المعارضة تستعيد 3 قرى بريف حلب من «داعش»

اتهامات للطائرات الروسية بارتكاب مجزرة في تدمر

المعارضة تستعيد 3 قرى بريف حلب من «داعش»
TT

المعارضة تستعيد 3 قرى بريف حلب من «داعش»

المعارضة تستعيد 3 قرى بريف حلب من «داعش»

اتهمت المعارضة السورية النظام بمواصلة خرقه هدنة وقف إطلاق النار، خصوصًا في الغوطتين الغربية والشرقية، التي تلقت مناطقها عشرات البراميل المتفجرة وقذائف المدفعية الثقيلة، فيما تعرضت مدينة الرقة الواقعة تحت سيطرة تنظيم داعش لغارات ذهب ضحيتها عشرات القتلى والجرحى من المدنيين.
وفي المقابل، سجلت فصائل المعارضة المسلّحة إنجازًا عسكريًا على حساب التنظيم، تمثّل بسيطرتها على ثلاث قرى في ريف حلب الشمالي، ومهاجمتها لمواقع النظام في منطقة سَلَمية في ريف محافظة حماه الشرقي.
تقارير للمعارضة السورية ذكرت أن الهليكوبترات العسكرية ألقت ما لا يقل عن 16 برميلاً متفجرة على مزارع مخيم خان الشيح في الغوطة الغربية، ترافق مع قصفه لمناطق في مزارع العباسة بأطراف المخيم، كما نفذت طائرات حربية 4 غارات على قرية حرستا القنطرة في الغوطة الشرقية، فيما سقطت قذيفة أطلقتها قوات النظام على أحد أحياء مدينة دوما في المنطقة ذاتها، مما أدى إلى سقوط عدد من الجرحى.
أما في الجبهة الشمالية، فقد سيطرت فصائل المعارضة المسلّحة ليل الجمعة - السبت، على 3 قرى في ريف محافظة حلب الشمالي، بعد اشتباكات مع تنظيم داعش. وقال الناشط المعارض أبو محمد الحلبي: «إن فصائل من المعارضة أبرزها «فرقة السلطان مراد» و«فيلق الشام» و«الجبهة الشامية» و«لواء المعتصم»، سيطروا على قرى مريغل والجكة والكمالية، بعد اشتباكات عنيفة استمرت أكثر من عشر ساعات ضد التنظيم.
وأعلن الناشط أن فصائل المعارضة «فجرت عربتين مفخختين قبل وصولهما إلى هذه القرى عقب سيطرتهم عليها، كان التنظيم أرسلهما في محاولة منه لاستعادتها»، مؤكدًا أن «الاشتباكات بين الطرفين، أدت إلى مقتل أكثر من عشرة عناصر من التنظيم، في حين سقط سبعة مقاتلين من المعارضة وأصيب آخرون بجروح». وردًا على تقدم المعارضة، شن التنظيم هجومًا على قرية صندف الخاضعة لسيطرة المعارضة بريف حلب الشمالي، في محاولة منه لتخفيف الضغط على الجبهات الأخرى التي تقدمت فيها المعارضة، من دون أن يحرز أي تقدم.
إلى ذلك، هاجم عناصر من فصائل المعارضة، صباح أمس، منطقة الرابية الخاضعة لسيطرة القوات النظامية جنوب غربي مدينة سلمية في ريف حماه الشرقي، مما أدى إلى اندلاع اشتباكات وسقوط قتلى وجرحى بين الطرفين. وأفاد «مكتب أخبار سوريا» المعارض بأن مقاتلي المعارضة «تسللوا إلى الرابية التي يوجد فيها تجمع كبير للقوات النظامية، مما أدى إلى اندلاع اشتباكات عنيفة، أسفرت عن تدمير دبابة نظامية والسيطرة على أخرى، في حين قتل عدد غير معروف من عناصر الطرفين».
وأشار المكتب المذكور إلى أن «قتلى وجرحى القوات النظامية نقلوا إلى مشفى سلمية الوطني، حيث طالبت إدارتها، جميع الكادر الطبي، الذين كانوا في إجازاتهم، بالالتحاق بالمشفى فورًا، نظرًا لازدياد عدد جرحى القوات النظامية»، لافتًا إلى أن «القوات النظامية المتمركزة في قرية المغير، حاولت التسلل ليل الجمعة باتجاه بلدة كفرنبودة الخاضعة لسيطرة المعارضة في ريف حماه الشمالي، مما أدى إلى تدمير تركس نظامي، بعد استهدافه بصاروخ من طراز (تاو)، من دون أن تحرز هذه القوات أي تقدم باتجاه البلدة».
إلى ذلك، أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان، أن عشرات الأشخاص قتلوا أو أصيبوا في سلسلة من الغارات الجوية على مدينة الرقة، أمس (السبت). وأضاف: «إن 39 مدنيًا على الأقل قتلوا السبت في قصف جوي استهدف المشفى الوطني ومنطقة البانوراما وحيي الفردوس والثكنة ومناطق أخرى في المدينة». وقال مدير «المرصد» رامي عبد الرحمن لوكالة «الصحافة الفرنسية» إن «بين القتلى خمسة أطفال وسبع نساء على الأقل». وأشار أن الغارات «نفذتها طائرات حربية لا نعلم ما إذا كانت روسية أم تابعة للنظام السوري»، موضحًا أن «هدف الغارات هو محاولة شل تنظيم داعش ومنعه من إرسال تعزيزات من الرقة إلى تدمر».
أما وكالة «أعماق» التابعة لـ«داعش»، فأعلنت أن «43 قتيلاً و60 جريحًا سقطوا جراء غارات روسية على مدينة الرقة». وتأتي هذه المجزرة بعد ساعات على مجزرة راح ضحيتها 16 مدنيًا على الأقل من ضمنهم 8 أطفال و5 نساء، إثر غارات جوية على مناطق السور والصوامع وساحة المجمع وحي الثكنة في مدينة الرقة.
وأما المعارك، فحافظت على وتيرتها العنيفة في البادية الغربية لمدينة تدمر، بين مقاتلي التنظيم وقوات النظام مدعومة بمسلحين موالين لها، أدت إلى سقوط خسائر قتلى وجرحى في صفوف الطرفين.
وتعرضت قرى تسيطر عليها الفصائل المقاتلة والإسلامية في جبل التركمان في ريف محافظة اللاذقية الشمالي، لقصف من قوات النظام، مما أدى إلى أضرار مادية.



بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
TT

بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)

على الرغم من ابتلاع مياه البحر نحو 500 مهاجر من القرن الأفريقي باتجاه السواحل اليمنية، أظهرت بيانات أممية حديثة وصول آلاف المهاجرين شهرياً، غير آبهين لما يتعرضون له من مخاطر في البحر أو استغلال وسوء معاملة عند وصولهم.

ووسط دعوات أممية لزيادة تمويل رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي، أفادت بيانات المنظمة الدولية بأن ضحايا الهجرة غير الشرعية بلغوا أكثر من 500 شخص لقوا حتفهم في رحلات الموت بين سواحل جيبوتي والسواحل اليمنية خلال العام الحالي، حيث يعد اليمن نقطة عبور رئيسية لمهاجري دول القرن الأفريقي، خاصة من إثيوبيا والصومال، الذين يسعون غالباً إلى الانتقال إلى دول الخليج.

وذكرت منظمة الهجرة الدولية أنها ساعدت ما يقرب من 5 آلاف مهاجر عالق في اليمن على العودة إلى بلدانهم في القرن الأفريقي منذ بداية العام الحالي، وقالت إن 462 مهاجراً لقوا حتفهم أو فُقدوا خلال رحلتهم بين اليمن وجيبوتي، كما تم توثيق 90 حالة وفاة أخرى للمهاجرين على الطريق الشرقي في سواحل محافظة شبوة منذ بداية العام، وأكدت أن حالات كثيرة قد تظل مفقودة وغير موثقة.

المهاجرون الأفارقة عرضة للإساءة والاستغلال والعنف القائم على النوع الاجتماعي (الأمم المتحدة)

ورأت المنظمة في عودة 4.800 مهاجر تقطعت بهم السبل في اليمن فرصة لتوفير بداية جديدة لإعادة بناء حياتهم بعد تحمل ظروف صعبة للغاية. وبينت أنها استأجرت لهذا الغرض 30 رحلة طيران ضمن برنامج العودة الإنسانية الطوعية، بما في ذلك رحلة واحدة في 5 ديسمبر (كانون الأول) الحالي من عدن، والتي نقلت 175 مهاجراً إلى إثيوبيا.

العودة الطوعية

مع تأكيد منظمة الهجرة الدولية أنها تعمل على توسيع نطاق برنامج العودة الإنسانية الطوعية من اليمن، مما يوفر للمهاجرين العالقين مساراً آمناً وكريماً للعودة إلى ديارهم، ذكرت أن أكثر من 6.300 مهاجر من القرن الأفريقي وصلوا إلى اليمن خلال أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وهو ما يشير إلى استمرار تدفق المهاجرين رغم تلك التحديات بغرض الوصول إلى دول الخليج.

وأوضح رئيس بعثة منظمة الهجرة في اليمن، عبد الستار إيسوييف، أن المهاجرين يعانون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء والرعاية الصحية والمأوى الآمن. وقال إنه ومع الطلب المتزايد على خدمات العودة الإنسانية، فإن المنظمة بحاجة ماسة إلى التمويل لضمان استمرار هذه العمليات الأساسية دون انقطاع، وتوفير مسار آمن للمهاجرين الذين تقطعت بهم السبل في جميع أنحاء البلاد.

توقف رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي بسبب نقص التمويل (الأمم المتحدة)

ووفق مدير الهجرة الدولية، يعاني المهاجرون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء، والرعاية الصحية، والمأوى الآمن. ويضطر الكثيرون منهم إلى العيش في مأوى مؤقت، أو النوم في الطرقات، واللجوء إلى التسول من أجل البقاء على قيد الحياة.

ونبه المسؤول الأممي إلى أن هذا الضعف الشديد يجعلهم عرضة للإساءة، والاستغلال، والعنف القائم على النوع الاجتماعي. وقال إن الرحلة إلى اليمن تشكل مخاطر إضافية، حيث يقع العديد من المهاجرين ضحية للمهربين الذين يقطعون لهم وعوداً برحلة آمنة، ولكنهم غالباً ما يعرضونهم لمخاطر جسيمة. وتستمر هذه المخاطر حتى بالنسبة لأولئك الذين يحاولون مغادرة اليمن.

دعم إضافي

ذكر المسؤول في منظمة الهجرة الدولية أنه ومع اقتراب العام من نهايته، فإن المنظمة تنادي بالحصول على تمويل إضافي عاجل لدعم برنامج العودة الإنسانية الطوعية للمهاجرين في اليمن.

وقال إنه دون هذا الدعم، سيستمر آلاف المهاجرين بالعيش في ضائقة شديدة مع خيارات محدودة للعودة الآمنة، مؤكداً أن التعاون بشكل أكبر من جانب المجتمع الدولي والسلطات ضروري للاستمرار في تنفيذ هذه التدخلات المنقذة للحياة، ومنع المزيد من الخسائر في الأرواح.

الظروف البائسة تدفع بالمهاجرين الأفارقة إلى المغامرة برحلات بحرية خطرة (الأمم المتحدة)

ويقدم برنامج العودة الإنسانية الطوعية، التابع للمنظمة الدولية للهجرة، الدعم الأساسي من خلال نقاط الاستجابة للمهاجرين ومرافق الرعاية المجتمعية، والفرق المتنقلة التي تعمل على طول طرق الهجرة الرئيسية للوصول إلى أولئك في المناطق النائية وشحيحة الخدمات.

وتتراوح الخدمات بين الرعاية الصحية وتوزيع الأغذية إلى تقديم المأوى للفئات الأكثر ضعفاً، وحقائب النظافة الأساسية، والمساعدة المتخصصة في الحماية، وإجراء الإحالات إلى المنظمات الشريكة عند الحاجة.

وعلى الرغم من هذه الجهود فإن منظمة الهجرة الدولية تؤكد أنه لا تزال هناك فجوات كبيرة في الخدمات، في ظل قلة الجهات الفاعلة القادرة على الاستجابة لحجم الاحتياجات.