الحديدة تعاني الإهمال وتفشي الأمراض.. وبن دغر يشدد على الاهتمام بتهامة

موظفو المستشفى العسكري يطالبون الرئيس والحكومة بوضع حد لتدخل الميليشيات

الحديدة تعاني الإهمال وتفشي الأمراض.. وبن دغر يشدد على الاهتمام بتهامة
TT

الحديدة تعاني الإهمال وتفشي الأمراض.. وبن دغر يشدد على الاهتمام بتهامة

الحديدة تعاني الإهمال وتفشي الأمراض.. وبن دغر يشدد على الاهتمام بتهامة

تشهد محافظة الحديدة الساحلية، غرب اليمن، حالة غليان كبيرة في أوساط الأهالي جراء الإهمال والمهانات التي يعيشوها، والانتهاكات المستمرة من قبل ميليشيات الحوثي والقوات الموالية للمخلوع علي عبد الله صالح، من خطف واعتقالات وقرارات تعسفية في عدد من المرافق، في الوقت الذي لا تزال المحافظة تعاني انعدام الكهرباء، ونقصا في المشتقات النفطية.
وتعيش المحافظة أوضاعا صحية صعبة، خاصة مع دخول فصل الصيف الحار؛ حيث ازداد صعوبة الحياة فيها مع استمرار انعدام الكهرباء وانتشار القمامة؛ مما تسبب في تفشي الأمراض الفتاكة الموسمية بما فيها حمى الضنك.
ويواجه مكتب الصحة في محافظة الحديدة صعوبة كبيرة في توفير الأدوية الخاصة بحمى الضنك والأمراض الأخرى كافة، وشحا في المحاليل وأدوية التخدير وأدوية العمليات ومحاليل الغسيل الكلوي.
ورغم ما يعانيه القطاع الخاص، لا تزال الميليشيات الانقلابية مستمرة في تدخلها فيما لا يعنيها من خلال نهبها لمستحقات الكادر الطبي والموظفين، وفصلها لبعض الموظفين المتعاقدين وذلك منذ سيطرتها على جميع المرافق الحكومية المدنية والعسكرية والصحية.
ولليوم الثاني على التوالي، ينظم العشرات من الكادر الطبي والوظيفي في المستشفى العسكري في محافظة الحديدة، وقفة احتجاجية ضد جرائم والانتهاكات التي تمارس بحقهم من قبل المدعو أبو زيد القدسمي، رئيس ما يسمى باللجنة الثورة في المستشفى المُعين من قبل الميليشيات الانقلابية.
وقال طبيب عامل في المستشفى العسكري، لـ«الشرق الأوسط» إن «المدعو أبو زيد نهب مستحقاتهم المالية، ومخصصات 25 موظفا بالتعاقد، وقام بالاستغناء عنهم من دون أي وجه حق، سوى ممارسات وتعسف ضد الكادر الوظيفي لكي يتسنى لهم نهب ما يمكنهم من مستحقات الكادر الطبي والموظفين».
وأضاف: «نحن ما زلنا نصعد من احتجاجنا ضد هذه الميليشيات وصولا إلى الإضراب العام إلى حين يتم صرف جميع مستحقاتنا التي تم نهبها من قبلهم، ووقف الجرائم والتعسفات التي تمارس ضدنا، وخاصة من قبل المدعو أبو زيد ومرافقيه، بالإضافة إلى التهديد بفصلنا من أعمالنا الحكومية بسبب وقوفنا ضدهم».
وطالب عبر «الشرق الأوسط» الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي وحكومته والشرفاء في السلطة المحلية، سرعة وضع حد لميليشيات الحوثي والقوات الموالية للمخلوع صالح التي تتدخل في جميع مهامها الطبية والانتهاكات التي يقومون فيها من فصل وإيقاف البعض عن العمل، بالإضافة إلى نهب جميع مستحقاتهم، وتهديدهم باستبدال آخرين بهم.
في المقابل، أكد رئيس الوزراء، الدكتور أحمد عبيد بن دغر، ضرورة الاهتمام بإقليم تهامة المشتمل على محافظات الحديدة والمحويت وحجة وريمة، ومساندة الجيش الوطني والمقاومة الشعبية.
وخلال لقائه بمجموعة من القيادات السياسية والاجتماعية من إقليم تهامة، بحضور الأمين العام لمجلس الوزراء الدكتور جلال فقيرة، ورئيس التكتل المدني لإقليم تهامة حسن الزومي، وأمين عام التكتل أبو الفضل الصعدي، مساء أول من أمس، أشاد رئيس الوزراء بالأدوار البطولية التي قدمها رجال المقاومة من أبناء تهامة في دحر الميليشيات الانقلابية والقوات الموالية للمخلوع صالح، كما جرى مناقشة الأوضاع السياسية والبحث حول شكل إقليم تهامة القادم في ظل دولة اتحادية وفق مخرجات الحوار الوطني.
ونقلت وكالة الأنباء اليمنية سبأ قول رئيس الوزراء بن دغر إن «تهامة قضية تختزل مشكلة اليمن، مستذكرا المحطات التاريخية المظلمة التي مرت بها المحافظة، وما عانته من الإقصاء والتهميش»، مؤكدًا «حرص الحكومة واهتمامها بإقليم تهامة والمدن والمحافظات اليمنية كافة، والعمل بعد استعادة الحكومة ومؤسساتها للانطلاق نحو البناء والتنمية والإعمار»
ورفض المتحدثون من أبناء إقليم تهامة، إلحاق إقليمهم ضمن أي إقليم آخر وفق أي تسوية سياسية قادمة، وطالبوا بضرورة دعم المقاومة الشعبية والجيش الوطني، لمواصلة مجابهة المتمردين الانقلابيين دفاعا عن الوطن والشرعية الدستورية، وبسرعة معالجة الجرحى والرعاية بأسر الشهداء والالتفات للقضايا الأساسية لمدن الإقليم، مستعرضين ما تعانيه مدن الإقليم من نقص شديد في الخدمات الأساسية والصعوبات التي يواجهها أبناء الإقليم، وعدم وصول الحملات الإغاثة والإنسانية للمناطق المحررة.
من جهة أخرى، دشن محافظ محافظة الحديدة، العميد حسن أحمد هيج، توزيع السلة الغذائية للمتضررين والنازحين في محافظة الحديدة والمقدمة من جمعية العون المباشر، مكتب اليمن، وذلك ضمن حملة الإغاثة الإنسانية بالتنسيق مع مكتب وزارة التخطيط والتعاون الدولي والوحدة التنفيذية لإغاثة النازحين في المحافظة.
وبدورها، أشارت مدير مكتب جمعية العون في اليمن معالي سعود العسعوسي، إلى أن العون تلبي احتياجات 50 ألف إنسان من المتضررين والنازحين خلال فترة الحملة التي تستمر حتى 7 مايو (أيار)، وبأنها كانت ولا تزال من أوائل المنظمات الدولية الملبية لدعوة إغاثة إخوانهم في اليمن في أكثر من منطقة منكوبة بوصفها أول منظمة دولية تلبي نداء إغاثة مديرية الزهرة جراء السيول التي هدمت الكثير من المنازل وشردت المئات من الأسر.
وقالت العسعوسي إن «الجمعية ستعمل على إغاثة المحتاجين في بقية المديريات المنكوبة تلبية لواجبها الإنساني الذي يتحتم علينا جميعا تلبية احتياجات الناس الأساسية، خصوصا أن اليمن تمر بأزمة إنسانية صعبة لم يسبق أن مرت بها من قبل».



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.