انهارت هدنة وقف إطلاق النار في شمال سوريا على نطاق واسع، مع تعمّد النظام نقل المواجهة من مدينة خان طومان الواقعة جنوبي حلب، إلى الريف الشمالي للمحافظة، وسيطرته على مواقع مهمّة للمعارضة في منطقة حندرات.
وتزامن هذا التصعيد الميداني مع قصف جوي للطيران الحربي على نقاط الاشتباكات في حندرات قبل أن يعلن الجيش السوري الحرّ، ظهر أمس، استعادة كافة المواقع التي خسرها. لكن فصائل المعارضة المسلّحة سارعت إلى الردّ في مكان آخر، حيث هاجمت بلدة الزارة العلوية الواقعة على أطراف محافظة حماه والقريبة من محافظة حمص وسط سوريا، وتمكنت من السيطرة عليها بالكامل وأسر عدد من عناصر النظام والمسلحين الموالين له، بالإضافة إلى مدنيين من أبناء الطائفة العلوية.
وأعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان، أن «قوات موالية للنظام السوري سيطرت على مواقع لمقاتلين معارضين شمالي حلب اليوم (أمس) الخميس مع انتهاء أجل التهدئة في المدينة». وقال: «إن القتال تركز في منطقة حندرات التي تسيطر عليها المعارضة، وهي منطقة مهمة لقربها من آخر طريق يصل إلى مناطق المعارضة في حلب». غير أن وكالة «رويترز» نقلت عن مقاتل في أحد الفصائل، أن «الثوار تمكنوا من استعادة بعض المواقع التي سيطرت عليها القوات الموالية للنظام في حندرات».
في هذا الوقت، كشف الناشط الإعلامي المعارض في حلب هادي العبد الله، أن النظام «وبعد فشله في تحقيق أي تقدم في مدينة خان طومان، حاول نقل الجبهة إلى مكان آخر، حيث حاول منتصف ليل الأربعاء - الخميس، التقدم من جهة عندان، لكنه فشل في ذلك». وأكد لـ«الشرق الأوسط»، أنه عند الساعة الخامسة من فجر أمس الخميس: «قصف بالطيران والراجمات مخيما في منطقة حندرات، واستطاع السيطرة على 6 نقاط فيها تحت وطأة غزارة النيران والصواريخ والقصف الجوي».
وأعلن العبد الله أن «الجيش الحرّ نفّذ ظهرًا هجومًا معاكسًا، وتمكن من استعادة كافة النقاط التي انسحب منها، وقتل 30 عنصرًا من النظام والقوات الإيرانية ولواء القدس الفلسطيني التابع لأحمد جبريل». وقال: «بعدما استعاد الثوار منطقة حندرات، بدأ الطيران الحربي يقصف بكثافة طريق الكاستلو الذي يصل حندرات بمدينة حلب، لكنه لم يحقق مبتغاه». وشدد العبد الله على أن طيران النظام «قصف عند الساعة الحادية عشرة من ليل الأربعاء بتوقيت حلب، وقبل ساعتين من انتهاء مهلة وقف إطلاق النار، حي بعيدين في المدينة ما أدى إلى سقوط شهيدين وأربعة جرحى من المدنيين».
وكانت تهدئة الـ48 ساعة التي أعلنها جيش النظام السوري في مدينة حلب، انتهت عند الساعة الواحدة من فجر أمس الخميس بتوقيت سوريا (22:00 بتوقيت غرينتش). ولم يعلن عن تمديد هذه التهدئة التي توسطت فيها الولايات المتحدة وروسيا بهدف إحياء اتفاق أوسع نطاقا لوقف الأعمال القتالية، كان قد انهار في أغلب أرجاء غرب سوريا.
التصعيد في حلب، قابله تصعيد مماثل في وسط سوريا، وتحت شعار «معركة الثأر لحلب»، هاجمت فصائل المعارضة، بلدة الزارة الواقعة في محافظة حماه، وأسرت مسلحين موالين للنظام ومدنيين من أبناء الطائفة العلوية. وكشف مصدر عسكري في المعارضة المسلّحة لـ«الشرق الأوسط»، أن «العملية بدأت مع ساعات الصباح، ردا على استهداف النظام والإيرانيين لمدينة حلب وريفها». وأكد أن غرفة العمليات المشتركة لثوار حماه، قررت الردّ على جرائم النظام وحلفائه من خارج حلب، حيث تمكن الثوار من تنفيذ هجوم مباغت على بلدة الزارة الواقعة على أطراف ريف حماه الغربي، والقريبة من الحدود الإدارية لمحافظة حمص، فتمكنوا من قتل عدد من عناصر النظام وأسر 25 آخرين.
المصدر العسكري أوضح أن «السيطرة على الزارة، قطعت الطريق على محاولات النظام المتكررة لفصل مدينة الحولة عن مدينتي الرستن وتلبيسة في ريف حمص الشمالي». ونفى في الوقت نفسه علمه بأسر مدنيين من داخل بلدة الزارة العلوية.
وكان المرصد السوري، أفاد بأن معارك عنيفة اندلعت بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جهة، و«حركة أحرار الشام» و«جبهة النصرة» و«فيلق حمص» و«كتائب أهل السنة» و«أجناد حمص» من جهة أخرى، في أطراف ومحيط قرية الزارة التي يقطنها سوريون من الطائفة العلوية، والتي تقع في ريف حماه الجنوبي على الحدود الإدارية مع ريف حمص الشمالي، بالقرب من محطة الزارة الحرارية.
انتهاء التهدئة الأميركية الروسية.. والنظام ينقل المواجهة إلى شمال حلب
الفصائل المسلّحة تسيطر على بلدة الزارة وتأسر 25 عنصرًا من قوات الأسد
انتهاء التهدئة الأميركية الروسية.. والنظام ينقل المواجهة إلى شمال حلب
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة