معارك عنيفة بين «النصرة» و«داعش» في اليرموك.. والائتلاف يحذر من «جريمة» حلب

المعارضة تتصدى لمحاولة النظام التقدم باتجاه بلدة العيس

معارك عنيفة بين «النصرة» و«داعش» في اليرموك.. والائتلاف يحذر من «جريمة» حلب
TT

معارك عنيفة بين «النصرة» و«داعش» في اليرموك.. والائتلاف يحذر من «جريمة» حلب

معارك عنيفة بين «النصرة» و«داعش» في اليرموك.. والائتلاف يحذر من «جريمة» حلب

فيما تحتدم المعارك بين جبهة النصرة وتنظيم داعش في مخيم اليرموك جنوب دمشق مع تأكيد أكثر من مصدر سيطرة الأخير على 80 في المائة من المخيم، تستمر الاشتباكات العنيفة بين فصائل المعارضة من جهة، وقوات النظام ومسلحين موالين لها من جهة أخرى في محيط بلدة العيس بالريف الجنوبي لحلب، وسط تأكيد ناشطين صد الفصائل لمحاولات النظام المتكررة للتقدم في المنطقة.
وأكد رئيس الدائرة السياسية لمنظمة التحرير الفلسطينية أنور عبد الهادي سيطرة «داعش»، مساء الاثنين على أغلب أحياء مخيم اليرموك، جنوب العاصمة دمشق، بعد 5 أيام من الهجوم على جبهة النصرة. وقالت وكالة «أعماق» التابعة للتنظيم المتطرف إن مقاتليه سيطروا على معظم مخيم اليرموك، فيما تحدث أكثر من مصدر عن أن المساحات التي يسيطر عليها «داعش» تخطت الـ80 في المائة.
من جهته، أفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بتواصل المعارك العنيفة، بين جبهة النصرة وتنظيم داعش في مخيم اليرموك وسط معلومات عن خسائر بشرية في صفوف الطرفين.
وفي ريف حلب الجنوبي، تصدت فصائل المعارضة لمحاولة القوات النظامية، مدعومة بميليشيات إيرانية وعراقية، التقدم من بلدة الحاضر باتجاه بلدة العيس الخاضعة لسيطرة المعارضة والتي تتميز بموقع «استراتيجي» كونها تطل على طريق دمشق - حلب الدولي. وقال عضو «مركز السفيرة الإخباري» المعارض أبو شادي السفراني، لـ«مكتب أخبار سوريا»، إن القوات النظامية مهدت للهجوم بأكثر من ألف قذيفة مدفعية، و40 غارة جوية على المنطقة، ثم تقدمت إلى مدخل العيس من الجهة الشرقية، لتشن بعدها فصائل المعارضة، ومن أبرزها جبهة النصرة والفرقة 13 وتنظيم «أجناد الشام»، هجوما معاكسا ما أجبر القوات النظامية إلى الانسحاب لنقاط انطلاقها في الحاضر. وقال السفراني إن الاشتباكات أدت إلى «مقتل 60 عنصرا من القوات المهاجمة على الأقل وجرح العشرات ووقوع عدد منهم بالأسر، بينما قتل أكثر من 15 عنصرا معارضا وأصيب العشرات، نقلوا إلى المشافي الميدانية فيما ما تزال حالة بعضهم خطرة».
بدوره، أفاد المرصد استمرار الاشتباكات العنيفة بين الفصائل الإسلامية والمقاتلة وجبهة النصرة من جهة، وقوات النظام ومسلحين موالين لها من جنسيات سورية وعربية وآسيوية من جهة أخرى في محيط بلدة العيس بالريف الجنوبي لحلب، كما في محاور عدة بريف حلب الشمالي، بين الفصائل الإسلامية والمقاتلة من طرف، وتنظيم داعش من طرف آخر، حيث تمكنت الفصائل من استعادة السيطرة على قرية الشعبانية. وفي هذا الإطار، قال ناشطون إن فصائل المعارضة استعادت سيطرتها على قرى بريف حلب الشمالي، بعد اشتباكات مع تنظيم داعش بدعم من طيران التحالف الدولي والمدفعية التركية.
وأوضح الناشط الإعلامي المعارض أبو العبد الشمالي، لـ«مكتب أخبار سوريا»، أنّ فصائل المعارضة، ومن أبرزها فرقتا السلطان مراد و99 ولواء المعتصم وفيلق الشام، سيطرت على قرى الخلفتلي وتل شعير والأحمدية والكمالية ومزرعة شاهين، وذلك بعد اشتباكات عنيفة استمرت أكثر من عشر ساعات مع عناصر التنظيم.
وأشار الشمالي إلى أن المدفعية التركية استهدفت نقاط التنظيم داخل القرى بالقذائف، كما قصف طيران التحالف الدولي مواقع له في المنطقة، في عملية إسناد لفصائل المعارضة المهاجمة.
أما جنوبي البلاد، فسيطرت فصائل معارضة على حاجز العلان العسكري، التابع لـ«لواء شهداء اليرموك»، الذي تتهمه المعارضة بالارتباط بتنظيم داعش قرب بلدة نافعة الخاضعة لسيطرة اللواء بريف درعا الغربي. بالمقابل، شن لواء شهداء اليرموك هجوما على «محمية تسيل البيئية» قرب بلدة تسيل الخاضعة لسيطرة المعارضة بريف درعا الغربي، مدعوما بغطاء من قذائف الهاون التي أطلقها عناصره المتمركزون في بلدة عين ذكر.
بدورها، أعلنت حركة المثنى الإسلامية في بيانٍ اندماجها بشكل كامل في صفوف «لواء شهداء اليرموك»، و«مبايعتها» لـ«أبو عبد الله المدني» زعيم اللواء: «وذلك لمواجهة المعارضة التي تسعى إلى إنهاء تواجدهما بريف درعا الغربي».
أما الائتلاف السوري المعارض فشدد على أن «حملة نظام الأسد على مدينة حلب هي انتهاك أكيد وواضح لاتفاق وقف الأعمال العدائية»، منبها إلى أنّه «يسعى مستفيدًا من الدعم الروسي والإيراني، ومستغلاً شماعة الإرهاب، وستار المفاوضات واتفاق وقف الأعمال العدائية؛ إلى تحقيق ما عجز عنه بكل وسائل الإجرام التي انتهجها بحق السوريين، بدءًا بالاعتقال والتعذيب والقتل، وصولا إلى الأسلحة الكيميائية». كما حذر الائتلاف من «عواقب الجريمة التي يخطط نظام الأسد لارتكابها في حلب، والمخاطر التي قد تترتب على سلبية المجتمع الدولي تجاه التحضيرات الجارية لها».



​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
TT

​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)

انخفض إنتاج وتصدير العسل في اليمن خلال السنوات الخمس الأخيرة بنسبة تصل إلى 50 في المائة بسبب تغيرات المناخ، وارتفاع درجة الحرارة، إلى جانب آثار الحرب التي أشعلها الحوثيون، وذلك طبقاً لما جاء في دراسة دولية حديثة.

وأظهرت الدراسة التي نُفّذت لصالح اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنه خلال السنوات الخمس الماضية، وفي المناطق ذات الطقس الحار، انخفض تعداد مستعمرات النحل بنسبة 10 - 15 في المائة في حين تسبب الصراع أيضاً في انخفاض إنتاج العسل وصادراته بأكثر من 50 في المائة، إذ تركت سنوات من الصراع المسلح والعنف والصعوبات الاقتصادية سكان البلاد يكافحون من أجل التكيف، مما دفع الخدمات الأساسية إلى حافة الانهيار.

100 ألف أسرة يمنية تعتمد في معيشتها على عائدات بيع العسل (إعلام محلي)

ومع تأكيد معدّي الدراسة أن تربية النحل ليست حيوية للأمن الغذائي في اليمن فحسب، بل إنها أيضاً مصدر دخل لنحو 100 ألف أسرة، أوضحوا أن تغير المناخ يؤثر بشدة على تربية النحل، مما يتسبب في زيادة الإجهاد الحراري، وتقليل إنتاج العسل.

وأشارت الدراسة إلى أن هطول الأمطار غير المنتظمة والحرارة الشديدة تؤثران سلباً على مستعمرات النحل، مما يؤدي إلى انخفاض البحث عن الرحيق وتعطيل دورات الإزهار، وأن هذه التغييرات أدت إلى انخفاض إنتاج العسل في المناطق الأكثر حرارة، وأدت إلى إجهاد سبل عيش مربي النحل.

تغيرات المناخ

في حين تتفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن، ويعتمد 70 في المائة من السكان على المساعدات، ويعيش أكثر من 80 في المائة تحت خط الفقر، توقعت الدراسة أن يؤدي تغير المناخ إلى ارتفاع درجات الحرارة في هذا البلد بمقدار 1.2 - 3.3 درجة مئوية بحلول عام 2060، وأن تزداد درجات الحرارة القصوى، حيث ستصبح الأيام الأكثر سخونة بحلول نهاية هذا القرن بمقدار 3 - 7 درجات مئوية عما هي عليه اليوم.

شابة يمنية تروج لأحد أنواع العسل في مهرجان بصنعاء (إعلام محلي)

وإذ ينبه معدّو الدراسة إلى أن اليمن سيشهد أحداثاً جوية أكثر شدة، بما في ذلك الفيضانات الشديدة، والجفاف، وزيادة وتيرة العواصف؛ وفق ما ذكر مركز المناخ، ذكروا أنه بالنسبة لمربي النحل في اليمن، أصبحت حالات الجفاف وانخفاض مستويات هطول الأمطار شائعة بشكل زائد. وقد أدى هذا إلى زيادة ندرة المياه، التي يقول مربو النحل إنها التحدي المحلي الرئيس لأي إنتاج زراعي، بما في ذلك تربية النحل.

ووفق بيانات الدراسة، تبع ذلك الوضع اتجاه هبوطي مماثل فيما يتعلق بتوفر الغذاء للنحل، إذ يعتمد مربو النحل على النباتات البرية بصفتها مصدراً للغذاء، والتي أصبحت نادرة بشكل زائد في السنوات العشر الماضية، ولم يعد النحل يجد الكمية نفسها أو الجودة من الرحيق في الأزهار.

وبسبب تدهور مصادر المياه والغذاء المحلية، يساور القلق - بحسب الدراسة - من اضطرار النحل إلى إنفاق مزيد من الطاقة والوقت في البحث عن هذين المصدرين اللذين يدعمان الحياة.

وبحسب هذه النتائج، فإن قيام النحل بمفرده بالبحث عن الماء والطعام والطيران لفترات أطول من الزمن وإلى مسافات أبعد يؤدي إلى قلة الإنتاج.

وذكرت الدراسة أنه من ناحية أخرى، فإن زيادة حجم الأمطار بسبب تغير المناخ تؤدي إلى حدوث فيضانات عنيفة بشكل متكرر. وقد أدى هذا إلى تدمير مستعمرات النحل بأكملها، وترك النحّالين من دون مستعمرة واحدة في بعض المحافظات، مثل حضرموت وشبوة.

برنامج للدعم

لأن تأثيرات تغير المناخ على المجتمعات المتضررة من الصراع في اليمن تشكل تحدياً عاجلاً وحاسماً لعمل اللجنة الدولية للصليب الأحمر الإنساني، أفادت اللجنة بأنها اتخذت منذ عام 2021 خطوات لتوسيع نطاق سبل العيش القائمة على الزراعة للنازحين داخلياً المتضررين من النزاع، والعائدين والأسر المضيفة لمعالجة دعم الدخل، وتنويع سبل العيش، ومن بينها مشروع تربية النحل المتكامل.

الأمطار الغزيرة تؤدي إلى تدمير مستعمرات النحل في اليمن (إعلام محلي)

ويقدم البرنامج فرصة لدمج الأنشطة الخاصة بالمناخ التي تدعم المجتمعات لتكون أكثر قدرة على الصمود في مواجهة تغير المناخ، ومعالجة تأثير الصراع أيضاً. ومن ضمنها معلومات عن تغير المناخ وتأثيراته، وبعض الأمثلة على تدابير التكيف لتربية النحل، مثل استخدام الظل لحماية خلايا النحل من أشعة الشمس، وزيادة وعي النحالين بتغير المناخ مع المساعدة في تحديث مهاراتهم.

واستجابة لارتفاع درجات الحرارة الناجم عن تغير المناخ، وزيادة حالات الجفاف التي أسهمت في إزالة الغابات والتصحر، نفذت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أيضاً برنامجاً لتعزيز قدرة المؤسسات المحلية على تحسين شبكة مشاتل أنشطة التشجير في خمس محافظات، لإنتاج وتوزيع أكثر من 600 ألف شتلة لتوفير العلف على مدار العام للنحل.