أدولفو سواريث.. أنقذ إسبانيا من حرب أهلية بعد وفاة الجنرال فرانكو

نجح في جمع الأطراف المتنازعة من اليمين واليسار تحت زعامة الملك

أدولفو سواريث الابن يتكلم في مؤتمر صحافي حول حالة والده الصحية الذي قد يتوفى خلال أيام (إ.ب.أ)
أدولفو سواريث الابن يتكلم في مؤتمر صحافي حول حالة والده الصحية الذي قد يتوفى خلال أيام (إ.ب.أ)
TT

أدولفو سواريث.. أنقذ إسبانيا من حرب أهلية بعد وفاة الجنرال فرانكو

أدولفو سواريث الابن يتكلم في مؤتمر صحافي حول حالة والده الصحية الذي قد يتوفى خلال أيام (إ.ب.أ)
أدولفو سواريث الابن يتكلم في مؤتمر صحافي حول حالة والده الصحية الذي قد يتوفى خلال أيام (إ.ب.أ)

ما إن أعلن التلفزيون نبأ وفاة حاكم إسبانيا الجنرال فرانكو عام 1975، حتى ساد الشارع الإسباني جو من الحذر الشديد، لاحتمال وقوع اضطرابات أو حتى حرب أهلية في البلاد، وأخذت كل الأطراف تستعد للمنازلة، وعدم السماح للخصوم بالاستيلاء على السلطة. وقد ذكر هذا الجو، المشحون بالمخاطر، بالجو الذي ساد عام 1936 قبل نشوب الحرب الأهلية الإسبانية التي دامت ثلاث سنوات، وراح ضحيتها مئات الآلاف، وترجع اقتصاد إسبانيا عشرات السنين إلى الوراء، لكن من حسن حظ البلاد أن العاهل الإسباني خوان كارلوس عمد بعد تتويجه عام 1975 ملكا، إلى اختيار شخصية كانت مغمورة آنذاك، وهو أدولفو سواريث، كي يؤدي اليمين باعتباره رئيسا للوزراء عام 1976.
لم تكن المهمة سهلة على الإطلاق، في وقت كانت فيه البلاد تتأهب لاحتمال نشوب حرب أهلية أو شيوع الفوضى، فالعسكريون لا يقبلون بأي تمثيل لليسار في الحياة السياسية، واليسار يتطلع إلى إلغاء كل ما له علاقة بالملكية وبالجنرال فرانكو، ولا يعترف بتسلط العسكر، فضلا عن هذا فإن اليمين معاد لليسار ويقابله اليسار بالمثل، إضافة إلى ظهور فئات من اليمين المتطرف واليسار المتطرف التي أخذت تتأهب للدخول في صراع دموي في أي لحظة.
لكن حنكة سواريث وصبره الذي فاق كل الحدود، ذلك الرجل المعروف بابتسامته حتى مع الأعداء، استطاع بعد جهود مضنية التوصل إلى حل وسط بين الجميع، ونجح في إقناع كل الأطراف بالتنازل عن بعض ما تطالب به، مطالبا الجميع بالمشاركة في الحياة السياسية، بما في ذلك الحزب الاشتراكي والحزب الشيوعي. ولعل أخطر ما واجهه سواريث هو إقناع الجيش بالسماح للحزب الشيوعي الإسباني بالعمل، وإلغاء حظره، وهو طلب كان يصعب على الجيش قبوله. وفي الوقت نفسه فتح محادثات مع الحزب الشيوعي كي يطلب منه الاعتراف بالملكية، رغم معاداة الحزب الصريحة للملكية، وهو طلب لم يقبل به الشيوعيون عقودا متتالية، إذ كانوا يعدونه جزءا من مبادئهم، وهم الذين خاضوا حربا شعواء مع الجنرال فرانكو من أجل «جمهورية إسبانيا»، بل إن سانتياغو كاريو، زعيم الحزب الشيوعي الإسباني آنذاك، وصف سواريث بأنه «من الأذكياء المعادين للشيوعية»، لكنه في النهاية قبل بالاعتراف بنظام الملكية الدستورية.
وما إن استطاع سواريث حل هذه المعضلات حتى ارتفعت شعبيته، ففاز في الانتخابات في المرة الثانية عام 1979، لكن فوزه لم يشكل نهاية للاضطرابات، ولعل أخطر حادث واجهه هو المحاولة الانقلابية التي قادها الكولونيل أنطونيو تخيرو، عام 1981، عندما دخل بسلاحه، مع مجموعة من الحرس الوطني، إلى البرلمان الإسباني، طالبا من أعضاء البرلمان المجتمعين أن يخفضوا رؤوسهم تحت الطاولة، فاستجاب النواب لطلبه، لكن أدولفو سواريث لم يخفض رأسه، وظل جالسا على مقعده متحديا الكولونيل تخيرو الذي شهر مسدسه داخل البرلمان وأخذ بإطلاق الرصاص. وساد جو من الخوف والقلق الشديدين في الشارع الإسباني حول مستقبل الوضع السياسي، حتى استطاع العاهل الإسباني خوان كارلوس التدخل شخصيا لحل الأزمة التي انتهت بإلقاء القبض على مدبر عملية الانقلاب.
ثم بدأ سوء الحظ يحالف سواريث بعد ذلك، فخانه أبرز رجال حزبه، مما اضطر إلى الاستقالة، وتكوين حزب خاص به، ومما أضاف إلى سوء حظه ظهور شخصية لامعة منافسه له آنذاك، شاب يدعى فيليبي غونثاليث زعيم الحزب الاشتراكي، الذي أخذ يكتسح الجميع بشعبيته حتى استطاع أن يفوز في الانتخابات العامة، عام 1982، محطما بذلك آمال أدولفو سواريث في العودة إلى رئاسة الوزراء إلى الأبد.
ولد أدولفو سواريث عام 1932 في محافظة أبيلا (شمال إسبانيا)، وبعد أن درس الحقوق أخذ يتدرج في احتلال بعض المناصب العامة، وفي عام 1969 جرى تعيينه مديرا للإذاعة والتلفزيون حتى عام 1973، وبذلك توسعت وتوثقت علاقته مع الكثير من الشخصيات، وبعد وفاة الجنرال فرانكو انتخب زعيما لحزب اتحاد الوسط الديمقراطي الذي فاز في الانتخابات العامة عام 1976 وليحتل منصب رئيس الوزراء، ثم فاز للمرة الثانية في انتخابات عام 1979 حتى عام 1981، عندما استقال من منصبه ومن حزبه ليشكل حزبا آخر باسم حزب الوسط الديمقراطي الاجتماعي. ورغم أن سواريث استمر في العمل السياسي فإن إصابته بمرض ألزهايمر، ومرض زوجته ومن ثم وفاتها بمرض السرطان عام 2001، ومن ثم مرض ابنتيه، اضطره إلى الانسحاب من الساحة السياسية عام 2003، وفي عام 2004 توفيت ابنته بالسرطان أيضا.
وقد أعلن أدولفو سواريث، وهو ابن سواريث، ويحمل الاسم نفسه، يوم الجمعة، أن الأطباء أخبروه أن والده سيتوفى خلال الساعات الثماني والأربعين المقبلة.



القمة الأوروبية أمام قرار حاسم بشأن استخدام الأصول الروسية لدعم أوكرانيا

أعلام الاتحاد الأوروبي خارج المقر الرئيسي في بروكسل (رويترز)
أعلام الاتحاد الأوروبي خارج المقر الرئيسي في بروكسل (رويترز)
TT

القمة الأوروبية أمام قرار حاسم بشأن استخدام الأصول الروسية لدعم أوكرانيا

أعلام الاتحاد الأوروبي خارج المقر الرئيسي في بروكسل (رويترز)
أعلام الاتحاد الأوروبي خارج المقر الرئيسي في بروكسل (رويترز)

أكدت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين أن قادة الاتحاد الأوروبي لن يغادروا القمة التي تُعقد، الخميس، في بروكسل من دون التوصل إلى اتفاق في شأن تمويل أوكرانيا.

وقالت رئيسة السلطة التنفيذية الأوروبية في تصريح للإعلاميين: «علينا أن نجد حلاً اليوم»، لكنها أعربت عن دعم «تام للمطالب البلجيكية بأن تتشارك» كل دول الاتحاد «المخاطر المرتبطة بقرض إعادة الإعمار» الذي يقتضي تمويله استخدام الأصول الروسية المجمّدة.

ومن المتوقع أن تمتد المفاوضات لوقت إضافي، حيث من المرجح أن يبقى قادة الاتحاد الأوروبي في العاصمة البلجيكية حتى الجمعة.

مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي كايا كالاس خلال جلسة لمجلس الشؤون الخارجية بالاتحاد في بروكسل الاثنين (رويترز)

واقترحت المفوضية الأوروبية استخدام أصول البنك المركزي الروسي المجمدة، والموجودة في معظمها في غرفة مقاصة بلجيكية، لتقديم قرض ضخم لكييف، إلا أن بلجيكا تشعر بقلق بالغ إزاء المخاطر القانونية والمالية، وعبرت دول أخرى، من بينها إيطاليا، عن قلقها أيضاً، وقالت رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني إن «هذه قرارات معقدة ولا يمكن فرضها».

ووصف رئيس وزراء المجر فيكتور أوربان، الخميس، فكرة استخدام الاتحاد الأوروبي للأصول الروسية بأنها محكوم عليها بالفشل؛ لأن هناك أقلية مانعة تعارضها.

وقال أوربان للصحافيين لدى وصوله إلى القمة، إن تمويل أوكرانيا من قرض مشترك للتكتل غير مقبول بالنسبة للمجر.

«المال اليوم أو الدم غداً»

وقال رئيس الوزراء البولندي دونالد توسك: «أمامنا الآن خيار بسيط؛ إما المال اليوم وإما الدماء غداً. ولا أتحدث هنا عن أوكرانيا فقط، بل عن أوروبا بأكملها... يتعين على جميع القادة الأوروبيين أن يرتقوا إلى مستوى هذا التحدي».

وأضاف: «هذا قرارنا لنتخذه، وهو قرارنا نحن فقط». ويتمثل نموذج التمويل الأكثر إثارة للجدل في إتاحة أصول الدولة الروسية المجمدة بموجب عقوبات الاتحاد الأوروبي لأوكرانيا في شكل «قرض»، لن يتعين على كييف سداده إلا إذا قدمت روسيا تعويضات بعد الحرب. وقال توسك: «أعتقد أنه يتعين على جميع القادة الأوروبيين أن ينهضوا أخيراً لهذه المناسبة»"

رئيسة المفوضية مع المستشار الألماني في قمة الاتحاد (أ.ف.ب)

ويشارك الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي شخصياً في القمة، بعدما كان متوقعاً، في وقت سابق، أن يشارك عن طريق مكالمة فيديو، في خطوة تعكس مدى إلحاح الوضع من وجهة نظر كييف.

ونبّه زيلينسكي، الخميس، إلى أن كييف ستواجه «مشكلة كبيرة» في حال أخفق قادة الاتحاد الأوروبي في التوصل إلى اتفاق لتمويل المساعدات لأوكرانيا. وقال: «من دون ذلك (القرار)، ستكون لدى أوكرانيا مشكلة كبيرة».

وقال مسؤول أوكراني رفيع المستوى لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» إن الإدارة الأميركية تمارس ضغطاً على الدول الأوروبية لكي تُثنيها عن فكرة استخدام الأصول الروسية.

وأضاف أن زيلينسكي «سيتوجه إلى بروكسل لحض الدول الأوروبية على تبني قرار» استخدام تلك الأرصدة، علماً بأن هناك «سبع دول ما زالت لم تعلن دعمها لهذه الفكرة».

الرئيس الأوكراني خلال مؤتمر صحافي في بروكسل الخميس (أ.ف.ب)

وقال مسؤول أميركي، طالباً عدم كشف هويته، في تصريح لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، الأربعاء، إن الأوروبيين «يطلبون منا في الخفاء التدخل في هذه المسألة لأنهم لا يريدون أن يكونوا علناً ضدها». وأضاف: «إنهم يخشون الضرر الطويل الأمد الذي سيلحق بالاستثمارات الطويلة الأجل في نظامهم ومصداقية مؤسساتهم».

ونصّت نسخة سابقة من خطة ترمب لإنهاء الحرب على أن تستخدم واشنطن بعض الأصول الروسية المجمّدة في عملية تقودها الولايات المتحدة لإعادة إعمار أوكرانيا التي دمّرتها الحرب.

وقالت نائبة المتحدثة باسم البيت الأبيض آنا كيلي: «لدى الأوكرانيين والروس مواقف معلنة بوضوح بشأن الأصول المجمّدة، ودورنا الوحيد هو تسهيل الأخذ والرد الذي يمكن أن يفضي في نهاية المطاف إلى اتفاق».

رئيس وزراء المجر فيكتور أوربان يتوقع فشل القمة (أ.ف.ب)

وتؤيّد غالبية واسعة من الدول السبع والعشرين الأعضاء في الاتحاد هذا الخيار، لكن بلجيكا تعارضه، خشية تعرضها لإجراءات انتقامية روسية، وتقول إنها لا تريد أن تكون الدولة الوحيدة التي تتحمّل العواقب في حال حدوث مشكلة.

وتخشى بلجيكا اتخاذ روسيا إجراءات انتقامية اقتصادية وقانونية في حقها؛ إذ إن مؤسسة «يوروكلير» المالية التي تتخذ من بروكسل مقراً لها، تملك إدارة الجزء الأكبر من أصول البنك المركزي الروسي المجمّدة في أوروبا.

وتواجه أوكرانيا في حال عدم اتخاذ القرار خطر نفاد الأموال بحلول الربع الأول من عام 2026. وتعهّد الأوروبيون تقديم الجزء الأكبر من الدعم المالي والعسكري لكييف خلال العامين المقبلين، بعد قرار الرئيس الأميركي دونالد ترمب وقف دعم الولايات المتحدة.

رئيس وزراء بلجيكا مع نظيريه البولندي والدنماركي في بروكسل لحضور القمة (رويترز)

وبحسب دبلوماسي في بروكسل، يمكن تطبيق حل انتقالي في حال عدم التوصل إلى اتفاق؛ لأن «أوكرانيا لا تستطيع الانتظار». لكنّ لم يعرف أحد بعد ما سيكون عليه هذا الحل بالضبط، بحسب دبلوماسي آخر؛ لذا يُرجَّح أن تطول المفاوضات.

ويُبدي رئيس المجلس الأوروبي أنتونيو كوستا الذي سيرأس المحادثات، استعداده لتمديدها ما دام الأمر لازماً، لتجنّب فشل القمة. وهذا احتمال لا يرغب أحد في النظر فيه بعد انتقاد ترمب «لضعف» القادة الأوروبيين.

الرئيس الفرنسي ماكرون (إ.ب.أ)

روسيا تهدد وبلجيكا تطالب القفز بمظلة واحدة

وتحتفظ بلجيكا بنحو 185 مليار يورو من إجمالي 210 مليارات يورو من الأصول الروسية المجمدة.

وتخشى الحكومة البلجيكية بشكل خاص من أن تقوم موسكو بالانتقام من الأفراد والشركات الأوروبية الخاصة، على سبيل المثال من خلال مصادرة ممتلكاتهم في روسيا، وتطالب بضمانات وقائية.

ويتطلب إقرار القرض ما يسمى بـ«الأغلبية المؤهلة»، أي موافقة 15 دولة على الأقل من أصل 27 دولة عضواً في الاتحاد، تمثل 65 في المائة من الكتلة، ولكن من المستبعد أن ترغب دول الاتحاد الأخرى في تجاوز بلجيكا بالتصويت.

ويقول البنك المركزي الروسي إن خطط استخدام الاتحاد الأوروبي لأصوله غير قانونية، وإنه يحتفظ بحقه في استخدام جميع الوسائل المتاحة لحماية مصالحه.

ورفع البنك دعوى قضائية في موسكو، هذا الأسبوع، يطالب فيها بتعويض قدره 230 مليار دولار من شركة المقاصة «يوروكلير».

وهذا ما جعل مساعي المفوضية الأوروبية إلى استخدام الأصول الروسية لمساعدة أوكرانيا بواسطة ما يُعرف بـ«قرض تعويضات»، تصطدم منذ أسابيع بمعارضة بلجيكا.

وقال قادة الاتحاد الأوروبي إن من الضروري أن يتوصلوا إلى حل. وهم حريصون أيضاً على إظهار قوة الدول الأوروبية وعزيمتها بعد أن وصفها الرئيس الأميركي دونالد ترمب، الأسبوع الماضي، «بالضعف».

وشدّد رئيس الوزراء البلجيكي بارت دي ويفر مجدداً، الخميس، على أن بروكسل لا يمكن أن تتحمل «وحدها» مخاطر استخدام الأصول الروسية المجمدة على أراضيها.

وقال: «نحتاج إلى مظلة قبل أن نقفز. إذا قفزنا، نقفز جميعاً معاً»، مطالباً بضمانات من كل الدول الأعضاء الأخرى في الاتحاد الأوروبي لتقاسم المخاطر في حال حصول مشكلات.

وأشار بارت دي ويفر، الخميس، إلى أن «بلجيكا تواصل المطالبة بأن يتولى الاتحاد الأوروبي، لا بلجيكا وحدها، المسؤولية المالية الكاملة عن مجمل المخاطر التي لا تزال مجهولة إلى اليوم».

جورجيا ميلوني في القمة (رويترز)

وأدلى دي ويفر بتصريحاته في البرلمان الفيدرالي البلجيكي، كما نقلت عنه كالة الأنباء البلجيكية (بيلجا)، قبل أن يتوجه إلى القمة. وأضاف دي ويفر: «إذا شئت أن أكون واضحاً، لم أرَ حتى الآن نصاً يمكن أن يرضيني ويجعل بلجيكا تعطي موافقتها». وتابع قائلاً: «آمل أن أراه اليوم ربما، لكنني لم أره بعد».

وينظر الاتحاد الأوروبي إلى حرب روسيا على أنها تهديد لأمنه، ويريد إبقاء أوكرانيا ممولة وقادرة على القتال. وقالت كايا كالاس، مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي: «لا يمكننا تحمل الفشل. علينا أن نظهر أننا أقوياء»، مضيفة أن القادة سيواصلون مباحثاتهم في بروكسل قدر ما يتطلبه إيجاد حل.

وذكر المستشار الألماني فريدريش ميرتس أن هناك سبيلاً للمضي قدماً والتوصل إلى اتفاق لتمويل احتياجات أوكرانيا، مضيفاً: «انطباعي هو أنه يمكننا التوصل إلى اتفاق. أتفهم مخاوف بعض الدول الأعضاء، وخاصة الحكومة البلجيكية، لكنني آمل أن نتمكن من معالجتها معاً».


لوكاشنكو: صاروخ «أوريشنيك» الروسي القادر على حمل رؤوس نووية نُشر في بيلاروسيا

الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشنكو خلال اجتماع مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين في الكرملين بموسكو يوم 26 سبتمبر 2025 (رويترز)
الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشنكو خلال اجتماع مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين في الكرملين بموسكو يوم 26 سبتمبر 2025 (رويترز)
TT

لوكاشنكو: صاروخ «أوريشنيك» الروسي القادر على حمل رؤوس نووية نُشر في بيلاروسيا

الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشنكو خلال اجتماع مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين في الكرملين بموسكو يوم 26 سبتمبر 2025 (رويترز)
الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشنكو خلال اجتماع مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين في الكرملين بموسكو يوم 26 سبتمبر 2025 (رويترز)

أعلن الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشنكو في مؤتمره الصحافي السنوي، الخميس، أن صاروخ أوريشنيك الروسي الفرط صوتي، القادر على حمل رؤوس نووية، نُشر في بيلاروسيا منذ الأربعاء.

وقال لوكاشنكو إن «أوريشنيك موجود في بيلاروسيا منذ أمس» الأربعاء، وفق ما نقلته «وكالة الصحافة الفرنسية».

وفي أغسطس (آب)، أعلن نظيره الروسي فلاديمير بوتين أن موسكو بدأت بإنتاج هذا الصاروخ من الجيل الأحدث وذي القدرة النووية، لافتاً إلى أن موسكو قد تنشره في بيلاروسيا عام 2025.


زيلينسكي: أوكرانيا بحاجة إلى قرار بشأن استخدام الأصول الروسية قبل نهاية السنة

الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي (إ.ب.أ)
الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي (إ.ب.أ)
TT

زيلينسكي: أوكرانيا بحاجة إلى قرار بشأن استخدام الأصول الروسية قبل نهاية السنة

الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي (إ.ب.أ)
الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي (إ.ب.أ)

قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الخميس، إن بلده بحاجة إلى قرار أوروبي بشأن استخدام الأصول الروسية المجمَّدة قبل نهاية العام، وذلك خلال مؤتمر صحافي في بروكسل على هامش قمّة لقادة الاتحاد الأوروبي في هذا الخصوص.

وصرّح زيلينسكي: «أُبلغ شركاؤنا بضرورة اتخاذ القرار بحلول نهاية العام». وهو كان قد عدَّ سابقاً أن كييف ستواجه «مشكلات كبيرة» إذا ما تعذّر على القادة الأوروبيين التوصُّل إلى اتفاق حول استخدام هذه الأصول لتمويل أوكرانيا. وفي حال عدم التوصُّل إلى اتفاق، ستفتقر كييف إلى السيولة اعتباراً من الرُّبع الأول من 2026.

وسيقرر قادة الاتحاد الأوروبي ما إذا كانوا سيستخدمون الأصول الروسية المجمَّدة لإقراض مليارات اليوروات لأوكرانيا للحفاظ على استمرار مجهودها الحربي، وذلك في قمة تُعقد، اليوم (الخميس) وتمثل اختباراً حاسماً لقوة التكتل.

الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي محاطاً بقادة أوروبيين ومفاوضين أميركيين في برلين يوم 15 ديسمبر 2025 (أ.ب)

وينظر الاتحاد الأوروبي إلى حرب روسيا على أنها تهديد لأمنه، ويريد إبقاء أوكرانيا مموَّلةً وقادرةً على القتال. وقالت كايا كالاس، مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي: «لا يمكننا تحمل الفشل. علينا أن نظهر أننا أقوياء»، مضيفة أن القادة سيواصلون محادثاتهم في بروكسل حتى إيجاد حل.

المال اليوم... أو الدم غداً

واقترحت المفوضية الأوروبية استخدام أصول البنك المركزي الروسي المجمَّدة، والموجود معظمها في غرفة مقاصة بلجيكية، لتقديم قرض ضخم لكييف. إلا أن بلجيكا تشعر بقلق بالغ إزاء المخاطر القانونية والمالية. وعبَّرت دول أخرى من بينها إيطاليا، عن قلقها أيضاً. وقال قادة الاتحاد الأوروبي لدى وصولهم إلى القمة إن من الضروري أن يتوصَّلوا إلى حل. وهم حريصون أيضاً على إظهار قوة الدول الأوروبية وعزيمتها بعد أن وصفها الرئيس الأميركي دونالد ترمب الأسبوع الماضي «بالضعف». وذكر رئيس الوزراء البولندي دونالد توسك: «أمامنا الآن خيار بسيط، إما المال اليوم أو الدماء غداً. ولا أتحدث هنا عن أوكرانيا فقط، بل عن أوروبا بأكملها... يتعين على جميع القادة الأوروبيين أن يرتقوا إلى مستوى هذا التحدي». وأكدت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين أنها لن تغادر القمة دون الاتفاق على كيفية تمويل أوكرانيا خلال العامين المقبلين. ومن المقرر أن يشارك الرئيس الأوكراني شخصياً في القمة بعدما كان متوقعاً في وقت سابق أن يشارك عن طريق مكالمة فيديو، في خطوة تعكس مدى إلحاح الوضع من وجهة نظر كييف. ويقول البنك المركزي الروسي إن خطط استخدام الاتحاد الأوروبي لأصوله غير قانونية، وإنه يحتفظ بحقه في استخدام جميع الوسائل المتاحة لحماية مصالحه. ورفع البنك دعوى قضائية في موسكو، هذا الأسبوع، يطالب فيها بتعويض قدره 230 مليار دولار من شركة المقاصة «يوروكلير».