اتفاق قبلي يتكلل بانسحاب عناصر«القاعدة» من زنجبار وجعار

تم بمباركة الجيش.. وقضى بتسليم مؤسسات الدولة في المدينتين

اتفاق قبلي يتكلل بانسحاب عناصر«القاعدة» من زنجبار وجعار
TT

اتفاق قبلي يتكلل بانسحاب عناصر«القاعدة» من زنجبار وجعار

اتفاق قبلي يتكلل بانسحاب عناصر«القاعدة» من زنجبار وجعار

انسحبت عناصر تنظيم القاعدة من مدينتي زنجبار وجعار، بمحافظة أبين (شرق مدينة عدن)، تنفيذا للاتفاق المبرم بين هذه العناصر ولجان الوساطة القبلية.
وقالت مصادر محلية لـ«الشرق الأوسط» إن الانسحابات من المقرات الحكومية جاءت بعد جهود قبلية قادها الشيخين عباس طاحل وعادل الحسني مع «القاعدة» في أبين، وتكللت باتفاق قضى بانسحاب هذه العناصر من المدينتين اللتين سيطرت عليهما مطلع ديسمبر (كانون الأول) الماضي، إثر عملية اغتيال زعيم القاعدة جلال بلعيدي ومرافقيه بضربة طائرة أميركية يوم 2 ديسمبر. وقالت المصادر إن الانسحاب بدأ أمس (الخميس) من عاصمة المحافظة زنجبار، وتم تسليم كافة مؤسسات الدولة في مدينة جعار إلى قائد المقاومة الجنوبية علي باعش، ومديرها العام ومدير أمنها، مشيرة إلى قيام الأخير بإحلال الحراسات الأمنية بدلا عن هذه العناصر في هذه المنشآت الحكومية، ومن بينها مستشفى الرازي العام في مدينة جعار. أما المؤسسات في عاصمة المحافظة، مبنى السلطة المحلية ومكتب محو الأمية وعدد آخر من المقرات، فستسلم للجنة أخرى برئاسة مدير عام المديرية أحمد رشيد الشدادي، ومدير أمن زنجبار العقيد سالم الحامدي.
وأكدت مصادر أمنية حكومية لـ«الشرق الأوسط» أن قوات الجيش والأمن المسنودة من التحالف رحبت بالاتفاق، الذي سيجنب المدينتين عبث وتدمير ونهب كالذي أعقب الحرب الأولى عام 2012م، مشيرة إلى أن الجهات الحكومية ترقب عملية الوساطة ومدى تنفيذها خلال خمسة أيام بدأت صباح أمس الخميس، وتنتهي بتسليم كامل لهذه المؤسسات من قبل جهات حكومية في أبين. وكشفت أن عناصر «القاعدة» قامت خلال الأسابيع الماضية بتلغيم مؤسسات حكومية ومساحة واسعة في مدينة زنجبار، استعدادا للمعركة المرتقبة مع القوات الموالية للسلطة الشرعية والمسنودة بطيران ودعم قوات التحالف. وأوضحت أن لجانا شكلت إثر الاتفاق الأخير، وستكون مهمتها إزالة هذه الألغام، وتفكيك العبوات الناسفة المنتشرة في محيط المدينة وداخل المؤسسات الحكومية، وأن السلطات الحكومية ستدخل المدينة بعد خمسة أيام من بدء الانسحاب، وإزالة وتفكيك الألغام والمواد المتفجرة، إلى جانب قيام الجيش الوطني بتأمين المدينة.
وأشارت إلى أن عناصر تنظيم القاعدة طالبوا بتعهد بعدم تنفيذ أي عمليات عسكرية خلال الـ5 أيام التالية لسريان الاتفاق، بما في ذلك أعمال القصف الجوية التي ينفذها طيران التحالف العربي، وهو ما التزمت به الجهات الممثلة للحكومة، وأكدت أن قوات الجيش والأمن جاهزة لتسلم مهمة تأمين المدينة وتفعيل كل أقسام الشرطة فيها فور تسلمها.
وجاءت الوساطة القبلية في محافظة أبين عقب انتكاسة الجماعات المحسوبة على تنظيم القاعدة في محافظة عدن، ومن ثم لحج وحضرموت، اللتين دخلتهما قوات الجيش والمقاومة مسنودة بطائرات التحالف العربي الذي تقوده السعودية والإمارات.
إلى ذلك، يعتقد مراقبون أن ذراع تنظيم القاعدة في اليمن لا يزال يمثل قوة مؤثرة، ويشكل خطرا متزايدا على السفن التجارية في الممرات البحرية المهمة القريبة، رغم جهود القوات الحكومية اليمنية وحلفائها لدحر التنظيم.
وأكد تنظيم القاعدة، السبت الماضي، انسحابه من ميناء المكلا في جنوب اليمن، بعد أسبوع من استعادة قوات يمنية وإماراتية للميناء الذي استخدمه المتشددون الإسلاميون لجني مبالغ طائلة.
وقال الكابتن ويليام نو، رئيس أركان القوة البحرية متعددة الجنسيات متحدثا لوكالة «رويترز»: إن المكاسب التي حققتها القوات اليمنية «مشجعة» وتمثل «انتكاسة» لتنظيم القاعدة، لكنه أضاف أن التنظيم لا يزال لديه قدرات بسبب استمرار الحرب الأهلية الحالية. وأضاف أن القوة التي يمثلها، والتي تشمل مهامها التصدي لأعمال القرصنة ومكافحة الإرهاب في المنطقة «تنظيم القاعدة في جزيرة العرب استفاد من تلك الفوضىن وتحرك ليملأ الفراغ، وساعده ذلك على اكتساب المزيد من القوة». وتقع مدن ساحل حضرموت وشبوة وأبين ولحج قرب مضيق باب المندب الذي تمر منه يوميا إمدادات نفطية تقدر بنحو أربعة ملايين برميل في طريقها لأوروبا والولايات المتحدة وآسيا.
ولليمن ساحل يمتد بطول 1900 كيلومتر على خليج عدن والبحر الأحمر، وهي منطقة كبيرة تصعب مراقبتها بالنظر للجهد الذي تتولاه القوات البحرية الدولية في التصدي لأعمال قرصنة تتم من الصومال، وهي أعمال تم احتواؤها في السنوات الماضية.
وميدانيا، سجلت لجنة المراقبة المحلية لوقف إطلاق النار في محافظة الضالع، جنوب البلاد، عددا من الخروقات التي ارتكبتها ميليشيات الحوثي وقوات المخلوع صالح في جبهتي مريس وحمك جنوب وشرق مدينة إب وسط البلاد. وقالت مصادر في اللجنة المكلفة بمراقبة تثبيت وقف إطلاق النار لـ«الشرق الأوسط» إن الميليشيات الانقلابية خرقت اتفاق تثبيت وقف إطلاق النار، ولليوم الثالث على التوالي، مشيرة لارتكابها لـ14 خرقا متواصلا توج بهجوم عنيف وواسع على مواقع المقاومة والجيش الوطني في يعيس، شمال منطقة مريس ومحيطها، في محاولة منها للزحف والتقدم، مستخدمة كل أنواع الأسلحة الخفيفة والمتوسطة والثقيلة، قبل أن يتصدى لهم رجال المقاومة والجيش الوطني، مما أدى لإصابة أحد عناصر المقاومة عبد العزيز يحيى قعموص بإصابة خطيرة في الرأس.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.