سيول: كوريا الشمالية تجري اختبارًا على إطلاق صاروخ باليستي

الجيش الكوري الجنوبي يرفع حالة التأهب تحسبًا لإجراء بيونغ يانغ تجربة نووية خامسة

زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ لدى زيارته إحدى محطات الطاقة في بيونغ يانغ (رويترز)
زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ لدى زيارته إحدى محطات الطاقة في بيونغ يانغ (رويترز)
TT

سيول: كوريا الشمالية تجري اختبارًا على إطلاق صاروخ باليستي

زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ لدى زيارته إحدى محطات الطاقة في بيونغ يانغ (رويترز)
زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ لدى زيارته إحدى محطات الطاقة في بيونغ يانغ (رويترز)

أعلنت وزارة الدفاع الكورية الجنوبية أن جارتها الشمالية أجرت أمس، فيما يبدو، تجربة لإطلاق صاروخ بالستي من غواصة في بحر اليابان.
وقال متحدث باسم وزارة الدفاع إن «كوريا الشمالية أطلقت ما يعتقد أنه صاروخ بالستي من غواصة قرب مرفأ سينبو الشمالي الشرقي.. ونحن نراقب عن كثب الجيش الكوري الشمالي ونتخذ موقفا دفاعيا بالكامل»، مضيفا أنه لم يتضح بعد ما إذا كانت التجربة قد نجحت.
وقالت وكالة يونهاب الكورية الجنوبية، نقلا عن مصدر حكومي، إن محرك الصاروخ اشتغل بعد إطلاقه من غواصة زنتها 2,000 طن من طراز سينبو، لكنه حلق في الجو «لنحو دقيقتين».
وتسعى كوريا الشمالية لامتلاك القدرة على إطلاق صواريخ من غواصات، ورفع قدراتها على تسديد ضربة نووية إلى مستويات جديدة، بما يسمح بالانتشار إلى أبعد من شبه الجزيرة الكورية والقدرة على الرد في حال هجوم نووي. وسبق لها أن أجرت عددا من الاختبارات الناجحة، كما تقول، على إطلاق صواريخ من غواصات. لكن الخبراء يشككون في تلك المزاعم، ويقولون إن ما أجرته بيونغ يانغ مجرد تجربة إطلاق من منصة تحت الماء.
وتأتي هذه التجربة فيما تستعد كوريا الشمالية لعقد مؤتمر للحزب الحاكم مطلع الشهر المقبل، ومن المتوقع أن ينسب فيه للرئيس كيم جونغ أون النجاح في الارتقاء بالبرنامج النووي لبيونغ يانغ إلى مستويات جديدة.
وفي هذا السياق، يقول عدد من المحللين إن نظام كوريا الشمالية قد يقوم باختبار نووي خامس لإظهار التحدي والقوة قبيل افتتاح المؤتمر، في وقت يشتد فيه التوتر في شبه الجزيرة الكورية منذ الاختبار النووي الرابع لبيونغ يانغ في يناير (كانون الثاني) الماضي، وإطلاق صاروخ بعد شهر على ذلك، اعتبر على نطاق واسع بأنه يخفي تجربة صاروخية بالستية.
ومباشرة بعد ذلك، ردت الأمم المتحدة بفرض أقوى عقوبات حتى الآن على خلفية البرنامج النووي الكوري الشمالي. فيما ردت بيونغ يانغ بالقيام بسلسلة تجارب على صواريخ قصيرة المدى ومتوسطة المدى، معلنة عن عدد من الاختراقات التقنية المهمة في قدراتها على تسديد ضربات نووية. وقالت إنها نجحت في تصغير رأس حربي نووي يمكن تثبيته على صاروخ، وإنها أجرت تجربة ناجحة على محرك صمم لصاروخ بالستي عابر للقارات يمكن أن يصل حتى إلى الأراضي الأميركية.
وفيما يقول بعض الخبراء إن المزاعم مبالغ فيها، يقر معظمهم بأن برامج كوريا الشمالية النووية والبالستية حققت تقدما بارزا.
وكانت كوريا الشمالية حاولت لأول مرة إطلاق صاروخ من على غواصة العام الماضي في خطوة دفعت كثيرين للاعتقاد بأنها في المرحلة الأولى من تطوير مثل هذا السلاح الذي يمكن أن يمثل تهديدا لجيرانها والولايات المتحدة إذا انتهت من تطويره.
لكن هناك اعتقادات بأن اختبارات الإطلاق التالية لم تحقق توقعات كوريا الشمالية، إذ قال خبراء شاهدوا الصور إن وسائل الإعلام المملوكة للدولة تلاعبت فيما يبدو فيها لكي يبدو أن الاختبارات حققت نجاحا.
ومن جهته، قال الجيش الكوري الجنوبي إنه في حالة تأهب تحسبا لإجراء كوريا الشمالية تجربة نووية خامسة «في أي وقت» في تحدٍ لعقوبات الأمم المتحدة، بعد أن اختبرت ما وصفته بأنه قنبلة هيدروجينية في يناير الماضي.



روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

TT

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)

وجّه الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روته، الخميس، تحذيراً قوياً بشأن ضرورة «زيادة» الإنفاق الدفاعي، قائلاً إن الدول الأوروبية في حاجة إلى بذل مزيد من الجهود «لمنع الحرب الكبرى التالية» مع تنامي التهديد الروسي، وقال إن الحلف يحتاج إلى التحول إلى «عقلية الحرب» في مواجهة العدوان المتزايد من روسيا والتهديدات الجديدة من الصين.

وقال روته في كلمة ألقاها في بروكسل: «نحن لسنا مستعدين لما ينتظرنا خلال أربع أو خمس سنوات»، مضيفاً: «الخطر يتجه نحونا بسرعة كبيرة»، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وتحدّث روته في فعالية نظمها مركز بحثي في بروكسل تهدف إلى إطلاق نقاش حول الاستثمار العسكري.

جنود أميركيون من حلف «الناتو» في منطقة قريبة من أورزيسز في بولندا 13 أبريل 2017 (رويترز)

ويتعين على حلفاء «الناتو» استثمار ما لا يقل عن 2 في المائة من إجمالي ناتجهم المحلي في مجال الدفاع، لكن الأعضاء الأوروبيين وكندا لم يصلوا غالباً في الماضي إلى هذه النسبة.

وقد انتقدت الولايات المتحدة مراراً الحلفاء الذين لم يستثمروا بما يكفي، وهي قضية تم طرحها بشكل خاص خلال الإدارة الأولى للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب.

وأضاف روته أن الاقتصاد الروسي في «حالة حرب»، مشيراً إلى أنه في عام 2025، سيبلغ إجمالي الإنفاق العسكري 7 - 8 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد - وهو أعلى مستوى له منذ الحرب الباردة.

وبينما أشار روته إلى أن الإنفاق الدفاعي ارتفع عما كان عليه قبل 10 سنوات، عندما تحرك «الناتو» لأول مرة لزيادة الاستثمار بعد ضم روسيا شبه جزيرة القرم من طرف واحد، غير أنه قال إن الحلفاء ما زالوا ينفقون أقل مما كانوا ينفقونه خلال الحرب الباردة، رغم أن المخاطر التي يواجهها حلف شمال الأطلسي هي «بالقدر نفسه من الضخامة إن لم تكن أكبر» (من مرحلة الحرب الباردة). واعتبر أن النسبة الحالية من الإنفاق الدفاعي من الناتج المحلي الإجمالي والتي تبلغ 2 في المائة ليست كافية على الإطلاق.

خلال تحليق لمقاتلات تابعة للـ«ناتو» فوق رومانيا 11 يونيو 2024 (رويترز)

وذكر روته أنه خلال الحرب الباردة مع الاتحاد السوفياتي، أنفق الأوروبيون أكثر من 3 في المائة من ناتجهم المحلي الإجمالي على الدفاع، غير أنه رفض اقتراح هذا الرقم هدفاً جديداً.

وسلَّط روته الضوء على الإنفاق الحكومي الأوروبي الحالي على معاشات التقاعد وأنظمة الرعاية الصحية وخدمات الرعاية الاجتماعية مصدراً محتملاً للتمويل.

واستطرد: «نحن في حاجة إلى جزء صغير من هذه الأموال لجعل دفاعاتنا أقوى بكثير، وللحفاظ على أسلوب حياتنا».