جرحى فصائل المعارضة يعانون من قلة المساعدات والتمييز بينهم

معظمهم باتوا معوقين ولا مخصصات لهم ضمن ميزانية الفصيل

جرحى فصائل المعارضة يعانون  من قلة المساعدات والتمييز بينهم
TT

جرحى فصائل المعارضة يعانون من قلة المساعدات والتمييز بينهم

جرحى فصائل المعارضة يعانون  من قلة المساعدات والتمييز بينهم

لا تقلّ معاناة مقاتلي المعارضة وعائلاتهم عن تلك التي يعيشها كل أبناء سوريا، لكن حالة هؤلاء تبقى مضاعفة لأسباب متعلقة في كثير من الأحيان بعدم قدرتهم على تأمين مستلزمات حياة عائلاتهم وأولادهم، بسبب الإصابات التي تؤدي إلى إعاقتهم. وفي غياب أي إحصاءات دقيقة لعدد هؤلاء المقاتلين، فإن تقديرات المعارضة ترجّح بأن هناك نحو مائة ألف شخص بين مصاب وقتيل في صفوف الفصائل منذ بدء الأزمة السورية، فيما تبقى المشكلة الأهم في عدم قدرة هذه الفصائل على مساعدة عناصرها المصابين لغياب المخصصات اللازمة لهم، في وقت يتّهم بعضهم، المسؤولين بعدم الاهتمام بهم أو التمييز فيما بينهم.
ويمثل أبو شادي، (18 عاما) نموذجا لوضع المصابين من مقاتلي المعارضة. فهو الذي بترت رجله اليمنى بعد تعرض الجبهة التي كان يقاتل فيها في منطقة داريا، بريف دمشق، لقصف بالبراميل المتفجرة، حيث قتل صديقه أمام عينه، ولا يزال هو يعاني نتيجة إصابته، ولم يجد أمامه إلا خيار العيش في أحد المراكز العسكرية لتأمين لقمة عيشه على الأقل. يقول في حديثه لـ«الشرق الأوسط»: «بعد إصابتي تم نقلي إلى الأردن حيث خضعت للعلاج اللازم وتمكنت من الوقوف على قدمي اليسرى فيما زرع لي في القدم اليمنى طرف صناعي»، مضيفا: «لكن بسبب تكلفة الحياة المرتفعة هناك وفي غياب أي معيل لي، بعدما قتل شقيقاي في الحرب واعتقل الثالث، قررت العودة إلى داريا للعمل في «الصفوف الخلفية» أي في بعض الأعمال الإدارية».
وفي هذا الإطار، يلفت رامي الدالاتي، رئيس المكتب السياسي في جيش التوحيد، إلى أن معظم الفصائل تقدم المساعدات الطبية لعلاج العناصر في بداية الأمر، فيما يترك هؤلاء وعائلاتهم بعد ذلك لمصيرهم بسبب عدم وجود مخصصات لهم، نظرا لاقتصار ميزانية الفصائل على الذين يقاتلون على أرض المعركة. ويشير في حديثه لـ«الشرق الأوسط» إلى أن من يعاني من إعاقة دائمة تتم إحالته إلى بعض الجمعيات المتخصصة في تقديم المساعدات الطبية، بحيث لا يكون أيضا الوضع سهلا، نظرا إلى إمكانات هذه الجمعيات الضعيفة، تقنيا وماديا. وفيما يتم نقل من يحتاج إلى أطراف صناعية من منطقة الشمال السوري إلى تركيا ومن الجنوب إلى الأردن، يفتقد من هم في المناطق الأخرى للعلاج اللازم لعدم وجود منفذ بري إلى أي بلد آخر، ما قد يؤدي في أحيان كثيرة إلى بتر أطراف المقاتلين، بحسب إسماعيل الداراني، عضو مجلس قيادة الثورة في ريف دمشق، الذي لفت إلى أن معظم الإصابات ناتجة عن البراميل المتفجرة. ويلفت إلى أن بعض المقاتلين الذين يصابون بإعاقة معيّنة، يتم الاستعانة بهم في بعض الأعمال الإدارية، ولا سيما الشباب منهم.
من جهته، يقول الدكتور في أحد المستشفيات الميدانية في ريف اللاذقية، عثمان جوني، أنه وفي المرحلة الأولى من إصابة المقاتل يقدّم له الفصيل الذي يقاتل إلى جانبه أو الحكومة السورية المؤقتة بعض المساعدات إنما وبعد فترة، يصبح حاله أو حال عائلته، إذا فارق الحياة، كأي عائلة لاجئة سوريا تبحث عمن يقدم لها المساعدة. ويلفت جوني إلى أنّ المستشفيات الميدانية تحصل على المساعدات الطبية والتمويل بدورها من المنظمات، إنما المشكلة تبقى أيضا في قلّة هذه المساعدات، كما ونوعا، لافتا إلى أنّ معظم إصابات المقاتلين هي في الرأس أو الأطراف، أي أنها تؤدي في أحيان كثيرة إلى شلل أو إعاقة دائمة أو وفاة.
ويتّهم بعض المصابين، الجهات المعنية بالتمييز فيما بين المقاتلين، لجهة المساعدات ونوعية العلاج التي يحصلون عليها. وهو ما يشير إليه، جواد الجاسم، رب عائلة من ستة أفراد، لافتا في حديثه لـ«مكتب أخبار سوريا» إلى أنه أصيب بساقه إصابة غير خطرة خلال معركة بريف حماه، ولكن الإهمال وعدم المتابعة الطبية أديا إلى عجز في ساقه التي باتت تعيق سيره، مؤكدًا أن الفصيل العسكري الذي كان يقاتل معه لم يصرف له أي مبلغ مالي من أجل علاجه ما زاد من سوء حالته، في حين تم علاج آخرين أصيبوا بالمعركة ذاتها، في المستشفيات التركية وبأعلى درجات العناية والتكاليف، كونهم من أقرباء قائد الفصيل.
من جهته، يقول المقاتل السابق «أبو حسين» إنه فقد ثلاثة أطراف أثناء قتاله عام 2014 ضد قوات النظام في مدينة مورك بريف حماه الشمالي، إثر استهداف مجموعته بصاروخ من طراز كورنيت، لافتًا إلى أن كتيبته خصصت له راتبا شهريا يبلغ 20 ألف ليرة سوريا (نحو 40 دولارا أميركيا)، لا تكفي احتياجات أولاده ومنزله.
أما حسام العلي، الذي أصيب بإحدى معارك ريف حماه، فيقول إن إصابته في الأعصاب تستوجب علاجا من طبيب في مستشفى متخصص، الأمر الذي لم يوفره الفصيل العسكري الذي كان منضويا فيه، ما أدى إلى شلل كامل في يده اليمنى، مؤكدًا أن معظم الفصائل تعتمد في علاج عناصرها على النقاط الطبية والمستشفيات الميدانية المجانية، التي لا تحتوي على كافة الاختصاصات الطبية.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.