مشروع قانون جديد يسرع ضم الضفة الغربية إلى إسرائيل

بعض المراقبين عدوه بمثابة نظام فصل عنصري

مشروع قانون جديد يسرع ضم الضفة الغربية إلى إسرائيل
TT

مشروع قانون جديد يسرع ضم الضفة الغربية إلى إسرائيل

مشروع قانون جديد يسرع ضم الضفة الغربية إلى إسرائيل

أعلن رئيس حزب المستوطنين «البيت اليهودي»، وزير التربية والتعليم، والنائبة أييلت شكيد، وزيرة القضاء، عن نيتهما دفع مشروع قانون جديد يعجل مشروع اليمين المتطرف بضم الضفة الغربية المحتلة أو أجزاء منها إلى تخوم إسرائيل.
وأطلقت شكيد على المشروع «قانون المعايير»، وهدفه المعلن تطبيق الشروط القانونية السارية داخل الخط الأخضر على المستوطنين في المناطق المحتلة؛ مما يعني عمليا أن القانون الإسرائيلي بالكامل سيطبق على اليهود المستعمرين في الضفة الغربية، وستصبح هناك منظومتان كاملتان للقوانين: واحدة للمستوطنين اليهود والأخرى للفلسطينيين، الذين تسري عليهم القوانين العسكرية، وهو بكلمات أخرى نظام فصل عنصري، حسب عدد من المراقبين.
وخلال خطاب ألقته، أمس، أمام «المنتدى القانوني لأرض إسرائيل»، وعشية طرح المشروع أمام لجنة القانون البرلمانية، قالت شكيد إنه «يجب مساواة الشروط، فهناك قوانين أساسية لا تسري في يهودا والسامرة (الضفة الغربية)، وهدفي هو أن يتم خلال سنة تحقيق مساواة الشروط، إما بواسطة أمر يصدر عن قائد المنطقة، أو من خلال المساواة القانونية».
وكان النائبان أوريت ستروك من البيت اليهودي، وياريف ليفين من الليكود، قد قدما مشروع هذا القانون خلال عهد الحكومة السابقة برئاسة بنيامين نتنياهو، وطالبا بتطبيق القوانين الإسرائيلية في المستوطنات، رغم معارضة المستشار القانوني السابق للحكومة، يهودا فاينشتاين. وبسبب معارضة فاينشتاين قرر نتنياهو تجميد المشروع، لكن بعد استبدال المستشار القضائي بمستشار جديد هو مندل بليت، أصبحت الفرصة سانحة للعودة إلى المشروع، ومما لا شك فيه أن وقوف وزيرين في الحكومة وراءه سيمنحه فرصة أكبر للعبور في المسار التشريعي.
ويحدد مشروع القانون بأن كل قانون يسنه الكنيست الإسرائيلي، سيسري على مستوطنات الضفة بواسطة أمر عسكري يصدره قائد المنطقة. وفي هذا محاولة التفاف على القانون؛ إذ إن إبقاءه رهنا لقرار الحاكم العسكري يظهره مختلفا عن القوانين الإسرائيلية.
وجاء في مشروع القرار أن مئات آلاف الإسرائيليين الذين يعيشون في المناطق يصوتون للكنيست، لكن حياتهم لا تدار حسب قوانين الكنيست، وإنما بواسطة أوامر يصدرها قائد المنطقة الوسطى.
وحسب ادعائهم فإن كثيرًا من القوانين المهمة، مثل خدمات الصحة والإنقاذ، وتسهيل وصول المعاقين وجودة البيئة لا تسري في تلك المناطق.
وقالت الوزيرة شكيد، أمس، إنه «من المهم أن يملك وزير القضاء القوة السياسية والقدرات السياسية»، وأعربت عن رأيها بأن المحكمة العليا تتعامل مع قضايا لا يجب أن تعامل فيها، مثل تسوية الصراعات وإنما تحديد السياسات». كما قالت إنها تحدثت مع رئيس المحكمة العليا المتقاعد أهارون براك حول سن قوانين تتجاوز المحكمة العليا، لكن النقاش الدائر حاليا يتعلق بالغالبية المطلوبة لسن قوانين كهذه.
وقد أيدها الوزير بنيت، قائلا إنه يرى فيه مقدمة لضم قسم من الضفة الغربية لإسرائيل، «وهذا ليس عيبا بل هو طموحنا وهدفنا».



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.