الجيش المصري يُعلن مقتل 60 إرهابيا وإصابة 40 في سيناء

خبير أمني: الضربات المُتلاحقة للمتطرفين تُحقق نجاحات كبيرة

الجيش المصري يُعلن مقتل 60 إرهابيا وإصابة 40 في سيناء
TT

الجيش المصري يُعلن مقتل 60 إرهابيا وإصابة 40 في سيناء

الجيش المصري يُعلن مقتل 60 إرهابيا وإصابة 40 في سيناء

أعلن الجيش المصري أمس، مقتل 60 إرهابيا وإصابة 40 آخرين في مواجهات مع العناصر المُتطرفة استخدمت فيها الضربات الجوية بشمال سيناء، التي تشهد مواجهات دامية شبه يومية مع فرع تنظيم داعش الإرهابي في سيناء.
في حين قال الخبير الأمني والاستراتيجي اللواء طلعت مسلم لـ«الشرق الأوسط»، إن «قوات مكافحة الإرهاب من الجيش والشرطة وجهت ضربات قوية للبؤر الإرهابية وتحقق نجاحات كبيرة على الأرض، ومستمرة في عملياتها»، مضيفا أن «قوات الجيش تواصل شن سلسلة من الغارات العنيفة على المواقع التي يشتبه أن عناصر التنظيم الإرهابي تتحصن بها خاصة في جنوب مدينة الشيخ زويد».
ويشن الجيش المصري حربا على التنظيمات الإرهابية التي تتخذ من سيناء منطلقا لنشاطها، وتتخذ تنظيمات متشددة من شبه جزيرة سيناء مركزا لعملياتها ضد عناصر الجيش والشرطة. وتزايدت عملياتها منذ عزل محمد مرسي المنتمي لجماعة الإخوان والمصنفة رسميا كجماعة إرهابية، عن السلطة في يوليو (تموز) عام 2013.
وتبنى تنظيم «أنصار بيت المقدس» الذي بايع «داعش» عام 2014 الهجوم الأخير على «كمين الصفا» جنوب مدينة العريش أكبر مدن محافظة شمال سيناء، والذي أسفر عن مقتل 15 شرطيا بينهم 12 مجندا.. وهو الهجوم الأكثر دموية منذ أشهر في سيناء.
وقال المتحدث باسم القوات المسلحة المصرية العميد محمد سمير أمس، إن «عناصر قوات مكافحة الإرهاب بالتعاون مع القوات الجوية تمكنت من مُلاحقة العناصر التكفيرية وتوجيه ضربات مؤثرة للبؤر الإرهابية جنوب مدينتي رفح والشيخ زويد»، مضيفا: «قد تمكنت القوات من القضاء على 60 إرهابيا وإصابة 40 آخرين، وتدمير 27 سيارة دفع رباعي ونصف نقل، ودراجتين بخاريتين من دون لوحات معدنية، كما تم تدمير 32 مخزنا للسلاح والذخيرة يستخدمها الإرهابيون في تنفيذ أعمالهم».
وأوضح المتحدث العسكري للجيش المصري، أن «هذه العملية في إطار استكمال عملية حق الشهيد والقصاص لشهداء القوات المسلحة والشرطة المدنية والمواطنين الأبرياء». ووعد المتحدث العسكري بمواصلة القوات لعملياتها للقضاء الكامل على كافة العناصر الإرهابية.
ولجأ فرع «داعش المصري» خلال الفترة الماضية إلى استهداف مدرعات الجيش والشرطة بعبوات ناسفة يزرعها في مسار القوات، كما قام بعمليات انتقام بحق أبناء سيناء المتعاونين مع السلطات الأمنية.
وتبنى التنظيم الإرهابي تفجير طائرة روسية كانت تقل سياحا بعد إقلاعها من مطار شرم الشيخ الدولي، ما أدى إلى سقوطها في سيناء في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، ومقتل 224 شخصا.
وتفرض السلطات المصرية حالة الطوارئ على أجزاء من شمال سيناء منذ أكتوبر (تشرين الأول) من العام قبل الماضي، عقب مقتل 33 جنديا في هجوم شنه تنظيم «داعش مصر» على نقطة عسكرية في شمال سيناء، ومنذ ذلك الحين تمدد حالة الطوارئ كل 3 أشهر.
ويقول المراقبون إن تركيبة المنطقة المعقدة جغرافيا وسكانيا وربما سياسيا على مدار سنوات، خلقت منها موضع قدم يمثل حلما لعناصر أرادت زرع الإرهاب في المنطقة.. فكانت شبة جزيرة سيناء مسرح عمليات تدريب الإرهاب في نهاية الثمانينات ومطلع التسعينات من القرن الماضي، حيث تدربت هناك كثير من فرق الموت آنذاك مثل «التكفير والهجرة» و«الجهاد» على عمليات العنف، التي أسفرت عن تنفيذ عشرات العمليات ضد الجيش والشرطة خلال السنوات الماضية.
ونجح الجيش المصري بعد توحيد قيادة الجيشين الثاني والثالث في أعقاب عملية «كرم القواديس» في تحجيم قدرات تنظيم داعش، وإيقاف عملياته الكبرى؛ لكنه لم يتمكن من القضاء عليه بعد.
وأكدت مصادر أمنية وعسكرية أمس، أن «الأجهزة الأمنية والجيش في شبة جزيرة سيناء يتخذان جميع الإجراءات اللازمة للتصدي لأي مخطط من العناصر الإرهابية خلال الفترة المُقبلة».



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».