عندما قدمت شركة أمازون جهاز القارئ الإلكتروني عام 2007، كان المجتمع يمر بمرحلة انتقالية في عالم الهواتف المحمولة.
كان الهاتف الذكي على وشك الخروج للنور، وفي السنوات التالية أكدت الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية نفسها بصفتها أجهزة أساسية لكل من يسعى للتواصل مع الآخرين، واللعب، ودخول الإنترنت والتحليق في عالم التواصل الاجتماعي.
بيد أن شركة «أمازون»، التي تبدو الآن غريبة في تركيزها أكثر من غيرها على أجهزة القراءة الإلكترونية، قد احتلت موضعها اللائق. وقد قدمت في شهر أبريل (نيسان) الماضي جهاز القراءة «كيندل» من الجيل الثامن لكل من يتطلع إلى دفع مبلغ من المال مقابل أداة خفيفة الوزن كل وظيفته هي القراءة فقط.
* كيندل أوازيس
يباع الجهاز الجديد «كيندل أوازيس Kindle Oasis» بسعر 289 دولارا أميركيا؛ ما يجعله الأعلى سعرا بين جميع أجهزة القراءة من إنتاج «أمازون»، بينما يعرض جهاز القراءة السابق الذي مثّل قمة تلك التكنولوجيا بسعر 200 دولار. ويتميز «كيندل أوازيس» بخفة وزنه، حيث يزن 4.6 أونصة (130 غراما)، أي 20 في المائة أقل وزنا من أي جهاز قراءة آخر ماركة كيندل. وللمقارنة، فأحدث جهاز «آي باد ميني» يزن 10 أونصات (280 غراما تقريبا).
السعر الذي حددته «أمازون» يعد عاليا بالنسبة لـ«كيندل أوازيس»؛ لأن الجهاز متوافر بحقيبة جلدية تحوي بطارية إضافية تعمل على إطالة عمر شحنة الجهاز الأصلية؛ ولذلك فبطارية الجهاز تدوم شهورا طويلة، وتفوق أي بطارية أخري في عائلة: «كيندل أوازيس» التي لا تدوم سوى أسابيع، وفق «أمازون».
وصرح ديفيد ليمب، النائب الأول لرئيس مجلس الإدارة المسؤول عن مبيعات الأجهزة، بأن مبيعات منتجها «كيندل» في ازدياد على الرغم من التحديات التي تواجهها من غيرها من أجهزة المحمول.
وقال ليمب: «إن الحاجة كانت ملحة إلى إنتاج جهاز مخصص للقراءة»، مضيفا أنه «ليس من الخطأ القراءة باستخدام هاتف محمول أو جهاز لوحي، لكن في العالم الحديث، عندما تقرأ في جهاز لوحي فلن تستطيع التركيز». وأضاف: «قد تصلك رسالة بالبريد الإلكتروني، أو إخطار ما، أو رسالة نصية من عائلتك، وسيتشتت ذهنك بعيدا عن النص الذي تقرأه، وستبتعد عن القصة التي تقرأها».
* قارئ إلكتروني
يذكر أن «أمازون» لم تشعر بأي وخز للضمير بتشتيتها لانتباه الناس إلكترونيا بعد طرحها عائلة منتجات «فاير فاميلي» التي اشتملت على أجهزة لوحية متعددة الأغراض، وكانت طرحت هاتف «فاير» الذي لم ينجح في الأسواق بين المستخدمين.
يقتصر عمل جهاز «كيندل أوازيس» على القراءة فقط. وظهر الجهاز سميكا نسبيا، وعند حمله تلحظ الفارق بين سماكة الجانبين، وهو ما شبهه ليمب بظهر الكتاب.
يعد حمل كيندل أوازيس أسهل من حمل أي من المنتجات السابقة لكيندل، وحلت «كيندل» مشكلة السماكة جزئيا بنقل جزء من البطارية للغطاء الخارجي. يطرح كيندل أوازيس مع شاشة عرض «أمازون بيبر وايت» التي تشبه في وضوحها الطباعة على الورق.
ونظرا لسعره، من المرجح ألا يروق الجهاز الجديد إلا لمحبي الكتب الإلكترونية فقط، حيث إن سعر آخر جهاز كيندل لم يتعد 80 دولارا فقط.
لم يستطع أحد القراء المخلصين، جيفري بيزوس، المدير التنفيذي لشركة أمازون، إخفاء دهشته بعد رؤية الجهاز الأسبوع الماضي. وصرح ليمب، نائب المدير التنفيذي، بأنه كان جالسا إلى جوار مديره الذي فعل شيئا يتناقض مع نهج المؤسسة، حيث قام المدير بإبلاغ العالم عبر موقع «تويتر» عن طرح المنتج الجديد، على الرغم من أن أمازون دائما ما تلتزم بالسرية التامة بشأن منتجاتها الجديدة.
*خدمة «نيويورك تايمز»