مصادر فلسطينية: العودة بمشروع الاستيطان إلى مجلس الأمن مرتبط بمدى تقدم المساعي الفرنسية

قالت إن عباس لا يريد التخريب على جهود باريس على الرغم من المعارضة الداخلية لقراره

مصادر فلسطينية: العودة بمشروع الاستيطان إلى مجلس الأمن مرتبط بمدى تقدم المساعي الفرنسية
TT

مصادر فلسطينية: العودة بمشروع الاستيطان إلى مجلس الأمن مرتبط بمدى تقدم المساعي الفرنسية

مصادر فلسطينية: العودة بمشروع الاستيطان إلى مجلس الأمن مرتبط بمدى تقدم المساعي الفرنسية

أكدت مصادر فلسطينية مطلعة لـ«الشرق الأوسط»، أن القيادة الفلسطينية قررت انتظار نتائج الجهود الفرنسية لعقد مؤتمر دولي للسلام قبل التوجه إلى مجلس الأمن من أجل تقديم مشروع ضد الاستيطان، وليس إلغاء الأمر.
وبحسب المصادر، فإن دولا داعمة لفلسطين، ومن بينها فرنسا التي تعمل على تنظيم مؤتمر سلام دولي، طلبت من الرئيس الفلسطيني التريث حتى لا يخرب ذلك على جهودها. ويفترض أن يتم نقاش الأمر على طاولة اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، في الاجتماع الذي سيترأسه عباس ولم يحدد موعده بعد على الرغم من عودته إلى رام الله.
وينظر الرئيس الفلسطيني إلى التحرك الفرنسي الحالي بوصفه البديل المعقول للمسار السياسي السابق مسار المفاوضات الثنائية. وأعلن عباس مرارا أنه مع عقد مؤتمر دولي خاص بالعملية السياسية، وتشكيل مجموعة دعم دولية لرعاية مفاوضات سياسية مع إسرائيل، مؤكدا استعداد الجانب الفلسطيني للتعاون الكامل مع الجانب الفرنسي في هذا الخصوص، وفق مبدأ حل الدولتين، ومبادرة السلام العربية، وقرارات الشرعية الدولية، وجدول زمني محدد لإنهاء الاحتلال.
وهذا القبول الفلسطيني يقابله رفض إسرائيلي للأفكار الفرنسية، من منطلق أن تل أبيب تعد المفاوضات الثنائية المباشرة من دون شروط مسبقة بين الطرفين هي الطريق الأنسب.
وترفض إسرائيل حتى اللحظة رعاية دولية للمفاوضات كما يريد الفلسطينيون ويحاول الفرنسيون.
وقال المصدر إن «الرئيس لا يريد أن يظهر كمن خرب الجهود الفرنسية، في وقت نحن نؤيدها وترفضها إسرائيل».
وكانت السلطة تنوي تقديم مشروع اقتراح لمجلس الأمن ضد الاستيطان الإسرائيلي، الأسبوع الماضي، بمعزل عن التحرك الفرنسي، لكنها اصطدمت بطلب تأجيله من الجميع تقريبا، وأعلنت أنها بحاجة إلى مزيد من التشاور، لكن ذلك القرار لم يحظ بإجماع فلسطيني.
وهاجم مسؤولون فلسطينيون، بينهم أعضاء في منظمة التحرير، وفي حركة حماس، وآخرون، التأجيل، وقالوا إنه «لا يوجد مسوغات له».
وقال عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، واصل أبو يوسف لـ«الشرق الأوسط»، «ليس لدينا علم أنه يوجد تأجيل ولا يوجد أي مسوغات لذلك إذا صح الأمر». وتابع: «لا علاقة للأمر بين التوجه لمجلس الأمن والجهود الفرنسية».
وأكد أبو يوسف أن الفلسطينيين يدعمون جهود فرنسا، بسبب أنها تشكل بديلا للمفاوضات الثنائية، و«تخلصنا من الهيمنة الأميركية التي لم تحقق أي شيء سوى إعطاء مسوغات للاحتلال للاستمرار في احتلاله وفرض وقائع جديدة على الأرض بما في ذلك بناء وتوسيع الاستيطان بما يحول دون إقامة دولة فلسطينية».
وأضاف: «نحن نعتقد أن أي مؤتمر دولي يجب أن يرافقه إرادة دولية بفرض 5 زائد 1 أو ما شابه لفرض حل. ونقول إن «أي تحرك سياسي يجب أن يستند إلى قرارات الشرعية الدولية».
ويفترض أن يعقد خلال أيام، بحسب سفير دولة فلسطين لدى فرنسا سلمان الهرفي، اجتماع تحضيري لمؤتمر السلام الدولي.
وسيجتمع كبار موظفي الدول الفاعلة في مؤتمر السلام الدولي، خلال أيام في باريس، لوضع جدول أعمال المؤتمر الوزاري الذي سيعقد في 30 مايو (أيار) المقبل تحضيرا لمؤتمر السلام الدولي.
ووفقا للسفير، سيعقد الاجتماع الوزاري بحضور 20 دولة عربية وأجنبية، وهي الهند واليابان وجنوب أفريقيا وأعضاء مجلس الأمن الدائمين، واللجنة الرباعية، والرباعية العربية، فيما لن يتم دعوة فلسطين وإسرائيل.
وقال إن «بنود المبادرة في طور التشاور بين جميع الدول، إضافة إلى طرفي الصراع، وتم وضع الخطوط العريضة التي لا يوجد خلاف عليها للحفاظ على حل الدولتين».
ويتوقع أن يحدد أعضاء الاجتماع الوزاري موعد المؤتمر الدولي المتوقع الصيف المقبل.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.