ضربات جوية تقصف معقل «القاعدة» في عدن

المحافظ: المرحلة الثانية من الخطة الأمنية مستمرة لحين تطهير العاصمة المؤقتة بالكامل

رئيس الوزراء اليمني خالد بحاح في جولة بمنطقة المنصورة وسط عدن مساء أمس («الشرق الأوسط»)
رئيس الوزراء اليمني خالد بحاح في جولة بمنطقة المنصورة وسط عدن مساء أمس («الشرق الأوسط»)
TT

ضربات جوية تقصف معقل «القاعدة» في عدن

رئيس الوزراء اليمني خالد بحاح في جولة بمنطقة المنصورة وسط عدن مساء أمس («الشرق الأوسط»)
رئيس الوزراء اليمني خالد بحاح في جولة بمنطقة المنصورة وسط عدن مساء أمس («الشرق الأوسط»)

اندلعت مواجهات جديدة أمس بين قوات الأمن اليمنية وعناصر تنظيم «القاعدة» في مدينة عدن بجنوب اليمن، حيث أسفرت المعارك والغارات الجوية للتحالف العربي بقيادة السعودية عن مقتل 19 شخصا، بينهم 17 مسلحا من التنظيم الإرهابي، بحسب مصادر أمنية. وقال شهود عيان أمس إن «ضربات جوية قتلت وأصابت العشرات يشتبه في أنهم من متشددي التنظيم الإرهابي خلال الليل في مدينة عدن الساحلية».
وقصفت الضربات منطقة المنصورة وهي معقل للمتشددين وشهدت كثيرا من الهجمات التي استهدفت مسؤولي الأمن المحليين منذ تطهير مدينة عدن في يوليو (تموز) الماضي من قبضة الحوثيين المتحالفين مع إيران.
وذكرت مصادر أن 20 مدنيا ومتشددا على الأقل أصيبوا فضلا عن ثلاثة من أفراد الأمن. وأضافت أن الضربات استهدفت المتشددين الذين كانوا يعتلون سطح مركبات، كما أصابت إحدى الضربات مبنى تابعا للحكومة المحلية. وقالت المصادر إن اشتباكات متقطعة ما زالت مستمرة.
وكانت القوات الأمنية بالاشتراك مع المقاومة الجنوبية وقوات التحالف بدأت أول من أمس، بإسناد من طيران التحالف العربي، عملية أمنية واسعة بمدينة المنصورة في عدن أسفرت عن مقتل وجرح العشرات من عناصر الجماعات المسلحة والمتطرفة، والتي تتخذ من أحياء منطقة المنصورة المكتظة بالسكان المدنيين وكرًا لها لتنفيذ عمليات إرهابية لزعزعة الأمن والاستقرار. ونفذت الضربات بعد يوم من قيام القوات الموالية للرئيس عبد ربه منصور هادي بكسر الحصار الذي يفرضه الحوثيون على تعز ثالث أكبر مدن اليمن والتي تقع على بعد مائتي كيلومتر تقريبا شمال غربي عدن.
وانتشرت القوات الأمنية في المنصورة وسيطرت على الشوارع القريبة منها، ضمن تدشين المرحلة الثانية من الخطة الأمنية التي تستهدف تطهير عدن من الإرهاب. وعقب عمليات الانتشار، قامت جماعات مسلحة بموقع المواجهات بمهاجمة القوات الأمنية وهو ما دفع إلى تدخل طيران قوات التحالف بعدن. وتوسعت رقعة الاشتباكات ووصلت إلى مبنى المجلس المحلي والبلدية التي تتخذه الجماعات المسلحة معسكرًا لها، فيما نفذ طيران التحالف 4 غارات استهدفت مبنى المجلس المحلي الذي يعد مخزن تموين بالأسلحة والذخائر للميليشيات، وأخرى استهدفت دبابة ومصفحة وأطقما عسكرية للجماعات المتطرفة. كما قصف طيران التحالف تعزيزات قادمة للميليشيات، وقامت القوات الأمنية بالتوغل داخل المنصورة والسيطرة الكاملة على مداخل ومخارج المنطقة بصورة شبة كاملة.
ومن نتائج العملية الأمنية التي حققت نجاحا كبيرًا السيطرة على أوكار الإرهاب بالمنصورة، وقطع أوصال الجماعات المسلحة وقصف مخازن أسلحتهم، وتدمير مضاد للطيران ومدرعة وأطقم عسكرية كانت بحوزة المتطرفين.
من جهته أكد اللواء عيدروس قاسم الزبيدي محافظ عدن ورئيس اللجنة الأمنية العليا أن المرحلة الثانية من الخطة الأمنية التي دشنت أول من أمس بالمنصورة، والتي جاءت بعد أن باتت هذه المنطقة تشكل مصدر رعب وقلق للمواطنين، وبؤرة لانطلاق الخلايا الإرهابية التي ترتكب أبشع الجرائم.
وتأتي الخطة الأمنية بحسب المحافظ الزبيدي بدعم وتوجيه من قبل الرئيس اليمني هادي، وقيادة دول التحالف في عدن. وأشار الزبيدي إلى أن المرحلة الثانية من الخطة الأمنية مستمرة إلى أن تحقق كامل أهدافها وعلى رأسها فرض هيبة الدولة وعودة الأمن والاستقرار في كل مديريات العاصمة عدن وضواحيها وإنهاء الفوضى الأمنية وملاحقة المتسببين بها أينما حلوا، مجددًا شكره لقوات التحالف التي ساندت قوات الأمن والمقاومة.
وقال محافظ عدن في تصريحات إعلامية إنه «وعلى مدار الأشهر الماضية والقيادة السياسية والأمنية والعسكرية في العاصمة الثانية عدن، تحاول جاهدة لفرض الأمن والاستقرار في هذه المدينة الباسلة من أجل إعادة الحياة فيها من جديد بدوران عجلة التنمية والبناء»، مشيرًا إلى أن تلك الجماعات الإرهابية تسعى لإغراق المدينة في مستنقع الفوضى من خلال ارتكابها لتلك الأعمال الإجرامية بحق المواطنين وتعطيل شريان الحياة، وزعزعة الأمن والاستقرار فيها باغتيال كوادرها واستهداف مؤسساتها الأمنية والحيوية باستخدامها للسيارات المفخخة والعبوات الناسفة.
ورغم حالة الرعب والقلق التي عاشها سكان مدينة المنصورة بعدن خلال الـ24 الساعة الماضية، فإن هناك حالة ارتياح واسعة بحسب ما أفاد به مواطنون عن العملية الأمنية التي قالوا إنها تأتي للقضاء على الإرهاب، مؤكدين وقوفهم إلى جانب الحملة حتى تطهير المدينة وكامل عدن من جماعات القتل والإجرام.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.