ليبيا: البعثة الأممية تلتزم الصمت بعد منع رئيسها ومسؤولها الأمني من زيارة الزنتان

تشكيل حرس رئاسي في طرابلس.. والناتو يشترط طلبًا رسميًا من السراج لدعمه عسكريًا

ليبيا: البعثة الأممية تلتزم الصمت بعد منع رئيسها ومسؤولها الأمني من زيارة الزنتان
TT

ليبيا: البعثة الأممية تلتزم الصمت بعد منع رئيسها ومسؤولها الأمني من زيارة الزنتان

ليبيا: البعثة الأممية تلتزم الصمت بعد منع رئيسها ومسؤولها الأمني من زيارة الزنتان

التزمت أمس بعثة الأمم المتحدة في ليبيا الصمت حيال قيام مصلحين مجهولين بمنع موكب ضم رئيسها ومستشارها للشؤون الأمنية، من دخول مدينة الزنتان الصحراوية على بعد 140 كيلومترا جنوب غربي العاصمة طرابلس.
وطبقا لرواية مسؤول في الجيش الليبي لـ«الشرق الأوسط» فإن مسلحين منعوا الموكب من دخول المدينة التي كان يسعى المبعوث الأممي مارتن كوبلر برفقة مستشاره الأمني الفريق الإيطالي باولو سييرا، لزيارتها بعد ترتيب مع عميد بلديتها ومجلسها العسكري، مشيرا إلى أن رفض المسلحين أجبر المسؤول الأممي على المغادرة.
ونقلت وكالة الأنباء الليبية الرسمية عن مصدر أمني أن الكتيبة (50) المتمركزة في منطقة السواني منعت موكب كوبلر وسيرا من المرور إلى منطقة الزنتان، وطالبت في المقابل برجوعهما إلى العاصمة طرابلس.
ولم تصدر البعثة الأممية أي تعليق على ما حدث، لكن المسؤول العسكري الليبي أكد في المقابل صدور تعليمات من قائد الجيش الليبي الفريق خليفة حفتر إلى كل عناصر وقوات الجيش بعدم استقبال أي مسؤول من البعثة الأممية أو الحديث معه.
وسبق لحفتر نفسه أن رفض مؤخرا طلبا رسميا من الدبلوماسي الألماني كوبلر بعقد اجتماع بينهما في مقر حفتر العسكري بمدينة المرج في شرق البلاد. وسيرا هو المسؤول عن الترتيبات الأمنية المتعلقة بعمل المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني المقترحة من البعثة الأممية برئاسة رجل الأعمال الطرابلسي فائز السراج.
إلى ذلك، عزز السراج من مخاوف الكثيرين تجاه سياسات وخطط حكومته حيال الجيش الليبي، بعدما أعلن بشكل مفاجئ في قرار أصدره في ساعة مبكرة من صباح أمس تشكيل حرس رئاسي جديد قال إن مهمته ستشمل تأمين المقرات الرئاسية والسيادية والمؤسسات العامة في الدولة، بالإضافة إلى تأمينه (السراج) وأعضاء المجلس الرئاسي لحكومته وكبار زوار الدولة وتأمين تنقلاتهم ومقار إقامتهم.
وأصدر السراج هذا القرار الذي حمل توقيعه بصفته «القائد الأعلى للجيش الليبي»، على صفحة مكتبه الإعلامي على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، حيث نصت المادة الأولى من القرار على تشكيل «قوة عسكرية نظامية تسمى الحرس الرئاسي تتبع القائد الأعلى مباشرة وتتمتع بالذمة المالية والإدارية المستقلة».
كما سيتولى الحرس الرئاسي تأمين وحراسة الأهداف الحيوية، بما في ذلك المنافذ البرية والبحرية والجوية ومصادر وخطوط المياه ومحطات الطاقة الكهربائية، بالإضافة إلى أي مهام أخرى قد يكلف بها لاحقا.
ونص القرار في نسخته الأولى على أن يتولى ضابط لا تقل رتبته عن العقيد رئاسة الحرس الرئاسي الذي سيكون مقره في العاصمة الليبية طرابلس، وسيتم تكوينه من وحدات الجيش والشرطة الذين سيتم اختيارهم وإعادة تبعيتهم من مختلف الوحدات، إضافة إلى الراغبين في الالتحاق بالخدمة في صفوفه من المدن الليبية كافة.
وفى تعديل لاحق على هذا القرار المثير للجدل، تم حذف العبارة الأخيرة المتعلقة بالمتطوعين، وتعديلها على النحو التالي «والذين يتم اختيارهم وإعادة تنسيبهم من مختلف مناطق ليبيا».
ولم يحدد القرار حجم هذه القوة، لكنه يمثل أول محاولة من حكومة السراج المدعومة من المجتمع الدولي لإعادة تنظيم القوات المسلحة التابعة للدولة والتي تفككت على مدى العامين الماضيين بعدما انقسمت بين سلطتين متنازعتين على الحكم في الغرب والشرق.
وقبل ساعات من صدور هذا القرار المثير للجدل، أعلن نائب الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) ألكسندر فيرشبو أن الحلف قد يقرر مساعدة ليبيا قبل قمته المقررة في يوليو (تموز) المقبل في وارسو إذا طلبت حكومة السراج منه الدعم.
ونقلت وكالة «رويترز» عن فيرشبو قوله على هامش مؤتمر للحلف في سلوفينيا: «ما زلنا مستعدين لدعم ليبيا في بناء مؤسساتها العسكرية إذا تلقينا طلبا من الحكومة الشرعية في ليبيا». وأضاف: «نأمل جميعا أن تعزز الحكومة التي يقودها السراج سلطتها إذا حدث ذلك، وتلقينا طلبا فقد نستجيب حتى قبل أن تعقد قمة وارسو»، لكنه لم يحدد شكلا محتملا لتلك المساعدة.
وتوجد في ليبيا عشرات الجماعات المسلحة التي قاتلت نظام القذافي عام 2011 واحتفظت بأسلحتها حتى بعد الإطاحة به. وتتمتع هذه الجماعات بنفوذ كبير في طرابلس وفي مدن الغرب الليبي الأخرى.
أما في الشرق، فيقود الفريق أول ركن خليفة حفتر قوات مدعومة من البرلمان الذي يتخذ من مدينة طبرق (شرق) مقرا له. وتطلق هذه القوات على نفسها اسم «القوات العربية الليبية المسلحة»، وهي تضم خليطا من وحدات عسكرية نظامية وجماعات مسلحة.
ولا تشمل سلطة حكومة السراج القوات التي يقودها حفتر على اعتبار أن هذه القوات موالية للبرلمان الذي يدعم حكومة موازية في شرق البلاد، رغم أن هذه الحكومة التي تتخذ من مدينة البيضاء مقرا لها لم تعد تحظى باعتراف المجتمع الدولي.



تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
TT

تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

سلطت أحدث التقارير الحقوقية في اليمن الضوءَ على آلاف الانتهاكات التي ارتكبتها الجماعة الحوثية ضد المدنيين في 3 محافظات، هي العاصمة المختطفة صنعاء، والجوف، والحديدة، بما شملته تلك الانتهاكات من أعمال القمع والقتل والخطف والتجنيد والإخضاع القسري للتعبئة.

وفي هذا السياق، رصد مكتب حقوق الإنسان في صنعاء (حكومي) ارتكاب جماعة الحوثيين نحو 2500 انتهاك ضد المدنيين في صنعاء، خلال عامين.

بقايا منازل فجرها الحوثيون في اليمن انتقاماً من ملاكها (إكس)

وتنوّعت الانتهاكات التي طالت المدنيين في صنعاء بين القتل والاعتداء الجسدي والاختطافات والإخفاء القسري والتعذيب ونهب الممتلكات العامة والخاصة وتجنيد الأطفال والانتهاكات ضد المرأة والتهجير القسري وممارسات التطييف والتعسف الوظيفي والاعتداء على المؤسسات القضائية وانتهاك الحريات العامة والخاصة ونهب الرواتب والتضييق على الناس في سُبل العيش.

وناشد التقرير كل الهيئات والمنظمات الفاعلة المعنية بحقوق الإنسان باتخاذ مواقف حازمة، والضغط على الجماعة الحوثية لإيقاف انتهاكاتها ضد اليمنيين في صنعاء وكل المناطق تحت سيطرتها، والإفراج الفوري عن المخفيين قسراً.

11500 انتهاك

على صعيد الانتهاكات الحوثية المتكررة ضد السكان في محافظة الجوف اليمنية، وثق مكتب حقوق الإنسان في المحافظة (حكومي) ارتكاب الجماعة 11500 حالة انتهاك سُجلت خلال عام ضد سكان المحافظة، شمل بعضها 16 حالة قتل، و12 إصابة.

ورصد التقرير 7 حالات نهب حوثي لممتلكات خاصة وتجارية، و17 حالة اعتقال، و20 حالة اعتداء على أراضٍ ومنازل، و80 حالة تجنيد للقاصرين، أعمار بعضهم أقل من 15 عاماً.

عناصر حوثيون يستقلون سيارة عسكرية في صنعاء (أ.ف.ب)

وتطرق المكتب الحقوقي إلى وجود انتهاكات حوثية أخرى، تشمل حرمان الطلبة من التعليم، وتعطيل المراكز الصحية وحرمان الموظفين من حقوقهم وسرقة المساعدات الإغاثية والتلاعب بالاحتياجات الأساسية للمواطنين، وحالات تهجير ونزوح قسري، إلى جانب ارتكاب الجماعة اعتداءات متكررة ضد المناوئين لها، وأبناء القبائل بمناطق عدة في الجوف.

ودعا التقرير جميع الهيئات والمنظمات المحلية والدولية المعنية بحقوق الإنسان إلى إدانة هذه الممارسات بحق المدنيين.

وطالب المكتب الحقوقي في تقريره بضرورة تحمُّل تلك الجهات مسؤولياتها في مناصرة مثل هذه القضايا لدى المحافل الدولية، مثل مجلس حقوق الإنسان العالمي، وهيئات حقوق الإنسان المختلفة، وحشد الجهود الكفيلة باتخاذ موقف حاسم تجاه جماعة الحوثي التي تواصل انتهاكاتها بمختلف المناطق الخاضعة لسيطرتها.

انتهاكات في الحديدة

ولم يكن المدنيون في مديرية الدريهمي بمحافظة الحديدة الساحلية بمنأى عن الاستهداف الحوثي، فقد كشف مكتب حقوق الإنسان التابع للحكومة الشرعية عن تكثيف الجماعة ارتكاب مئات الانتهاكات ضد المدنيين، شمل بعضها التجنيد القسري وزراعة الألغام، والتعبئة الطائفية، والخطف، والتعذيب.

ووثق المكتب الحقوقي 609 حالات تجنيد لمراهقين دون سن 18 عاماً في الدريهمي خلال عام، مضافاً إليها عملية تجنيد آخرين من مختلف الأعمار، قبل أن تقوم الجماعة بإخضاعهم على دفعات لدورات عسكرية وتعبئة طائفية، بغية زرع أفكار تخدم أجنداتها، مستغلة بذلك ظروفهم المادية والمعيشية المتدهورة.

الجماعة الحوثية تتعمد إرهاب السكان لإخضاعهم بالقوة (إ.ب.أ)

وأشار المكتب الحكومي إلى قيام الجماعة بزراعة ألغام فردية وبحرية وعبوات خداعية على امتداد الشريط الساحلي بالمديرية، وفي مزارع المواطنين، ومراعي الأغنام، وحتى داخل البحر. لافتاً إلى تسبب الألغام العشوائية في إنهاء حياة كثير من المدنيين وممتلكاتهم، مع تداعيات طويلة الأمد ستظل تؤثر على اليمن لعقود.

وكشف التقرير عن خطف الجماعة الحوثية عدداً من السكان، وانتزاعها اعترافات منهم تحت التعذيب، بهدف نشر الخوف والرعب في أوساطهم.

ودعا مكتب حقوق الإنسان في مديرية الدريهمي المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لإيقاف الانتهاكات التي أنهكت المديرية وسكانها، مؤكداً استمراره في متابعة وتوثيق جميع الجرائم التي تواصل ارتكابها الجماعة.