تأهل يونايتد إلى دوري الأبطال.. هل يضمن لفان غال البقاء؟

الفوز بكأس إنجلترا لم يعد كافيًا كي يحتفظ المدربون بمناصبهم

فان غال أشاد بنفسه لمنح الفرصة لراشفورد (إ.ب.أ) - الفوز بكأس إنجلترا لن يشفع لفان غال بالبقاء (أ.ف.ب)
فان غال أشاد بنفسه لمنح الفرصة لراشفورد (إ.ب.أ) - الفوز بكأس إنجلترا لن يشفع لفان غال بالبقاء (أ.ف.ب)
TT

تأهل يونايتد إلى دوري الأبطال.. هل يضمن لفان غال البقاء؟

فان غال أشاد بنفسه لمنح الفرصة لراشفورد (إ.ب.أ) - الفوز بكأس إنجلترا لن يشفع لفان غال بالبقاء (أ.ف.ب)
فان غال أشاد بنفسه لمنح الفرصة لراشفورد (إ.ب.أ) - الفوز بكأس إنجلترا لن يشفع لفان غال بالبقاء (أ.ف.ب)

الأيام الحالية هي الأكثر إثارة لمانشستر يونايتد، أو دعونا نقل إنها يجب أن تكون كذلك. أضاع مانشستر سيتي نقطتين أمام نيوكاسل يونايتد الثلاثاء الماضي، واعترف أرسين فينغر مدرب آرسنال بأن فريقه يواجه صعوبة في البقاء بين الأربعة الكبار، وها هو فريق يونايتد يجوب مجددًا ساحته الشهيرة القديمة ليقترب من المربع الذهبي ليخطف مكانًا في دوري أبطال أوروبا في اللحظة الأخيرة لتستقيم الأمور معه مجددًا.
فقط تخيلوا مدى سعادة فان غال لو أن فريقه على غير المتوقع حل رابعًا في جدول المسابقة وضمن استمرار وجوده مع الفريق في أولد ترافولد لموسم آخر. لن تكون هناك حاجة للاستعانة بخدمات جوزيه مورينهو التدريبية، لأن خطة السنوات الثلاث سوف تعود، وسوف يستريح المدير التنفيذي ايد وودوارد من عناء البحث عن مدرب ويريح قدميه لستة شهور مقبلة. سوف يسمح لفان غال بالإشراف على رحلة الإعداد للموسم الجديد في الصين، على اعتبار أنه سيستمر في العمل مع مجموعة اللاعبين نفسها عندما يبدأ الموسم، فإنهاء الموسم في المركز الرابع مكسب مشترك للطرفين، أليس كذلك؟!
لنكتفِ بهذا الكم من السخرية، لكن بكل تأكيد انغمس فان غال في أمر مشابه عندما أشار إلى أنه يجب أن ننحي المتعة جانبًا لأن النتائج باتت الأهم الآن. أي متعة يحق للجمهور أن يسأل عنها؟ فالمرات النادرة التي رأينا فيها أداء هجوميا من الفريق الكادح خلال الموسم الحالي كانت أمام ليفربول، وإيفرتون، ومباراة الإعادة في كأس الاتحاد الإنجليزي أمام وستهام يونايتد الأسبوع قبل الماضي. كانت تلك هي المباريات التي أدركت فيها جماهير أولد ترافورد أن بأيديهم لاعبًا حقيقيًا وهو ماركوس راشفورد.
يخجل الكثيرون أن يرددوا ما قاله فان غال بعد الأداء المخدَر أمام أستون فيلا السبت الماضي. اعترف فان غال قائلا: «ندرك أن علينا أن نقدم متعة أكثر للجماهير»، مضيفا: «لكن في مباراة كهذه النتيجة باتت أهم». كان هذا حال مانشستر يونايتد على ملعبه، باختصار، لعب مانشستر يونايتد أمام أستون فيلا المضطرب الذي تلقى ثماني هزائم متتالية، وها قد حلت الهزيمة التاسعة وليس هناك أمل في تجنبه الهبوط، وكل ما أسعد مدرب مانشستر هو ضمان الثلاث نقاط في جيبه، هذا رغم أنه قال عندما تعرض لضغط إن هدف راشفولد كان جميلاً.
هنا تكمن معضلة مشجعي مانشستر يونايتد. ليس السؤال عما إذا كان هذا الأمر سيستمر حتى نهاية الموسم، لأنه لو أن يونايتد يعترف صراحة الآن بأن النتيجة أهم من الأداء فإن ذلك يوحي بأن تلك الحملة الفاترة لن تفضي إلى أي نتائج مبشرة. يدرك فان غال أن وظيفته قد تكون على المحك حال فشله في التأهل لدوري أبطال أوروبا، ويحاول تأكيد أن اليونايتد يسعى للوصول للهدف قدر الإمكان عن طريق الاستفادة من زلات الفرق الأعلى من فريقه. لكن وفق النظرة الشائعة التي تقول إن المركز الرابع يعنى النجاح، وإن المدرب يضمن به موسمًا آخر مع الفريق، وأن أي ترتيب أدنى في الجدول يعنى رسالة شكر وإذنًا بالرحيل من مجلس الإدارة تمهيدًا للبحث عن البديل القادر على دفع الفريق للأمام، يبقى السؤال: أين يريد المشجعون أن يروا فريقهم يونايتد بنهاية الموسم الحالي؟
حتى هذه اللحظة، فان غال وأسلوبه وفلسفته لا تبدو مقبولة جماهيريا، وربما هناك بعض اللاعبين ممن يشعرون بالإحساس ذاته. فلو أجرينا استطلاع رأي عام سوف نرى أن المزاج العام يميل للتغيير. لكن هل هذا ببساطة لأن جماهير يونايتد ترى أن مورينهو أو ماوريسيو بوكيتينو مدرب توتنهام يمكن أن يحلا محله؟ على عكس أغلب الأندية، لدى فريق يونايتد إحساس بالجدارة يمكن تبريره، فأغلب المديرين يشعرون بأن فريقهم أكبر من أن يتراجع إلى الخلف، وعليه، لماذا إِذَن الاحتفاظ بشخص ما يكافح كل هذا الكفاح في حين أن هناك بدلاء جاهزين؟
لكن لنفترض أن فان غال استطاع قيادة يونايتد للمركز الرابع، رغم أن ذلك لا يستقيم مع ما رأيناه في السابق، فسوف يعتبر ذلك إنجازًا في هذا الموسم المقلوب رأسًا على عقب. نوعية الكرة القوية والقاسية التي يؤديها فريقا ليستر سيتي وتوتنهام هوتسبير قد تكون بعيدة المنال بالنسبة لليونايتد، لكن لو تأهل إلى دوري أبطال أوروبا، فحينها لن ينقص الفريق سوى بضعة تعاقدات جديدة حكيمة حتى ينصلح الحال ويعود الفريق للمسار الصحيح مجددا.
قد يعتمد هذا على ما إذا كنت تعتقد أن أيا من التعاقدات التي أبرمها فان غال حتى الآن كانت حكيمة. يبدو أنتوني مارسيال الصفقة الحقيقية الرابحة، وفق ما دفع فيه من مال، في حين أن التعاقدات مع مورغان شنيدرلين، ودالي بليند، وماركوس روخو يمكن أن نصفها بأنها معقولة إلى حد ما، لا أكثر، أما ممفيس ديباي فقد خيب الآمال. أما باستيان شوينستايجر، فكان بمثابة الخطأ الذي أظهر سوء تقدير المدرب. الأهم من أي شيء هو أن يونايتد قد أنفق الكثير من المال تحت قيادة فان غال من دون تأثير ملموس، ونستطيع أن نفهم الكثير عندما نرى ناشئي الفريق يعتلون خشبة المسرح بدلا من القادمين الجدد ذوي الأسعار الخيالية. ورغم أن هذه هي الحقيقة، فسيجادل فان غال بأنه هو الذي راهن دوما على الدفع بالناشئين للعب مع فريق اليونايتد الأول. إذا أراد النادي مدربًا مستعدًا لإعطاء الفرصة للناشئين، فلا يستطيع أحد إنكار أن لديهم هذا المدرب بالفعل، حتى إن كان يبدو أن مسيرة تطوير اللاعب عدنان جانجاز قد توقفت.
وأول من أمس، أشاد فان غال بنفسه لامتلاكه «الشجاعة» لمنح الفرصة لراشفورد للمشاركة مع الفريق الأول. وسجل راشفورد (18 عامًا) سبعة أهداف في 13 مباراة، منذ تألقه وتسجيله هدفين في أولى مبارياته أمام ميتيلاند في الدوري الأوروبي في فبراير (شباط) الماضي. وواصل راشفورد تألقه بهدفين أمام آرسنال وتسجيل هدف الفوز في قمة مانشستر أمام سيتي في مارس (آذار) الماضي.
وهناك حديث عن أن راشفورد قد ينضم لتشكيلة إنجلترا في بطولة أوروبا 2016، لكن مدربه قال إنه لا يزال أمامه الكثير ليتطور.
وقال فان غال: «يمكنه تعلم الكثير. دائما تحتاج للشجاعة لتضم لاعبين شبانًا للفريق وأيضًا للتشكيلة الأساسية بالطبع. فأكاديمية النادي وكل مدربيها يثقون في لاعبيهم»، وأضاف: «أنا جزء صغير من هذا الأمر. لكن هذا الجزء مهم جدا، لأن المرء يحتاج إلى الشجاعة لفعل ذلك»، واضطر فان غال للاعتماد على راشفورد بسبب معاناة الفريق من إصابات كثيرة في منتصف الموسم، قبل أن يعود مجموعة من اللاعبين.
وقال المدرب الهولندي إن فريقه لا يعاني من إصابات جديدة قبل مواجهة إيفرتون في قبل نهائي كأس الاتحاد الإنجليزي اليوم، بينما يغيب ثلاثة لاعبين لإصابتهم منذ فترة طويلة. وأضاف: «التشكيلة تقريبا جاهزة بالكامل. فقط يغيب لوك شو وباستيان شفاينشتايجر عن المباراة وربما (عدنان) يانوزاي، لأنه لم يشارك بعد مع الفريق الثاني. لكننا نملك تشكيلة جاهزة ومتكاملة». وأجرى فان غال تعديلات على التشكيلة في معظم فترات الموسم بسبب الإصابات، لكنه يعاني من أزمة مختلفة قبل مواجهة إيفرتون. وقال المدرب الهولندي: «كل لاعب يريد المشاركة في (قبل النهائي). ويجب أن أختار 18 لاعبًا، ولدي حاليا 24 لاعبًا جاهزًا، لذلك سيشعر ستة لاعبين بالإحباط وهذا أمر ليس بجيد بالنسبة للمدرب».
على مدار الأسابيع القليلة الماضية، استمر فان غال يواجه السؤال نفسه مرات ومرات، هل يفضل الفوز بكأس إنجلترا أو ينهي الدوري في المركز الرابع؟ كان يكرر الإجابة الدبلوماسية ذاتها دائما وهي أن المشاركة في دوري أبطال أوروبا أهم للنادي. بالتأكيد يحب فان غال أن يحمل كأسًا في هذه البلاد ليستطيع أن يقول بعد تقاعده أنه فاز بالكؤوس أينما حل، لكنه يدرك تمامًا أن الفوز بكأس إنجلترا وحده لم يعد كافيًا كي يحتفظ المدربون بمناصبهم، فقد ولت تلك الأيام. السؤال الجديد لليونايتد هو ما إذا كان المركز الرابع الذي يتطلب التقدم في الجدول على آرسنال ومانشستر سيتي يكفي كي يحتفظ المدرب بمكانه. إن كانت الإجابة نعم، فهل يقف الجميع خلف فان غال في مسعاه للاستمرار في الفوز أم لا؟



مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».