{موسوعة الشعر السوري} الرديء تنتظر الطباعة ‏

تضم نصوصا لأدونيس والماغوط وسليم بركات

{موسوعة الشعر السوري} الرديء تنتظر الطباعة ‏
TT

{موسوعة الشعر السوري} الرديء تنتظر الطباعة ‏

{موسوعة الشعر السوري} الرديء تنتظر الطباعة ‏

إبراهيم حسو، شاعر سوري شاب، يعمل في محطة للمحروقات في مدينة القامشلي، نشر قبل سنوات مجموعته الشعرية الأولى «الهواء الذي أزرق»، ولأنه وجد أنها رديئة ولا تستحق القراءة، ولا تضيف شيئا للمنجز الشعري جمع ما تبقى من أعداد مجموعته وقام بحرقها أمام عتبة منزله في حي الكورنيش في القامشلي وعن السبب قال: إبراهيم حسو وقتها:
«كان الأجدى بي الانتظار قرنا آخر لأكتشف المعنى الحقيقي للشعر. الشعر بالنسبة إلي لم يكن المنقذ بقدر ما كان هذيانا ولعبا في أزقة اللغة من دون رقيب وكسر مفتعل لأرجل اللغة السبع والأربعين». وتابع: « منذ أكثر من خمسة عشر عاما وأنا أهيئ نفسي للشعر وأعد العدة للخوض في ساحاته البيضاء، لكني شعرت ساعة المواجهة كأني أواجه نقيض الشعر بل قشوره، وأرعبتني سطوة اللامعنى ودفعتني إلى أن أبقى خارج اللغة. لقد صدمتني الحداثة برجلها ورمتني خارج أسوارها في مكان مظلم وقاتم. لقد فشلت في الشعر»، قال معلقا بعد فعلته، «وها أنا أدفع ضريبة خيانتي، وأكرر اعتذاري لكل من اشترى هذا الكتاب وللوقت الثمين الذي أضاعه في قراءته».
ثم نشر مجموعته الثانية (الضباب بحذافيره) التي حققت حضورا جيدا في المشهد الشعري ورغم ذلك تنتابه الرغبة في حرقها أيضا (لدى أكثر من مجموعة شعرية تنتظر الحرق. تتساءلون لماذا؟ ربما أكتب لأحرق. والعكس أيضا صحيح) ليتفرغ بعدها وينقب ويبحث عن النصوص الشعرية الرديئة التي تسيء للمشهد الشعري وللشعر وللحداثة وحين وجد المئات من النصوص الرديئة
قرر أن يجمعها في موسوعة شعرية (موسوعة الشعر السوري الرديء) وهي، كما يقول، «ستكون ترجمة دقيقة لحال الشعرية السورية اليوم، وما وصلت إليه من هزال وتسفيه لمعنى الشعر وجماليات قصيدة النثر على وجه التحديد».
لماذا البحث عن الرداءة في الشعر السوري تحديدا؟ يجيب إبراهيم حسو:
«أنا لا أنقب عن الرداءة، هي حاضرة على طول وعرض الشعرية العربية منذ افتتاحية تصوغها في الخمسينات، تعودنا على مذاقها، وصارت الوجبة المفضلة لمعظم قرائنا الذين ما زالوا يصفقون ويصفرون لكل قصيدة نارية تدب الحماسة في عظامهم، وتهيجهم كالجنون الذي لا يكلف خيالا أو فكرة أو وصفا أو حتى تأملا. تعودنا على السذاجة المحبوكة بالحكمة وصرنا نقرأ الشعر كمن ينبش في أرواح الموتى، شعرا دون رائحة، من دون طعم، دون عطر يعيد إليك بهجة الحياة الملغزة، شعرا بلا نهاية، بلا انكشاف على اللغة الهاذية، الملعونة. الرداءة شكل من أشكال السحر الذي ينقلب على ساحره. هي تشخيص للمأزق الفكري الذي ينزلق إليه الشاعر طواعية بكل نواقصه وهنأته، انزلاق اللامعقول في تقدير الشعري والنثري على أنهما مذاق واحد، مختبر واحد للكلمة ذاتها عندما تصبح سحرا وشفاعة لغوية وكأن الأمر لا يتناقض ولا ينخطف من بلد لآخر، فما هو موجود في سوريا موجود هناك في الجانب الآخر من البلاغة العربية الشاسعة. قرأت الكثير من الشعر السوري وكأني عشت مع فاتحة القصيدة النثرية، وتغلغلت في الغث والباهظ حتى صرت في لب الغث وتنفست السهل منه والرخيص».
ولكن قصيدة النثر وحدها ضحية الرداءة؟ أم أن قصيدة التفعيلة قدمت نماذج أردأ، يوضح قائلا:
الاثنتان معا، النثرية والتفعيلة معا جنبا إلى جنب. النثرية في سرديتها التي تصل كثيرا إلى الابتذال المقتصد والتسطح المتفق عليه، والتفعيلة بلغتها الرجراجة التي لا تنفك أن تجعل القارئ يتقيأ ويتقزز من هدير المفاعيل والموسيقا الرخيمة التي تشبه شرود الموت في بداياته.
وهل لديه قصائد أيضا ضمن كتاب «الشعر السوري الرديء»؟ يرد:
نصوصي في المقدمة إلى جانب نصوص أدونيس وسليم بركات والماغوط وسليمان العيسى والكثير من النصوص لأسماء مقدسة وصاعقة في المشهد الشعر السوري.
أسأله: متى ستصدر الموسوعة؟ ألا تفكر بعد موسوعة الشعر السوري الرديء في إصدار موسوعة الشعر السوري الجيد مثلا؟
يقول: معظم الموسوعات الشعرية التي خصت بالشعر السوري لم تخل من الركاكة والهشاشة والفتق اللغوي. كانت الموسوعة الأخيرة «أنطولوجيا الشعر السوري - الثمانينات» لرشا عمران مصبا صحيحا لتجارب شبابية تبنت مشروع قصيدة النثر وأقامت عليها مشروعا شعريا جديدا كانت مختصة في كتابة اليومي المحسوس. لكنها كالموسوعات الأخرى ضربت بانتقاد من لم تشملهم الموسوعة أو الأنطولوجيا، وبقيت طي الإهمال والإلغاء، وإذا قدر لي أن أصدر موسوعة للشعر السوري الجيد كما أصدرها الشاعر محمد عضيمة فسأنشر ما لم تتحمله الصفحات المتبقية من موسوعة الشعر الرديء.
وفي النهاية يعترف إبراهيم حسو، أنه حاول قدر المستطاع أن يكون محايدا، وأن يعيد قراءة النصوص التي اختارها بعناية فائقة وشارك عدد من الشعراء (لم يفصح عن أسمائهم) في تلك القراءات. والطريف أن عقوبة أي سائق يرتكب مخالفة ما في محطة المحروقات التي يديرها، ستكون قراءة قصيدة أو أكثر من موسوعة الشعر السوري الرديء وأشار إلى ذلك بورقة علقت على باب المحطة:
(للمخالفين قراءة قصيدة أو أكثر من موسوعة الشعر السوري الرديء) حتى إن الشعراء الشباب وما أكثرهم في عامودا والقامشلي يتقصدون مخالفة قوانين المحطة.. بغية التعرف على الأسماء الموجودة في هذه الموسوعة التي تعد الأولى في الوطن العربي.



قطر تجدد التزامها «الوساطة»... ولا ترى إرادة سياسية للتوصل إلى اتفاق

رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني في افتتاح «منتدى الأمن العالمي» في قطر يوم الاثنين (الشرق الأوسط)
رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني في افتتاح «منتدى الأمن العالمي» في قطر يوم الاثنين (الشرق الأوسط)
TT

قطر تجدد التزامها «الوساطة»... ولا ترى إرادة سياسية للتوصل إلى اتفاق

رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني في افتتاح «منتدى الأمن العالمي» في قطر يوم الاثنين (الشرق الأوسط)
رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني في افتتاح «منتدى الأمن العالمي» في قطر يوم الاثنين (الشرق الأوسط)

أكدت قطر، مجدداً، الاثنين، استمرارها في لعب دور الوساطة بين إسرائيل وحركة «حماس» للتوصل إلى اتفاق يؤدي إلى وقف إطلاق النار في غزة وتبادل الأسرى. في حين قال مسؤول قطري بارز إنه لا توجد إرادة سياسية للتوصل إلى اتفاق في ظل استمرار العمليات العسكرية على الأرض.

وأكدّ رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في افتتاح «منتدى الأمن العالمي» في الدوحة (الاثنين)، الالتزام بالوساطة بين إسرائيل وحركة «حماس» الفلسطينية، وقال: «التزامنا الوساطة لوقف الحروب ليس التزاماً سياسياً، بل التزام أخلاقي».

وأضاف: «الحرب في غزة تحصد آلاف الأرواح، مما يستلزم تدخلاً دولياً لإنهائها، وإدخال المساعدات»، مشيراً إلى تمدد الحرب في غزة وتأثيرها على سلاسل التوريد.

وأكد رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري أن بلاده «تبذل جهوداً لوقف الحروب من خلال الوساطات التي تقوم بها، والمساعدات التنموية التي تقدمها لمختلف دول العالم».

وأشار إلى أن «جهود الوساطة وفض النزعات هي أحد الأركان الأساسية للسياسة الخارجية القطرية».

وقال رئيس الوزراء القطري إن الصراعات الجديدة غير التقليدية بين القوى العظمى، تُعرّض النظام الدولي للخطر، مضيفاً أن «التاريخ أثبت أن تكلفة أي احتلال وتبعاته أكبر بكثير من أي مردود يتوقعه المحتل»، كما أكد أن «سياسات الاحتلال والتهجير القسري والعقاب الجماعي لم تثمر يوماً نهاية أي صراع».

لا توجد إرادة

لكنَّ مسؤولاً قطرياً بارزاً هو محمد الخليفي وزير الدولة بوزارة الخارجية القطرية، قال خلال مشاركته في «منتدى الأمن العالمي»، الاثنين، إنه لا توجد إرادة سياسية للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة في ظل استمرار العمليات العسكرية على الأرض. وأكد استمرار قطر في جهودها لجلب إسرائيل وحركة «حماس» إلى طاولة المفاوضات.

وقال: «رغم التحديات العديدة، خصوصاً العمليات العسكرية، فإننا مستمرون في جهود الوساطة، وفي كل فرصة تتيح لشعب غزة أن يحظى بفترة هدوء أخرى».

وأوضح الخليفي أن الوساطة والمفاوضات هي أفضل الطرق للوصول إلى حلّ الخلافات، وقال: «الوساطة في الحرب الإسرائيلية على غزة هي القضية الأعقد والأصعب، لغياب الثقة واستمرار الحرب على الأرض».

وتعثرت جهود الوساطة التي تقودها قطر ومصر والولايات المتحدة، بعد تحرك إسرائيلي للهجوم على مدينة رفح. ومطلع الشهر الجاري شددّ أمير قطر والرئيس المصري، في اتصال هاتفي بينهما، على ضرورة تكثيف جهود الوساطة خلال المرحلة المقبلة بالتعاون مع الشركاء الإقليميين والدوليين كافة، لإنهاء الحرب على قطاع غزة، ووضع حد لمعاناة المدنيين.

العراق: وقف الإبادة

بدوره أكد رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، الاثنين، في كلمته عبر الفيديو في «منتدى الأمن العالمي» المنعقد في الدوحة، إن العدوان على غزة بات يهدد المنطقة بأسرها ويهدد شعوبها. وأكدّ أن «وقف الإبادة بحق الشعب الفلسطيني يمثل بدايةً لمنظومة الثقة المتبادَلة في المساعي نحو تحقيقِ الأمنِ لشعوبِنا ولمنطقتنا».

وأعلن السوداني أن «العراق سيكون أول المساهمين في إعادة الحياة والإعمار لغزة».

وقال رئيس الوزراء العراقي، في حديثه عن الأحداث في غزة، إن «ما تسبب به العدوان على المدنيين في غزة والأراضي المحتلة، والموقف الدولي الضعيف إزاء الحق الفلسطيني، بات يهدد المنطقة بأسرها بانتشار الصراع، كما أنه أهان القانون الدولي، وانتهك حرمة الدم، وهو يمثل اليوم أكبر تهديد لشعوب المنطقة واستقرارها».

وأكدّ أن «العمل على وقف الإبادة الجماعية الصريحة بحق الشعب الفلسطيني، ستمثل بدايةً لمنظومة الثقة المتبادَلة في مساعينا نحو تحقيق الأمن لشعوبنا ولمنطقتنا».

وانطلقت في الدوحة (الاثنين) فعاليات منتدى الأمن العالمي التي تستمر حتى الأربعاء، تحت شعار «المنافسة الاستراتيجية: الترابط المعقد»، وذلك بمشاركة واسعة من كبار المسؤولين الدوليين وصناع القرار والسياسات، والخبراء في مجال الاستخبارات والشأن العسكري وإنفاذ القانون.


كيف يمكن أن تؤثر وفاة رئيسي على الشرق الأوسط؟

الرئيس الإيراني الراحل إبراهيم رئيسي (د.ب.أ)
الرئيس الإيراني الراحل إبراهيم رئيسي (د.ب.أ)
TT

كيف يمكن أن تؤثر وفاة رئيسي على الشرق الأوسط؟

الرئيس الإيراني الراحل إبراهيم رئيسي (د.ب.أ)
الرئيس الإيراني الراحل إبراهيم رئيسي (د.ب.أ)

من المرجح أن يتردد صدى حادث تحطم المروحية الذي قُتل فيه الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي ووزير خارجية البلاد ومسؤولين آخرين في جميع أنحاء الشرق الأوسط، حيث يمتد نفوذ إيران على نطاق واسع وعميق في عدد من الدول.

وبحسب وكالة أنباء «أسوشييتد برس»، فقد أمضت إيران عقوداً في دعم مسلحين وجماعات مسلحة في لبنان وسوريا والعراق واليمن، مما سمح لها باستعراض قوتها أمام أعدائها وأبرزهم إسرائيل.

وظهر هذا الاستعراض للقوة جلياً الشهر الماضي عندما أطلقت إيران تحت قيادة رئيسي والمرشد الأعلى علي خامنئي مئات الطائرات المسيرة والصواريخ الباليستية على إسرائيل رداً على غارة جوية على القنصلية الإيرانية في دمشق أسفرت عن مقتل جنرالين إيرانيين وخمسة ضباط.

وقد كان ذلك أول هجوم مباشر في تاريخ إيران على إسرائيل.

واعترضت إسرائيل، بمساعدة الولايات المتحدة وبريطانيا ودول أخرى، جميع القذائف تقريباً. ورداً على ذلك، شنت إسرائيل هجوماً بطائرات مسيَّرة على قاعدة جوية وموقع نووي بالقرب من مدينة أصفهان بوسط البلاد، لم تتسبب في وقوع إصابات.

وشن الجانبان الإسرائيلي والإيراني حرب ظل من العمليات السرية والهجمات الإلكترونية لسنوات، لكن تبادل الهجمات الشهر الماضي كان أول مواجهة عسكرية مباشرة بينهما.

ويوجه الكثيرون أصابع الاتهام لإسرائيل في مقتل رئيسي، ظناً منهم أن تل أبيب يمكن أن تكون قد دبرت حادث تحطم مروحيته.

لكن كيف سيثير مقتل رئيسي أزمة في الشرق الأوسط؟

إذا ثبت تورط إسرائيل في وفاة رئيسي، فإن هذا الأمر قد يشعل صراعاً أوسع بالمنطقة، وفقاً لما أكده الخبراء والمحللون العسكريون.

وقد يسفر ذلك عن هجمات مضادة من الجماعات المسلحة المناهضة لإسرائيل والمدعومة من إيران بالشرق الأوسط. مثل «حماس» و«حزب الله» و«الحوثي».

ويهدد كل هجوم وهجوم مضاد بإشعال حرب واسعة.

وشنت جماعة «حزب الله» اللبنانية، صراعاً منخفض الحدة مع إسرائيل منذ بداية حرب غزة. وتبادل الجانبان الضربات بشكل شبه يومي على طول الحدود الإسرائيلية اللبنانية، مما أجبر عشرات الآلاف من الأشخاص على الجانبين على الفرار.

ولكن حتى الآن، لم يتحول الصراع إلى حرب شاملة من شأنها أن تكون كارثية لكلا البلدين. وهناك مخاوف من تفاقم الصراع في حال تورط إسرائيل في حادث مقتل رئيسي.

وشنت الميليشيات المدعومة من إيران في سوريا والعراق هجمات متكررة على القواعد الأميركية في الأشهر الأولى من الحرب.

كما استهدف الحوثيون في اليمن هجمات متكررة على السفن التي لها صلات واضحة بإسرائيل بالبحر الأحمر.

وهناك مخاوف من تفاقم هذه الهجمات أيضاً.

لكن هناك توقعات أخرى نقلتها وكالة «بلومبرغ» للأنباء تشير إلى أن أي زعيم جديد قد تكون لديه أولويات مختلفة عن رئيسي، وقد لا يهتم بمعاداة إسرائيل بنفس مستوى معاداة الرئيس الراحل لها، وبالتالي فإن طبيعة الصراعات في الشرق الأوسط قد تتغير كثيراً وتختلف عما نراه حالياً.


موسكو تصعِّد ضد زيلينسكي مع انتهاء ولايته الرئاسية

الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي خلال مقابلة صحافية مع «وكالة الصحافة الفرنسية» الجمعة الماضي
الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي خلال مقابلة صحافية مع «وكالة الصحافة الفرنسية» الجمعة الماضي
TT

موسكو تصعِّد ضد زيلينسكي مع انتهاء ولايته الرئاسية

الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي خلال مقابلة صحافية مع «وكالة الصحافة الفرنسية» الجمعة الماضي
الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي خلال مقابلة صحافية مع «وكالة الصحافة الفرنسية» الجمعة الماضي

استعدت موسكو لتصعيد تحركها السياسي والاستخباراتي ضد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، مع انتهاء ولايته الرئاسية رسمياً بحلول مساء الاثنين. ومع تصاعد زخم الضغط العسكري على محاور القتال، وخصوصاً في خاركيف شرقاً، وعلى جبهتي دونيتسك وزابوريجيا جنوباً، بدا أن موسكو حضرت لتكثيف الضغوط بهدف إضعاف موقف زيلينسكي داخلياً، بعد أن وصفته بأنه غدا «فاقداً للشرعية»، و«لم يعد رئيساً لأوكرانيا».

وتزامنت تصريحات المستوى السياسي بهذا الشأن مع نشر جهاز الاستخبارات الخارجية الروسية تقريراً مفصلاً عن الوضع الداخلي في أوكرانيا، تحدث عن «انخفاض مستوى شعبية فولوديمير زيلينسكي إلى 17 في المائة، مع استمرار هذا المنحى في الانخفاض». وقال التقرير إن «أكثر من 70 في المائة من السكان فقدوا ثقتهم بالمؤسسات الحكومية ووسائل الإعلام الأوكرانية، كما أن نحو 90 في المائة من المواطنين يرغبون في مغادرة البلاد».

الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي يسلم جندياً وساماً (أرشيفية- أ.ف.ب)

وأضاف أن «الأمور في الجيش ليست أفضل، فحتى بين جنود القوات المسلحة الأوكرانية، فإن شعبية زيلينسكي لا تتجاوز 20 في المائة».

ولفت التقرير الاستخباراتي إلى أن زيلينسكي «يشعر بضعف مواقفه بين الأوكرانيين، لذلك أطلق عمليات (تطهير) لكبار المسؤولين الأوكرانيين».

وقال: «يتم تنفيذ عمليات تطهير واسعة النطاق في الجيش وفي الحكومة وقيادة إدارة أمن الدولة ومجلس الأمن القومي (...) أطلق زيلينسكي الذي يسيطر عليه الخوف على حياته حملة إعلامية واسعة النطاق، لفضح مؤامرة مزعومة قال إنه تم التخطيط لها من قبل قيادة إدارة أمن الدولة في أوكرانيا لاغتيال رئيس الدولة».

وختم التقرير: «إن الغرب بدوره يشعر بقلق بالغ إزاء الانخفاض الكارثي في شعبية القادة الأوكرانيين؛ خصوصاً بعد اعتماد (سلطات الميدان) قانوناً جديداً بشأن التعبئة».

اللافت أن صدور التقرير الأمني الروسي تزامن مع انطلاق حملة إعلامية واسعة ضد زيلينسكي. وعنونت وكالة أنباء «نوفوستي» الحكومية تغطياتها بعبارة «زيلينسكي لم يعد رئيساً لأوكرانيا»، وأوردت تعليقات من مجلس «الدوما» (النواب) حول أن الرئيس الأوكراني «غدا فاقداً للشرعية، ولا يمكن التعامل معه بعد الآن بوصفه رئيساً لدولة (...) سيتم التعامل معه بصفته مجرم حرب».

الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي يصافح جندياً جريحاً (أرشيفية- أ.ف.ب)

كانت موسكو قد مهدت لتحرك على هذا الصعيد منذ مطلع مايو (أيار) عندما أدرجت وزارة الداخلية الروسية زيلينسكي على لائحة المطلوبين بسبب «ارتكاب جرائم حرب». وقال مسؤولون روس إن هذه الخطوة تعد مقدمة لتحرك واسع لملاحقة زيلينسكي بعد انتهاء ولايته الرئاسية الشرعية.

وكان من المقرر إجراء الانتخابات الرئاسية في أوكرانيا نهاية مارس (آذار) الماضي، على أن يتم تنصيب رئيس الدولة المنتخب في مايو؛ لكن الاستحقاق الانتخابي ألغي على خلفية الحرب المتواصلة، وحال الأحكام العرفية المفروضة. وذكر زيلينسكي أن «الوقت ليس مناسباً حالياً لإجراء انتخابات».

في السياق ذاته، قال الناطق باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف، إن الرئاسة الروسية «تقوم بتحليل الوضع فيما يتعلق بانتهاء فترة ولاية زيلينسكي، وسيتم إعلان موقف حيال ذلك»؛ مؤكداً في الوقت ذاته أن انتهاء فترة ولاية زيلينسكي «لن يؤثر بشكل مباشر على مسار العملية العسكرية الخاصة».

الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي يرحب بوزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في كييف قبل أسبوع (أ.ب)

وزاد أن الرئيس فلاديمير بوتين كان قد تحدث عن هذا الموضوع خلال زيارة الصين أخيراً.

وكان بوتين قد قال إن «مسألة شرعية زيلينسكي بعد انتهاء صلاحياته بوصفه رئيساً للدولة، يجب أن يجيب عليها النظام السياسي والقانوني في أوكرانيا نفسها». وأشار الرئيس الروسي إلى أن «دستور الدولة المجاورة يحتوي على بعض الخيارات التي ينبغي أن تقيمها المحكمة الدستورية للجمهورية».

وعكست تصريحات بوتين في هذا الشأن تعويلاً على «تحرك داخلي يفاقم الضغوط على زيلينسكي، ويجبره على الإقرار بحقيقة أنه لم يعد رئيساً للبلاد» وفقاً لتعليقات صحف روسية.

في الإطار ذاته، سلطت وسائل إعلام حكومية روسية الضوء، الاثنين، على تعليقات صدرت في الصحف الأميركية عن الموضوع.

ونقلت «نوفوستي» عن صحيفة «واشنطن بوست» الأميركية أنه «في الظروف الحالية، يمكن اتهام رئيس نظام كييف بتقويض الديمقراطية في أوكرانيا».

وكتبت الصحيفة أنه «بسبب ظروف الحرب واعتماد الأحكام العرفية، أصبحت إدارة الرئيس الأوكراني سلطة غير تقليدية، مما جعل رئيس مكتب الرئيس الأوكراني أندريه يرماك أقوى رئيس للمكتب الرئاسي في تاريخ البلاد، ولا يمكن تمييز صلاحياته عملياً عن صلاحيات رئيسه».

ورأت الصحيفة أن «قرب يرماك من زيلينسكي وتأثيره الواضح عليه يسببان موجة من الانتقادات التي تفيد بأنه عزز سلطته بشكل غير ديمقراطي في مكتب الرئيس، وتسبب في عمليات عزل غير ضرورية للمسؤولين الكبار في البلاد، بما في ذلك القائد العام للقوات المسلحة الأوكرانية فاليري زالوجني».

وأضافت أنه «سيكون هناك تشكيك كبير في شرعية الرئيس ورئيس مكتبه، بعد انتهاء فترة ولاية زيلينسكي في 20 مايو».

وفي وقت سابق، ذكر موقع «سينسور» نقلاً عن مصادره أن وزير الدفاع الأوكراني رستم عميروف قد يترك منصبه؛ مشيراً إلى أن سبب الاستقالة المحتملة هو «التطهير التدريجي» الذي ينفذه رئيس المكتب الرئاسي أندريه يرماك بحق جميع المسؤولين الكبار الذين يستطيعون الوصول إلى زيلينسكي بشكل مباشر، ومن دون موافقته.


معبر رفح معضلة لإسرائيل بعد السيطرة عليه وإغلاقه

لافتة مدمَّرة في معبر كرم أبو سالم تشير إلى الاتجاه نحو رفح (رويترز)
لافتة مدمَّرة في معبر كرم أبو سالم تشير إلى الاتجاه نحو رفح (رويترز)
TT

معبر رفح معضلة لإسرائيل بعد السيطرة عليه وإغلاقه

لافتة مدمَّرة في معبر كرم أبو سالم تشير إلى الاتجاه نحو رفح (رويترز)
لافتة مدمَّرة في معبر كرم أبو سالم تشير إلى الاتجاه نحو رفح (رويترز)

يرفرف العلَم الإسرائيلي فوق الجانب الفلسطيني من معبر رفح، لكن المستقبل الغامض والشائك لهذا المنفذ الحدودي بين القطاع الفلسطيني ومصر بات يشكّل معضلة بالنسبة لإسرائيل في ظل حالة الطوارئ الإنسانية المتنامية.

وقد شكّل رفع العلَم الإسرائيلي محطة رمزية في سياق الحرب في قطاع غزة؛ إذ إن المعبر بقي، حتى وقت قريب، أحد رموز سيادة «حماس» على قطاع غزة الذي سيطرت عليه الحركة في 2007.

وعلى مدى الأعوام الماضية، كانت الحركة تسيطر على الجانب الفلسطيني من المعبر، وتُحصّل الضرائب على حركة العبور فيه. كما يشتبه الجانب الإسرائيلي أن هذا المعبر استُخدم لتهريب الجزء الأكبر من ترسانة الفصائل الفلسطينية المسلحة إلى القطاع الذي تفرض عليه الدولة العبرية حصاراً منذ أكثر من 10 أعوام.

وقالت إسرائيل إن معلوماتها الاستخبارية تشير إلى أن المعبر «كان يُستخدم لأغراض إرهابية».

خليل الحية وإسماعيل هنية ويحيى السنوار من حركة «حماس» خلال زيارة لمعبر رفح في 19 سبتمبر 2017 (رويترز)

ومنذ توغل دباباتها برفح في السابع من مايو (أيار) الحالي، أغلقت إسرائيل هذا المعبر الذي كان تحت إدارة السلطة الفلسطينية بين عامي 2005 و2007.

وترفض مصر إعادة فتح المعبر من جانبها ما دامت القوات الإسرائيلية تسيطر على الجانب الآخر، وفق ما تقول قناة «القاهرة الإخبارية».

كانت العواقب المباشرة لإغلاق المعبر إنسانية؛ فهو من نقاط العبور الرئيسية للمساعدات المخصصة للقطاع الغارق في الحرب منذ أكثر من 7 أشهر.

ومع كونه نقطة دخول وخروج موظفي الإغاثة الإنسانية الدوليين، فهو يشهد أيضاً مرور نحو 100 شاحنة تنقل مواد غذائية، وبشكل خاص الوقود الضروري للبنى التحتية في القطاع المحروم من التغذية بالتيار الكهربائي، بالإضافة إلى المركبات الإنسانية.

أطفال فلسطينيون نازحون يصطفون في رفح للحصول على طعام (أ.ف.ب)

شكوك

تقول إسرائيل إنها تبحث عن شريك لإعادة فتح أبواب رفح، وهو مسعى معقد؛ لأن السيطرة على المعبر تنطوي على رهانات سياسية واستراتيجية.

وغداة الاستيلاء الإسرائيلي، ذكرت صحيفة «هآرتس» أن الدولة العبرية بدأت مفاوضات مع مصر والولايات المتحدة لتكليف شركة أميركية خاصة بإدارة المعبر.

ويثير هذا المشروع الذي تؤكد واشنطن عدم علمها به، شكوكاً لدى عدد من المحللين الذين يعتقدون أن الفصائل الفلسطينية لن تقبل به، وسيحيل المعبر هدفاً لها، ما يجعل استخدامه مستحيلاً.

ومنذ بدء العمليات العسكرية الإسرائيلية البرية في رفح، تبنت «حماس» هجمات عدة بقذائف «الهاون» في اتجاه المعبر.

وذكرت تقارير صحافية، الأربعاء، أن القاهرة رفضت اقتراحاً إسرائيلياً بإعادة فتح المعبر، والمشاركة في تشغيله، متضمناً انسحاباً يبقى نظرياً، إلى حد كبير، للقوات الإسرائيلية.

وتحدثت وسائل الإعلام الإسرائيلية والفلسطينية عن مقترح إسرائيلي آخر يقضي بتسليم المعبر رسمياً للسلطة الفلسطينية، على أن تفوّض العمليات إلى جهة فلسطينية محايدة، مثل «جمعية الهلال الأحمر»، لكن السلطة الفلسطينية رفضت الأمر، مشيرة إلى أنها لن تستعيد السيطرة على المعبر إلا بسلطتها الكاملة.

«طوارئ إنسانية»

بعد انسحاب إسرائيل من قطاع غزة في 2005، نصت «اتفاقية حركة التنقل والوصول» التي رعتها واشنطن إلى حد كبير، على منح السلطة الفلسطينية حق السيطرة على معبر رفح بإشراف درك من بعثة الاتحاد الأوروبي، مع ضمان حق إسرائيل في التفتيش.

وقال مصدر أوروبي في القدس لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، إنه جرى أيضاً طلب ذلك من بعثة الاتحاد الأوروبي التي ردت بأنها ترفض المشاركة في العمليات عند المعبر ما لم تشارك السلطة الفلسطينية؛ وذلك تطبيقاً للآلية الموضوعة بهذا الصدد في 2005.

وأكد دبلوماسي من دول التكتل الأوروبي في تل أبيب، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، أنه جرت استشارة سفارته حول مصير المعبر في المستقبل القريب.

وقال: «يبدو لي أنه من غير المحتمل أن نتدخل بشكل مباشر»، متحدثاً عن فجوة بين المهمة المعقدة لإنشاء بعثة أوروبية في المعبر، وحال «الطوارئ الإنسانية» الراهنة التي تعدها بلاده من «مسؤولية إسرائيل».

يمكن للأمم المتحدة أن تكون شريكاً مثالياً في هذه العملية؛ فرغم أن وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) لم تقم بإدارة المنفذ الحدودي قط، فإنه سبق لها أن أدت دوراً مهماً في إدارة عبور المساعدات منه، ولكن يصعب أن يكون ذلك محل قبول إسرائيلي؛ إذ وجَّهت الدولة العبرية وابلاً من الانتقادات للوكالة، واتهمها مسؤولون وشخصيات عامة بالتواطؤ مع «حماس»، وهو ما تنفيه «الأونروا».


«جي بي مورغان» يرفع توقعات صافي دخل الفوائد لعام 2024

منظر للجزء الخارجي من المقر الرئيسي لـ«جي بي مورغان تشيس» في مدينة نيويورك بالولايات المتحدة (رويترز)
منظر للجزء الخارجي من المقر الرئيسي لـ«جي بي مورغان تشيس» في مدينة نيويورك بالولايات المتحدة (رويترز)
TT

«جي بي مورغان» يرفع توقعات صافي دخل الفوائد لعام 2024

منظر للجزء الخارجي من المقر الرئيسي لـ«جي بي مورغان تشيس» في مدينة نيويورك بالولايات المتحدة (رويترز)
منظر للجزء الخارجي من المقر الرئيسي لـ«جي بي مورغان تشيس» في مدينة نيويورك بالولايات المتحدة (رويترز)

رفع «جي بي مورغان تشيس» يوم الاثنين توقعاته لصافي دخل الفوائد، أو الفرق بين ما يكسبه من القروض ويدفعه على الودائع، إلى 91 مليار دولار، باستثناء قسم الأسواق المالية.

وارتفع سهم المصرف بنسبة 1 في المائة تقريباً في تداول ما قبل السوق قبل انطلاق فعالية يوم المستثمر المقرر إجراؤها في نيويورك في وقت لاحق يوم الاثنين، وفق «رويترز».

وكانت التوقعات السابقة لـ«جي بي مورغان» بشأن صافي دخل الفوائد قد خيبت آمال المحللين؛ إذ كانوا يتوقعون أن يجني المصرف فوائد أكبر من أسعار الفائدة المرتفعة باستمرار.

ورفع المصرف توقعاته لصافي دخل الفوائد في أبريل (نيسان) إلى 89 مليار دولار، من 88 مليار دولار سابقاً، باستثناء قسم الأسواق المالية. وفي ذلك الوقت، مع احتساب التداول، أبقى «جي بي مورغان» توقعات صافي دخل الفوائد دون تغيير عند 90 مليار دولار.

كما استحوذ على مليارات الدولارات من القروض بعد شرائه مصرف «فيرست ريبابليك» الذي انهار في مايو (أيار) الماضي. وعزز هذا الشراء من دخل الفوائد وساهم في دفع الأرباح إلى مستوى قياسي.

وكان المدير المالي جيريمي بارنوم قد خفف من توقعات صافي دخل الفوائد لشهور، قائلاً إن المكاسب غير مستدامة.

كذلك يتوقع المصرف أن يصل إجمالي النفقات في عام 2024 إلى ما يقرب من 92 مليار دولار، وهو أعلى من توقعاته السابقة ليعكس مساهمة المؤسسة البالغة مليار دولار.

ومع تحقيق «جي بي مورغان» أرباحاً قياسية خلال عام، يتوق المستثمرون بشغف للتعرف على خطط خلافة الشركة، والاستثمارات في الذكاء الاصطناعي والفرص خارج نطاق الخدمات المصرفية التقليدية.

ويدير جيمس ديمون، البالغ من العمر 68 عاماً، «جي بي مورغان» لأكثر من 18 عاماً، متفوقاً على العديد من الرؤساء التنفيذيين الآخرين في القطاع المصرفي. كما انتقل العديد من المديرين التنفيذيين الذين عملوا تحت قيادة ديمون إلى إدارة مؤسسات مالية رئيسية أخرى، مما جعل خطط خلافته محل تكهنات طويلة الأمد. وقال ديمون العام الماضي إنه يمكن أن يتنحى عن منصبه في غضون 3 أعوام ونصف العام.

وحدد مجلس إدارة «جي بي مورغان» مؤخراً جينيفر بيبساك وتروي روهربو، الرئيسين المشاركين لمصرفه التجاري والاستثماري، كمرشحين لمنصب الرئيس التنفيذي. كما تشارك في المنافسة ماريان ليك، الرئيسة التنفيذية للخدمات المصرفية للمستهلكين والمجتمع، وماري إردوز الرئيسة التنفيذية لإدارة الأصول والثروات.

وارتفع سهم «جي بي مورغان» بنسبة 20.4 في المائة في عام 2024، متجاوزاً مؤشر «ستاندرد آند بورز» للأسهم المصرفية، وكذلك أسواق الأسهم الأوسع. وأغلق السهم عند مستوى قياسي يوم الجمعة.


4 قتلى من «حزب الله» في قصف إسرائيلي على جنوب لبنان

ارتفاع منسوب التوتر على الحدود الجنوبية للبنان بين «حزب الله» والجيش الإسرائيلي (أ.ب)
ارتفاع منسوب التوتر على الحدود الجنوبية للبنان بين «حزب الله» والجيش الإسرائيلي (أ.ب)
TT

4 قتلى من «حزب الله» في قصف إسرائيلي على جنوب لبنان

ارتفاع منسوب التوتر على الحدود الجنوبية للبنان بين «حزب الله» والجيش الإسرائيلي (أ.ب)
ارتفاع منسوب التوتر على الحدود الجنوبية للبنان بين «حزب الله» والجيش الإسرائيلي (أ.ب)

قُتل 4 مقاتلين من «حزب الله»، الاثنين، جراء ضربات إسرائيلية على جنوب لبنان، وفق ما أفاد به مصدر مقرب من الحزب لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، على وقع ارتفاع منسوب التوتر على الحدود بين البلدين.

وأفاد المصدر بمقتل 4 مقاتلين على الأقل من «حزب الله» جراء ضربات إسرائيلية طالت بلدتي ميس الجبل والناقورة.

ونعى «حزب الله» في بيانين منفصلين اثنين من مقاتليه، يتحدران من الناقورة، وقال إن كلاً منهما «ارتقى شهيداً على طريق القدس»، وهي العبارة التي يستخدمها لنعي عناصره منذ بدء التصعيد، من دون أن يحدد مكان مقتلهما.

وكانت «الوكالة الوطنية للإعلام» قد أفادت في وقت سابق بشنّ «الطائرات الحربية المعادية غارتين متتاليتين على حي سكني وسط الناقورة»، وأشارت إلى إصابة مدني بجروح جراء غارة نفذتها مسيّرة إسرائيلية على محيط وجود فريق من الهيئة الصحية الإسلامية التابعة لـ«حزب الله».

وأشارت كذلك إلى أن «الطيران الحربي الإسرائيلي أغار مستهدفاً بلدة ميس الجبل».

وفي وقت لاحق، أعلن الجيش الإسرائيلي أنه قصف «خلية إرهابية تابعة لـ(حزب الله)» في ميس الجبل، وأزال «تهديداً» في منطقة الناقورة.

وأفاد «حزب الله» من جهته عن استهدافه ثكنة برانيت «بصاروخ (بركان) ثقيل»، وذلك «رداً على الاعتداءات الإسرائيلية على القرى الجنوبية الصامدة والمنازل الآمنة، خصوصاً الاعتداء على بلدة الناقورة»، كما أعلن في بيانات متلاحقة عن استهداف مواقع عسكرية إسرائيلية أخرى.

ومنذ اندلاع الحرب بين إسرائيل وحركة «حماس» في قطاع غزة في السابع من أكتوبر (تشرين الأول)، يتبادل «حزب الله» وإسرائيل القصف عبر الحدود بشكل شبه يومي.

وأسفر التصعيد بين جانبي الحدود اللبنانية والإسرائيلية عن مقتل 423 شخصاً على الأقلّ في لبنان، بينهم 272 مقاتلاً على الأقل من «حزب الله»، و82 مدنياً، وفق حصيلة أعدّتها «وكالة الصحافة الفرنسية» استناداً إلى بيانات الحزب ومصادر رسمية لبنانية.

وأعلن الجانب الإسرائيلي من جهته عن مقتل 14 عسكرياً و11 مدنياً.

ودفع التصعيد عشرات آلاف السكان على جانبي الحدود إلى النزوح.


ارتفاع حصيلة القتلى في غزة إلى 35 ألفاً و562 منذ اندلاع الحرب

فلسطينيون يبكون بجوار جثث أقاربهم الذين قتلوا في قصف إسرائيلي خلال الليل في عيادة في حي تل السلطان في رفح بجنوب غزة (أ.ف.ب)
فلسطينيون يبكون بجوار جثث أقاربهم الذين قتلوا في قصف إسرائيلي خلال الليل في عيادة في حي تل السلطان في رفح بجنوب غزة (أ.ف.ب)
TT

ارتفاع حصيلة القتلى في غزة إلى 35 ألفاً و562 منذ اندلاع الحرب

فلسطينيون يبكون بجوار جثث أقاربهم الذين قتلوا في قصف إسرائيلي خلال الليل في عيادة في حي تل السلطان في رفح بجنوب غزة (أ.ف.ب)
فلسطينيون يبكون بجوار جثث أقاربهم الذين قتلوا في قصف إسرائيلي خلال الليل في عيادة في حي تل السلطان في رفح بجنوب غزة (أ.ف.ب)

أفادت وزارة الصحة التابعة لـ«حماس» اليوم الاثنين بأن حصيلة الحرب بين إسرائيل والحركة في قطاع غزة ارتفعت إلى 35562 قتيلاً منذ السابع من أكتوبر (تشرين الأول).

وقالت الوزارة في بيان إنه تم إحصاء «106 شهداء و176 إصابة خلال الـ24 ساعة الماضية»، لافتة إلى أن عدد الجرحى الإجمالي بلغ 79652 منذ بدء المعارك قبل أكثر من سبعة أشهر.

ويواصل الجيش الإسرائيلي ضرب قطاع غزة بغارات جوية وقصف مدفعي مع احتدام المعارك في شمال القطاع المحاصر ومدينة رفح في أقصى الجنوب حيث تعهد وزير الدفاع الإسرائيلي بتوسيع العمليات البرية. وبعد أسبوعين تقريباً منذ بدء العملية الإسرائيلية في رفح، أعلنت الأمم المتحدة نزوح أكثر من 810 آلاف فلسطيني من المدينة.


ائتلاف عراقي - صيني يوقع عقداً لتطوير حقل «المنصورية» للغاز

جانب من توقيع الاتفاقية بين شركة «نفط الوسط» وائتلاف شركتي «جيرا» الصينية و«بتروعراق»... (الموقع الإلكتروني لوزارة النفط العراقية)
جانب من توقيع الاتفاقية بين شركة «نفط الوسط» وائتلاف شركتي «جيرا» الصينية و«بتروعراق»... (الموقع الإلكتروني لوزارة النفط العراقية)
TT

ائتلاف عراقي - صيني يوقع عقداً لتطوير حقل «المنصورية» للغاز

جانب من توقيع الاتفاقية بين شركة «نفط الوسط» وائتلاف شركتي «جيرا» الصينية و«بتروعراق»... (الموقع الإلكتروني لوزارة النفط العراقية)
جانب من توقيع الاتفاقية بين شركة «نفط الوسط» وائتلاف شركتي «جيرا» الصينية و«بتروعراق»... (الموقع الإلكتروني لوزارة النفط العراقية)

أعلنت وزارة النفط العراقية، في بيان الاثنين، توقيع عقد بالأحرف الأولى بين شركة «نفط الوسط» وائتلاف شركتي «جيرا» الصينية و«بتروعراق»؛ لتطوير حقل «المنصورية» الغازي.

وأكد المدير العام لشركة «نفط الوسط»، محمد ياسين، وفقاً للبيان، أن «الإنتاج الأولي لعقد تطوير حقل (المنصورية) الغازي بمحافظة ديالى، هو (الوصول إلى إنتاج) 100 مليون قدم مكعب قياسي يومياً، في غضون 18 شهراً، وتحقيق إنتاج الذروة 300 مليون قدم مكعب قياسي يومياً في غضون 4 - 5 سنوات بعد توقيع العقد».

وأوضح وكيل وزارة النفط لشؤون الاستخراج، باسم محمد خضير، في بيان نقلته «وكالة الأنباء العراقية»، أن «العقد يأتي ضمن جهود وزارة النفط لاستثمار الغاز بعد توقيع عقد تطوير حقل (عكاز) الغازي»، مشيراً إلى أن «الوزارة تعمل على غلق ملف الغاز المحروق واستكمال المشاريع قيد التنفيذ في ذلك، إلى جانب استثمار الحقول الغازية وتفعيل عقود جولات التراخيص الخامسة التكميلية والسادسة، والتي أسفرت عن (إحالة) 13 حقلاً موزعة على 10 محافظات».


رئيس تايوان الجديد يدعو الصين إلى «وقف الترهيب»

الرئيس التايواني لاي تشينغ - تي خلال مراسم تنصيبه يوم الاثنين (رويترز)
الرئيس التايواني لاي تشينغ - تي خلال مراسم تنصيبه يوم الاثنين (رويترز)
TT

رئيس تايوان الجديد يدعو الصين إلى «وقف الترهيب»

الرئيس التايواني لاي تشينغ - تي خلال مراسم تنصيبه يوم الاثنين (رويترز)
الرئيس التايواني لاي تشينغ - تي خلال مراسم تنصيبه يوم الاثنين (رويترز)

دعا الرئيس التايواني لاي تشينغ - تي، خلال مراسم تنصيبه يوم الاثنين، الصين إلى «وقف الترهيب السياسي والعسكري» حيال الجزيرة المتمتّعة بحكم ذاتي. وردت بكين بالتأكيد أن «البحث عن استقلال تايوان محكوم بالفشل».

وأدّى لاي تشينغ - تي اليمين الدستورية، رئيساً لتايوان، في مراسم حضرتها عشرات الوفود الأجنبية في القصر الرئاسي في تايبيه، حسبما أظهر فيديو رسمي.

وأدّت كذلك نائبته هسياو بي - خيم اليمين الدستورية، في وقت تزداد الضغوط الصينية بعدما اتسمت فترة ولاية الرئيسة السابقة تساي إنغ - وين التي استمرت 8 أعوام بتدهور العلاقات مع بكين.

الرئيس التايواني لاي تشينغ - تي يُقسم اليمين أمام صورة مؤسس تايوان صن يات سين بالقصر الرئاسي في تايبيه الاثنين (أ.ف.ب)

وقال لاي في خطاب التنصيب إن على الصين «أن توقف ترهيبها السياسي والعسكري ضد تايوان وأن تتقاسم معها المسؤولية العالمية بالحفاظ على السلام والاستقرار في مضيق تايوان وكذلك المنطقة بأسرها وضمان تحرير العالم من الخوف من الحرب»، مؤكداً أن تايبيه ترفض «الخضوع لتأثير قوى خارجية».

وأضاف: «أريد أيضاً أن أشكر مواطنيَّ على رفضهم التأثر بقوى خارجية ودفاعهم الحازم عن الديمقراطية»، مؤكداً أن «العصر المجيد للديمقراطية التايوانية وصل».

كما أشار إلى أهمية تعزيز الدفاع في البلاد قائلاً: «في مواجهة كثير من التهديدات ومحاولات التسلّل، ينبغي لنا إظهار تصميمنا على الدفاع عن بلادنا وزيادة استعدادنا الدفاعي وتعزيز إطارنا القانوني من حيث الأمن القومي».

نائبة الرئيس هسياو بي - خيم تُقسم اليمين يوم الاثنين (أ.ف.ب)

وسبق أن وصف لاي تشينغ - تي، المنتمي مثل الرئيسة المنتهية ولايتها تساي إنغ - وين إلى «الحزب الديمقراطي التقدمي»، نفسه بأنه «عامل براغماتي من أجل استقلال تايوان».

ومنذ ذلك الحين خفف من حدة خطابه، مدافعاً عن الحفاظ على «الوضع الراهن» في مضيق تايوان. ويقول الآن إن عملية الاستقلال ليست ضرورية لأن الجزيرة تتمتع أصلاً بذلك بحكم الأمر الواقع.

وأثارت صراحته وموقفه غضب بكين، التي وصفته بأنه «انفصالي خطير» يقود تايوان إلى «الحرب والانحدار».

وحاول لاي إعادة إطلاق الحوار مع الصين بعدما قطعته بكين في عام 2016، لكنَّ خبراء يقولون إنه يخاطر بأن يواجَه بالرفض.

وأمام آلاف الأشخاص المجتمعين لهذه المناسبة، ألقى الرئيس الجديد، الاثنين، خطاب تنصيبه الذي شكّل محط متابعة لمعرفة مواقفه بشأن إدارة العلاقات الحساسة بين تايبيه وبكين.

مقاتلات تايوانية في سماء العاصمة تايبيه خلال مراسم تنصيب الرئيس ونائبته يوم الاثنين (رويترز)

ومن بين 51 وفداً دولياً تمت دعوتهم، بما في ذلك من الولايات المتحدة واليابان وكندا، حضر ثمانية رؤساء دول لإظهار دعمهم للديمقراطية التايوانية.

وتعاني تايوان عدم وجود اعتراف دبلوماسي كافٍ بها، حيث لا يوجد لديها سوى 12 حليفاً على الساحة الدولية.

وهنأ وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، لاي تشينغ - تي، قائلاً إنه يتطلع إلى أن تحافظ واشنطن وتايبيه على «السلام والاستقرار عبر مضيق تايوان».

وإضافةً إلى إشادته بالرئيس التايواني الجديد، قال بلينكن في بيان: «نهنئ أيضاً شعب تايوان على إظهاره مرة أخرى قوة نظامه الديمقراطي القوي والمرن».

ورأى أن «الشراكة بين الشعب الأميركي والشعب التايواني، المتجذرة في القيم الديمقراطية، تواصل التوسع والتعمق عبر العلاقات التجارية والاقتصادية والثقافية والعلاقات بين الشعبين».

الرئيس التايواني لاي تشينغ - تي ونائبته هسياو بي-خيم يتوسطان مدعوّين خلال تحية الحضور في ختام مراسم التنصيب الاثنين (إ.ب.أ)

كما أشاد بالرئيسة المنتهية ولايتها لـ«تعزيزها العلاقات» بين الولايات المتحدة وتايوان خلال السنوات الثماني الماضية.

وقال: «إننا نتطلع إلى العمل مع الرئيس لاي... لتعزيز مصالحنا وقيمنا المشتركة، وتعميق علاقتنا غير الرسمية طويلة الأمد، والحفاظ على السلام والاستقرار عبر مضيق تايوان».

وجاء بيان بلينكن في وقت أعلنت الصين أنها ستفرض عقوبات على ثلاث شركات دفاع أميركية بسبب مبيعاتها من الأسلحة لتايوان.

وألغت الولايات المتحدة اعترافها بتايوان عام 1979، لكنّ الكونغرس الأميركي يسمح في الوقت نفسه بتوريد أسلحة إلى الجزيرة، بهدف معلن هو ثني الصين عن أي نيات توسعيّة.

بكين: الاستقلال محكوم بالفشل

أكدت بكين أن الحكومة في تايوان، حيث تولى الرئيس لاي تشينغ - تي منصبه، لا تغير «حقيقة» أن الجزيرة جزء من الصين.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية وانغ ونبين: «بغضّ النظر عن تطور الوضع السياسي الداخلي في تايوان، فإن ذلك لن يغيِّر الحقيقة التاريخية والقانونية المتمثلة في أن ضفتَي المضيق تنتميان إلى الصين الواحدة».

وتَعد الصين تايوان البالغ عدد سكانها 23 مليون نسمة، جزءاً من أراضيها، وتعهَّدت بإعادتها إلى كنفها بالقوة إن لزم الأمر.

وحذّرت الصين من أن السعي لاستقلال تايوان هو «طريق مسدود».

وأضاف المتحدث: «لا يهمّ بأي شكل أو تحت أي شعار، البحث عن استقلال تايوان والانفصال (عن الصين) محكوم بالفشل».

ورداً على تنصيب لاي تشينغ - تي رئيساً للصين، رأى المتحدث أن ذلك لا يغيِّر من «حقيقة» أن الجزيرة جزء من الصين.

وأوضح: «بغضّ النظر عن تطور الوضع السياسي الداخلي في تايوان، فإن ذلك لن يغيِّر الحقيقة التاريخية والقانونية المتمثلة في أن ضفتَي المضيق تنتميان إلى الصين».


مودريتش يزين قائمة كرواتيا المبدئية لـ«يورو 2024»

لوكا مودريتش (أ.ف.ب)
لوكا مودريتش (أ.ف.ب)
TT

مودريتش يزين قائمة كرواتيا المبدئية لـ«يورو 2024»

لوكا مودريتش (أ.ف.ب)
لوكا مودريتش (أ.ف.ب)

يتصدر لوكا مودريتش (البالغ 38 عاماً) القائمة الأولية لمنتخب كرواتيا لكرة القدم في بطولة «أمم أوروبا (يورو 2024)»، وفق ما أعلن زلاتكو داليتش، مدرب المنتخب الكرواتي، اليوم الاثنين. وينتظر أن تكون هذه البطولة الأخيرة الكبرى التي يخوضها مودريتش، لاعب ريال مدريد، مع منتخب بلاده.

وتقام بطولة «يورو 2024» في الفترة من 14 يونيو (حزيران) إلى 14 يوليو (تموز) المقبلين في ألمانيا، وستكون البطولة التاسعة الكبرى التي يخوضها مودريتش مع المنتخب الكرواتي، منذ مشاركته لأول مرة في بطولة كأس العالم 2006 التي أقيمت في ألمانيا.

وشارك لوكا، الفائز بدوري أبطال أوروبا 5 مرات، في 174 مباراة دولية، وساعد المنتخب الكرواتي في احتلال المركز الثاني بكأس العالم 2018، واحتلال المركز الثالث في 2022، كما توج بجائزة «أفضل لاعب في العالم» في 2018.

وتضم القائمة: المدافع يوشكو جفارديول، ولاعب خط الوسط ماتيو كوفاسيتش، من فريق مانشستر سيتي، بالإضافة إلى 4 لاعبين من الدوري الألماني من بينهم غوسيب ستانيسيتش، لاعب باير ليفركوزن بطل الدوري، وآندريغ كراماريتش، مهاجم هوفنهايم الذي سجل 3 أهداف (هاتريك) في مرمى بايرن ميونيخ يوم السبت الماضي.

واختار داليتش أيضاً 9 لاعبين احتياطيين محتملين. ويجب أن يتم إرسال القائمة النهائية التي تضم 26 لاعباً قبل يوم 7 يونيو المقبل.

ولم يصل المنتخب الكرواتي إلى أبعد من دور الثمانية في منافسات «أمم أوروبا»، وسيلتقي مع منتخبات: إيطاليا، حامل اللقب، وإسبانيا وألبانيا، في دور المجموعات بالبطولة التي تقام في ألمانيا.

وسيتجمع الفريق يوم الأحد للدخول في معسكر مغلق لمدة أسبوعين في رييكا، حيث يخوض مباراتين وديتين أمام مقدونيا الشمالية يوم 3 يونيو، وأمام البرتغال بعدها بـ5 أيام.