التفاؤل كلمة خطيرة عندما يتعلق الأمر بالمنتخب الإنجليزي لكرة القدم (منتخب الأسود الثلاثة) خاصة أن سنوات الإحباط ما زالت عالقة بالأذهان.
ولكن الفوز على منتخب ألمانيا بطل العالم 3-2 مساء أول من أمس في برلين جدد الدماء في جسد الفريق الإنجليزي الذي دائما ما يعاني من تضخيم التوقعات وآلام الفشل على الصعيد العالمي.
الآمال ينبغي أن تتسق مع كون المباراة مجرد مواجهة ودية، ولكن المنتخب الإنجليزي قدم مباراة قوية قد تكون دلالة على مستقبل مشرق.
وعقب المباراة رشح المراهنون المنتخب الإنجليزي جزئيا للفوز بلقب يورو 2016 في فرنسا.
التوقعات قد يكون مبالغا فيها؛ نظرا لأن أبرز إنجازات منتخب إنجلترا في كأس أمم أوروبا كان الوصول إلى المربع الذهبي في 1996 وحصد المركز الثالث في 1968.
ولكن وجود هاري كين وجيمي فاردي وإيريك داير الذين سجلوا أهداف الفوز لمنتخب إنجلترا بعد تقدم ألمانيا بهدفين نظيفين عن طريق توني كروس وماريو غوميز، يظهر أن المنتخب الإنجليزي بات يمتلك لاعبين لا يهابون خيبات الماضي، ويثقون في قدراتهم على تحقيق إنجاز غير مسبوق في فرنسا. ووصف هاري كين الذي سجل الهدف الأول لإنجلترا، المباراة بأنها «ليلة رائعة لإنجلترا»، وقال: «التأخر صفر-2 أمام أبطال العالم ثم العودة وتحقيق الفوز، يظهر حجم الفريق الذي نمتلكه».
ويخوض الفريق الإنجليزي مباراة أخرى قوية غدا في مواجهة ضيفه الهولندي الذي فشل في التأهل إلى يورو 2016. ولكن هذه المرة ستكون المباراة على استاد ويمبلي.
وأشار كين: «فقط نحتاج لمواصلة ما نفعله، هناك مباراة أخرى مهمة الثلاثاء وسننطلق من هذه المباراة».
وأضاف: «لقد لعبنا بشكل مذهل وأعتقد أننا نستحق الفوز تماما، لقد سنحت لنا الكثير من الفرص وكان بإمكاننا تسجيل عدد أكبر من الأهداف».
وأظهر كين وفاردي، اللذان يتصدران قائمة هدافي الموسم الحالي من الدوري الإنجليزي الممتاز، للجميع أن بمقدورهما أن يصنعا الفارق في فرنسا. وسجل كين مهاجم توتنهام الهدف الأول فيما أحرز فاردي الذي شارك من مقاعد البدلاء في الشوط الثاني، هدف التعادل قبل أن يتكفل داير بتسجيل هدف الفوز.
وقال فاردي: «عندما تجلس على مقاعد البدلاء فإنك ترغب في المشاركة ومحاولة إحداث تغيير إن أمكن».
وأضاف: «لقد فعلت ذلك خلال اللمسات الأولى لي وقد فزنا بالمباراة، أردت فقط أن أقف بجوار القائم القريب وأن أهز الشباك، وقد نجح الأمر».
ورفض المدير الفني لإنجلترا روي هودجسون الانخداع من النتيجة لكنه أبدى سعادته بأداء فريقه. وحافظ هودجسون على هدوئه وتواضعه وقال هودجسون في مؤتمر صحافي في برلين عقب الانتصار: «أشعر ببعض القلق لأن كل الانتقادات الموجهة لنا في الماضي سيتم نسيانها. أداء الفريق في مرحلة تطور».
وأضاف: «دعونا لا نبالغ في الأمر ودعونا نساعد اللاعبين على الاحتفاظ بتواضعهم. أريد أن يملك الفريق شعورا بالنهم دائما ويواصل التعلم من أخطائه».
وأشرك هودجسون تشكيلة معظمها من الشبان الذين يفتقرون للخبرة وضمت ديلي آلي، 19 عاما، كما ظهر داني روز لأول مرة وقدم الفريق أداء قويا رغم غياب القائد واين روني بسبب الإصابة.
وقال هودجسون: «لا نفوز على ألمانيا كل يوم، لقد قدمنا أداء جيدا مثلما فعلنا أمام فرنسا». وأضاف: «بين شوطي المباراة شعرنا أنه من الظلم أن نتأخر بفارق هدف، ثم تضاعف هذا الشعور بعد تأخرنا بهدفين، لكن عودتنا وتسجيلنا ثلاثة أهداف كان إنجازا هائلا بالنسبة لنا جميعا».
وأضاف هودجسون: «إنها مباراة ودية وينبغي دائما عدم إعطاء اللقاء أهمية زائدة. إذا خسرنا 3-2 وسجلت ألمانيا هدفا قرب النهاية لم أكن سأشعر بإحباط كبير». وأضاف: «بل كنت سأشعر بالرضا أيضا بسبب أسلوب لعبنا وتعاملنا مع المباراة. يضم الفريق عدة لاعبين يشاركون للمرة الثانية أو الثالثة».
وقال هودجسون: «من المهم مواصلة التحلي بالتواضع في هذه اللحظات. لا يزال أمامنا طريق صعب وطويل قبل أن ندعي الوصول إلى مستوى الألمان».
وأضاف: «هذه خطوة رائعة إلى الأمام ولحظة الشعور بالتقدم. سنجري تحليلا للمباراة وهناك الكثير من الأمور يمكن تحسينها».
وسيحاول هودجسون استغلال المباراة أمام هولندا لإجراء بعض التجارب، لكنه سيفتقد جهود الحارس جاك باتلاند الذي تعرض للإصابة خلال الشوط الأول من المباراة أمام ألمانيا. وفي ظل غياب الحارس الأساسي جو هارت بسبب الإصابة، من المتوقع أن يشارك فريزر فورستر أمام هولندا بعدما شارك من مقاعد البدلاء أمام ألمانيا.
في المقابل لم يشعر يواكيم لوف مدرب ألمانيا بالاقتناع بأداء فريقه حتى أثناء التقدم 2-صفر بعد مرور نحو ساعة من اللعب، وقال: «يكون من المزعج جدا التقدم 2-صفر ثم الخسارة. لكن يجب أن أقول بوضوح إن الخسارة لم تكن غير مستحقة».
وأضاف: «عند تقدمنا 2-صفر لم يكن بوسعنا السيطرة على اللقاء.. واجهنا الكثير من المشكلات طوال المباراة ولم نصنع فرص التسجيل التي يجب علينا صناعتها».
وتابع: «كان يجب علينا السيطرة على المباراة بشكل أفضل وخسرنا الكثير من الكرات المشتركة وصنعت إنجلترا بفضل اللاعبين أصحاب السرعة عددا كبيرا من الفرص». وسيكون المنتخب الألماني مطالبا بتصحيح أخطائه في مواجهة الغد التجريبية التي لن تقل أهمية أمام المنتخب الإيطالي.
وسيدخل الفريق الإيطالي مباراته أمام أبطال العالم بمعنويات مرتفعة عقب تعادله مع إسبانيا 1-1 في إطار استعدادات الأزوري لبطولة يورو 2016 في فرنسا.
وجاء العرض القوي للمنتخب الإيطالي في مواجهة منتخب إسبانيا بطل أوروبا لينال رضا الجماهير المتشائمة وساعد المدرب أنطونيو كونتي على تجاوز الضجة التي أحدثها بعد إعلان قرار رحيله عقب نهاية يورو 2016، وسط تكهنات واسعة حول قرب انتقاله لتدريب تشيلسي الإنجليزي.
ومن المتوقع أن يواجه الأزوري صراعا قويا في مواجهة نظيره الألماني بطل العالم أربع مرات في ميونيخ خاصة بعد هزيمة الماكينات أمام إنجلترا، رغم التقدم بهدفين نظيفين.
وفي ظل تواصل غياب أندريا بارتزالي وجورجو كيلليني عن خط دفاع إيطاليا بسبب الإصابة، استدعى كونتي ماتيا دي تشيليو مدافع ميلان للمباراة أمام ألمانيا على ملعب آليانز ارينا، حيث من المتوقع أن ينصب تركيز المدرب على التكتيك الهجومي.
وتوج المنتخب الإيطالي بلقب كأس العالم للمرة الثالثة في تاريخه عام 1982 بفضل تألق باولو روسي وتسجيله ستة أهداف، حيث فاز الفريق في النهائي على ألمانيا الغربية 3-1 كما توج الفريق بلقب المونديال للمرة الرابعة في 2006 عندما حصد قلب الدفاع فابيو كانافارو لقب أفضل لاعب في العالم.
وقال الجناح إيمانويل جياكيريني: «جميع اللاعبين لهم أهمية هنا ولا يوجد نجم أوحد، ربما لا نمتلك ميسي أو كريستيانو رونالدو في فريقنا، لكن لدينا لاعبون أصحاب كفاءة، وبإمكانهم أن يصنعوا الفارق، نحن دائما نعتمد على المجهود الجماعي داخل الملعب». وفي مواجهة إسبانيا ارتفع إيقاع أداء منتخب إيطاليا في الشوط الثاني بعد مشاركة سيموني زازا ولورينزو انسيني الذي سجل هدف التقدم للأزوري بمساعدة جياكيريني قبل أن يتعادل اريتز ادوريز لإسبانيا.
ويتوقع زازا نجم يوفنتوس أن يقدم الفريق الإيطالي مباراة قوية في مواجهة ألمانيا. وقال: «نتطلع إلى الفوز في ميونيخ، نريد أن نثبت للجميع أننا فريق غاية في القوة». وتوقع زازا أن ينافس المنتخب الإيطالي بقوة في يورو 2016، مشيرا إلى عدم وجود مرشح بعينه للفوز باللقب. وأضاف: «هذه المباراة الودية ستكون فرصة للثأر (بعد هزيمة يوفنتوس أمام بايرن ميونيخ في دور الستة عشر لدوري أبطال أوروبا) رغم أننا لن نواجه بايرن ميونيخ، ولكن تلك الهزيمة ما زالت تؤلمنا كثيرا». وفي الوقت الذي يتواصل فيه غياب المهاجم جياكومو بونافينتورا لإصابته بنزلة برد فإن ستيفان شعراوي على الأرجح سيشارك أمام ألمانيا، ربما بجوار انسيني، فيما قد يشارك فيديريكو بيرنارديسكي منذ البداية بعد ظهوره بشكل قوي أمام إسبانيا.
فوز إنجلترا على ألمانيا يبعث على الأمل قبل يورو 2016
هودجسون يتطلع لوضع نهاية لسنوات الإحباط.. ولوف مطالب بإصلاح أعطال الماكينات في ودية إيطاليا
فوز إنجلترا على ألمانيا يبعث على الأمل قبل يورو 2016
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة