قبل ساعات قليلة من بدء سريان وقف اطلاق النار في اليمن، يراهن كثير من المهتمين بالشأن اليمني على عدم نجاح هذه الهدنة، لمعرفتهم بالحوثيين وأتباع المخلوع صالح؛ لافشالهم ثلاث محاولات سابقة سعت اليها الأمم المتحدة، ومحاولات المبعوث الأممي إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد التقريب بين مواقف الطرفين لإنجاح الحوار والتوصل إلى حل سياسي ينهي الأزمة.
يدخل اتفاق وقف إطلاق النار بجبهات القتال في اليمن منتصف ليلة اليوم (الأحد) حيز التنفيذ، برعاية أممية، تمهيدا لبدء جولة جديدة من المفاوضات بين طرفي النزاع في الـ18 من الشهر الحالي في الكويت، في إطار استعدادات الحكومة اليمنية إلى جانب المساعي الأممية لإنهاء الصراع في اليمن.
كان اليمن قد أعلن سابقاً عن ثلاث محاولات لوقف اطلاق النار باءت بالفشل؛ ففي الهدنة الاولى أعلن المتحدث باسم قوات التحالف العميد أحمد العسيري، انطلاق هدنة إنسانية اقترحتها السعودية تستمر لمدة 5 أيام، وأكد عليها وزير الخارجية السعودي عادل الجبير، في مؤتمر صحافي مع نظيره الأميركي جون كيري، في باريس، على أن تبدأ من 12 مايو(أيار)، لم تلتزم بها الميليشيات والانقلابيون.
أما الثانية فكانت الأمم المتحدة أعلنت هدنة غير مشروطة" حتى نهاية شهر رمضان بهدف ايصال المساعدات الإنسانية لنحو 21 مليون يمني بحاجة إليها، خرقتها الميليشيات بمحاولات منها باستغلالها للحصول على مكاسب على الأرض.
ولم تكن الهدنة الثالثة أفضل من سابقتيها؛ ففي الرابع من ديسمبر(كانون الاول) الماضي، اتفقت الاطراف المتنازعة في اليمن على وقف لإطلاق النار لبدء مفاوضات في جنيف، ورغم محاولات المبعوث الأممي إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ، التقريب بين مواقف الطرفين لإنجاح الحوار والتوصل إلى حل سياسي ينهي الأزمة، إلا أن التباين كان سيد الموقف، في الوقت الذي أكدت فيه الحكومة على ضرورة الاستناد الى القرار الأممي 2216 كمرجعية اساسية للحوار، بالإضافة إلى مخرجات الحوار الوطني والمبادرة الخليجية
وفي هذا الشأن قال عبد العزيز جباري نائب رئيس الوزراء اليمني وزير الخدمة المدنية والتأمينات، إن رغبة الحكومة الشرعية في الجولة المقبلة، تتضمن السلام المبني على تطبيق قرار مجلس الأمن الدولي 2216، والذي يؤكد على عودة مؤسسات الدولة، وتسليم الأسلحة، مشيرًا إلى أن الاجتماع بحث الجهود السياسية والأوضاع الميدانية، التي تجري في اليمن، ومعاناة المواطنين.
وأضاف جباري: «نحن مع أي موقف ثابت في أي جهد يؤدي إلى تطبيق القرار 2216، ويحفظ حقوق اليمنيين بأكملهم، بمن فيهم الحوثيون، ويضمن لهم العيش في كنف الدولة الشرعية اليمنية».
وأشار نائب رئيس الوزراء اليمني إلى أن الاجتماع تطرق إلى الهدنة التي تبدأ في ساعة متأخرة من مساء اليوم (الأحد)، حيث ستصدر الرئاسة اليمنية بيانا حول ذلك، مؤكدا أن الشرعية اليمنية «ملتزمة وموافقة على الهدنة، ووقف إطلاق النار، وأملنا أن يتم في هذه الهدنة الشروع في تطبيق قرار مجلس الأمن الدولي 2216، ونتمنى تحويل هذه الهدنة إلى وقف لإطلاق النار دائم».
هدنة اليمن.. رهان على الالتزام
بعد إفشال ميليشيا الحوثي وأتباع المخلوع صالح ثلاث محاولات سابقة
هدنة اليمن.. رهان على الالتزام
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة