وفد حماس قدم للمخابرات المصرية ورقة تضمنت إجابات وتوضيحات مطلوبة

استمع إلى نصائح حول أهمية المصالحة وتسلم السلطة الفلسطينية معبر رفح

وفد حماس قدم للمخابرات المصرية ورقة تضمنت إجابات وتوضيحات مطلوبة
TT

وفد حماس قدم للمخابرات المصرية ورقة تضمنت إجابات وتوضيحات مطلوبة

وفد حماس قدم للمخابرات المصرية ورقة تضمنت إجابات وتوضيحات مطلوبة

قالت مصادر في حركة حماس، بأن وفد الحركة الذي التقى قادة المخابرات المصرية، في القاهرة، صباح أمس، قدم ورقة إجابات عن جميع الأسئلة والطلبات المصرية المتعلقة بالوضع الأمني. وأكدت المصادر لـ«الشرق الأوسط»، أن وفد حماس الذي ضم موسى أبو مرزوق ومحمود الزهار وجمال عبيد وخليل الحية وعماد العلمي، قدم ورقة تفصيلية تتضمن إجابات وشروحات تدحض بعض التهم، مثل التجسس على الجيش المصري وتصويره بكاميرات حديثة أو طائرات صغيرة، وتأكيدات على قيام حركة حماس بضبط الحدود ومنع أي أعمال عدوانية ضد مصر.
وكانت مصر قدمت للحركة في الجلسات الأولى، قبل أكثر من أسبوع، وثائق وصور ومعلومات اتهمت، من خلالها، حماس، بالعمل والتحريض ضد مصر لصالح أجندات الإخوان المسلمين، وبإيواء مطلوبين لمصر من السلفيين، والسماح لهم بالتحرك بين غزة وسيناء، وتصدير أسلحة إلى سيناء، واستخدام كاميرات قريبة، وطائرات صغيرة للتجسس على الجيش المصري. وهي التهم التي نفتها حماس جملة وتفصيلا. كما طلبت مصر من حماس، فك الارتباط بالإخوان، وضبط الحدود، وملاحقة السلفيين ومنع تنقلهم من وإلى سيناء، والتعاون في أي معلومات أمنية تمس الأمن القومي المصري، والتوقف عن تهريب الأسلحة من سيناء وإليها أيضا.
ووافقت حماس على الطلبات المصرية مع شروحات تفصيلية حول القضايا التي أثارتها القاهرة، تظهر موقف حماس منها وحقيقة ما يجري على الأرض.
وقالت المصادر، بأن وفد حماس، على سبيل المثال، أبلغ المصريين بأنه لا يتلقى أي أوامر أو تعليمات من الإخوان، وليس هناك أي علاقات تنظيمية بهم، وأن الحركة تركز فقط على عملها داخل فلسطين، وأن الطائرات التي رصدتها مصر على مقربة من الحدود، لم تكن تابعة أبدا لكتائب القسام، وأنها رخيصة الثمن، وفي متناول وسائل الإعلام وناشطين وفصائل أخرى، وأن الكاميرات تابعة أيضا لمؤسسات إعلامية وشركات ومؤسسات، وليس الغرض منها جميعا رصد مواقع الجيش. كما أبلغتها بأن قواتها منتشرة أصلا على الحدود وتمنع أي تنقل للسلفيين، بل إن هناك مواجهات مع السلفيين واعتقالات بحقهم، وتحقيقات حول أي علاقات بهم بسيناء، من منطلق أن حماس لا تسمح أن تكون غزة منطلقا لأي أعمال ضد مصر، ناهيك عن أن الحركة لا تسمح بخروج أي سلاح من القطاع، لأنها تبحث عن كل رصاصة يمكن أن تفيد قطاع غزة.
وأكدت المصادر وجود لقاء ثانٍ مفترض مساء أمس، قد يحدد ما إذا كان سيعقد لقاء ثالث اليوم أو لا، خصوصا بعدما غادر رئيس الوفد موسى أبو مرزوق مصر مضطرا، بسبب وفاة شقيقته في أحد المشافي التركية التي كانت تعالج فيها من مرض عضال.
ومن غير المعروف ما إذا كان وفد حماس سيعود إلى غزة، حيث يعتقد أنه سيقام بيت عزاء شقيقة القيادي أبو مرزوق، أو إلى قطر التي وصل إلى مصر قادما منها بعد لقاءات مع قيادة المكتب السياسي للحركة، ومع حركة فتح كذلك، في محاولة لإتمام المصالحة.
ومن جهته، أعاد وفد حماس على مسؤولي المخابرات المصرية، طلباته ومن أهمها: فتح معبر رفح وإعادة المختفين الأربعة من كتائب القسام الذين اختطفوا في سيناء العام الماضي، ووقف ضخ مياه البحر في الأنفاق، واستئناف محادثات التهدئة مع إسرائيل.
ولم تجب مصر على طلبات حماس، بحسب المصادر. وقالت: إنها ستدرسها، لكنها ضغطت على وفد الحركة من أجل إتمام المصالحة مع حركة فتح، وأبلغتهم بأن فتح معبر رفح مرتبط بوجود السلطة الفلسطينية عليه، بعد تشكيل حكومة وحدة وطنية حقيقية تعمل في قطاع غزة.
وقال مسؤولو المخابرات لوفد حماس، بأن المصالحة من شأنها أن تسهل عليكم في باقي القضايا وفي تحسين صورة الحركة لدى الجمهور المصري.
وكانت حماس طلبت وقف الحملات الإعلامية، فرد مسؤولو المخابرات، بأن على حماس في المقابل أن تثبت للمصريين حسن نواياها، وأن تتوجه بحملة إعلامية لهم لتحسين صورتها.
وقدر مسؤول في الحركة لـ«الشرق الأوسط»، بأن يأخذ تطبيع العلاقات مع مصر وقتا أطول. وقال المسؤول بأن استقبال مصر لوفد حماس وطبيعة الأجواء والنقاشات، تشير إلى تطورات مهمة في العلاقة، لكن رأب الصدع يحتاج إلى وقت أطول. وأضاف: «مصر مصرة على المصالحة وتربط فتح المعبر بوجود السلطة عليه، وتريد من حماس إثبات حسن نوايا». وتابع: «حماس لا يمكن أن تمس بمصر أو أمنها أيا كان من يحكمها، وهذا ما أكده وفد الحركة لقيادة المخابرات المصرية، ونحن نأمل أن ينتقل الملف من أمني إلى سياسي».



هل يتحول فيروس «الميتانيمو» البشري إلى وباء عالمي؟

تفشي فيروس «الميتانيمو» البشري في الصين يثير قلقاً متزايداً (رويترز)
تفشي فيروس «الميتانيمو» البشري في الصين يثير قلقاً متزايداً (رويترز)
TT

هل يتحول فيروس «الميتانيمو» البشري إلى وباء عالمي؟

تفشي فيروس «الميتانيمو» البشري في الصين يثير قلقاً متزايداً (رويترز)
تفشي فيروس «الميتانيمو» البشري في الصين يثير قلقاً متزايداً (رويترز)

أثارت تقارير عن تفشي فيروس «الميتانيمو» البشري (HMPV) في الصين قلقاً متزايداً بشأن إمكانية تحوله إلى وباء عالمي، وذلك بعد 5 سنوات من أول تنبيه عالمي حول ظهور فيروس كورونا المستجد في ووهان بالصين، الذي تحول لاحقاً إلى جائحة عالمية أسفرت عن وفاة 7 ملايين شخص.

وأظهرت صور وفيديوهات انتشرت عبر منصات التواصل الاجتماعي في الصين أفراداً يرتدون الكمامات في المستشفيات، حيث وصفت تقارير محلية الوضع على أنه مشابه للظهور الأول لفيروس كورونا.

وفي الوقت الذي تتخذ فيه السلطات الصحية تدابير طارئة لمراقبة انتشار الفيروس، أصدر المركز الصيني للسيطرة على الأمراض والوقاية منها بياناً، يوضح فيه معدل الوفيات الناتج عن الفيروس.

وقال المركز، الجمعة، إن «الأطفال، والأشخاص الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة، وكبار السن، هم الفئات الأكثر تعرضاً لهذا الفيروس، وقد يكونون أكثر عرضة للإصابة بعدوى مشتركة مع فيروسات تنفسية أخرى».

وأشار إلى أن الفيروس في الغالب يسبب أعراض نزلات البرد مثل السعال، والحمى، واحتقان الأنف، وضيق التنفس، لكن في بعض الحالات قد يتسبب في التهاب الشعب الهوائية والالتهاب الرئوي في الحالات الشديدة.

وحاولت الحكومة الصينية التقليل من تطور الأحداث، مؤكدة أن هذا التفشي يتكرر بشكل موسمي في فصل الشتاء.

وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية، ماو نينغ، الجمعة: «تعد العدوى التنفسية شائعة في موسم الشتاء»، مضيفةً أن الأمراض هذا العام تبدو أقل حدة وانتشاراً مقارنة بالعام الماضي. كما طمأنت المواطنين والسياح، مؤكدة: «أستطيع أن أؤكد لكم أن الحكومة الصينية تهتم بصحة المواطنين الصينيين والأجانب القادمين إلى الصين»، مشيرة إلى أن «السفر إلى الصين آمن».

فيروس «الميتانيمو» البشري

يُعد «الميتانيمو» البشري (HMPV) من الفيروسات التي تسبب التهابات الجهاز التنفسي، ويؤثر على الأشخاص من جميع الأعمار، ويسبب أعراضاً مشابهة للزكام والإنفلونزا. والفيروس ليس جديداً؛ إذ اكتُشف لأول مرة عام 2001، ويُعد من مسببات الأمراض التنفسية الشائعة.

ويشير أستاذ اقتصاديات الصحة وعلم انتشار الأوبئة بجامعة «مصر الدولية»، الدكتور إسلام عنان، إلى أن نسبة انتشاره تتراوح بين 1 و10 في المائة من الأمراض التنفسية الحادة، مع كون الأطفال دون سن الخامسة الأكثر عرضة للإصابة، خاصة في الحالات المرضية الشديدة. ورغم ندرة الوفيات، قد يؤدي الفيروس إلى مضاعفات خطيرة لدى كبار السن وذوي المناعة الضعيفة.

أفراد في الصين يرتدون الكمامات لتجنب الإصابة بالفيروسات (رويترز)

وأضاف لـ«الشرق الأوسط» أن الفيروس ينتشر على مدار العام، لكنه يظهر بشكل أكبر في فصلي الخريف والشتاء، ويمكن أن يُصاب الأشخاص به أكثر من مرة خلال حياتهم، مع تزايد احتمالية الإصابة الشديدة لدى الفئات الأكثر ضعفاً.

وأوضح أن الفيروس ينتقل عبر الرذاذ التنفسي الناتج عن السعال أو العطس، أو من خلال ملامسة الأسطح الملوثة ثم لمس الفم أو الأنف أو العينين. وتشمل أعراضه السعال واحتقان الأنف والعطس والحمى وصعوبة التنفس (في الحالات الشديدة)، وتُعد الأعراض مختلفة عن فيروس كورونا، خاصة مع وجود احتقان الأنف والعطس.

هل يتحول لجائحة؟

كشفت التقارير الواردة من الصين عن أن الارتفاع الحالي في الإصابات بالفيروس تزامن مع الطقس البارد الذي أسهم في انتشار الفيروسات التنفسية، كما أن هذه الزيادة تتماشى مع الاتجاهات الموسمية.

وحتى الآن، لم تصنف منظمة الصحة العالمية الوضع على أنه حالة طوارئ صحية عالمية، لكن ارتفاع الحالات دفع السلطات الصينية لتعزيز أنظمة المراقبة.

في الهند المجاورة، طمأن الدكتور أتول غويل، المدير العام لخدمات الصحة في الهند، الجمهور قائلاً إنه لا داعي للقلق بشأن الوضع الحالي، داعياً الناس إلى اتخاذ الاحتياطات العامة، وفقاً لصحيفة «إيكونوميك تايمز» الهندية.

وأضاف أن الفيروس يشبه أي فيروس تنفسي آخر يسبب نزلات البرد، وقد يسبب أعراضاً مشابهة للإنفلونزا في كبار السن والأطفال.

وتابع قائلاً: «لقد قمنا بتحليل بيانات تفشي الأمراض التنفسية في البلاد، ولم نلاحظ زيادة كبيرة في بيانات عام 2024».

وأضاف: «البيانات من الفترة بين 16 و22 ديسمبر 2024 تشير إلى زيادة حديثة في التهابات الجهاز التنفسي الحادة، بما في ذلك الإنفلونزا الموسمية، وفيروسات الأنف، وفيروس الجهاز التنفسي المخلوي (RSV)، و(HMPV). ومع ذلك، فإن حجم وشدة الأمراض التنفسية المعدية في الصين هذا العام أقل من العام الماضي».

في السياق ذاته، يشير عنان إلى أن الفيروس من الصعب للغاية أن يتحول إلى وباء عالمي، فالفيروس قديم، وتحدث منه موجات سنوية. ويضيف أن الفيروس لا يحمل المقومات اللازمة لأن يصبح وباءً عالمياً، مثل الانتشار السريع على المستوى العالمي، وتفاقم الإصابات ودخول المستشفيات بكثرة نتيجة الإصابة، وعدم إمكانية العلاج، أو عدم وجود لقاح. ورغم عدم توافر لقاح للفيروس، فإن معظم الحالات تتعافى بمجرد معالجة الأعراض.

ووافقه الرأي الدكتور مجدي بدران، عضو «الجمعية المصرية للحساسية والمناعة» و«الجمعية العالمية للحساسية»، مؤكداً أن زيادة حالات الإصابة بالفيروس في بعض المناطق الصينية مرتبطة بذروة نشاط فيروسات الجهاز التنفسي في فصل الشتاء.

وأضاف لـ«الشرق الأوسط» أن الصين تشهد بفضل تعدادها السكاني الكبير ومناطقها المزدحمة ارتفاعاً في الإصابات، إلا أن ذلك لا يعني بالضرورة تحول الفيروس إلى تهديد عالمي. وحتى الآن، تظل الإصابات محلية ومحدودة التأثير مقارنة بفيروسات أخرى.

وأوضح بدران أن معظم حالات فيروس «الميتانيمو» تكون خفيفة، ولكن 5 إلى 16 في المائة من الأطفال قد يصابون بعدوى تنفسية سفلى مثل الالتهاب الرئوي.

تفشي فيروس «الميتانيمو» البشري في الصين يثير قلقاً متزايداً (رويترز)

وأكد أنه لا توجد تقارير عن تفشٍّ واسع النطاق للفيروس داخل الصين أو خارجها حتى الآن، مشيراً إلى أن الفيروس ينتقل عبر الرذاذ التنفسي والاتصال المباشر، لكنه أقل قدرة على الانتشار السريع عالمياً مقارنة بكوفيد-19، ولتحوله إلى جائحة، يتطلب ذلك تحورات تزيد من قدرته على الانتشار أو التسبب في أعراض شديدة.

ومع ذلك، شدّد على أن الفيروس يظل مصدر قلق صحي محلي أو موسمي، خاصة بين الفئات الأكثر عرضة للخطر.

طرق الوقاية والعلاج

لا يوجد علاج محدد لـ«الميتانيمو» البشري، كما هو الحال مع فيروسات أخرى مثل الإنفلونزا والفيروس المخلوي التنفسي، حيث يركز العلاج بشكل أساسي على تخفيف الأعراض المصاحبة للعدوى، وفق عنان. وأضاف أنه في الحالات الخفيفة، يُوصى باستخدام مسكنات الألم لتخفيف الأوجاع العامة وخافضات الحرارة لمعالجة الحمى. أما في الحالات الشديدة، فقد يتطلب الأمر تقديم دعم تنفسي لمساعدة المرضى على التنفس، بالإضافة إلى توفير الرعاية الطبية داخل المستشفى عند تفاقم الأعراض.

وأضاف أنه من المهم التركيز على الوقاية وتقليل فرص العدوى باعتبارها الخيار الأمثل في ظل غياب علاج أو لقاح مخصص لهذا الفيروس.

ولتجنب حدوث جائحة، ينصح بدران بتعزيز الوعي بالوقاية من خلال غسل اليدين بانتظام وبطريقة صحيحة، وارتداء الكمامات في الأماكن المزدحمة أو عند ظهور أعراض تنفسية، بالإضافة إلى تجنب الاتصال المباشر مع المصابين. كما يتعين تعزيز الأبحاث لتطوير لقاحات أو علاجات فعّالة للفيروس، إلى جانب متابعة تحورات الفيروس ورصد أي تغييرات قد تزيد من قدرته على الانتشار أو تسبب أعراضاً أشد.