أعلن الجيش المصري أمس، مقتل 60 إرهابيا وإصابة 40 آخرين في مواجهات مع العناصر المُتطرفة استخدمت فيها الضربات الجوية بشمال سيناء، التي تشهد مواجهات دامية شبه يومية مع فرع تنظيم داعش الإرهابي في سيناء.
في حين قال الخبير الأمني والاستراتيجي اللواء طلعت مسلم لـ«الشرق الأوسط»، إن «قوات مكافحة الإرهاب من الجيش والشرطة وجهت ضربات قوية للبؤر الإرهابية وتحقق نجاحات كبيرة على الأرض، ومستمرة في عملياتها»، مضيفا أن «قوات الجيش تواصل شن سلسلة من الغارات العنيفة على المواقع التي يشتبه أن عناصر التنظيم الإرهابي تتحصن بها خاصة في جنوب مدينة الشيخ زويد».
ويشن الجيش المصري حربا على التنظيمات الإرهابية التي تتخذ من سيناء منطلقا لنشاطها، وتتخذ تنظيمات متشددة من شبه جزيرة سيناء مركزا لعملياتها ضد عناصر الجيش والشرطة. وتزايدت عملياتها منذ عزل محمد مرسي المنتمي لجماعة الإخوان والمصنفة رسميا كجماعة إرهابية، عن السلطة في يوليو (تموز) عام 2013.
وتبنى تنظيم «أنصار بيت المقدس» الذي بايع «داعش» عام 2014 الهجوم الأخير على «كمين الصفا» جنوب مدينة العريش أكبر مدن محافظة شمال سيناء، والذي أسفر عن مقتل 15 شرطيا بينهم 12 مجندا.. وهو الهجوم الأكثر دموية منذ أشهر في سيناء.
وقال المتحدث باسم القوات المسلحة المصرية العميد محمد سمير أمس، إن «عناصر قوات مكافحة الإرهاب بالتعاون مع القوات الجوية تمكنت من مُلاحقة العناصر التكفيرية وتوجيه ضربات مؤثرة للبؤر الإرهابية جنوب مدينتي رفح والشيخ زويد»، مضيفا: «قد تمكنت القوات من القضاء على 60 إرهابيا وإصابة 40 آخرين، وتدمير 27 سيارة دفع رباعي ونصف نقل، ودراجتين بخاريتين من دون لوحات معدنية، كما تم تدمير 32 مخزنا للسلاح والذخيرة يستخدمها الإرهابيون في تنفيذ أعمالهم».
وأوضح المتحدث العسكري للجيش المصري، أن «هذه العملية في إطار استكمال عملية حق الشهيد والقصاص لشهداء القوات المسلحة والشرطة المدنية والمواطنين الأبرياء». ووعد المتحدث العسكري بمواصلة القوات لعملياتها للقضاء الكامل على كافة العناصر الإرهابية.
ولجأ فرع «داعش المصري» خلال الفترة الماضية إلى استهداف مدرعات الجيش والشرطة بعبوات ناسفة يزرعها في مسار القوات، كما قام بعمليات انتقام بحق أبناء سيناء المتعاونين مع السلطات الأمنية.
وتبنى التنظيم الإرهابي تفجير طائرة روسية كانت تقل سياحا بعد إقلاعها من مطار شرم الشيخ الدولي، ما أدى إلى سقوطها في سيناء في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، ومقتل 224 شخصا.
وتفرض السلطات المصرية حالة الطوارئ على أجزاء من شمال سيناء منذ أكتوبر (تشرين الأول) من العام قبل الماضي، عقب مقتل 33 جنديا في هجوم شنه تنظيم «داعش مصر» على نقطة عسكرية في شمال سيناء، ومنذ ذلك الحين تمدد حالة الطوارئ كل 3 أشهر.
ويقول المراقبون إن تركيبة المنطقة المعقدة جغرافيا وسكانيا وربما سياسيا على مدار سنوات، خلقت منها موضع قدم يمثل حلما لعناصر أرادت زرع الإرهاب في المنطقة.. فكانت شبة جزيرة سيناء مسرح عمليات تدريب الإرهاب في نهاية الثمانينات ومطلع التسعينات من القرن الماضي، حيث تدربت هناك كثير من فرق الموت آنذاك مثل «التكفير والهجرة» و«الجهاد» على عمليات العنف، التي أسفرت عن تنفيذ عشرات العمليات ضد الجيش والشرطة خلال السنوات الماضية.
ونجح الجيش المصري بعد توحيد قيادة الجيشين الثاني والثالث في أعقاب عملية «كرم القواديس» في تحجيم قدرات تنظيم داعش، وإيقاف عملياته الكبرى؛ لكنه لم يتمكن من القضاء عليه بعد.
وأكدت مصادر أمنية وعسكرية أمس، أن «الأجهزة الأمنية والجيش في شبة جزيرة سيناء يتخذان جميع الإجراءات اللازمة للتصدي لأي مخطط من العناصر الإرهابية خلال الفترة المُقبلة».
الجيش المصري يُعلن مقتل 60 إرهابيا وإصابة 40 في سيناء
خبير أمني: الضربات المُتلاحقة للمتطرفين تُحقق نجاحات كبيرة
الجيش المصري يُعلن مقتل 60 إرهابيا وإصابة 40 في سيناء
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة