رئيس الوزراء المصري يعرض خطة الحكومة الاقتصادية حتى 2018

وقرارات صعبة قد تتخذها الحكومة مع برامج حماية اجتماعية

رئيس الوزراء المصري يعرض خطة الحكومة الاقتصادية حتى 2018
TT

رئيس الوزراء المصري يعرض خطة الحكومة الاقتصادية حتى 2018

رئيس الوزراء المصري يعرض خطة الحكومة الاقتصادية حتى 2018

قال رئيس الوزراء المصري شريف إسماعيل اليوم (الأحد) إنه يتعين على حكومته اتخاذ كثير من القرارات الصعبة التي طالما جرى تأجيلها، مضيفا أن أي إجراء اقتصادي ستصاحبه برامج للحماية الاجتماعية «بالقدر المناسب»
وجاء ذلك في كلمة ألقاها إسماعيل أمام مجلس النواب والتي تضمنت الملامح العامة لبرنامج حكومته حتى عام 2018.
ولم يخض إسماعيل في تفاصيل حول القرارات الصعبة التي تعتزم حكومته تطبيقها في وقت تكافح فيه للنهوض بالاقتصاد الذي يعاني منذ الانتفاضة الشعبية التي أطاحت بالرئيس الأسبق حسني مبارك عام 2011 وما تلاها من اضطرابات سياسية وأمنية.
وتسلم أعضاء مجلس النواب نسخة مفصلة من برنامج الحكومة ومن المقرر أن يناقشوا هذا البرنامج ويصوتوا على منح الثقة للحكومة أو رفضها خلال مدة أقصاها شهر.
ونقلت وسائل إعلام رسمية عن إسماعيل قوله أمام البرلمان «إن المرحلة الراهنة تحتم علينا.. اتخاذ قرارات صعبة أحيانا مهما كانت الاعتبارات أو عكس ما يدفع به أحيانا أصحاب المصالح الضيقة ولا تعود ثمارها للمجموع الأكبر من المصريين».
وأضاف أن برنامج حكومته يؤسس لمبادرة التنمية 2030 التي أطلقها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مؤخرا. وتعهد بمكافحة الفساد ومعالجة البيروقراطية وإعادة بناء الجهاز الإداري للدولة.
ونقل التلفزيون عن إسماعيل قوله إن «استمرار الدولة في تقديم الخدمات بأسعار مخفضة أدى لعدم قدرتها على رفع كفاءتها»، مضيفا أن «الحكومة انحازت للمواطن المصري بوصفه الهدف الأساسي لبرنامجها»، مشيرًا إلى أن أي إجراء اقتصادي سيصاحبه برنامج للحماية الاجتماعية.
ولفت إلى أن «المشكلات والتحديات كبيرة ولكن نعمل على حلها»، مشيرا إلى أن إجمالي الأجور في الدولة وصل إلى 218 مليار جنيه، كما وصل الدين العام إلى 28 في المائة من إجمالي النفقات.
وقال إسماعيل إن برنامج الحكومة يتضمن 7 أهداف رئيسية: مضيفا أن الهدف الأول هو الحفاظ على الأمن القومي المصري، بينما يتمثل الهدف الثاني في ترسيخ البنية الديمقراطية وتدعيمها.
وأشار إلى أن الهدف الثالث يتضمن العمل على برنامج اقتصادي طموح، فيما يتمثل الهدف الرابع في ترسيخ مبادئ العدالة الاجتماعية والخدمات الأساسية، بينما يشمل الهدف الخامس تطوير البنية الأساسية والتركيز على رفع معدلات النمو الاقتصادي.
وأضاف رئيس الوزراء أن الهدف السادس في برنامج الحكومة تمثل في إصلاح الجهاز الإداري، مشيرًا أن الهدف السابع والأخير تضمن العمل على تعزيز الدور المصري دوليا. وقال إن الحكومة تؤكد التزامها باستقلالية المؤسسات الصحافية بما يضمن حرياتها.
وأكد على أن الحكومة تستهدف «الانتقال من منظومة الدعم العيني إلى الدعم النقدي تدريجيا»، مضيفًا أنه سيتم الانتهاء من 150 ألف وحدة سكنية بنهاية عام 2016
وقال رئيس الوزراء إن «الحكومة تعتزم مراجعة برنامجها بشكل دوري لتعديل وإصلاح الأخطاء إن وجدت». وأشار إلى أنه سيتم مد مظلة التأمين الصحي لتشمل معاش الضمان الاجتماعي، مشيرًا إلى أنه تم علاج 600 ألف مريض بفيروس «سي» بتكلفة مليار جنيه هذا العام.
وتشكلت حكومة إسماعيل في 19 سبتمبر (أيلول) الماضي بعد أسبوع من استقالة حكومة إبراهيم محلب وضمت 33 وزيرا بينهم 16 وزيرا جديدا.
وأجرى إسماعيل تعديلا وزاريا يوم الأربعاء الماضي شمل عشرة وزراء جدد من بينهم وزراء المالية والاستثمار والسياحة.
وقال أحمد سعد الأمين العام لمجلس النواب إن البرلمان سيشكل لجنة خاصة برئاسة وكيل المجلس لمناقشة برنامج الحكومة عبر اللجان النوعية للمجلس والرد عليه خلال شهر.
ووفقا للمادة 146 من الدستور يكلف رئيس الجمهورية رئيسا لمجلس الوزراء بتشكيل الحكومة وعرض برنامجه على مجلس النواب فإذا لم تحصل حكومته على ثقة أغلبية أعضاء مجلس النواب خلال ثلاثين يومًا على الأكثر يكلف رئيس الجمهورية رئيسا لمجلس الوزراء بترشيح من الحزب أو الائتلاف الحائز على أكثرية مقاعد مجلس النواب.
وتنص المادة أيضًا على أنه إذا لم تحصل حكومته على ثقة أغلبية أعضاء مجلس النواب خلال ثلاثين يومًا عُد المجلس منحلاً ويدعو رئيس الجمهورية لانتخاب مجلس نواب جديد خلال ستين يومًا من تاريخ صدور قرار الحل.



الساعات الأخيرة قبل إسدال الستار على مؤتمر «كوب 16» في الرياض

جلسة المفاوضات التي تعمل على حسم بنود الإعلان الختامي لمؤتمر «كوب 16» (الشرق الأوسط)
جلسة المفاوضات التي تعمل على حسم بنود الإعلان الختامي لمؤتمر «كوب 16» (الشرق الأوسط)
TT

الساعات الأخيرة قبل إسدال الستار على مؤتمر «كوب 16» في الرياض

جلسة المفاوضات التي تعمل على حسم بنود الإعلان الختامي لمؤتمر «كوب 16» (الشرق الأوسط)
جلسة المفاوضات التي تعمل على حسم بنود الإعلان الختامي لمؤتمر «كوب 16» (الشرق الأوسط)

على مدار الأسبوعين الماضيين، اجتمع قادة الدول والمنظمات الدولية، والمستثمرون، والقطاع الخاص، في العاصمة السعودية الرياض، لمناقشة قضايا المناخ، والتصحر، وتدهور الأراضي، وندرة المياه، وسط «مزاج جيد ونيات حسنة»، وفق الأمين التنفيذي لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر إبراهيم ثياو، خلال مؤتمر صحافي عُقد مساء الخميس.

وجرى جمع 12 مليار دولار تعهدات تمويل من المنظمات الدولية الكبرى. وفي المقابل، تُقدَّر الاستثمارات المطلوبة لتحقيق أهداف مكافحة التصحر وتدهور الأراضي بين 2025 و2030 بنحو 355 مليار دولار سنوياً، مما يعني أن هناك فجوة تمويلية ضخمة تُقدَّر بـ278 مليار دولار سنوياً، وهو ما يشكل عقبة كبيرة أمام تحقيق الأهداف البيئية المطلوبة.

وحتى كتابة هذا الخبر، كانت المفاوضات لا تزال جارية. وكان من المرتقب إعلان النتائج في مؤتمر صحافي عصر اليوم، إلا أنه أُلغي، و«تقرَّر إصدار بيان صحافي يوضح نتائج المؤتمر فور انتهاء الاجتماع، وذلك بدلاً من عقد المؤتمر الصحافي الذي كان مخططاً له في السابق»، وفق ما أرسلته الأمم المتحدة لممثلي وسائل الإعلام عبر البريد الإلكتروني.

التمويل

وقد تعهدت «مجموعة التنسيق العربية» بـ10 مليارات دولار، في حين قدَّم كل من «صندوق أوبك» و«البنك الإسلامي للتنمية» مليار دولار، ليصبح بذلك إجمالي التمويل 12 مليار دولار، وهو ما جرى الإعلان عنه يوم الخميس.

وكانت السعودية قد أطلقت، في أول أيام المؤتمر، «شراكة الرياض العالمية للتصدي للجفاف»، بتخصيص 150 مليون دولار على مدى السنوات العشر المقبلة.

وأشار تقرير تقييم الاحتياجات المالية لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر، إلى وجود فجوة تمويلية تبلغ 278 مليار دولار سنوياً، تهدد قدرة الدول على تحقيق أهداف مكافحة هذه الظواهر بحلول عام 2030، ما يشكل عقبة أمام استعادة الأراضي المتدهورة التي تُقدَّر مساحتها بمليار هكتار.

وتبلغ الاستثمارات المطلوبة لتحقيق هذه الأهداف بين 2025 و2030، نحو 355 مليار دولار سنوياً، في حين أن الاستثمارات المتوقعة لا تتجاوز 77 ملياراً، مما يترك فجوة تمويلية ضخمة تصل إلى 278 مليار دولار، وفق تقرير تقييم الاحتياجات المالية لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر، الذي أصدرته في اليوم الثاني من المؤتمر. وفي وقت تواجه الأرض تحديات بيئية تتعلق بتدهور الأراضي والتصحر، إذ أشارت التقارير التي جرى استعراضها، خلال المؤتمر، إلى أن 40 في المائة من أراضي العالم تعرضت للتدهور، مما يؤثر على نصف سكان العالم ويتسبب في عواقب وخيمة على المناخ والتنوع البيولوجي وسُبل العيش.

وفي الوقت نفسه، يفقد العالم أراضيه الخصبة بمعدلات مثيرة للقلق، وزادت حالات الجفاف بنسبة 29 في المائة منذ عام 2000، متأثرة بالتغير المناخي، وسوء إدارة الأراضي، مما أدى إلى معاناة ربع سكان العالم من موجات الجفاف، ومن المتوقع أن يواجه ثلاثة من كل أربعة أشخاص في العالم ندرة كبيرة في المياه بحلول عام 2050، وفقاً لبيانات اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر. وقد ارتفع الجفاف الحاد بنسبة 233 في المائة خلال خمسين عاماً، وفق آخِر تقارير «البنك الدولي».

وفي ظل هذه الظروف، جاء مؤتمر الرياض «كوب 16» لمناقشة أهمية التعاون الدولي والاستجابة الفعّالة لمجابهة هذه التحديات، وليسلّط الضوء على ضرورة استعادة 1.5 مليار هكتار من الأراضي بحلول عام 2030 لتحقيق الاستدامة البيئية.

يُذكر أن «مؤتمر كوب 16» هو الأول من نوعه الذي يُعقَد في منطقة الشرق الأوسط، وأكبر مؤتمر متعدد الأطراف تستضيفه المملكة على الإطلاق. وصادف انعقاده الذكرى الثلاثين لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر، إحدى المعاهدات البيئية الثلاث الرئيسية المعروفة باسم «اتفاقيات ريو»، إلى جانب تغير المناخ والتنوع البيولوجي.