمن يسوده القلق منصرفا عما حوله إلى الشعر والأدب والدراسة حتى استدعاه الملك عبد العزيز عام 1945 إلى الرياض فمكث عنده مستشارا ثم انتقل إلى كابل وزيرا مفوضا للملك في أفغانستان فسفيرا فيها. وأمضى بها عشر سنوات حتى توفي 1957 إثر سكتة قلبية مفاجئة ونقل جثمانه إلى مسقط رأسه {شحيم لبنان} حيث دفن فيها.
وحملت سيرته الذاتية أن الشاعر الراحل كان عصبي المزاج مرهف الحس سريع التأثر، مملوءا بالحيوية والنشاط وسريع البديهة حاضر النكتة، ومحدثا لبقا حلو الإلقاء إذا سمعته يتكلم لم ترغب في ترك مجلسه لطلاوة حديثه وسعة اطلاعه وغزارة معلوماته. وكان كثير القراءة دائب المطالعة بل إن المطالعة كانت هوايته الوحيدة في الحياة فإذا لم يكن ينظم أو يكتب أو يؤلف فهو يقرأ ويطالع ولذا فقد كان واسع الثقافة غزير الاطلاع في العلوم الطبيعية وخاصة علم الفلك وإنك لتلمح ذلك في ثنايا شعره وبين أبيات قصائده، كما أنه كان واسع الاطلاع في الآداب الأوروبية عامة. وكان يحفظ الكثير من قصائد شكسبير {sonnets} وكان عظيم الإعجاب به وبشاعر الإغريق هومر، وقد طعم الشعر العربي بكثير من المعاني المقتبسة من الآداب الأجنبية فكان يضع الفكرة المبتكرة القيمة في أسلوب جزل وعبارة بليغة وكلمات فصيحة بحيث ترى الأسلوب والمعنى يسيران جنبا إلى جنب من حيث المتانة والقوة والجزالة، كما أن أسلوبه النثري كان قوي العبارة متين الأسلوب فكان كاتبا فحلا كما كان شاعرا فحلا ويتجلى ذلك خاصة في مخطوطه الذي لم يطبع بعد وعنوانه {نظرات في تاريخ الجاهلية وآدابها}.



مخيمات تنظيم «داعش» تشكّل مشكلة خطيرة لقادة سوريا

سوق في «مخيم الهول»... وهو معسكر اعتقال في شمال سوريا (نيويورك تايمز)
سوق في «مخيم الهول»... وهو معسكر اعتقال في شمال سوريا (نيويورك تايمز)
TT

مخيمات تنظيم «داعش» تشكّل مشكلة خطيرة لقادة سوريا

سوق في «مخيم الهول»... وهو معسكر اعتقال في شمال سوريا (نيويورك تايمز)
سوق في «مخيم الهول»... وهو معسكر اعتقال في شمال سوريا (نيويورك تايمز)

بعد هجوم تنظيم «داعش» في وسط سوريا الذي أسفر عن مقتل جنديين أميركيين ومترجم مدني أميركي، في أولى خسائر بشرية أميركية في البلاد منذ سقوط الرئيس بشار الأسد العام الماضي، تسلط الضوء على التحديات التي تواجه الحكومة السورية الوليدة، بقيادة الرئيس أحمد الشرع، في ظل سعيها لقيادة بلد ممزق بشدة، يخرج من حرب أهلية دامت قرابة 14 عاماً.

ومنذ أن سيطر تحالف المعارضة الذي يتزعمه على حكومة الأسد، اضطر الشرع لمواجهة تهديدات التنظيم وجماعات مسلحة أخرى، بالتزامن مع بناء جيش وطني جديد.

ويأتي هذا الهجوم أيضاً بعد أشهر من بدء الولايات المتحدة تقليص وجودها العسكري في سوريا، من نحو 2000 جندي في بداية العام إلى نحو 1000 جندي اليوم، بحسب مسؤول في «البنتاغون». ولا يزال من غير الواضح ما إذا كان الهجوم الدامي الذي استهدف جنوداً أميركيين يوم السبت سيؤثر على تلك الاستراتيجية.

صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية نشرت تقريراً من شمال شرقي سوريا، قبل أيام، حيث مخيم و«معسكر اعتقال» مترامي الأطراف، بحسب وصف مراسلة الصحيفة التي زارت المنطقة في مارس (آذار) الماضي.

يحيط بالمجمع الشاسع سياج شبكي تعلوه أسلاك شائكة، وتصطف شاحنات الإمدادات على طول الطريق لمسافة تزيد على نصف ميل خارج بوابات المخيم. هذا هو مخيم «الهول» للاحتجاز، حيث غالبية المحتجزين هم أفراد عائلات - زوجات، شقيقات، أطفال - مقاتلين تابعين لتنظيم «داعش». ويوجد أكثر من 8000 مقاتل في سجون مجاورة.

جزء من «مخيم الهول» حيث يُحتجز أفراد عائلات مقاتلي تنظيم «داعش» في شمال سوريا الخاضع لسيطرة الأكراد يوم 24 مارس (نيويورك تايمز)

عهدت القوات الأميركية إلى حلفائها الأكراد السوريين بحراسة المحتجزين والأسر. ولكن الآن، تسحب وزارة الدفاع الأميركية قواتها من سوريا، وهناك مؤشرات على أن المسؤولين الأميركيين يريدون أن تتحمل الحكومة السورية الجديدة مسؤولية السجون ومخيمات الاحتجاز. هذا جزء من جهد حكومي أكبر لدمج الميليشيا القوية التي يقودها الأكراد، والمعروفة باسم «قوات سوريا الديمقراطية» (قسد)، في الجيش الذي أعيد تشكيله حديثاً في البلاد، في الوقت الذي يحاول فيه المسؤولون إعادة توحيد سوريا بعد حرب أهلية استمرت 14 عاماً.

حتى الآن، اتخذت الحكومة موقفاً عاماً قوياً ضد تنظيم «داعش». وافقت سوريا في نوفمبر (تشرين الثاني) على الانضمام إلى تحالف تقوده الولايات المتحدة لمحاربة التنظيم، الذي لا يزال نشطاً في البلاد.

وبحسب تقييمات صادرة عن الأمم المتحدة والمسؤولين الأميركيين على حد سواء، وسّع تنظيم «داعش» من نطاق انتشاره خلال العام الماضي وزاد من وتيرة هجماته وفتكها، بعد سنوات من الهجمات منخفضة المستوى التي استهدفت في المقام الأول القوات التي يقودها الأكراد في شمال شرقي سوريا. واستهدف التنظيم كنيسة للروم الأرثوذكس في دمشق، ونفّذ هجمات تفجيرية بالقنابل ضد قوات الحكومة السورية.

يقول مسؤولو المخيمات، للصحيفة، إن عناصر تنظيم «داعش» لا يزالون داخل المخيمات، ويركزون على تجنيد وتطرف الأطفال هناك.

أطفال وعائلات في «مخيم روج» شمال شرقي سوريا حيث يزيد عدد سكانه دون سن الثامنة عشرة على النصف (نيويورك تايمز)

وتصف المراسلة انطباعاتها بقولها: «كان الأطفال يتجولون في مجموعات داخل المساحة المسيّجة. كان الصغار يتشبثون بعباءات أمهاتهم السوداء الطويلة. وتجنبت بعض النساء التحدث إلى الأجانب، في حين تجمعت أخريات حولي، متوسلات ليتم الاستماع إليهن».

بالنسبة للعديد من المقيمين، لا يهم من هو المسؤول. قالت «أم البراء»، وهي امرأة من مدينة هيت العراقية: «في الربيع نريد العودة إلى الوطن. لقد تعبنا جداً». كانت ترتدي، مثل الكثيرات، عباءة سوداء كاملة الطول وغطاء رأس أسود، وتغطي أنفها وفمها. وارتدت بعضهن أيضاً قفازات سوداء طويلة التزاماً بالقيود الدينية لتنظيم «داعش».

أطفال وعائلات «داعش» في «مخيم روج» شمال شرقي سوريا الذي يزيد عدد سكانه دون سن الثامنة عشرة على النصف (نيويورك تايمز)

قالت مديرة المخيم، جيهان حنان، في نوفمبر إنها غير متأكدة مما إذا كانت «أم البراء» لا تزال في المخيم، أو ما إذا كانت الحكومة العراقية قد أعادتها إلى العراق مع آلاف النساء العراقيات الأخريات من المخيمات.

تحدثت امرأة أخرى بهدوء وهي تضم طفلة صغيرة ذات أنف يسيل. أخبرتني المرأة أن اسمها خولة، وأن لديها ابنتين وابنين معها. قالت إن أطفالها يعانون؛ لأنه لا توجد مدرسة مناسبة، مضيفة أنهم لم يرتكبوا أي خطأ، ويتعرضون للعقاب على أفعال والدهم. وبحسب حنان، سُمح لها ولأطفالها بالعودة إلى العراق في الخريف. كانت خولة وأطفالها قد أمضوا 6 سنوات في «مخيم الهول».

توسلت امرأة أخرى، تُدعى لطف النعسان، وتبلغ 65 عاماً، وهي تجذب كُمّي: «أنا بحاجة إلى علاج طبي». وأوضحت أنها تعاني من مشاكل في القلب، وأن دواءها قد نفد. قال مسؤولو المخيم في أواخر الشهر الماضي إنهم لا يعرفون ما إذا كانت قد عادت إلى العراق.

رجال متهمون بالانتماء لتنظيم «داعش» في سجن بشمال شرقي سوريا في مارس الماضي (نيويورك تايمز)

يضم «مخيم الهول» ومخيم آخر مجاور له، هو مخيم «روج»، حالياً، أكثر من 27 ألف فرد من عائلات مقاتلي تنظيم «داعش»، وفقاً لإدارة المخيمين. ولم توجّه تهمة ارتكاب أي جريمة لأي من أفراد هذه العائلات.

تقع المخيمات في عمق منطقة شمالية شرقية تؤمّنها «قوات سوريا الديمقراطية». ويُحذر مديرو المخيمات من أن جيلاً جديداً ينشأ وقد تم تلقينه أفكار تنظيم «داعش» المتطرفة على أيدي أمهاتهم. قالت حكمية إبراهيم، مديرة «مخيم روج»: «جميع النساء هنا متطرفات. لقد بقين جميعاً مع تنظيم (داعش) حتى النهاية. ولكن المشكلة الكبرى هي أن الأمهات يقمن بتربية أطفالهن وفقاً لآيديولوجية تنظيم (داعش) المتطرفة».

يُشير إداريو المخيمات إلى أن ما يقرب من 60 في المائة من السكان في مخيمَي العائلات هم دون سن 18 عاماً. وقد قضى معظم هؤلاء الأطفال سنوات في مكان تسود فيه الآيديولوجيا المتشددة لتنظيم «داعش». إن أكثر المحتجزين تطرفاً في «الهول» هم بشكل أساسي من دول خارج الشرق الأوسط، مثل طاجيكستان وأذربيجان وفرنسا وروسيا، ويشملون نحو 6000 امرأة وطفل، يعيشون في منطقة منفصلة من المخيم يُحظر على الزوار دخولها؛ لأنها تعتبر شديدة الخطورة، وفقاً لحنان.

يعاني المقيمون بالمخيم من الاستياء والعنف وسوء الحالة الصحية. ويجري تهريب الأسلحة بشكل روتيني، وكثيراً ما تحاول النساء والفتيان الذين هم أكبر سناً الهرب، وفقاً للمسؤولين الإداريين. قالت حنان إن مئات المركبات تدخل يومياً لإحضار الإمدادات، ويمكن استخدامها لتهريب الأشخاص إلى الخارج. وأضافت: «كل يوم، يهرب الناس، ويبدو أنها عملية منظمة. إنهم يعدون أماكن للاختباء في خزانات المياه».

«مخيم الهول»... وهو معسكر اعتقال يقع في شمال سوريا ويخضع لسيطرة الأكراد (قسد) حيث يُحتجز أقارب مقاتلي تنظيم «داعش» (نيويورك تايمز)

يقول المسؤولون الإداريون إنهم بالكاد يستطيعون الحفاظ على تماسك المخيمات، وإن الوضع قد ساء منذ أن قطعت إدارة ترمب هذا العام تمويل وكالة التنمية الدولية الأميركية «USAID» للخدمات الأساسية، مثل إمدادات المياه وحصص الخبز والرعاية الطبية.

وفي حين أن وزارة الخارجية الأميركية سرعان ما استأنفت توزيع المياه والخبز في المخيمات، فقد توقفت جميع خدمات الرعاية الطبية وحماية الأطفال والخدمات التعليمية. قالت حنان إنه بعد تخفيض التمويل، كان هناك ارتفاع في العنف ومحاولات الهروب.

وكانت هناك احتجاجات ضد قرار إدارة ترمب وقف الدفع لبعض المنظمات التي تساعد السكان. وخلال هذه الفترة، هاجم محتجزون في «الهول» مكاتب مجموعات الإغاثة، وحطموا الأبواب والنوافذ وأصابوا الحراس. وقالت إن بعض المحتجزات تجمهرن أمام مكتب حنان، مُطالبات بالخبز والمياه والرعاية الطبية لأطفالهن الرضّع.

وفي أواخر العام الماضي، ارتدى زوجان في «الهول» سترات ناسفة محلية الصنع، وهددا بتفجيرها عندما أتى أفراد «قوات سوريا الديمقراطية» إلى خيمتهما أثناء مداهمة أمنية. وقالت حنان إنه عندما رفض الزوجان الاستسلام، تم إطلاق النار عليهما وقُتلا.

طفل يلعب بطائرة ورقية في «مخيم روج» حيث يزيد عدد سكانه دون سن الثامنة عشرة على النصف بشمال شرقي سوريا يوم 25 مارس (نيويورك تايمز)

يرغب العديد من المحتجزين في مخيمَي «الهول» و«روج» في العودة إلى ديارهم في سوريا أو العراق أو عشرات الدول الأخرى، لكن بعض تلك الدول لا تريدهم بسبب مخاوف تتعلق بالأمن القومي، مما يترك النساء والأطفال في حالة من الغموض وعدم الاستقرار.

يقول المسؤولون الإداريون في المخيمات إن هناك حاجة ملحة لتقليل أعداد سكان هذه المخيمات. التزم كل من العراق وسوريا بإعادة توطين مواطنيهما، الذين يمثلون أغلب المقيمين في المخيمات.

ووفقاً للأمم المتحدة، كان نحو 40 في المائة من المحتجزين في عام 2024 سوريين. وأعلن العراق في سبتمبر (أيلول) أنه استعاد ما يقرب من 19 ألفاً من مواطنيه، ويستهدف إعادة البقية إلى الوطن بحلول نهاية العام.

ولدى الحكومة السورية جهد مماثل لإعادة مواطنيها في المخيمات إلى ديارهم، ولكن لم تتم إعادة توطين سوى بضع مئات حتى الآن. قالت إيفلين دي هيردت (35 عاماً)، وهي محتجزة بلجيكية، إنه في حين أن بعض النساء في المخيمين ما زلن مخلصات لتنظيم «داعش»، فإن أخريات يردن بشدة العودة إلى عائلاتهن. وأضافت أنها أصيبت بخيبة أمل تجاه التنظيم، وتريد فقط «حياة طبيعية».

أوضحت دي هيردت أنها نشأت كاثوليكية، واعتنقت الإسلام بناء على طلب زوجها، وجاءت معه إلى سوريا في عام 2015. وقالت وهي جالسة على أرضية خيمتها بـ«مخيم روج» في فصل الربيع: «لقد أقنعني بالمجيء إلى هنا لأعيش حياة إسلامية، وكنت حاملاً منه». وأضافت أن ابنتها، آسيا، وُلدت في العام الذي ذهبت فيه إلى سوريا، وبعد أشهر قليلة قُتل زوجها وهو يقاتل في صفوف تنظيم «داعش».

في عام 2019، ومع اشتداد القتال بين تنظيم «داعش» والقوات الدولية الداعمة لـ«قوات سوريا الديمقراطية»، قُتلت آسيا، التي كانت تبلغ من العمر 4 سنوات آنذاك. واحتُجزت دي هيردت في المخيمات. استعادت بلجيكا عدداً صغيراً من النساء اللاتي لديهن أطفال من المخيمين، لكنها رفضت النساء اللاتي أردن العودة ولم يكن لديهن أطفال.

قالت دي هيردت بهدوء: «لأن ابنتي رحلت، فأنا لا أستوفي شروط الأمومة». وهكذا تنتظر، مثل آلاف النساء والأطفال الآخرين، عالقة في الصحراء.


الكويت ترى سعر النفط العادل يتراوح بين 60 و68 دولاراً للبرميل

وزير النفط الكويتي خلال ترؤسه الاجتماع الوزاري السنوي لمنظمة «أوابك» (أوابك)
وزير النفط الكويتي خلال ترؤسه الاجتماع الوزاري السنوي لمنظمة «أوابك» (أوابك)
TT

الكويت ترى سعر النفط العادل يتراوح بين 60 و68 دولاراً للبرميل

وزير النفط الكويتي خلال ترؤسه الاجتماع الوزاري السنوي لمنظمة «أوابك» (أوابك)
وزير النفط الكويتي خلال ترؤسه الاجتماع الوزاري السنوي لمنظمة «أوابك» (أوابك)

قال وزير النفط الكويتي طارق الرومي، الأحد، إن الكويت ترى أن نطاق سعر النفط الخام بين 60 و68 دولاراً للبرميل عادل في ظل ظروف السوق الحالية.

وقال الرومي للصحافيين على هامش مشاركته في الاجتماع الوزاري السنوي لمنظمة الأقطار العربية المصدرة للبترول (أوابك) المنعقد في الكويت: «نرى السعر العادل ما بين 60 و80 دولاراً للبرميل... كنا نتوقع بقاء الأسعار على الأقل على ما هي عليه، إن لم تكن أفضل، لكن فوجئنا بهبوطها».

وانخفضت أسعار النفط عند التسوية، يوم الجمعة الماضي، آخر تداولات الأسبوع، وسجلت تراجعاً أسبوعياً قدره 4 في المائة، في ظل استمرار التركيز على فائض المعروض وإمكانية التوصل إلى اتفاق سلام بين روسيا وأوكرانيا وسط مخاوف بشأن اضطراب إمدادات النفط الفنزويلية.

وهبطت العقود الآجلة لخام برنت 16 سنتاً إلى 61.12 دولار للبرميل عند التسوية، وتراجع خام غرب تكساس الوسيط الأميركي 16 سنتاً إلى 57.44 دولار للبرميل.

وأشار الرومي إلى أن الكويت تبحث عن شريك لمجمع البتروكيماويات المزمع إنشاؤه في الدقم بسلطنة عمان، لكنها مستعدة للمضي قدماً في المشروع مع السلطنة إذا لم يتم العثور على مستثمر.

وقال: «نبحث عن شريك لمشروع البتروكيماويات في سلطنة عمان وسوف نمضي بالمشروع مع مسقط إن لم نجده».

كانت مجموعة «أوكيو» العمانية الحكومية للطاقة ذكرت أنها تجري محادثات مع شركاء محتملين جدد للمشروع.


تنديد عالمي بهجوم شاطئ بونداي في أستراليا

سيارة شرطة تقف في موقع حادث إطلاق النار على شاطئ بونداي الأسترالي يوم 14 ديسمبر 2025 (رويترز)
سيارة شرطة تقف في موقع حادث إطلاق النار على شاطئ بونداي الأسترالي يوم 14 ديسمبر 2025 (رويترز)
TT

تنديد عالمي بهجوم شاطئ بونداي في أستراليا

سيارة شرطة تقف في موقع حادث إطلاق النار على شاطئ بونداي الأسترالي يوم 14 ديسمبر 2025 (رويترز)
سيارة شرطة تقف في موقع حادث إطلاق النار على شاطئ بونداي الأسترالي يوم 14 ديسمبر 2025 (رويترز)

عبر العديد من قادة العالم عن إدانتهم للهجوم الذي استهدف احتفال يهودي على شاطئ بونداي في سيدني، الأحد، ما أسفر عن مقتل 12 شخصاً وإصابة العشرات.

وفيما يلي تصريحات أدلى بها زعماء من أنحاء العالم بعد الهجوم:

مايك بورغيس المدير العام للأمن في منظمة الاستخبارات الأمنية الأسترالية (ASIO) يحضر مؤتمراً صحافياً بمبنى البرلمان في كانبرا يوم 14 ديسمبر 2025 عقب حادث إطلاق النار في شاطئ بونداي بسيدني (إ.ب.أ)

أنتوني ألبانيز رئيس وزراء أستراليا

«هذا هجوم موجه ضد اليهود الأستراليين، في أول يوم من عيد (حانوكا)، وهو يوم يجب أن يكون يوم فرح واحتفال بالإيمان... في هذه اللحظة الحالكة على أمتنا، تعمل أجهزة الشرطة والأمن للتوصل إلى أي شخص له علاقة بهذه الفظاعة».

نايجل رايان نائب مفوض الأمن القومي بالوكالة في الشرطة الفيدرالية الأسترالية يحضر مؤتمراً صحافياً بمبنى البرلمان في كانبرا يوم 14 ديسمبر 2025 عقب حادث إطلاق النار في شاطئ بونداي بسيدني (إ.ب.أ)

سوزان لي زعيمة حزب «الأحرار» المعارض في أستراليا

«الأستراليون في حداد شديد الليلة، في وقت ضربت فيه الكراهية العنيفة قلب المجتمع الأسترالي الأيقوني... في مكان نعرفه جميعاً ونحبه... بونداي».

ماركو روبيو وزير الخارجية الأميركي

«لا مكان لمعاداة السامية في هذا العالم. قلوبنا مع ضحايا هذا الهجوم المروع، ومع المجتمع اليهودي، ومع الشعب الأسترالي».

كير ستارمر رئيس وزراء بريطانيا

«أخبار مؤلمة للغاية من أستراليا. تقدم المملكة المتحدة التعازي لكل من تأثر بالهجوم المروع في شاطئ بونداي».

* كريستوفر لوكسون رئيس وزراء نيوزيلندا

«أستراليا ونيوزيلندا أقرب من الأصدقاء، نحن عائلة. أشعر بالصدمة من المشاهد المؤلمة في بونداي، وهو مكان يزوره النيوزيلنديون كل يوم... تعاطفي ومشاعر جميع النيوزيلنديين مع كل من طالهم الأذى».

تعمل الشرطة الأسترالية وفرق الطوارئ بالقرب من موقع حادث إطلاق النار في شاطئ بونداي يوم 14 ديسمبر 2025 (إ.ب.أ)

* جدعون ساعر وزير خارجية إسرائيل

«صُدمت من هجوم إطلاق النار الذي أسفر عن قتلى، والذي وقع في مناسبة عيد (حانوكا) في سيدني بأستراليا... هذه نتائج شيوع معاداة السامية في شوارع أستراليا على مدى العامين المنصرمين، مع دعوات (عولمة الانتفاضة) المعادية للسامية والمحرِّضة التي تجسدت اليوم».

أورسولا فون دير لاين رئيسة المفوضية الأوروبية

«صُدمت بالهجوم المأساوي الذي وقع على شاطئ بونداي. أبعث بخالص التعازي لعائلات الضحايا وأحبائهم... تقف أوروبا مع أستراليا واليهود في كل مكان. متحدون ضد العنف ومعاداة السامية والكراهية».

خوسيه مانويل ألباريس بوينو وزير خارجية إسبانيا

«مصدوم بشدة من الهجوم الإرهابي في أستراليا على اليهود. أتضامن مع الضحايا وذويهم ومع شعب وحكومة أستراليا... الكراهية ومعاداة السامية والعنف لا مكان لها في مجتمعاتنا».

يوناس جار ستوره رئيس وزراء النرويج

«صُدمت بالهجوم المروع الذي وقع في شاطئ بونداي في أستراليا خلال احتفال بمناسبة عيد (حانوكا) اليهودي... أدين هذا العمل الإرهابي الخسيس بأشد العبارات الممكنة. أتقدم بأحر التعازي لجميع المتضررين من هجوم اليوم المأساوي».

أولف كريسترشون رئيس وزراء السويد

«صُدمت من الهجوم الذي وقع في سيدني واستهدف المجتمع اليهودي... أتعاطف مع القتلى وعائلاتهم. يجب أن نحارب معاً انتشار معاداة السامية».

أميركا تندد بالهجوم المسلح

وقال وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو، إن الولايات المتحدة تندد بشدة بالهجوم الذي وقع على شاطئ بونداي في سيدني اليوم (الأحد)، والذي أسفر عن مقتل 12 شخصاً وإصابة نحو 30 آخرين، عندما أطلق مسلحان النار على فعالية يهودية احتفالاً بأحد الأعياد.

وكتب روبيو في منشور على موقع «إكس»: «لا مكان لمعاداة السامية في هذا العالم. قلوبنا مع ضحايا هذا الهجوم المروع، ومع المجتمع اليهودي، ومع الشعب الأسترالي».

وقال رئيس وزراء كندا: «نشعر بصدمة بالغة لمقتل 12 شخصاً في (هجوم إرهابي) على شاطئ بونداي في أستراليا».

الجمعية الألمانية الإسرائيلية تعرب عن شعورها بـ«الصدمة العميقة»

وأعربت الجمعية الألمانية الإسرائيلية عن شعورها بـ«الصدمة العميقة» إزاء الهجوم القاتل الذي وقع على شاطئ بونداي في مدينة سيدني الأسترالية. ونقل بيان عن رئيس الجمعية، فولكر بيك، قوله: «نحن مع الضحايا وذويهم. ونقف متضامنين إلى جانب المجتمعات اليهودية في جميع أنحاء العالم». وأضاف: «حتى وإن كان لا يزال يتعين التحقيق في كثير من الملابسات، فإن أمراً واحداً بات واضحاً بالفعل، وهو أن معاداة السامية تقتل».

وحسب تصريحات رسمية، فإن الهجوم الذي شنه مسلحون في المدينة الأسترالية الكبرى يعد «عملاً إرهابياً». وقال رئيس حكومة ولاية نيو ساوث ويلز (عاصمتها سيدني) كريس مينز، في مؤتمر صحافي: «ما كان يفترض أن يكون يوم سلام وفرح تحتفل به الجالية مع الأهل والمناصرين، تحول إلى كابوس بسبب هذا الهجوم المروع الآثم؛ اليوم الأول من عيد (حانوكا)»؛ مشيراً إلى أن الهجوم أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 12 شخصاً، إضافة إلى أحد المهاجمين.