بعد شهر من التحقيق الذي أجرته المخابرات التركية مع عدد من أفراد خلية إرهابية في إسطنبول، خرج المحققون باستنتاج قاطع هو أن الفاعلين لم يستهدفوا السياح الإسرائيليين الذين وجدوا في المكان وأصيبوا في العملية.
واتضح أن المخابرات الإسرائيلية أرسلت مندوبين عنها شاركوا في متابعة التحقيق، وأن هؤلاء المندوبين خرجوا بالاستنتاج نفسه. وقال مقرب منهم، أمس، إن السياح الإسرائيليين وجدوا في المكان من دون تخطيط معروف مسبقا، وإن منفدي الهجوم التقوا بهم صدفة ونفذوا العملية من دون معرفة هويتهم الإسرائيلية.
ويذكر أن العملية تمت في 19 مارس (آذار) الماضي ظهرا، في أحد شوارع إسطنبول الكثيرة الازدحام. وقد أسفر عن مقتل ثلاثة سياح إسرائيليين وإصابة 11 آخرين، ومقتل سائح إيراني وإصابة عشرات المواطنين الأتراك والأجانب. وقد طلبت إسرائيل ووافق الأتراك بأن يشارك في التحقيق خبراء أمن إسرائيليون، يمثلون جميع أجهزة المخابرات الإسرائيلية «الشاباك والموساد والشرطة». وخرج الإسرائيليون بانطباع أن «داعش»، الذي أعرب عن مسؤوليته عن العملية، لا تضعه إسرائيل حتى الآن في رأس سلم أهدافها العسكرية، بينما يضعه ما يسمى «حزب الله» وغيره من التنظيمات المرتبطة بإيران في مقدمة أولوياتهم. ومع ذلك، فما زالت دائرة مكافحة الإرهاب في ديوان رئيس الوزراء الإسرائيلي تضع تركيا في مقدّمة الدول الخطرة بالنسبة للسائح الإسرائيلي. وعادت الدائرة لتعلن، أمس أيضا، الحظر على الإسرائيليين دخول تركيا وتطلب من الإسرائيليين الموجودين هناك أن يغادروها.
من جهتها، ذكرت صحيفة «معريب» العبرية، أمس، أن اليهود الأتراك يعيشون في قلق من جراء تزايد نشاط داعش في تركيا، وأبلغوا أنهم يحاولون إخفاء هويتهم اليهودية في الشوارع. وأكدوا أن السلطات التركية تحرص على حراسة جميع المرافق الإسرائيلية واليهودية في الدولة، خوفا من استهدافها.
واعتبر الإسرائيليون موافقة السلطات التركية على إشراكهم في التحقيق هو بادرة طيبة تقدرها إسرائيل كثيرا، وترى فيها دليلا آخر على أن أنقرة معنية بتحسين العلاقات مع إسرائيل. ويتوقع أن تستأنف المحادثات بين البلدين لإبرام اتفاق مصالحة بينهما، تضع حدا للتوتر الذي سادها بسبب قيام قوات الكوماندو الإسرائيلية بمهاجمة سفينة مرمرة التركية وقتل 9 من ركابها في سنة 2010. وحسب التقديرات الإسرائيلية، فإن فرص التوصل إلى اتفاق كهذا باتت قريبة جدا.
إسرائيليون شاركوا في التحقيق: عملية إسطنبول لم تستهدف مواطنينا
مسؤول إسرائيلي: لسنا في مقدّمة اهتمامات «داعش» حتى الآن
إسرائيليون شاركوا في التحقيق: عملية إسطنبول لم تستهدف مواطنينا
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة