السودان يشيد بتصدي السعودية للإرهاب ومحاولات زعزعة الأمن

البشير يندد بمحاولات إلصاق تهمة الإرهاب بالإسلام

عمر البشير
عمر البشير
TT

السودان يشيد بتصدي السعودية للإرهاب ومحاولات زعزعة الأمن

عمر البشير
عمر البشير

أبدى الرئيس السوداني عمر البشير تقدير حكومته لوقوف المملكة العربية السعودية وتضامنها مع بلاده في القضايا كافة، وبتصديها لمحاولات زعزعة الأمن في المنطقة عبر التحالف مع أشقائها، تحت القيادة الحكيمة لخادم الحرمين الشريفين، فيما أشاد المدير العام لجهاز الأمن والمخابرات الفريق أول محمد عطا بجهود المملكة في مكافحة الإرهاب التي جعلت منها نموذجًا في المنطقة.
وقال البشير، لدى مخاطبته افتتاح أعمال المؤتمر الدولي حول قضايا الإرهاب والتطرف الطائفي في أفريقيا بالخرطوم، أمس، إن من سماهم «الأعداء»، حاولوا إلصاق تهمة الإرهاب بالإسلام، وعملوا على وصمه بأنه دين العنف والقتل والإيذاء والنيل من الغير، وحاولوا إلباس الإسلام لباس الفوضى والعشوائية والقمع، وأضاف أن «الإسلام هو دين المحبة والتسامح والرحمة، وسبيل دعوته اللين والحكمة وليس بحد السيف».
وبدأت في الخرطوم، أمس، أعمال المؤتمر الدولي حول قضايا الإرهاب والتطرف الطائفي في أفريقيا، الذي تنظمه وزارة الإرشاد والأوقاف السودانية بتعاون مع رابطة العالم الإسلامي.
من جهته، أشاد المدير العام لجهاز الأمن السوداني بجهود خادم الحرمين الشريفين في إنشاء التحالف العسكري الإسلامي لمحاربة الإرهاب، واعتبره أهم المنجزات التي تخدم الأمة الإسلامية.
وقال وزير الدولة بوزارة الإرشاد السوداني رئيس اللجنة العليا للمؤتمر، نزار الجيلي المكاشفي عمر، إن التطرف الطائفي يؤثر بصورة سلبية على الفرد والمجتمع، مشيرًا إلى أن بلاده تلعب دورا مهما في التصدي لقضايا الإرهاب في أفريقيا، مستفيدة من علاقاتها المميزة مع الدول الأفريقية، ومع رابطة العالم الإسلامي. ودعا إلى التصدي للتطرف والإرهاب الذي يشرد الأسر والأطفال والنساء ويدمر الأخلاق، والذي لا يمت إلى الدين الإسلامي بصلة، مشيرًا إلى أن المؤتمر يناقش عددًا من المحاور لمحاربة الإرهاب والتطرف في أفريقيا، يقدمها علماء من أفريقيا وخارجها.
ويناقش المؤتمر أربعة محاور تتضمن أسباب ونتائج الإرهاب في أفريقيا، وأخطار وآثار التطرف الطائفي في أفريقيا، ومسؤوليات وجهود مواجهة الإرهاب والتطرف الطائفي، ووسائل وآليات مواجهة الإرهاب والتطرف الطائفي في القارة.
من جهته، أوضح البشير أن الإسلام جعل الناس سواسية في ميزان الحق، وأنهم لا يتمايزون إلا بحظ في تقوى الله عز وجل، وأن قوام الإسلام وعماده الوسطية والاعتدال دون تفريط أو إهمال، ما جعل من أمة الإسلام أمة الوسط والشهادة على الأمم. كما حذر الرئيس البشير مما سماه محاولات البعض وضع يده على ثروات قارة أفريقيا والتسلط على مواردها وسرقة خيراتها، واستدرك قائلا: «لكننا نريد لها أن تنعم بالأمن والسلام والاستقرار الذي يمكنها من توظيف هذه الإمكانات والمقدرات، من نهضة وتحقيق الرفاهية لشعوبها والتواصل الإيجابي والبناء مع القارات الأخرى، تبادلاً للمنافع وتكاملاً في الأدوار».
ودعا البشير إلى تضافر الجهود لتجنيب شباب القارة الوقوع في مصائد الإرهاب والتطرف الطائفي والاستلاب الحضاري، بالتذكير المستمر بأصول الإسلام الواقية من مثل هذه الشراك، مؤكدًا رعايته لمخرجات المؤتمر الذي يستمر ليومين: «لتكون ثمارها خيرًا وبركة على شعوب قارتنا الأفريقية، وأمتنا الإسلامية».
ودعا الرئيس السوداني الحضور إلى جعل مداولات المؤتمر سبيلاً علميًا لمناقشة قضايا الإرهاب وبحثها وتحليلها للوصول إلى نتائج توصل إلى برامج عملية لمعالجة لقضايا الإرهاب وتجنيب القارة خطرها، وتشجيع التعايش السلمي والتسامح بين شعوبها.



هدنة غزة: انتشار «حماس» في القطاع يثير تساؤلات بشأن مستقبل الاتفاق

مسلحو «حماس» يسلمون رهينة إسرائيلية إلى أعضاء اللجنة الدولية للصليب الأحمر (رويترز)
مسلحو «حماس» يسلمون رهينة إسرائيلية إلى أعضاء اللجنة الدولية للصليب الأحمر (رويترز)
TT

هدنة غزة: انتشار «حماس» في القطاع يثير تساؤلات بشأن مستقبل الاتفاق

مسلحو «حماس» يسلمون رهينة إسرائيلية إلى أعضاء اللجنة الدولية للصليب الأحمر (رويترز)
مسلحو «حماس» يسلمون رهينة إسرائيلية إلى أعضاء اللجنة الدولية للصليب الأحمر (رويترز)

أثار انتشار عسكري وأمني لعناصر من «حماس» وموالين لها، عقب بدء تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار بقطاع غزة، تساؤلات بشأن مستقبل الصفقة، في ظل ردود فعل إسرائيلية تتمسك بالقضاء على الحركة، وجهود للوسطاء تطالب الأطراف بالالتزام بالاتفاق.

تلك المشاهد التي أثارت جدلاً بمنصات التواصل بين مؤيد ورافض، يراها خبراء تحدثوا لـ«الشرق الأوسط»، ستكون ذريعة محتملة لإسرائيل للانقلاب على الاتفاق بعد إنهاء المرحلة الأولى والعودة للحرب، معولين على جهود للوسطاء أكبر لإثناء «حماس» عن تلك المظاهر الاستعراضية التي تضر مسار تنفيذ الاتفاق.

بينما قلل محلل فلسطيني مختص بشؤون «حماس» ومقرب منها، في حديث لـ«الشرق الأوسط»، من تأثير تلك الأجواء، وعدّها «بروتوكولية» حدثت من قبل أثناء صفقة الهدنة الأولى في نوفمبر (تشرين الثاني) 2023.

وبزي نظيف وسيارات جديدة وأسلحة مشهرة، خرج مسلحون يرتدون شارة الجناح العسكري لـ«حماس» يجوبون قطاع غزة مع بداية تنفيذ اتفاق الهدنة، الأحد، وسط بيان من وزارة الداخلية بالقطاع التي تديرها عناصر موالية للحركة، كشف عن مباشرة «الانتشار بالشوارع»، وخلفت تلك المشاهد جدلاً بمنصات التواصل بين مؤيد يراها «هزيمة لإسرائيل وتأكيداً لقوة وبقاء (حماس) بالقطاع»، وآخر معارض يراها «استفزازية وتهدد الاتفاق».

عناصر من شرطة «حماس» يقفون للحراسة بعد انتشارهم في الشوارع عقب اتفاق وقف إطلاق النار (رويترز)

إسرائيلياً، تساءل المعلق العسكري للقناة 14 نوعام أمير، بغضب قائلاً: «لماذا لم يتم ضرب (تلك الاستعراضات) جواً؟»، بينما هدد وزير المالية بتسلئيل سموتريتش، بإسقاط الحكومة في حال الانتقال إلى تنفيذ المرحلة الثانية من الاتفاق.

وأكد مكتب رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، في بيان الاثنين، «مواصلة العمل لإعادة كل المختطفين؛ الأحياء منهم والأموات، وتحقيق كل أهداف الحرب في غزة»، التي تتضمن القضاء على «حماس».

ويصف الخبير في الشؤون الإسرائيلية، الدكتور سعيد عكاشة، ما قامت به «حماس» بأنه «استعراض مزيف لعلمها بأنها لن تدير غزة، لكنها تحاول أن تظهر بمظهر القوة، وأنها تستطيع أن تحدث أزمة لو لم توضع بالحسبان في حكم القطاع مستقبلاً، وهذا يهدد الاتفاق ويعطي ذريعة لنتنياهو لعودة القتال مع تأييد الرأي العام العالمي لعدم تكرار ما حدث في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023».

ويتفق معه المحلل السياسي الفلسطيني، عبد المهدي مطاوع، قائلاً إن «(حماس) لا تزال بعقلية المقامرة التي حدثت في 7 أكتوبر، وتريد إرسال رسالتين لإسرائيل وللداخل الفلسطيني بأنها باقية رغم أنها تعطي ذرائع لإسرائيل لهدم الاتفاق».

بالمقابل، يرى الباحث الفلسطيني المختص في شؤون «حماس» والمقرب منها، إبراهيم المدهون، أن «الاستعراض لا يحمل أي رسائل وظهر بشكل بروتوكولي معتاد أثناء تسليم الأسرى، وحدث ذلك في الصفقة الأولى دون أي أزمات»، مشيراً إلى أن «الحركة لها جاهزية ونفوذ بالقطاع رغم الحرب، والانتشار الأمني يعدّ دور وزارة الداخلية بالقطاع وتنفذه مع توفر الظروف».

وعقب دخول الاتفاق حيز التنفيذ، استقبل رئيس وزراء قطر، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني في مكتبه بالدوحة، وفداً من الفصائل الفلسطينية، مؤكداً ضرورة العمل على ضمان التطبيق الكامل للاتفاق، وضمان استمراره، وفق بيان لـ«الخارجية» القطرية الأحد.

وبينما شدد وزير الخارجية المصري، خلال لقاء مع رئيس المجلس الأوروبي، أنطونيو كوستا، ببروكسل، مساء الأحد، على «أهمية التزام أطراف الاتفاق ببنوده»، وفق بيان لـ«الخارجية» المصرية، سبقه تأكيد مجلس الوزراء الفلسطيني، الأحد، استعداد رام الله لتولي مسؤولياتها الكاملة في غزة.

وبتقدير عكاشة، فإن جهود الوسطاء ستتواصل، لا سيما من مصر وقطر، لوقف تلك المواقف غير العقلانية التي تحدث من «حماس» أو من جانب إسرائيل، متوقعاً أن «تلعب غرفة العمليات المشتركة التي تدار من القاهرة لمتابعة الاتفاق في منع تدهوره»، ويعتقد مطاوع أن تركز جهود الوسطاء بشكل أكبر على دفع الصفقة للأمام وعدم السماح بأي تضرر لذلك المسار المهم في إنهاء الحرب.

وفي اتصال هاتفي مع المستشار النمساوي ألكسندر شالينبرغ، الاثنين، شدد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، على «ضرورة البدء في جهود إعادة إعمار القطاع، وجعله صالحاً للحياة، بما يضمن استعادة الحياة الطبيعية لسكان القطاع في أقرب فرصة». بينما نقل بيان للرئاسة المصرية، عن المستشار النمساوي، تقديره للجهود المصرية المتواصلة على مدار الشهور الماضية للوساطة وحقن الدماء.

ويرى المدهون أنه ليس من حق إسرائيل أن تحدد من يدير غزة، فهذا شأن داخلي وهناك مشاورات بشأنه، خصوصاً مع مصر، وهناك مبادرة مصرية رحبت بها «حماس»، في إشارة إلى «لجنة الإسناد المجتمعي» والمشاورات التي استضافتها القاهرة مع حركتي «فتح» و«حماس» على مدار الثلاثة أشهر الأخيرة، ولم تسفر عن اتفاق نهائي بعد بشأن إدارة لجنة تكنوقراط القطاع في اليوم التالي من الحرب.