سيطرت قوات الجيش الوطني مسنودة بقوات التحالف والمقاومة الجنوبية، أمس، على ميناء الضبة النفطي الاستراتيجي في مديرية الشحر بمحافظة حضرموت، وذلك في سياق تطهيرها للمحافظة من عناصر تنظيم القاعدة، وأكدت قوات الجيش سيطرتها على كامل مديريات ساحل حضرموت التي تخضع لسيطرة التنظيم منذ أبريل (نيسان) العام الماضي، وتنفذ حملة عسكرية كبيرة، في حضرموت، مسنودة بدعم جوي وبحري من قوات التحالف.
وعقب السيطرة على هذه المدن الهامة والاستراتيجية، طالبت قيادة المنطقة العسكرية الثانية في قوات الجيش الوطني من الموظفين مباشرة مهامهم لخدمة المواطنين.
قال اللواء الركن فرج سالمين البحسني ، قائد المنطقة العسكرية الثانية في قوات الجيش الوطني لـ {الشرق الأوسط} إن مدينة المكلا ، عاصمة محافظة حضرموت وكافة مدن الساحل، وكذا الميناء الرئيسي للمكلا وميناء تصدير النفط في الضبة بالشحر ، باتت محررة بشكل كامل من عناصر تنظيم {القاعدة}، وأكد أن قوات التحالف نفذت ضربات جوية لنحو 200 هدف على الأرض ، مشيرا إلى أن الضربات الجوية استهدفت، في اللحظات الأولى، المعسكرات ومخازن الأسلحة ومقرات التجمعات للعناصر الإرهابية ومراكز السيطرة والإدارة في المكلا، قبل أن تبدأ العملية البرية للجيش الوطني والمقاومة الشعبية .
واضاف اللواء البحسني، في تصريحات لـ {الشرق الأوسط} أنه لا يعتقد ان عدد قتلى {القاعدة} المعلن ليس مبالغا فيه، {لانه وجهت اليهم ضربات قوية من الطيران والاسطول البحري لقوات التحالف ، وقال إن {هذا الرقم معقول جدا ، نظرا لكثرة الاهداف التي قصفت}، مؤكدا: {القاعدة طردت من حضرموت وانا اتحدث الان من مقر قيادة المنطقة العسكرية الثانية}؟
وبالسيطرة على مدينة المكلا وباقي مدن ساحل حضرموت، تكون قوات الجيش الوطني اليمني وقوات التحالف، قد أنهت مشروع الدولة الذي سعى تنظيم القاعدة إلى إقامته في حضرموت منذ قرابة العام، عندما سيطر على المدينة وبنوكها وموانئها، إثر انسحاب القوات الموالية للرئيس المخلوع علي عبد الله صالح، من تلك المناطق مخلفة وراءها المعسكرات بكامل عتادها العسكري.
وقالت مصادر محلية مطلعة لـ«الشرق الأوسط» إن قوات عسكرية، جميع عناصرها من أبناء حضرموت، معززة بأحدث الآليات والعربات العسكرية السعودية والإماراتية تمكنت من تطهير كامل مدن الساحل والشحر وغيل باوزير وميناء الضبة النفطي وحاضرة المحافظة المكلا بعد معارك ضارية مع الجماعات الإرهابية التي تلقت خسائر فادحة بالعتاد والأرواح.
وشرعت القوات المدعومة من التحالف بنشر قواتها العسكرية في مداخل ومخارج وسط عاصمة المحافظة المكلا كما شملت نشر وحدات عسكرية أمام المرافق الحساسة في ميناء المكلا ومطار الريان والمقار الأمنية والخدمية وسط حالة ارتياح شعبية كبيرة، وتشير المعلومات، التي حصلت عليها «الشرق الأوسط»، إلى فرار الكثير من قيادات «القاعدة» باتجاه محافظة شبوة، التي أصبحت المعقل الأخير لـ«القاعدة» في جنوب اليمن، بشكل رسمي، وتذكر المعلومات أن بعض القيادات انتقلت إلى القسم الشمالي من البلاد، عبر المناطق التي تخضع لسيطرة الحوثيين في شبوة.
وفي الوقت الذي تثار الشكوك حول علاقة تربط الحوثيين وعناصر تنظيم القاعدة، أكد مستشار اليمني، عضو الوفد الحكومي لمشاورات الكويت، ياسين مكاوي أن توجيه الحوثيين وصالح قذائفهم الصاروخية والمدفعية باتجاه عقبة ثرة الواقعة بين أبين والبيضاء، يؤكد «لنا حقيقة دعمها للجماعات الإرهابية ومنها القاعدة في أبين»، واعتبر مكاوي، في تصريح صحافي له، ذلك «دليلا واضحا على خضوع الجماعات الإرهابية وتبعيتها للتحالف الانقلابي (الحوثي - صالح) ومن خلفهم إيران التي تسعى للإضرار بأمن اليمن والمنطقة العربية».
ونفذت ميليشيات الحوثي - صالح عمليات عسكرية في جبهة ثرة بهدف تخفيف ضغط قوات الجيش الوطني اليمني على الجماعات الإرهابية في محافظة أبين، في وقت تعد عقبة ثرة منفذا مهما يربط بين محافظتي البيضاء وأبين، حيث تستخدم هذا الطريق لتنقلات تلك العناصر المتشددة بين شمال وجنوب البلاد ونقل المؤن والعتاد العسكري سواء للحوثيين أو لعناصر «القاعدة». وكان وفد المتمردين الحوثيين – صالح، رفض إصدار بيان مشترك لوفدي المشاورات لتأييد العمليات العسكرية ضد تنظيم القاعدة في جنوب البلاد، في حين كان الحوثيون تبادلوا عشرات الأسرى، الأسبوع الماضي، مع «القاعدة» في حضرموت والبيضاء.
وطالب وفد الحكومة اليمنية الشرعية في مشاورات السلام التي تعقد بدولة الكويت برعاية الأمم المتحدة، المجتمع الدولي وفي المقدمة الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي والمبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، والدول الصديقة الداعمة للمبادرة الخليجية الوقوف مع العمليات العسكرية التي تقوم بها قوات الحكومة اليمنية ممثلة بالجيش الوطني والمقاومة الشعبية بإسناد من دول التحالف لمواجهة أوكار الإرهاب بحضرموت وغيرها من المدن اليمنية، وأكد الوفد، في بيان حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه، أن هذه الخطوة الهامة تعزز مسار السلام في اليمن، وتسهم في تحقيق الأمن والاستقرار على مستوى المنطقة والعالم.
وقال الوفد الحكومي إن «هذه العملية التي تكللت بالنجاح وتعزز من خطوات الاستقرار المنشود وتفضح زيف كل من يقف مع قوى الإرهاب ويعمل على دعمها ويتظاهر أنه ضد الإرهاب، بينما يعمل على حمايته ودعمه»، في حين أشاد المبعوث الأممي إلى اليمن، إسماعيل ولد الشيخ بخطوات الحكومة اليمنية في محاربة الإرهاب وحملتها في المناطق الجنوبية، وقال ولد الشيخ في تغريدة له على حسابه في موقع «تويتر» إن «ما حصل في المكلا يشكل تطورا هاما ونقدر جهود الحكومة مدعومة من قوى التحالف في الحرب ضد الإرهاب»، معتبرا أن الإرهاب «هو التحدي الكبير الذي يواجه اليمن والمنطقة».
وتأتي الحملة الأمنية والعسكرية التي تخوضها قوات الجيش الوطني والمقاومة الجنوبية بدعم وأشراف مباشر من قوات التحالف العربي بعدن وفي المقدمة السعودية والإمارات وبإسناد الطيران الحربي والأباتشي لتطهير المكلا ومدن ساحل حضرموت من الإرهابيين امتدادًا للنجاحات الأمنية الكبيرة في محافظات عدن ولحج وأبين، ومن المحتمل أن تستمر الحملات الأمنية حتى تطهير كل الجنوب من الجماعات الإرهابية.
وبعد يوم من تطهير المكلا والشحر ومدن ساحل محافظة حضرموت كبرى مدن الجنوب، الحياة تعود إلى وضعها الطبيعي للمدينة، حيث شوهدت المحال التجارية تفتح أبوابها وسط فرحة عارمة تكتسي المواطنين الذين عانوا اضطهادات واسعة النطاق خلال عام كامل من سيطرة أنصار الشريعة جناح تنظيم القاعدة بجزيرة العرب على مدينة المكلا ومديريات الساحل.
وأعلن التحالف العربي الذي تقوده السعودية عن مقتل 800 عنصر من تنظيم القاعدة خلال 24 ساعة من حملة عسكرية ضخمة مسنودة بقوات بحرية وجوية ومشاركة قوات سعودية وإماراتية في العملية العسكرية التي تأتي في إطار الجهود الدولية المشتركة لمحاربة التنظيمات الإرهابية ودعم الشرعية في اليمن، أسفرت في السيطرة على مطار الريان وساحل الشحر السمكي والميناء والمعسكرات، وطهرت المكلا والشحر ومدن الساحل من الجماعات الإرهابية التي كانت تسيطر على حضرموت منذ أكثر من عام.
وزير الشباب والرياضة نائف البكري أوضح في تصريح له بعد ساعات من تطهير المكلا من الجماعات الإرهابية بأن ما يحدث اليوم في حضرموت وأبين ولحج وشبوة والمهرة وعدن والضالع، يؤكد أن الجسد الجنوبي - القوي - يوالي ضرباته المصوبة نحو صدور الغزاة والإرهابيين كموج البحر المتتالي لتطهير الأرض من المخلوع صالح، الذي روع أهلنا وأراد تحويل أرضنا إلى كنتونات تحكمها خفافيش الظلام، لافتًا أن الانتصارات التي تسجل على الأرض تؤكد للعالم أن الجنوب أرض أمن وأمان ترفض الإرهاب والإرهابيين حد قوله.
ومضى الوزير البكري قائلاً: نتابع بفرحة غامرة وابتهاج كبير ثورة مارد النصر العظيم القادم من الشرق حضرموت وهو يدك أوكار الإرهاب والإجرام، ويحرر حضرموت الخير من رموز الشر وقاعدته، وأن هذه الانتصارات التي تصل اليوم إلى حضرموت هي من ستعطي للقضية الجنوبية حقها ومستحقها، مشيرا إلى أنه لا يمكن للمتحاورين في الكويت أن يحصروا تلك الانتصارات بطاولة وعدة كراسي، متقدمًا في سياق تصريحاته بكل الشكر والعرفان للإخوة في قيادة التحالف العربي ممثلة بالمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة.
«القاعدة» يتراجع أمام قوات التحالف وقيادات التنظيم تفر من حضرموت إلى الحوثيين
الجيش الوطني يسيطر على ميناء الضبة.. ومقتل 800 من العناصر المتشددة
«القاعدة» يتراجع أمام قوات التحالف وقيادات التنظيم تفر من حضرموت إلى الحوثيين
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة