مراسلة قناة داعمة للأسد تلتقط صورة «سيلفي» مع جثث مقاتلي المعارضة

تكرر ظاهرة التقارير الصادمة لافتقارها إلى المهنية

مراسلة قناة داعمة للأسد تلتقط صورة «سيلفي» مع جثث مقاتلي المعارضة
TT

مراسلة قناة داعمة للأسد تلتقط صورة «سيلفي» مع جثث مقاتلي المعارضة

مراسلة قناة داعمة للأسد تلتقط صورة «سيلفي» مع جثث مقاتلي المعارضة

بينما تفيض وسائل الإعلام بصور ضحايا الغارات الجوية السورية الروسية في حلب وتمتلئ الصفحات بمقاطع فيديو وصور للقتلى والجرحى الأطفال، نشرت مراسلة قناة «سما» المحلية الداعمة للنظام على حسابها في موقع «فيسبوك» صورة لها «سيلفي» ويظهر خلفها عشرات الجثث لمقاتلين من المعارضة والمدنيين، وبدت المراسلة الميدانية بابتسامتها العريضة بماكياج كامل.
وأرسلت المراسلة عبر حسابها تحية لمن أسمتهم بـ«بواسل جيشها الذين كان لهم الفضل في صد هجوم العصابات المسلحة، وإحباط محاولة تسللهم نحو المناطق الآمنة في الجزء الغربي لحلب»، قاصدة بهذا الكلام أحياءً خلت من سكانها بسبب القصف وتحولت لثكنات عسكرية، «فباتت آمنة».
وظهرت المراسلة منذ الثلاثاء الماضي إلى جانب جثث من قوات المعارضة في محيط بلدة باشكوي في ريف حلب الشمالي، وبعد التبليغ على صورتها مع الجثث، تم سحب الصورة لتبقى صور كنانة مع جنود من قوات النظام في حلب، حيث تدور معارك شرسة على وقع غارات جوية مكثفة من قبل قوات النظام وسلاح الجو الروسي.
وأثارت الصورة الـ«سيلفي» استياءً كبيرًا في أوساط السوريين، وتناقل ناشطون ومواطنون الصورة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، مشيرين إلى أن هذا السلوك غير إنساني، يفتقر إلى الحد الأدنى من المعايير المهنية والأخلاقية، واشتعلت صفحات السوريين على مواقع التواصل الاجتماعي والمواقع السورية المحلية، برفض السلوك غير الأخلاقي للإعلامية القريبة من النظام.
يذكر أن هذا السلوك من قبل إعلاميين وإعلاميات محسوبين على النظام، تكرر مرات كثيرة، ففي عام 2012 ظهرت مراسلة من قناة «الدنيا» التي أصبح اسمها لاحقا قناة «سما»، في تقرير مصور من داريا بعد مجزرة مروعة ارتكبتها قوات النظام وذهب ضحيتها أكثر من 700 مدني، وهي تتنقل بين الجثث بماكياج كامل وطلاء أظافر أحمر، تحاول أن تستنطق امرأة تحتضر كانت مختبئة في مقبرة، كما حاولت استنطاق طفلة جلست مذعورة إلى جانب جثة أمها. وفي عام 2014 ظهرت المراسلة في تقرير أعدته في حمص عن مجزرة المطاحن التي قتل فيها نحو 18 شابًا من مقاتلي المعارضة في حمص القديمة، حيث وقفت على الجثث لتتحدث عن بطولات قوات النظام في دحر الإرهاب.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.