إسرائيل توافق مبدئيًا على إقامة محطة كهرباء فلسطينية في شمال الضفة

السلطة تأمل في أن تكون بداية التحلل من التبعية الاقتصادية

فلسطينيون يتجمعون أمام أنقاض ملعب للأطفال  كان بني بتمويل من بلجيكا جنوب من مدينة نابلس بالضفة الغربية بعد أن تم هدمه من قبل السلطات الإسرائيلية أمس (أ.ف.ب)
فلسطينيون يتجمعون أمام أنقاض ملعب للأطفال كان بني بتمويل من بلجيكا جنوب من مدينة نابلس بالضفة الغربية بعد أن تم هدمه من قبل السلطات الإسرائيلية أمس (أ.ف.ب)
TT

إسرائيل توافق مبدئيًا على إقامة محطة كهرباء فلسطينية في شمال الضفة

فلسطينيون يتجمعون أمام أنقاض ملعب للأطفال  كان بني بتمويل من بلجيكا جنوب من مدينة نابلس بالضفة الغربية بعد أن تم هدمه من قبل السلطات الإسرائيلية أمس (أ.ف.ب)
فلسطينيون يتجمعون أمام أنقاض ملعب للأطفال كان بني بتمويل من بلجيكا جنوب من مدينة نابلس بالضفة الغربية بعد أن تم هدمه من قبل السلطات الإسرائيلية أمس (أ.ف.ب)

قالت مصادر إسرائيلية إن قوات الاحتلال الإسرائيلي، وافقت، مبدئيًا، على إنشاء محطة كهرباء في مدينة جنين شمال الضفة الغربية، ستكون الأولى من نوعها في الأراضي الفلسطينية، بناء على طلب قديم من السلطة الفلسطينية. ونشرت صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية، أن مقدم الطلب عن السلطة هو صندوق الاستثمار الفلسطيني الذي يدير المشاريع الكبيرة للسلطة، ويرأسه محمد مصطفى الذي كان مساعد رئيس الوزراء الفلسطيني الحالي رامي الحمد الله.
وجاءت الموافقة الإسرائيلية في ظل مفاوضات حادة بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل، تتعلق بالولاية السياسية والأمنية والإدارية للسلطة على المناطق المصنفة «أ» و«ب». وتريد السلطة أن تتسلم هذه المناطق سياسيا وأمنيا وإداريا، وتمنع تدخل الإدارة المدنية الإسرائيلية في الشأن الفلسطيني، بما يشمل تعديلا على الاتفاقات الاقتصادية.
وتعد الموافقة الإسرائيلية، التي ما زالت بحاجة إلى مصادقة نهائية من الحكومة الإسرائيلية، مؤشرًا على بوادر استجابة للطلبات الفلسطينية، بما تتضمنه كذلك، من فك ارتباط تدريجي بين السلطة وإسرائيل في مسألة الكهرباء.
وقالت مصادر فلسطينية لـ«الشرق الأوسط»، إن السلطة تأمل أن تكون هذه بداية التحلل من التبعية الاقتصادية لإسرائيل على طريق تغيير شامل للاتفاقات الاقتصادية.
وتشتري السلطة الكهرباء من القطرية الإسرائيلية التي عاقبت مناطق في الضفة بقطع الكهرباء عنها، بعدما بلغت الديون الفلسطينية أكثر من مليار ونصف المليار شيقل. وتستهلك السلطة نحو 8 في المائة من الكهرباء في إسرائيل. ويتوقع الفلسطينيون والإسرائيليون أن تكون لمحطة الكهرباء انعكاسات اقتصادية كبيرة على الفلسطينيين، ومنها تخفيض سعر الكهرباء في مناطق السلطة الفلسطينية.
ويدور الحديث عن محطة للكهرباء تصل قدرتها الإنتاجية إلى 450 ميغاواط، ويستغرق بناؤها 4 سنوات. ويعتقد بحسب خبراء أن توفر السلطة ما يقارب 40 مليون دولار سنويا مع خلق 1000 فرصة عمل. وستقام المحطة برأسمال مشترك خاص وعام، بحيث يكون أكبر المستثمرين فيها صندوق الاستثمار الفلسطيني إضافة إلى بنك فلسطين وشركة «باديكو»، وستبنى في المنطقة الصناعية في مدينة جنين بالقرب من معبر الجلمة.
ويفترض أن يتم تشغيل المحطة بحسب صحيفة «يديعوت أحرونوت»، من خلال ربطها بخط غاز من حقل الغاز الإسرائيلي «لفيتان»، أو عن طريق السولار، إلا إذا تم التوصل إلى اتفاق مستقبلي حول حقل الغاز الفلسطيني الواقع قبالة شواطئ قطاع غزة.
وما زال من غير المعروف، ما هي الآلية التي ستعمل بها الشركة الجديدة بعد إلغاء اتفاق ضخم لتوريد الغاز من إسرائيل للسلطة.
وفي العام الماضي، أعلنت شركات إسرائيلية، شريكة في حقل الغاز «لفيتان»، إلغاء عقد تزويد الغاز لشركة الطاقة الفلسطينية الذي كان مقررًا أن يتم بعد إنشاء محطة طاقة قرب مدينة جنين شمال الضفة الغربية، وهي الصفقة التي أثارت جدلاً واسعًا في الأراضي الفلسطينية.
وأبلغت شركات «نوبل إنرجي»، وديلك كيدوحيم، وآفنر وراتزيو، البورصة في إسرائيل، أن الاتفاق الذي تم توقيعه في يناير (كانون الثاني) من عام 2014، قد أُلغي اعتمادًا على البند الوارد في الاتفاق، الذي ينص على أن تنفيذ الاتفاق منوط بقرارات معينة تخص السلطات في إسرائيل، حيث تحصل الشركات، بموجب ذلك، على تخفيض ضريبي في إسرائيل.
وقالت الشركات إن السلطات في إسرائيل لم تمنح التصريحات المطلوبة، فقررت عدم المضي بالاتفاق. وأشارت شركة «ديلك» الإسرائيلية، إلى أن شركة فلسطين لتوليد الطاقة أشارت أيضًا إلى تأخيرات في تطوير المشروع. وقالت مصادر إسرائيلية أخرى، إن الشركة الفلسطينية هي التي ألغت العقد، الذي كان من المتوقع أن تكون تكلفته العامة 1.2 مليار دولار. وأرجع مراقبون العقبات إلى الخلافات السياسية بين الطرفين. وكان يُفترض أن تبقى الاتفاقية سارية المفعول بين الطرفين طيلة 20 عامًا. وجاء إلغاء الاتفاق الضخم بعد أسابيع طويلة من الجدل والانتقادات الحادة التي طالت السلطة الفلسطينية ومطالبتها بإلغاء اتفاق شراء الغاز من إسرائيل.
وكان مسؤولون وفصائل وشخصيات وأكاديميون وخبراء، طالبوا الحكومة الفلسطينية بإلغاء الاتفاق الذي يقضي باستيراد 4.75 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي من إسرائيل إلى الأراضي الفلسطينية، بقيمة تتجاوز تكلفتها 1.2 مليار دولار. وإذا ما نجح مشروع جنين، فإن السلطة الفلسطينية تسعى لتشييد محطة ثانية للكهرباء في الخليل جنوب الضفة، لكن بقوة إنتاجية أقل من محطة كهرباء جنين.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.