الملك محمد السادس يفتتح في موسكو معرض «المغرب وروسيا تاريخ قديم مشترك»

يضم قطعًا أثرية كبيرة من مجموعات المتحف الأثري بالرباط

الملك محمد السادس لدى افتتاحه المعرض في موسكو أمس (ماب)
الملك محمد السادس لدى افتتاحه المعرض في موسكو أمس (ماب)
TT

الملك محمد السادس يفتتح في موسكو معرض «المغرب وروسيا تاريخ قديم مشترك»

الملك محمد السادس لدى افتتاحه المعرض في موسكو أمس (ماب)
الملك محمد السادس لدى افتتاحه المعرض في موسكو أمس (ماب)

أشرف العاهل المغربي الملك محمد السادس، أمس (الأربعاء)، في متحف بوشكين بموسكو، على افتتاح معرض «المغرب وروسيا تاريخ قديم مشترك». وسيتيح هذا المعرض، المنظم من قبل المؤسسة الوطنية للمتاحف، التعرف على التاريخ العريق والغني للمملكة المغربية، باعتباره مصدرا لفهم المغرب المعاصر والحديث.
ويضم المعرض قطعا أثرية كبيرة من مجموعات المتحف الأثري بالرباط، من بينها قطع برونزية من المواقع الرومانية القديمة الكبرى في المغرب. وينبع هذا الاختيار من الرغبة في تعريف المواطن الروسي على واحد من أوجه ثقافة غنية أسهمت في نشأة الحضارات ما بين القرن الأول والسابع الميلادي.
ومن خلال منحوتات رومانية، يتم نقل بعضها لأول مرة خارج المغرب، سيمكن المعرض، الذي يستمر حتى 16 أبريل (نيسان)، زوار متحف بوشكين، الذي يقدر عددهم بنحو خمسة آلاف شخص يوميا، من اكتشاف، التاريخ الذي يتقاسمه المغرب مع الشعب الروسي. والمعرض أيضا مناسبة لتسليط الضوء على التراث التاريخي للمغرب وإشعاع حضارته. وتندرج هذه التظاهرة الفريدة «المغرب وروسيا تاريخ قديم مشترك» في إطار الجهود التي يبذلها الملك محمد السادس بغاية جعل الثقافة رافعة حقيقية للتنمية وعاملا أساسيا في التقارب بين الشعوب والتمازج الثقافي، وأداة لتعزيز قيم التسامح والانفتاح والمشاركة. كما يترجم تنظيم هذا المعرض إرادة المملكة المغربية في أن تتقاسم مع العالم تراثها العريق والثري، التاريخي والعلمي والثقافي والمعماري والديني. وهو التراث الذي شيده المغرب على إسلام معتدل.
يشار إلى أنه في إطار الزيارة الرسمية التي يقوم بها الملك محمد السادس إلى روسيا وقّعت المؤسسة الوطنية للمتاحف اتفاقيات شراكة مع اثنين من أكبر المتاحف الروسية ذات الشهرة العالمية، وهما متحف الأرميتاج، ومتحف الكرملين. وتنص هذه الاتفاقيات على تقاسم الخبرات والتبادل الثقافي في المجال المتحفي، وذلك في أفق تنظيم معارض كبرى في المغرب وروسيا.



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.